شرفة على باب المراد

فريد النمر

اني أتيتك أستلذ حياتي =وأريق من روحي شذا نبضاتي

 

اني أتيتك والقصيد يحثني =نفسا لشمسك تستقل بذاتي

 

وهواك في مدن المحبة شرفة= كونية تنمو على شرفاتي

 

لأمد من قلبي ارتعاشة أضلع =خفقت تشاغب روعة الكلمات

 

يا مورق الروح التي ينتابها =ورد الحياة بمنسك الرغبات

 

اني اتيك والسؤال يقلني =أي الجهات نثرن وحي جهاتي

 

ونوارس الأيام تهرق حلمنا= أملا وحبك رعشة الهمسات

 

وأنا ارتشفتك لحظة علوية =من قاب قلب مورق الخلجات

 

وعلى مداك تطلّ أروقة السنا =في ريبة النغمات والرقصات

 

وتضيع في مقل النجوم سوانح =من أين تستجدي هوى لأناة

 

يا أنت تمتلك القلوب فدلني =نحو الرؤى الأشهى من اليقظات

 

لأعود مخضر الجنان تقله =شمس اليراع ونغمة النفثات

 

ها قد غسلت قريحتي بعقيرة =من خمر حبك في هوى حاناتي

 

أتنفس الطهر الذي صليته =في ذات عشق مونق برئاتي

 

سكرت بعينيّ الحياة واثملت =في لحظة من أشرف اللحظات

 

ويداك متسع الرؤى في غيبها =وحي تنزه في صدى الآيات

 

يا شعلة النصف التي لا لم تمل =قط ولم تشكو اعوجاج صفات

 

كل الدروب إليك تنسب طهرها= بين السماء يا منبع النفحات

 

وأنا يهدهدني مداك وضفتي =ملئى وبعض مسائلي صفرات

 

وسماك ممطرة تفيئ بضوئها =جد يا جواد بنظرة وهبات

 

وافتح مصاريع الصباح بقلبنا =الصادي ومدّ كفوفك الخضلات

 

باب المراد ومن يريد سعادة =يبقى بدفئك عن ظنون عتاة

 

هم ينكرون تراثك الصب =الذي وشحته بدقائق السورات

 

وأتيت بابك فاستجدت أنهري =وأخضر عودي وانتشت قصباتي

 

وتحرر القلب المطوق باللظى =المشحون في زيف من الظلمات

 

لأراك في سر الضياء تعيدني =وهجا ينير غياهب السنوات

 

يأيها المسكون بالقدس الذي =عيناه مرفا جلالة القبسات

 

هذا الطريق إليك ومضة مصحف =بمدينة الحب المرقرق ذاتي

 

اني التمست سماء ذكرك خاشعا= مذ كوثر اليقظات والقربات

 

كن كيف أنت مدار كل كريمة= وجواد كل فضيلة وسمات

 

يا منبع العلم الذي في عشقه =العرش استوى في منتهي السدرات

 

ومحمد نثر الحقيقة كلها =ما بين قرآن وحبل نجاة

 

نهر الحقيقة لم أزل أرتاده =كونا يشد ولايتي بصلاتي

 

هذي معانيك الجلية ثورة =نبوية تمحو لظى العتمات

 

ثقلان وحي للعقيدة حصنها =ومدار صدق و اصطفاء حماة

 

فتقدس الطهر الجواد وها أنا= مذ أول الغيب اغتسلت حياتي

 

ياسيد الحب وتلك عقيدتي= فيما وهبت وثيقتي وجهاتي

 

لا لم أحر في ضفتيك ولم أكن= أزداد فيك عقيدة لغداتي

 

لكنني بُعثرت بين مقاصدي =من أين لي نقش السنا بدواة

 

فكتبتك الماء الذي أحي به= وكتبتك النورَ على مرآتي

* 8رجب 1433هـ

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/حزيران/2012 - 11/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م