الوشم ظاهرة تغازل اجساد الفتيات والشباب في البصرة

نهلة جابر

 

شبكة النبأ: عاودت الثقافات الريفية القديمة الى الظهور بحلة جديدة على اجساد الفتيات، ويبدو ان انتشار الوشم راق للفتيات بصورة خاصة في المدينة تقليدا لنجمات السينما بل وصل الامر بانه باتت امرا ضروريا لابد منه.

وعلى الرغم من الجذور الضاربة بالقدم لتجميل النساء في العراق من خلال الوشم او للعلاج وخصوصا في منطقة الرأس، علما ان الوشم يعد حقن الحبر الهندي تحت الجلد بكميات كبيرة.

ويذكر ان صناعة الوشم انقرضت كليا في الفترات الماضية بعدما شهدت مستحضرات التجميل انتشار كبير ورواج كبير بين النسوة، ويذكر ان الوشم في السابق موجع وبدائي ويستخدم فيه الرماد الذي تخلفه النار والابر، بينما في الوقت الحاضر يصنع الوشم بطريقة سهلة جدا لا تخلف مشاكل.

ايضا تدفع النساء في العراق مبالغ كبيرة، من اجل وضع الوشم على اجسادهن ووجوههن، ويتنوع الوشم عادة بعدة انواع منها التجميلي والذي يمكن رسمه على الشفاه والحواجب لعمل مكياج دائم، كما تستخدمه بعض النسوة لتغطية الندبات الحروق والكدمات او البهاق، ايضا وشم الهواة والذي يتم بواسطة الشخص نفسه او الاصدقاء ويأخذ اللون الرمادي وخليط من الازرق والاسود.

صالونات الحلاقة في البصرة تشهد اقبال متزايد للنساء لعمل نقشات التاتو على الجسد، وخصوصا لحاجب العين، وتقول صاحبة صالون زمردة، "في السنوات الماضية كنا فقط نعمل التاتو وهو نزع شعر الحاجب ووضع اللون بديل له، مما شهدت صالونات التجميل ارتفاع في معدل النساء اللواتي يرغبن بصناعة التاتو على اجسادهن متشبهات بممثلات ونجمات سينما.

ويشار ان للوشم اضرار جمة فقد نهى عنها رسول الله، وذكر د. محمد عبدالمنعم، استشاري الامراض الجلدية "ان الوشم له تأثير سلبي على المخ والجهاز العصبي للإنسان، ويؤكد على ان الوشم يودي الى اتلاف الجلد والانسجة الموجودة تحته كما يفحل الحرق "ويولد ندوبا واليافا تشوه الجلد وتؤدي الى الاضطرابات النفسية، وتعطيل الجهاز العصبي ويفتح مسامات الجلد للفيروسات والجراثيم لاختراق الجسم في اي وقت.

ويذكر، "هناك وشم احمر يحتوي على الزئبق والاخضر الي يحتوي على الكروم السام في الجسم، ويسهل انتقال الجراثيم والندوبات المستديمة، وحذرت لجنة اوربية ان اغلب الكيمياويات المستخدمة في الوشم تستخدم اصلا اصباغ صنعت في الاصل لاغراض طلاء السيارات او احبار الكتابة، وربما تستخدم قفازات وابر غير معقمة.

ويشير، غالبا ما تنقل مخاطر العدوى بامراض فايروس التهاب الكبد الفايروسي والايدز والاصابات البكتيرية الناجمة عن تلوث الابر والتي ربما تسبب الاصابة بسرطان الجلد والصدفية وغيرها من الامراض.

واشارت دراسة في امريكا والتي تعتبر الموطن الاصلي للوشم على الجسد ان عينات 454 شخصا اصيبوا بعدوى بكتيرية نتيجة للجروح والخدوش الناجمة عن هذه الظاهرة ادت الى اصابتهم بالتهاب الكبد الوبائي، واخير صدق رسول الله فيما نهى عنه وفيما قبل به فهو العالم المعلم بلا منازع.

"منال"، كان رايها مختلف جدا عما طرحناه في صالون التجميل، فقد عبرت عن اعجابها بالوشم، وتقول، "ما لداعي لمعارضة كل امر او وضع نجده يزدنا جمالية، انا احب الوشم جدا"، وفي بالي اشياء كثيرة عن وضع الوشم على جميع مفاصل جسدي، فهو مواكب للموضة الشبابية ولا يشكل اي ضرر على جسدي.

وعلى الرغم من اعتراض عدد من السيدات على الدكتورة التي كانت تنصح الموجودات في العيادة الطبية عن مضار ظاهرة الوشم المنتشرة هذه الايام في العراق وخصوصا بين الفتيات، الا انهن يجدن انها حرية شخصية لا تتعارض مع الوضع الاجتماعي طالما ان المتضرر الوحيد هو انفسهن وليس من حق الاخرين منعهن.

وتابعن النسوة، نحن ندفع مبالغ طائلة من اجل وضع الوشم لتجميل اجسادنا سيما وان سعر تاتو الحواجب يصل الى 200 الف دينار عراقي.

طبيبة جراحية د. ايمان فالح،  قالت "ان الوشم من اخطر التقليعات التي تؤذي الانسان، اذ يعد من الرسوم والزخارف المتعددة على مواضع متعددة من الجسم وبعض مواضع الصدر واليد وحتى الاماكن الحساسة، بادخال مواد سامة تحت الجلد لكتابة ورسم رموز يقتنع بها اصحاب الوشم او لتقليد فنانين او فنانات.

وحول ماهية ازالة الوشم من الجسم اوضحت فالح، "من المهم ان نعرف ان المشكلة الصحية كبيرة جدا حيث ان هناك عدة جالسات لازالته مما يودي الى ندوب واثر كبير على الجلد، سيما وان النساء استخدمن رسم التاتو على الحواجب والشفاه وتغطية الندوب القديمة لعمل مكياج دائم، لافتة الى ان الكثير من الموضات دخلت لنا وغيرت من احوالنا.

في حين قال الباحث الاجتماعي انور جاسب، لم يكن سابقا يستخدم الوشم الا من قبل ارباب السجون "الشقاوات " ومن الشباب والمراهقين الذين يعتبرون ان الوشم هو رمز للرجولة.

ويظهر العديد من الرسومات والاشكال الهندسية وصور الطيور والعقارب والحيوانات عل اجساد الشبيبة الذين كانوا يتدربون في احد الاندية في البصرة، وينظر فرات للوشم الذي يظهر على اجزاء من جسمه بتبجح واضح ونظرة ملؤها الغرور، لينوه الى ان الفكرة تكونت بذهنه عندما نظر الى احد سائقي السيارات الامريكية في سباق السيارات وهو قائم بوشم جسده بالكامل مما استهوته الفكرة وقام بصنع الوشم في العاصمة بغداد وهو يقول بانه راض جدا عما فعله!

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/حزيران/2012 - 14/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م