اصدارات جديدة: قراءة رموز المايا

 

 

 

 

 

الكتاب: المايا

الكاتب: مايكل د. كو

الناشر: مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: إن فك رموز كتابة المايا الهيروغليفية قد أدت إلى أن معظم نصوص المايا المكتوبة، سواء المدرجة على المعالم الأثرية، أو المكتوبة في المخطوطات، أو المرسومة أو المحفورة عل السيراميك، يمكن أن تقرأ بقدر من الثقة الآن. ولقد أدى فك شفرة رموز المايا إلى تغيير معرفتنا تمامًا بهذه الحضارة القديمة، وأعطى شعب المايا تاريخًا طويلاً وحيويًا تفتقده مناطق أخرى من العالم الجديد فيما قبل كولومبيا. وفي الماضي القريب، اقتصرت المعرفة العلمية لهذا النوع من الخط على علماء النقوش، ومؤرخي الفن وغيرهم من المتخصصين.

 ونظرًا لكونها غير مألوفة لدى الجمهور العام، فمكونات المايا الصعبة المؤلفة من حوالي 800 علامة، قد جعلت من هذه المنظومة تبدو أكثر تعقيدًا وغموضًا مما هي عليه. ولقد استطاع مؤلف هذا الكتاب وهو مايكل د.كو والمصور مارك فان ستون في جمع مادة علمية غنية عن هذه الحضارة العظيمة وهذه الكتابة الثرية وأخرجوها لنا في صورة هذا الكتاب القيم، والذي سعى مركز الخطوط على ترجمته نظرًا لعدم وجود مراجع عربية كافية عن هذه الحضارة بما تشمله من كتابات وخطوط ونقوش لا حصر لها.

وتشتمل الموضوعات الوارد ذكرها في هذا الكتاب على طبيعة هذا الخط، وتقويم المايا المعقد، والنصوص الخاصة بالأسر الحاكمة والسياسة، وكل جانب من جوانب العالم الطبيعي والخارق التي عايشوها. فمنذ نحو مائة وستين عامًا مضت تم اكتشاف أطلال حضارة المايا القديمة المحجوبة في الأدغال في المكسيك وأمريكا الوسطى.

وكتابة المايا بلا شك كتابة صعبة نسبيًّا سواء في تركيبها الضمني أو في الطريقة التي أدخل بها الكتبة أشياء متفاوتة عليها. ومع ذلك فإن المادة الموضوعيَّة لمعظم النقوش العامة- مثلها مثل نقوش مصر القديمة- محدودة نسبيَّا وتنطوي على قدر كبير من التكرار والإسهاب.

وكما هو الحال في مصر كانت هناك صلة وثيقة عند المايا بين النص والصورة، إذ كان أحدهما يعد بمثابة تعليق على الآخر. وقراءة هذا الكتاب لا تتطلب معرفة مسبقة بالمايا أو كتابتهم. فالهدف هو أن نأخذ القارئ خطوة بخطوة إلى فك شفرة رموز هذه اللغة بأمثلة مأخوذة عن نصوص حقيقية ونمكنه من قراءة نصوص بسيطة نسبيًّا من خلال هذا الكتاب الموجز وأن يكتسب فهمًا أعمق للحضارة المشهودة التي أفرزتها.

ويحتوي هذا الكتاب على مقدمة،  واثني  عشر فصلاً، بالإضافة إلى رسوم وتصاوير كأمثلة توضيحية بالإضافة إلى معجم كامل عن المايا.

فيتحدث الفصل الأول عن الخلفية الثقافية لكتابة المايا ويعطي فيه نظرة شاملة على حضارة المايا وكيف ازدهرت اندثرت في الأراضي المدارية المنخفضة جنوب شرق المكسيك وأمريكا الوسطى المجاورة. ويذكر هنا فضل فك شفرة (كتابة المايا) والتي أمدتنا ب صورة دقيقة إلى حد كبير عن المجتمع والنظام السياسي للمايا في فترتها الكلاسيكية. الفصل الثاني يتحدث عن طبيعة كتابة المايا، من حيث المبادئ الاولية المستخدمة في كتاباتها، وبعض المفاهيم الخاصة بنقل رموز المايا إلى صورة كتابية، يتخلل هذا شرح عن الرموز المقطعية، والرموز المقطعيَّة الصرفيَّة، والرموز الدلاليَّة مع المكملات الصوتيَّة، وينتهي هذا الفصل بعرض مجموعة من قواعد النحو والتي تتمثل في الأسماء والأنواع والضمائر والصفات والأفعال الخاصة بكتابة المايا.

يستكمل الفصل الثالث الحديث عن هذه الكتابة الشيقة، وفيه يتحدث عن الزمن والتقويم. فالماياويون القدماء حصَّلوا معرفة عميقة بعلم الفلك من خلال مراقبة السماوات بالعين المجردة، ورصدوا حركة الكواكب والشمس والقمر. ونتعرف في هذا الفصل على الارقام عند المايا، ودورة التقويم لديهم، وتقويم الأيام الـ260، ورموز أشهر المايا. أما الفصل الرابع فهو ينتقل إلى فكرة عرض حياة الملوك والطقوس الملكية، من خلال تاريخ ميلاد الحكام والآلهة التي انحدر من صلبها الملوك، ثم لحظة اعتلاء الملوك للعرش والتي كانت تعد الحدث الأهم التالي في حياة الشخصية الملكية، ثم فكرة كيفية موت ودفن ملوك المايا وملكاتهم وعرض للطقوس التي كانت يغلب عليها الأبهة والعظمة. أما الفصل الخامس فيتحدث عن الأماكن وأنظمة الحكم وفيه شرح كامل عن الرموز التصويرية لأسماء الأشخاص أو أسماء الشخصيات الملكية وكذلك الرموز الخاصة لبعض المدن الكبرى.

وينتقل بنا الفصل السادس عن أسماء الأسر الملكية وألقابها ويبدأ بشرح وافٍ عن الألقاب والأشكال الرمزية لها. بالإضافة إلى ذكر القائمة الأساسية بأهم الحكام الذين حكموا مدن المايا الكلاسيكية. وينتقل بنا المؤلف إلى الفصل السابع وهو يركز على العلاقات والعبارات الدالة على صلة القرابة. ويشمل ذلك الزوج والزوجة والأبناء وكذلك الأشقاء.

الفصل الثامن يستكمل المؤلف فيه حديثه عن كتابة المايا من خلال الحروب ويعرض فيه الرموز التصويرية للحرب وكيفية اتخاذ الأسرى. أما عن الكتبة والفنون والنصوص الخزفية، فلم يغفل المؤلف ذكرهم وهذا ما ذُكر في الفصل التاسع والعاشر، فاهتم المؤلف هنا بمستخدمي أقلام الفرشاة، والنحاتون أو النقاشون للرموز التصويرية والمناظر على الآثار الحجرية، سواء كانت على الأعتاب أو اللوحات أو المزهريات الخزفية، فضلاً عن ذكر مجموعة من الألقاب الخاصة بالكتبة والفنانين.

ولقد اهتم المؤلف أيضًا بذكر هذه الحضارة كعالم يرمز له بأنه خارق للطبيعة. وهذا الفصل الحادي عشر، يحدثنا عن فكرة الربوبية والأرباب والآلهة الكبرى من خلال عرض موجز بأهم أسمائهم والتي عثر عليها في النقوش الكلاسيكية وفي بعض المخطوطات. ويذكر أيضًا ماهية الأرباب المزدوجون وأرباب الثالوث وآلهة الموت والأرواح القرينة والتي ظهرت على رسومات الأواني الخزفية في المنخفضات الجنوبية للبلاد.

وينتهي المؤلف في هذا الكتاب بالفصل الأخير والذي يتناول فكرة عوالم الجماد والأحياء من خلال إحساس أهل المايا بالعالم المادي وعامل الزمن، وفكرة الاتجاهات لدى أهل المايا والتي ارتبطت لديهم بمواسم الانقلاب الشمسي ونقاطه الأربعة (الشمال، الغرب، الجنوب، والشرق). ثم ينتقل بنا المؤلف إلى عرض شامل عن رموز السماء والأرض في هذه الحضارة، ورسوم وتصاوير الحيوانات وبنو البشر كمثال عن عالم الأحياء، والأدوات الحجرية والأزياء وأدوات الزينة وأواني الفخار كمثال عن عالم الجماد.

وتحتوي أغلب الفصول السابقة على مجموعة من التدريبات والتي تساعد القارئ على كيفية فهم هذه النقوش وتحوله إلى دارس متمكن من هذه الكتابة ووضعت الإجابات الخاصة بهذه التدريبات في نهاية هذا الكتاب، ويزخر هذا الكتاب بمجموعة من الأمثلة التوضيحية من خلال رسوم مصورة ألتقطها مارك فان ستون بعناية فائقة، وأخيرًا معجم المايا والذي يحتوي على الرموز الدلالية والرموز المقطعية للمايا.

لقد اهتم مركز الخطوط بترجمة ونشر هذا الكتاب بنسخته العربية، ولقد اعتمد في ترجمته على مجموعة من الأساتذة المتخصصين في مجال الترجمة وهم د. إسحاق عبيد ود. ميرفت فشل ود. مصطفى رياض، ولقد شارك في الترجمة أيضًا كل من أحمد منصور وعزة عزت وياسمين عبده، والذين استطاعوا نقل فكرة هذا الكتاب إلى العربية بجدية فائقة من خلال سهولة العرض برغم من دقة الموضوع وتخصصه. وقام بمراجعة اللغة العربية لهذا الكتاب د. محمد عبد الغني والذي أعطى عناية فائقة في ضبطها ومقارنتها مع النسخة الإنجليزية، حتى خرج لنا هذا الكتاب بهذا الشكل الجيد، وهذه الصورة السلسة المبسطة الخالية من أي تعقيدات.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/حزيران/2012 - 18/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م