الدخول الى عالم الرجل بلا استئذان!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: قد يعترض الرجال على حقائق اثبتتها الدراسات العلمية التي استغرقت من العلماء والباحثين جهد ووقت طويل لإثبات صحتها ودقة نتائجها منها ما يتعلق بمواضيع حساسة تمس الرجال انفسهم ومنها ما يتعلق بجوانب اخرى قد تكون اجتماعية او نفسية او صحية خصوصاً اذا كان مورد الكلام في مقام يجرد الرجال من مكانتهم المعروفة وبالتالي الدخول في محاذير وخطوط حمراء لا يرضاها او يعترف به، لكن مع هذا لا يمكن ان تهمل الفائدة الكبيرة التي يتم استحصالها من الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع لمجرد انها قد تفتح الباب على موارد محرجة بالنسبة للرجال سيما وان معظم هذه الابحاث انما اقيمت من اجل تقديم المساعدة الافضل وايجاد الحلول الانسب للتغلب على مشاكل عانى منها الرجال لازمان طويلة كانت تقف دون تحقيق مراد الرجل بالإنجاب والابوة ومكافحة الامراض والحياة الصحية.

الطفل يكمل الرجل

حيث قال باحثون أميركيون إنه خلافاً للحكمة السائدة، يعتبر معظم الرجال ان الأطفال مهمون لكي يشعروا باكتمالهم كرجال، وأوضحت جوليا ماكيلان، وهي بروفيسور بعلم الاجتماع في جامعة نبراسكا لينكولن، انها ورفاقها أجروا مسحاً على نحو 1000 رجل، ووجدوا ان الآباء وغير الآباء منهم يرون في الأبوّة جزءاً مهماً من حزمة حياتهم التي تتضمن العمل والرفاهية، وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة «الأبوة» ان 77٪ من الرجال يعتبرون انه من المهم جداً أن يكونوا آباء جيدين، فيما قال 49٪ ان امتلاكهم مهنة جيدة هو أمر مهم جد، وقالت ماكيلان إن «هناك صورة سائدة عن أن الرجال يعتبرون أنهم إذا كانوا جيدين في عملهم فإذاً هم غير جيدين كآباء، ولكن هذه النتائج أظهرت أن الأمر مختلف قليل، فالرجال لا يجب أن يكونوا جيدين في أمر على حساب الآخر، بل أن يكونوا جيدين في الاثنين معاً»، وأشارت إلى أن نتائج البحث أظهرت ان الرجال ليسوا فقط مدبري المال في الأسرة، بل أيضاً هم آباء جيدون. بحسب يونايتد برس.

الإنجاب بين 41 و45

فيما توصل فريق من الباحثين بتحليل مرضى في مستشفى لعلاج العقم الى ان فرص الرجل في الإنجاب تنخفض بنسبة 7 في المئة سنويا بين سن الحادية والأربعين والخامسة والأربعين وتتناقص بنسبة حتى أعلى بين الأكبر سنا. واتضح ان نوعية الحيوانات المنوية للرجل أيضا تتردى بمرور الزمن، وكان الضغط يقع عادة على المرأة للبدء بالإنجاب قبل ان تبلغ الأربعين حين تبدأ فرص الحمل بالتناقص سواء لأسباب طبيعية أو اصطناعية بسبب نضوب بيوضها وتردي نوعية البيوض، ولكن خبراء اكدوا ان الرجل أيضا يجب ألا يتأخر إذا أراد ان تكون له ذرية. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن رئيسة فريق الباحثين الدكتورة باولا فيتباك من مركز هنتنغدون للطب التناسلي في البرازيل ان وضع الرجل ليس مماثلا لوضع المرأة بطبيعة الحال ولكن هو ايضا لا يمكن ان ينتظر طويل، وبعد سن الخامسة والأربعين عليه ان يبدأ بالتفكير في الإنجاب، وقام الباحثون بتحليل نتائج علاج 570 حالة عقم بالتلقيح الاصطناعي خلال الفترة الواقعة بين آذار (مارس) 2008 ونيسان (ابريل) 2011، ولاستبعاد تأثير سن المرأة على الدراسة لم يشمل التحليل إلا الحالات التي كانت مانحات البويضات فيها نساء شابات متعافيات، وأظهرت النتائج ان أعمار الرجال في المجموعة التي لم تنجب أكبر بكثير من أعمار الرجال في المجموعة التي كانت قادرة على الانجاب، ووجدت تحليلات لاحقة انه عندما كان الرجل في سن الحادية والأربعين كانت فرص انجاب الزوجين 60 في المئة، وان كل سنة تضاف بعد ذلك الى سن الرجل تخفض احتمالات الإنجاب بنسبة 7 في المئة، وبحلول سن 45 هبطت النسبة الى 35 في المئة وبنسبة أعلى بعد هذا العمر، وقالت الدكتورة فيتباك ان دور عمر المرأة في التناسل معروف ولكن دور عمر الرجل ليس معروفا بالقدر نفسه.

الأبوّة والسلوك السلبي

الى ذلك فالرجال الذين ينجبون الطفل الأول في أوقات متقدمّة من الرشد يكونون أكثر قدرة على تقبّل الأبوّة، ووجدت دراسة أميركية جديدة أنه وكما يغيّر الزواج السلوك السلبي للرجال، يمكن للأبوّة أيضاً أن يكون لها تأثير على الجريمة والتدخين وتناول الكحول، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة في جامعة "أوريغان"، ديفيد كير، إن "الأبوّة هي عامل مستقل في تنبؤ التراجع في الجريمة واستخدام التبغ والكحول"، وقيّمت الدراسة أكثر من 200 صبي في عمر يتراوح بين 12 و31 عاماً سنوياً، في ما يتعلق بأعمال الجريمة وتناول الكحول والتبغ وتعاطي الماريجوانا على مدى الوقت، ووجدت أن الشباب في أواخر العشرينات والثلاثينات من العمر يُظهرون عندما يصبحون آباء تراجعاً أكبر في الجريمة وتناول الكحول، مقارنة بمن أنجبوا الطفل الأول في بدايات العشرينات من العمر، وقال كير إن الرجال الذين ينجبون الطفل الأول في أوقات متقدمّة من الرشد يكونون أكثر قدرة على تقبّل الأبوّة وعلى التخلي عن أنماط حياتهم السلبية، وأضاف أن هذه الدراسة تظهر أن الأبوّة تشكل تجربة إنتقالية، حتى لدى الرجال المتورّطين في سلوك عالي الخطورة. بحسب يونايتد برس.

اختبار منزلي للرجال

من جهتها أجازت "إدارة الدواء والغذاء" الأمريكية اختباراً منزلياً لفحص خصوبة الرجال، يقيس أعداد الحيامن الذكرية بدقة، وتقول "سبيرم تشيك"، الشركة المصنعة للاختبار إن دقته تصل إلى 98 في المائة، ويمكن إجراء الفحص خلال عشر دقائق، وأعلنت الشركة ان "زيارة عيادات الخصوبة لتحليل السائل المنوي ليست للجميع، ويمكن لهذه الاختبارات أن تكون مكلفة ولا تغطيها شركات التأمين، وهي غير مريحة، وغالباً ما تكون محرجة"، وبإجازة هذا الفحص لم تعد اختبارات الخصوبة في المنازل مقصورة على النساء فقط بعد الآن، ويقول الخبراء إن الاختبار الجديد يهدف إلى مساعدة الأزواج الساعون للإنجاب ويجدون صعوبة في تحقيق ذلك، ومترددون في طلب المساعدة المهنية، ويساعدهم في اكتشاف ذلك في خصوصية، ويشار إلى أن ضعف عدد الحيوانات المنوية، أو قلة النطاف، هو السبب الرئيسي لعقم الرجال، وقام جون هير، مدير "مركز سيل بيولوجي" بجامعة فيرجينا" ورئيس مجلس إدارة "سبيرم شيك"، ومخترع الفحص، بمقارنة الاختبار المسمى "الخصوبة بفحص الحيوانات المنوية"،  مع طرق معيارية لإحضار الحيوانات المنوية في المختبرات بالاستعانة بعدد 225 عينة سائل منوي، ووجد الباحثون أن الاختبارات اتسمت بدقة بلغت 96 في المائة، وإذا كان عدد الحيوانات المنوية 20 مليوناً لكل ملليمتر في السائل المنوي أو أكثر فإنه يعد طبيعياً، وإن كان أقل من ذلك فهذا يعني بأنه لا مفر من زيارة الطبيب، ومن المقرر طرح الاختبار في الأسواق الأمريكية اعتباراً من شهر أبريل/ نيسان القادم، وبسعر 39.99 دولاراً. بحسب سي ان ان.

تناول الطعام الصحي

في سياق متصل قالت دراسة برازيلية ان تناول الرجل طعاما غنيا بالفواكه والحبوب والاقلال من تناول اللحوم الحمراء والكحوليات والقهوة يزيد من فرص نجاح التخصيب الصناعي، وعلى الرغم من ان مشكلات الانجاب لدى المرأة مرتبطة بوزن الجسم بالاضافة الى التدخين وشرب الكحوليات لم يكن واضحا قبل الان ما اذا كان نفس الامر يسرى على الرجل خلال العلاج بالتخصيب الصناعي، وقال ايدسون بورجيس من مركز الاخصاب في ساو باولو في دورية الخصوبة والعقم ان "تركيز السائل المنوي يتأثر سلبا بمؤشر كتلة الجسم وتعاطي الكحوليات ويتأثر ايجابيا بتناول الحبوب وعدد الوجبات في اليوم، ومؤشر كتلة الجسم هو مقياس للوزن مقابل الطول، واظهرت الدراسة ارتباط زيادة الوزن وتعاطي الكحوليات بانخفاض تركيز السائل المنوي وقدرة الحيوانات المنوية على الحركة والسباحة في حين ارتبط التدخين بالتأثير السلبي فقط على قدرة الحيوانات المنوية على الحركة، وبالاضافة الى ذلك تراجعت معدلات زرع الاجنة والحمل بشكل كبير عندما تناول الرجال في تلك التجربة قدرا كبيرا من اللحوم الحمراء، وعلى الجانب الاخر فقد ارتبط تناول قدر اكبر من الحبوب مثل القمح او الشوفان او الشعير بتحسن تركيز السائل المنوي وقدرته على الحركة، وارتبط تناول الفواكه بزيادة سرعة وخفة حركة الحيوانات المنوية، وقال بورجيس ان هذه النتائج تتفق مع فكرة ان تناول فيتامينات ومعادن واحماض امينية معينة قد تساعد في الحفاظ على جودة السائل المنوي او تحسينها في حين ان تناول قدر كبير جدا من الكحوليات وهرمونات معينة في اللحوم المصنعة قد يكون مضرا للسائل المنوي. بحسب رويترز.

الادوية والعجز الجنسي

من جهة اخرى كشفت دراسة امريكية اجريت على اكثر من 37 الف رجل ان الرجال الذين يتعاطون عقاقير متعددة لعلاج امراض مختلفة في نفس الوقت قد تزيد لديهم احتمالات حدوث ضعف جنسي، ومن المعروف ان الرجال الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة الكولسترول اكثر عرضة للاصابة باختلال.."، من غيرهم من الرجال الاصحاء في نفس العمر، وطبقا للنتائج التي نشرت في مجلة بريتيش جورنال اوف يورولوجي انترناشونال خلص الباحثون الذين درسوا حالة 37700 رجل في كاليفورنيا الى ان الرجال الذين يتعاطون دواءين او ثلاثة يصبحون اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بهذا الاختلال، وقال ستيفن جاكوبسن من مركز الابحاث والتقييم في كايزر برماننت ساوذرن كاليفورنيا "البيانات تشير الى ان بعض خصائص الرجال الذين يتعاطون ادوية متعددة ربما تعرضهم للاختلال"، وتعتبر هذه المشكلة أكثر شيوعا لدى الرجال الاكبر سنا والمدخنين ومن يعانون من مشكلات صحية كالسكري او ارتفاع ضغط الدم، لكن حتى مع وضع الباحثين لذلك في الاعتبار فان تعاطي أدوية متنوعة في نفس الوقت يمثل عاملا مشتركا في زيادة احتمالات الاصابة بالعجز الجنسي، واعتمدت النتائج على استطلاع شارك فيه 37712 رجلا تتراوح اعمارهم بين 45 و69 عام، وكان اكثر من نصف الرجال يتعاطون اكثر من ثلاثة انواع من الادوية يوميا طوال العام الماضي، وكما كان متوقعا كان المصابون بارتفاع نسبة الكولسترول وارتفاع ضغط الدم والسكري او الاكتئاب اكثر تعاطيا للادوية. بحسب رويترز.

صوت ذكوري، خصوبة أقل

بدورها وجدت دراسة جديدة أن صوت الرجل العميق المرتبط عادة بصفات الذكورة المتمثلة بالسيطرة والقوة وكبر العضلات، وبزيادة انجذاب النساء لصاحبه، لا يعني أبداً حسن نوعية الحيوانات المنويّة، وذكر موقع "لايف ساينس" العلمي الأميركي، أن الباحثين في جامعة "وسترن أستراليا" نظروا في نبرة أصوات الرجال، وميل النساء لها، ونوعية الحيوانات المنوية، والأمر غير المفاجئ الذي ظهر هو أن النساء تحب الأصوات العميقة وتعتبرها ذكورية، لكن على عكس التوقعات، فقد وجد العلماء أن هؤلاء الرجال ليسوا أفضل في ما يخص نوعية الحيوانات المنوية، إذ ظهر أن الصفات الذكورية المرتبطة بالسيطرة والجاذبية، مثل القوة الجسدية والصوت العميق، قد تأتي على حساب انخفاض نوعية الحيوانات المنوية، وقال الباحثون إن معدلات هرمون الذكورة "التستوستيرون" مرتبط بصوت رجولي أعمق، ومظاهر ذكورية أكثر، وسلوك مسيطر أكثر، ورغم لعبه دوراً مهماً في تشكيل الحيوانات النووية إلا أن المعدلات العالية منه يمكن أن تضعف عملية انتاجها. بحسب يونايتد برس.

صفتان تدمران الرجال صحياً

من جانبهم خلص باحثون أميركيون إلى أن صفة "النرجسية" ليست مضرّة للعلاقات فحسب، بل إن لها مخاطر صحية، وخصوصاً للرجال، وذكر موقع "هلث دي" الأميركي أن باحثين من جامعتي ميتشيغن وفريجينيا، وجدوا أن الرجال الذين لديهم صفتان مدمرتان من صفات النرجسية، هما الاستغلال والسعي وراء الألقاب، سجّلوا مستويات عالية من الكولسترول وهرمونات الإجهاد، يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع في الضغط ومشاكل في القلب، وقال واضعو الدراسة، أنه بينما الرجال والنساء نرجسيون بالتساوي، إلاّ ان هذه الظواهر السلبية لم تلاحظ لدى النساء، وأجاب المشاركون في الدراسة، وعددهم 106، على 40 سؤالاً بشأن خمس صفات أساسية للنرجسيين، وهي إضافة إلى الاستغلال والسعي للألقاب، الافتتان بالنفس والمبالغة في تقدير تميّزهم والشعور بالعظمة، كما قام الباحثون بدراسة مستويات الكولسترول، ويشار إلى أن ثلاثة من صفات النرجسية تعتبر مفيدة للصحة، وهي القيادة والتفوّق والإعجاب بالنفس، ويميل النرجسيون ليكونوا مبدعين أكثر من غيرهم وبمستويات اكتئاب منخفضة، ولكنهم قد يكونوا عدائيين، إذا تهدد تفوّقهم نظراً لهشاشة موقفهم من أنفسهم، ولاحظ الباحثون ارتفاع معدلات الكولسترول لدى الرجال في المسح، ولكنهم لم يشرحوا سبب ذلك، ووعدوا بدراسات لاحقة لمعرفة سبب عدم تأثر النساء جسدياً بالنرجسية. بحسب يونايتد برس.

لغز الإصابة بالصلع

على صعيد مختلف توصل علماء إلى سبب بيولوجي وراء الصلع ما يمهد الطريق نحو اكتشاف علاج له وأيضا علاج ضعف الشعر وتساقطه، ففي دراسة أجراها علماء أمريكيون على رجال يعانون من الصلع تم اكتشاف جين خاص هو السبب وراء تساقط الشعر، وأشار العلماء من جامعة بنسلفانيا في تقرير نشر في مجلة "ساينس ترانسليشنال ميديسن" العلمية إلى أن الجهود تبذل حاليا لتطوير كريم لعلاج الصلع، وتشير الأبحاث العلمية حول الصلع إلى أن معظم الرجال يصابون بالصلع وهم في منتصف العمر ويعاني 80 في المئة من الرجال من شيء من الصلع مع بلوغهم السبعين من عمرهم، وأفاد البحث أن هرمون الذكورة تيستيرون يلعب دورا في الإصابة بالصلع كما تلعب أسباب وراثية دورا فيه أيض، كلا السببين يؤديان إلى انكماش بصيلات الشعر حتى تصبح صغيرة لدرجة أنها تكون غير مرئية ما يؤدي إلى ظهور الصلع، وذكر العلماء أنهم تعرفوا على مركب بروتيني اسمه (بروستاجالاندين دي سينثيز) في خلايا بصيلات الشعر الموجودة في فروة الرأس عند المصابين بالصلع، وقال العلماء إن فئران التجارب التي تمت زيادة نسبة البروتين لديها اصبحت بلا شعر على الإطلاق بينما توقف نمو الشعر لدى البشر الذين زيدت نسبة المركب البروتيني المشار إليه لديهم بعد إجراء عمليات لزرع الشعر، وقال البروفيسور جورج كوستاريليس من قسم الأمراض الجلدية في جامعة بنسلفانيا الذي قاد البحث إن البحث أظهر أن هذا البروتين يمنع نمو الشعر، لذلك تم تحديد سبب الصلع ومن ثم طريقة العلاج، وأشار إلى أن الخطوة المقبلة هو التوصل إلى المكونات التي تؤثر على هذا البروتين واختبار ما إذا كانت تلك المكونات ستعمل على نمو الشعر من جديد أم أنها ستعمل فقط على منع حدوث الصلع، وأشار إلى أن هناك عدة محاولات حاليا تبذل في هذا الشأن.

دراسة جديدة

من جانب اخر يتوقع العلماء انتاج حبوب لمنع الحمل يتناولها الرجال، بدلا عن تلك الحبوب الهرمونية التي تتناولها النساء. أبحاث جامعة ايدنبورغ البريطانية توصلت الى اكتشاف في هذا الشأن، والتجارب العلمية التي اجريت على الفئران اثبتت أن الجين المسمى كانتال1 يلعب دورا رئيسا في تكوين النطاف لدى الرجل، ويقول العلماء، الذين نشروا نتائج دراسة حديثة في مجلة بولوس جينيتيكس الأمريكية، إن هذا الاكتشاف يجعل من الممكن تطوير حبوب تقوم بتعطيل هذا الجين المسؤول عن انتاج النطاف، واعتبر خبراء في التخصيب أن الحصول على حبوب منع الحمل الرجالية "أمر ضروي"، فحتى الآن يقتصر دور الرجل في منع الحمل على استخدام الواقي الذكري أو قطع القناة الدافقة للنطاف، وقام العلماء المختصون في الجينات بتغيير الشيفرة الوراثية لدى الفئران ليروا أي منها يصبح عقيما وغير قادر على التخصيب، وهكذا توصلوا بعد تجارب عدة إلى معرفة الجين الأساس المسؤول عن التخصيب وأطلقوا عليه اسم كانتال1، ويتطلع الباحثوان إلى أن تكلل هذه الطريقة بالنجاح اذا ما طبقت على الإنسان وكانت خالية من اية مخاطر أو مضاعفات جانبية. ويقول الدكتور لي سميث: "اذا تمكنا من القيام بالخطوات ذاتها لدى الإنسان وتمكنا من عزل الجين المسؤول عن التخصيب، فان ذلك يعني امكانية انتاج حبوب تعطل دور هذا الجين وبالتالي استخدام طريقة لمنع الحمل غير هرمونية".

ويضيف سميث، الذي أسهم في انجاز الدراسة بجامعة ايدنبيرغ ، أن الشيء المهم هو أن الحبوب الجديدة ستكون ذات دور مغاير للحبوب الحالية لأن الجين كانتال1 يتدخل في المراحل الأخيرة لتكوين الحيوانات المنوية لدى الرجال، وهذا يعني أنه لا يوجد خطر لتكون تلك الحيوانات في المراحل الأولية او قدرة الجسم على انتاجه، ويقول سميث: "المفتاح الأساس لتطوير أي وسائل لمنع الحمل غير هرمونية للرجال هو تحديد العامل الأساس المسؤول عن التلقيح بدقة سواء كان على مستوى الحيوان المنوي أو الخلايا المكونة له الموجودة في الخصيتين، المسؤولتين عن انتاج الحيوانات المنوية"، وإذا كان هذا الجين المسمى كانتال1 سيمنح العلماء امكانية انتاج حبوب تمنع الحمل غير هرمونية، فانه من ناحية أخرى سيفتح آفاقا جديدة لمعرفة سبب معاناة بعض الرجال من ضعف الخصوبة، وهل ستضطلع نتائج هذه الدراسة بدور لحل تلك المشكلة؟!.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11/حزيران/2012 - 20/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م