تنظيم القاعدة... مشاكل وانقسامات وخسائر

 

شبكة النبأ: تشير بعض التقارير الى ان تنظيم القاعدة يواجه الكثير من المشاكل والتحديات التي اسهمت بحدوث بعض الانقسامات الداخلية بين اعضاء التنظيم، ورجح بعض المراقبين ان تلك النتائج قد تكون بسبب تركيز الهجمات التي تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها والتي اودت بحياة اهم قادة التنظيم ولعل اهمها مقتل زعيمهم اسامة بن لادن والذي اسهم بشكل مباشر بأضعاف قدرات هذا التنظيم يضاف الى ذلك مجموعة الوثائق المهمة التي تم الاستيلاء والتي تعد كنزا استخباريا مهماً فقد كشفت وثائق عثر عليها في مخبأ اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل في باكستان انه كان يزدري جماعات تابعة لتنظيمه وانه كان قلقا بصورة خاصة على صورة تنظيمه وأمنه. ونشر مركز محاربة الارهاب وهو مركز أبحاث خاص في الاكاديمية العسكرية الامريكية بوست بوينت على موقعه على الانترنت 17 وثيقة أميطت عنها السرية بعد ان تم العثور عليها في المنزل الذي كان يعيش فيه بن لادن قبل ان تقتله قوات امريكية خاصة منذ عام.

وجاء في تحليل للمركز ان بن لادن "لم يكن كما يعتقد كثيرون الرجل الذي يمسك بخيوط الدمى ليحرك جماعات الجهاد في شتى انحاء العالم" وانه كان "مثقلا بما يراه قلة كفاءة من جانبها." وكان زعيم تنظيم القاعدة الراحل الذي كان وراء هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة قلقا على أمن العمليات وكان ينصح بعدم الالتقاء في الطرق. وعبر بن لادن عن قلقه من موت مسلمين خلال عمليات القاعدة وأراد تجنيب النساء والاطفال الخطر.

وفي رسالة غير مؤرخة في صيف عام 2010 او اوائل الخريف طلب بن لادن تكليف فريقين أحدهما في باكستان والثاني في منطقة باجرام بأفغانستان برصد واستهداف طائرة الرئيس الامريكي باراك أوباما او الجنرال ديفيد بتريوس الذي كان قائدا للقوات الامريكية في المنقطة في ذلك الوقت. ونبه بعدم استهداف جو بايدن نائب الرئيس الامريكي لأنه لو رحل أوباما سيكون بايدن "غير مستعد تماما للمنصب وهذا سيدخل الولايات المتحدة في أزمة." لكنه قال ان قتل بتريوس "سيغير مسار الحرب." والوثائق السبع عشرة هي رسائل بالبريد الالكتروني ومسودات رسائل مجملها 175 صفحة بالعربية من سبتمبر 2006 الى ابريل نيسان 2011 .

وقال اللفتنانت كولونيل ليام كولنز مدير مركز مكافحة الارهاب وأحد المشاركين في اعداد التقرير "بن لادن كان قلقا من قلة كفاءة جماعات تابعة للقاعدة مثل الاخفاق في كسب التأييد الشعبي وحملاتها الاعلامية التي تعوزها المشورة وعملياتها التي لا يتم التخطيط لها جيدا مما أدى الى مقتل الاف المسلمين بلا ضرورة." وقال "ربما أكثر ما كشفت عنه الوثائق أهمية الاحباط الذي كان بن لادن يشعر به تجاه جماعات الجهاد. يبدو انه كان يبذل جهدا مضنيا للسيطرة على أفعال تلك الجماعات التابعة للقاعدة وعلى تصريحاتها العلنية."

وفي رسالة كتبها يوم 26 ابريل نيسان قبل اسبوع من مقتله تحدث بن لادن عن انتفاضات "الربيع العربي" التي أطاحت بزعماء في الشرق الاوسط. وأشار الى الحاجة الى حث الشعوب التي لم تثر بعد وتشجيعها على التحرك ضد الحكام والنظم. وكان مشغولا أيضا بأفغانستان وكتب يقول ان الجهاد في أفغانستان فرض عين كما عبر عن قلقه من العمليات التي يعتزم "الاخوة في اليمن" تنفيذها باستخدام السم وانه يجب ان يكون هناك دراسة لرد الفعل السياسي والاعلامي ضد المجاهدين "وصورتهم في أعين العالم."

وقبل مقتله أعطى بن لادن تعليمات عن طريقة معاملة رهائن فرنسيين يحتجزهم "اخوة في المغرب الاسلامي" وقال انه اذا كانت هناك ضرورة لقتل الرهائن فيجب ان يحدث هذا بعد الاحداث في ليبيا لكنه اقترح انه من الافضل مبادلة امرأة رهينة والاحتفاظ بأقل عدد من الرهائن الرجال الى ما بعد الانتخابات الفرنسية. وكتب يقول انه يجب مبادلة الضابط البريطاني الذي اعتقله "الاخوة في الصومال" "بسجنائنا". بحسب رويترز.

وكتب بن لادن يقول ان أطفال "المجاهدين" الذين يعيشون في المدن هم من المسائل الامنية بالغة الاهمية ونصح بالإشراف عليهم دون اخراجهم من بيوتهم الا للرعاية الصحية. كما حث الاباء على تعليم ابنائهم اللغة المحلية حتى ينخرطوا جيدا في المجتمع. وفي رسالة بتاريخ 20 اكتوبر تشرين الاول عام 2010 عبر بن لادن عن قلقه من استهداف سيارات اعضاء التنظيم ونصح "الاخوة" بعدم الالتقاء في الطرق والتحرك بسياراتهم لان كثيرين منهم يستهدفون اثناء لقائهم في الطرق او دخولهم بسياراتهم الى الاسواق. وعبر ايضا عن قلقه بشأن سلامة أحد ابنائه وقال انه فيما يتعلق بحمزة وأمه يجب اتخاذ كل الاجراءات الامنية المذكورة لاحباط مراقبته ونصح بعدم تحركه الا وسط ضباب كثيف.

الليبي ربما قتل

الى جانب ذلك قال مسؤولون بالمخابرات الباكستانية إن أبو يحيى الليبي ربما يكون قتل في هجوم شنته طائرة بدون طيار في شمال غرب باكستان. وإذا تأكد مقتل الليبي وهو من أكبر المخططين بتنظيم القاعدة وينظر اليه باعتباره الرجل الثاني بعد زعيم التنظيم أيمن الظواهري فقد يمثل ذلك أكبر ضربة توجه الى القاعدة منذ ان قتلت قوات امريكية خاصة اسامة بن لادن الزعيم الراحل للتنظيم في غارة بباكستان في مايو ايار 2011.

وأبو يحيى رجل دين ليبي يحمل درجة علمية في الكيمياء ونجا من هجمات سابقة نفذتها طائرات بدون طيار. وقالت مصادر امريكية انه كان هدفا لضربة نفذت في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية المضطربة في شمال غرب باكستان وهي معقل لعدد من أكثر الجماعات المتشددة في العالم. ويصف بعض المسؤولين الأمريكيين الليبي واسمه الحقيقي محمد حسن قائد بأنه الرجل الثاني بعد الظواهري الطبيب المصري السابق الذي تولى زعامة القاعدة بعد مقتل بن لادن.

وأبلغ مسؤولو مخابرات باكستانيون انهم يعتقدون ان الليبي كان بين سبعة متشددين اجانب قتلوا في الهجوم. وقال أحد المسؤولين إن السلطات الباكستانية تعقبت محادثة هاتفية حول الليبي الذي اشتهر في دوائر التنظيم بعد هروبه من سجن تديره الولايات المتحدة في أفغانستان في عام 2005 . وقال المسؤول "تعقبنا محادثات بين متشددين. كانوا يتحدثون بشأن موت شيخ. "لم يذكروا اسم هذا الشخص لكننا تحرينا الأمر مع مصادرنا في المنطقة ونعتقد أنهم يشيرون إلى الليبي."

وقال المسؤول نقلا عن مخبرين إن الليبي أصيب بجروح خطيرة في الضربة الجوية ونقل إلى مستشفى خاص حيث فارق فيه الحياة. لكن قائدا للمتشددين في وزيرستان الشمالية له صلات وثيقة بالمقاتلين الاجانب قال "لم يقتل. ليست هذه هي المرة الأولى التي تتردد فيها ادعاءات بشأن مقتله. يتكبد الأمريكيون خسائر ثقيلة في أفغانستان لذا يلجؤون إلى الادعاءات الكاذبة." وقال سجان جوهل كبير المسؤولين التنفيذيين بمؤسسة اشيا باسيفيك البحثية الاستشارية لشؤون الامن ان الليبي كان من بين الشخصيات الكبيرة القليلة الباقية في قلب تنظيم القاعدة.

وقال في رسالة بالريد الالكتروني "الليبي ايضا كان في قلب خطط القاعدة لإعادة تشكيل نفسها ومحاولة شن حملة ارهاب على مستوى العالم. هذا من الاسباب التي جعلته يعتبر من الاهداف ذات القيمة الكبيرة." وقد يستغرق الأمر شهورا لتأكيد مقتل قائد للإسلاميين المتشددين في ضربات جوية بطائرات بدون طيار لان حركة طالبان غالبا ما تغلق منطقة الهجوم في منطقة شمال غرب باكستان المضطربة.

وقال سكان القرية التي ذكر مسؤولو المخابرات ان الليبي ربما قتل فيها انهم لاحظوا تجمع عدد كبير من المتشددين بعد ضربة امس وانهم كانوا يبعدون الناس. وقال أحد القرويين "انهم عادة يدفنون الجثث بعد هجوم طائرة بلا طيار في أقرب مدفن. هذه المرة وضعوا كل الجثث في سيارات وأخذوها بعيدا." وصرح قائد كبير في طالبان في وزيرستان الشمالية بأن الليبي كان يعيش في باكستان قرب حدود أفغانستان منذ عام 2005 حين هرب هو وثلاثة من رفاقه السجناء من قاعدة باجرام العسكرية شمالي العاصمة كابول حيث تدير الولايات المتحدة ما يعتقد انه أكثر السجون الامريكية تشديدا لإجراءات الامن في أفغانستان. وتعتبر الولايات المتحدة الليبي من أخطر شخصيات القاعدة وفي سبتمبر ايلول من العام الماضي فرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات مالية عليه. وقالت ان الليبي وهو في اواخر الاربعينات من عمره وجه 68 رسالة باسم القاعدة وانه كان من حيث الشهرة والانتشار الثاني بعد الظواهري.

وكشفت رسائل نشرت مؤخرا لبن لادن عثر عليها خلال الاغارة على مجمعه في باكستان ان الليبي كان من بين عدد لا يزيد على اصابع اليد الواحدة من مسؤولي القاعدة الذين كان زعيمها يعتمد عليهم للترويج لأفكار القاعدة بين جمهور من المتشددين على مستوى العالم خاصة الشبان. وكتب الخبير الامريكي جاريت براخمان في تدوينة "اذا صح (مقتل الليبي ستكون هذه) ضربة مزلزله لمستقبل القيادة العامة للقاعدة.. من وجهة نظري لن يقوم لها قائمة بعدها." وإذا كان الليبي قتل بالفعل في هجوم طائرة بدون طيار فإن هذا من شأنه أن يعزز موقف الولايات المتحدة التي تقول إن هذه الهجمات تمثل سلاحا فعالا للغاية ضد المتشددين. وتقول الحكومة الباكستانية إن هجمات الطائرات بدون طيار التي تنفذها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لها بعض المزايا لكنها تؤجج المشاعر المعادية للولايات المتحدة في البلاد وتأتي بنتائج عكسية بسبب الاضرار الجانبية التي تتسبب فيها. بحسب رويترز.

ودائما ما تثار قضية هجمات الطائرات بدون طيار في المحادثات بين الولايات المتحدة وباكستان والتي تهدف إلى إصلاح العلاقات التي تضررت بسبب سلسلة من الأحداث مثل سجن طبيب باكستاني ساعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على رصد بن لادن. وأفادت تقارير من وزيرستان الشمالية لم تخالفها مصادر في الحكومة الامريكية بأن طائرات بدون طيار تشغلها الولايات المتحدة شنت ثلاث هجمات على طول حدود باكستان مع أفغانستان. وقالت تقارير واردة من باكستان إن قرابة 30 شخصا قتلوا في سلسلة الهجمات بينهم أربعة أشخاص يشتبه بأنهم متشددون. وظهر الليبي الذي ورد أنه ولد في عام 1963 في عدة شرائط فيديو تابعة للقاعدة وأصبح واحدا من أشهر مسؤولي الاعلام في التنظيم.

الغرب يخشى

في السياق ذاته قال مسؤولون أمريكيون ومسؤولون في الدول الحليفة إنهم يشعرون بقلق بالغ من أن يزرع أطباء يعملون مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن قنابل في أجسام متشددين في محاولة لتجنب الإجراءات الأمنية في المطارات لتنفيذ هجمات لنسف الطائرات. وفي وقت سابق من العام الجاري قال عدد من المسؤولين الأمريكيين إن صاروخا أطلقته طائرة بلا طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) قتل طبيبا يمنيا كان قد توصل إلى طرق طبية يمكن استخدامها لزرع عبوات ناسفة في أجسام البشر جراحيا. لكن متشددا آخر وهو خبير في صنع القنابل ابتكر هذا التكتيك نجا من هجوم صاروخي العام الماضي. وتعتقد أجهزة مكافحة الإرهاب إنه ما زال منخرطا في مؤامرات نشطة ضد الولايات المتحدة وأهداف غربية أخرى.

إضافة إلى ذلك قال ثلاثة مسؤولين امريكيين إن أجهزة مكافحة الإرهاب تقول إن أطباء آخرين في اليمن قادرون على زرع قنابل في أجسام المتشددين جراحيا. وفي أغسطس آب عام 2009 قام سعودي امضى وقتا في اليمن بمحاولة فاشلة لاغتيال الامير محمد بن نايف المسؤول عن مكافحة الإرهاب في المملكة العربية السعودية مستخدما ما اعتقدت السلطات في بادئ الأمر أنها قنبلة وضعت في فتحة الشرج.

وتوصلت السلطات إلى أن القنبلة كانت متطابقة تقريبا مع قنبلة أخرى استخدمها عمر الفاروق عبد المطلب وهو متشدد نيجيري كان يدرس العربية في اليمن في محاولة تفجير طائرة أمريكية

واتضح أن كلا من القنبلة التي استخدمها عبد المطلب والقنبلة التي استخدمت في الهجوم الفاشل لاغتيال الامير نايف تم تثبيتها في الملابس الداخلية لمنفذ العملية ولم يتم زرعها داخل أعضاء الجسم أو تجاويفه.

وأشعل الحادثان مخاوف بين أجهزة أمريكية وغربية لمكافحة الإرهاب من أن القنابل المزروعة داخل الأجسام ربما تكون وسيلة أكثر فاعلية بالنسبة للمتشددين لتفادي الأجهزة الأمنية الموضوعة في المطارات بما في ذلك أجهزة الأشعة السينية وأجهزة الكشف عن المعادن. وبعد الهجوم الفاشل الذي استهدف اغتيال الأمير نايف بحثت ثلاثة أجهزة أمريكية المخاطر التي قد تمثلها القنابل المخبأة في الملابس أو داخل الجسم على أمن المطارات.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن الأبحاث أظهرت أن قنبلة مخبأة داخل تجويف الجسم أو مزروعة في أحد الأعضاء من المرجح ألا تمثل خطورة على سلامة أي طائرة أكثر من قنبلة مخبأة تحت الملابس. إذ إن أغلب قوة القنبلة ستمتصها أنسجة الجسم مما سيسفر على الأرجح عن مقتل الانتحاري لكنها ستسبب خسائر محدودة في هيكل الطائرة. وعلى العكس من ذلك يقول مسؤولون إن قوة التفجير للقنبلة المخبأة تحت الملابس من المرجح أكثر أن تسبب خسائر مروعة في أي طائرة في حالة تفجيرها أثناء التحليق في الجو.

وقال مسؤولون إنه لمواجهة احتمال استخدام القنابل المزروعة داخل الأجسام تبذل جهود لتعديل امن المطارات بما في ذلك أجهزة مسح للأجسام وأجهزة للكشف عن المعادن تستخدم الآن في محاولة لتحديد المخاطر المحتملة. وقال مسؤولون إن من أسباب القلق الدور المستمر الذي يقوم به ابراهيم حسن عسيري الخبير السعودي في صنع القنابل والذي تعتبره الآن السلطات الأمريكية والاوروبية واحدا من أخطر أعضاء القاعدة في جزيرة العرب والأكثر قدرة على الابتكار حاليا وهو هارب.

ويرجع خبراء مكافحة الإرهاب الابتكار الأصلي للطريقتين إلى عسيري وكان أخوه هو الذي تم تثبيت القنبلة في ملابسه الداخلية ولقي حتفه لدى محاولة اغتيال الأمير نايف. ويقر مسؤولون بأن التقارير الأولية كانت خاطئة والتي قالت إن عسيري قتل في مجموعة من الهجمات بطائرات بلا طيار والتي أسفرت عن مقتل أنور العولقي العام الماضي وهو داعية يمني متشدد أمريكي المولد. بحسب رويترز.

وقالت قناة إيه.بي.سي نيوز إن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يخشون من أن يحاول تنظيم القاعدة قريبا مهاجمة طائرات متجهة للولايات المتحدة باستخدام قنابل مزروعة في أجسام المتشددين. وقالت قناة (إيه.بي.سي) إنه بسبب هذه المخاوف تم تكثيف الإجراءات الأمنية في بعض المطارات البريطانية والأوروبية وربما تمت الاستعانة مجددا بحراس الأمن على الطائرات.

تدمير اشرطة فيديو

من جانب اخر قال خوسيه رودريجيز المدير السابق للجهاز الوطني للعمليات السرية في وكالة المخابرات المركزية الامريكية ان تدمير أشرطة فيديو تعرض مشاهد لاستخدام زملاء له في الوكالة أساليب استجواب قاسية منها الايهام بالإغراق لقياديين في تنظيم القاعدة من أمثال خالد الشيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 من سبتمبر استغرق "ساعات قليلة".

وقال رودريجيز انه أمر بتدمير أشرطة الفيديو لحماية زملائه من أعمال انتقامية محتملة على يد تنظيم القاعدة. وتضمنت عمليات الاستجواب في "موقع أسود" لوكالة المخابرات المركزية لقطات للإيهام بالإغراق لمحمد وعبد الرحيم الناشري وأبو زبيدة والثلاثة محتجزون الان في السجن الامريكي في خليج جوانتانامو. وقال رودريجيز انه كان يخسى أن يجري تسريب هذه المواد.

واضاف قوله انه بعد ان تم تدمير اشرطة الفيديو "فانني أشعر بارتياح."

وكشف رودريجيز عن أفعاله في مقابلة عبر الهاتف عن كتابه الذي صدر لتوه تحت عنوان (اجراءات صعبة) "Hard Measures" الذي يتناول استخدام وكالة المخابرات المركزية الامريكية "اساليب الاستجواب المغلظ" مع ارهابيين مشتبه بهم بعد هجمات 11 من سبتمبر أيلول عام 2011. وفي كتابه قال رودريجيز الذي تقاعد من وكالة المخابرات المركزية في عام 2007 بعد 31 عاما ان تدمير الاشرطة ساعد على التخلص "من بعض المشاهد القبيحة التي قد تعرض للخطر زملائي." وكانت وكالة المخابرات المركزية وجهت اليه توبيخا في ديسمبر كانون الاول فيما يتصل بتدمير الاشرطة في نوفمبر تشرين الثاني عام 2005.

وكانت الوكالة استخدمت أساليب الاستجواب المغلظ مع سجناء بارزين في "مواقع سوداء" أو سجون سرية خارج الولايات المتحدة. ويقول منتقدون بعضهم في الكونجرس ان هذه الاساليب تعادل التعذيب لأعضاء بارزين في تنظيم القاعدة ولم تؤد الى الحصول على معلومات تذكر. غير ان رودريجيز يجادل بأن هذه الاساليب كانت حيوية لأضعاف قبضة القاعدة وفي النهاية في العثور على اسامة بن لادن وقتله.

وكانت حكومة أوباما أوضحت أنها لا تقر استخدام أساليب الاستجواب المغلظ التي استخدمت في عهد حكومة الرئيس السابق جورج بوش. وفي كلمة أعاد جون برينان مستشار الرئيس باراك اوباما لمكافحة الارهاب والمسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الى الاذهان أن اوباما في الايام الاولى في منصبه "حظر استخدام أساليب الاستجواب المغلظ التي لا داعي لها للحفاظ على أمن بلادنا." ووصف كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ وديان فينشتاين رئيسة لجنة المخابرات بالمجلس تصريحات رودريجيز عن اشرطة الفيديو بانها مثيرة للقلق. بحسب رويترز.

ووصف الاثنان في بيان مشترك زعمه ان هذه الاساليب اسفرت عن الحصول على معلومات ساهمت في قتل ابن لادن في باكستان بانه "غير دقيق." وقالا ان لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ ستستكمل قريبا مراجعتها لبرنامج الاستجواب السابق لدى وكالة المخابرات المركزية. ومن المتوقع ان يزيد التقرير الختامي للجنة على 5000 صفحة وسيتناول تفاصيل ما أمكن الحصول عليه وما تعذر الحصول عليه من استخدام هذا البرنامج.

نظرة سلبية

على صعيد متصل أظهر استطلاع جديد، أن معظم المسلمين في عدة دول رئيسية في الشرق الأوسط وآسيا يحملون وجهات نظر سلبية عن شبكة تنظيم القاعدة، بعد عام من قتل القوات الأمريكية لزعيم التنظيم أسامة بن لادن. وينظر نحو 71 في المائة إلى 98 في المائة من المسلمين الذي استطلعت آراؤهم في كل من الأردن وتركيا ولبنان ومصر، ينظرون إلى تنظيم القاعدة بطريقة سلبية. وأجرى الاستطلاع مؤسسة "بيو" للأبحاث. وفي باكستان، حيث قوات البحرية الأمريكية قتل زعيم تنظيم القاعدة خلال غارة على مجمعه السكني في العام الماضي، كان لنحو 55 في المائة ممن شملهم الاستطلاع من المسلمين رأي سلبي في التنظيم، بينما كان لنحو 13 في المائة فقط، وجهة نظر إيجابية.

وقد استخدمت الولايات المتحدة هجمات الطائرات بدون طيار المثيرة للجدل في المناطق القبلية في باكستان في محاولة لتفكيك البنية التحتية لتنظيم القاعدة في مناطق من هذه الدولة. وفي مايو/أيار عام 2011، توجه فريق من نخبة قوات البحرية بطائرتي هليكوبتر إلى أبوت آباد، حيث كان بن لادن يعيش في مجمع سكني من ثلاثة طوابق مع 12 شخصا، بما في ذلك أقاربه. بحسب CNN.

وأثار مقتل بن لادن في تلك الغارة غضب في باكستان، واعتبر إحراجا وانتهاكا صارخا للسيادة الوطنية للبلاد والحكومة المدنية، وخصوصا المؤسسة العسكرية، التي لديها أكاديمية عسكرية مرموقة في أبوت آباد. والتعاطف مع المجموعة المتشددة كان على ما يبدو أقوى في مصر، فنتائج الاستطلاع تشير إلى أن 21 في المائة من المسلمين المستطلعة آراؤهم كان لهم رأي ايجابي في تنظيم القاعدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/حزيران/2012 - 18/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م