أمريكا تراهن... قادة أفارقة الجدد شباب يعتنقون الأمل والتفاؤل

 

شبكة النبأ: هندو أومارو من تشاد (إلى اليسار) وجواني بيوا من بنين (إلى اليمين) في مؤتمر صحفي عقد في وزارة الخارجية الأميركية. يظهر خلفهما اندرياهاريفولا رامانا نجاناهاري من مدغشقر.

وواشنطن- ترى مجموعة من الأفارقة الشباب يزورون الولايات المتحدة برعاية برنامج للتبادل المهني، أن أفريقيا تستحق أن يكون لها صوت ايجابي في العالم ويمكن لشبابها المساعدة في تحقيق ذلك.

قالت الدكتورة جواني بيوا، منسقة النشاطات الاجتماعية لدى جمعية بنين للقيادات الشابة: "علينا أن نضع حدًا للفكرة القائلة بأن أفريقيا هي قارة الحروب، وقارة الأمراض، وقارة كل مشكلة. علينا أن نتخلص من كل ذلك وان نعرف بأن هناك أملاً في قارتنا."

بيوا هي واحدة من 23 أفريقياً قدموا من بلدان أفريقية ناطقة باللغة الفرنسية وأخرى ناطقة باللغة البرتغالية، والتقوا سوية في واشنطن بين 30 نيسان/ابريل و5 أيار/مايو في بداية زيارة للولايات المتحدة تستغرق ثلاثة أسابيع برعاية البرنامج الدولي للقياديين الزوار (IVLP) التابع لوزارة الخارجية الأميركية. وقد استضاف هذا البرنامج السنة الماضية 5300 قائد حالي أو ناشئ من الحكومات، ووسائل الإعلام، والتعليم، والفنون، والأعمال وحقول أخرى من حول العالم.

سوف ينتقل أفراد المجموعة الأفريقية إلى مدن أميركية أخرى كي يتعرفوا على العملية السياسية في أميركا، وكذلك على التطوع وبرامج الشباب والنساء ونواح أخرى من الحياة المدنية الأميركية. بحسب موقع آي آي بي ديجيتال.

وعبّرت بيوا عن أملها بأن تبرز الحلول للتحديات التي تواجه أفريقيا من شبابها أنفسهم. ورأت أن "الولايات المتحدة تمنح الأموال لتنفيذ برامج من أجل مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب/الايدز، وهذا عمل عظيم." ثم استطردت: "ولكن لماذا لا نجعل الفتيات والشباب الأفارقة ينخرطون أكثر في العلوم لاكتشاف لقاح أو دواء ضد فيروس نقص المناعة المكتسب/الايدز." وأضافت انه "لا يتوجب علينا انتظار أن يأتي كل حل من أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية. يجب أن تكون هذه حلولنا نحن."

وفي 2 أيار/مايو، التقى أفراد المجموعة بغرانت هاريس، المساعد الخاص للرئيس أوباما للشؤون الأفريقية، ومسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية، من ضمنهم رونان فارو، المستشار الخاص لقضايا الشباب العالمية. وقد شدد المسؤولون الأميركيون على التزام حكومة أوباما بدعم التقدم الديمقراطي والاقتصادي في أفريقيا، وبأن الأولوية في ذلك يستند الى تمكين الشباب. وشجعوا الشباب الأفارقة على تقديم أفكار حول الطرق التي تستطيع الولايات المتحدة أن تعمل من خلالها مع شعوب أفريقيا، وطلبوا منهم مواصلة هذا الحوار بعد عودتهم إلى أوطانهم.

واعتبر فارو، "إن الشباب هم البناة الطليعيون للنمو الاقتصادي والابتكار وريادة الأعمال في أفريقيا". ووافق على ما أبدته بيوا بالقول: "قد يكمن العلاج للوباء الكبير المقبل في ذهن شاب أفريقي. ولهذا السبب نعمل بصورة مباشرة على الشراكة مع الأفارقة الشباب وتمكينهم."

وأوضح فارو أن السفارات الأميركية في أنحاء العالم تعمل على إنشاء مجالس استشارية للشباب حيث يستطيع الشباب أن يقدموا التوصيات حول السياسة المتبعة. ويُطلب أيضاً من المجالس أن توضح كيف تستطيع الولايات المتحدة تمكينهم من بناء حلول خاصة بهم على المستوى الشعبي للمشاكل التي يحددونها.

وعبَّر أريك نوييو سانكوم، المشارك في البرنامج الدولي للقياديين الزوار، والمؤسس والمدير التنفيذي الرئيسي لمؤسسة سانر العالمية (SANER)، التي تعمل على تعزيز الصحة العقلية بين المواطنين الشباب في الكاميرون، عن موافقته على أن التعليم "يشكل آلية تحول في أفريقيا."

وأعرب عن غبطته لأن دعم التعليم يشكل جزءاً مهماً من السياسة الخارجية الأميركية، وشدد على أهمية بناء المؤسسات القوية. ويعتقد سانكوم بأن "الابتكار في غرفة التدريس أمر جيد، لكن الأفضل من ذلك هو إنشاء مؤسسة يمكنها توليد السياسات وتحدي الحكومات أو انتقادها من خلال المؤسسات."

ونوه اكيري ميامو أنو أبي، مسؤول الاتصالات في التحالف الكاميروني ضد الملاريا، بأنه يجرى تحدي المشاركين في البرنامج الدولي للقياديين الزوار ليطرحوا السؤال "كيف يمكننا ان ننخرط؟ كيف يمكننا أن نمسك الأمور بأيدينا بدلاً من انتظار قادتنا لطرح هذه المسائل؟"

وأردف: "هناك عدد كبير من الأفكار التي نستطيع تقديمها، ولكن عليها أن تكون إستراتيجية أكثر منها عاطفية."

أما جيلبرتو ماكواكوا، الصحفي والناشط في موزامبيق ضد العنف المستند إلى الجنس، فأعرب عن أمله بتعلّم المزيد عن الأساليب الأميركية حول المساواة بين الجنسين ومنع العنف، وأيضاً تحسين مهاراته القيادية.

يقدم ماكواكوا برنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً يناقش قضايا مثل صفات الرجولة، والعنف ضد المرأة، وتمكين المرأة، وقد أعلن أن "رؤيتي تقوم على بناء إنسان جديد في موزامبيق." وأوضح ماكواكوا قائلا: "أود ان أرى كيف يستعمل الشباب الأميركيون والمنظمات الأميركية وسائل الإعلام الاجتماعية من اجل تحقيق المبادرات الشبابية. وأود أن أتقاسم معهم تجارب منظمتي. فنحن نقوم بأشياء مهمة جداً واعتقد ان لها تأثيراً جيداً على مجتمع موزامبيق."

ردد سانكوم صدى المشاعر التي عبَّر عنها العديد من المشاركين الآخرين، اذ قال ان المناقشات مع المسؤولين الأميركيين والمشاركين في البرنامج الدولي للقياديين الزوار "أعطتني وجهة نظر أخرى حول المسائل الأفريقية، في أن أكون إيجابياً، وبأن أحمل أمل التغيير في أفريقيا."

ثم خلص إلى القول: "كل ذلك يتعلق بالجهود الجماعية. عليك أن تبقى ايجابياً، وان تعمل استراتيجياً، وأن تستند الى الأفكار، وأن تبني على اعطاء صورة ايجابية حول أفريقيا إلى العالم. فهناك الكثير مما نستطيع القيام به."

يرجى زيارة الموقع الالكتروني: "البرنامج الدولي للقياديين الزوار".و للحصول على مزيد من معلومات حول رونان فارو ومكتب قضايا الشباب العالمية في وزارة الخارجية، راجع نشرة "الولايات المتحدة تركز على الشراكات الشعبية مع الشباب."

تلاميذ يتحولون إلى دبلوماسيين

اما ليسلي أوغو، 17 سنة، مثل إسرائيل في مؤتمر الأمم المتحدة النموذجية الذي عقد في واشنطن في الأول من أيار/مايو. وقال بأن إسرائيل تريد أن تعمل مع اليونيسيف لمساعدة الجنود الأطفال السابقين في العودة للانضمام إلى المجتمع.

وما أن اجتمع حوالي 300 طالب من 37 مدرسة ثانوية ومتوسطة في منطقة واشنطن في الأول من أيار/مايو في مقر وزارة الخارجية الأميركية، حتى توصلوا إلى فهم كبير للمسائل الدولية المعقدة، مثل محنة الجنود الأطفال، والحقوق الإنسانية الخاصة بالعمال المهاجرين، من بين تحديات أخرى.

كان من الممكن أن يُعتبر الطلاب دبلوماسيين مبتدئين، وفي الواقع كانوا كذلك. وكمشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة النموذجية السنوي التاسع، الذي تقيمه جمعية الأمم المتحدة العالمية للصفوف الدراسية، والذي استضافته وزارة الخارجية، حضر الطلاب جلسات مختلفة لتمثيل مواقف 91 بلداً حول مشاكل تبدو مستعصية الحل، كان يتصارع حولها دبلوماسيون حقيقيون في الأمم المتحدة منذ سنوات عديدة.

عالجت إحدى المجموعات من طلاب المدارس الثانوية، مؤلفة من لجنة نموذجية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، مسألة الجنود الأطفال، التي تشكل هاجساً مستمراً في المناطق التي مزقتها الحروب، وكثيراً ما تقوم قوات الميلشيا بالتجنيد القسري لأولاد قاصرين في المعارك. نهض الطلاب وقوفاً على الأقدام واحداً بعد آخر للإدلاء بوجهات نظر بلدانهم حول كيفية مواجهة هذه الممارسة على الوجه الأفضل، متبعين بذلك قواعد الإجراءات المعترف بها في الأمم المتحدة.

أوجز طالب يمثل الاتحاد الروسي الصعوبات الرئيسية التي طرحتها المسألة. وقال، "هذه مسألة غير واضحة مثل كيفية التمييز بين الجنود الأطفال والمقاتلين الراشدين. هناك 15 بلداً على وجه التقريب" يستخدمون الجنود الأطفال، "ولكن قد يكون سبب ذلك كونهم لا يتفقون على من هم الجنود الأطفال". وذكر طلاب يمثلون الهند وإندونيسيا، بدورهم، بأنه يتوجب عدم السماح لأي كان دون سن الثامنة عشر بالمشاركة في الحروب.

ولاحظ طالب آخر، يمثل أفغانستان، أن العديد من الناس في بلاده ليس لديهم شهادات ولادة، ولذلك فالتحقق من عمر المقاتلين الشباب يمكن أن يكون أمرا مستحيلاً تماماً.

وشدد عدة طلاب على الحاجة لبرامج إعادة تأهيل للجنود الأطفال ودمجهم من جديد في مجتمعاتهم الأهلية. واعتبر شاب يمثل إيران بأنه يتعين أن تتركز مثل هذه البرامج على نزع السلاح، والتسريح من الخدمة العسكرية، والرعاية الطبية والنفسية الطويلة الأمد للأطفال المصابين بصدمات نفسية بسبب تعرضهم للقتال والمعارك.

ونوقشت أيضاً مسألة مقاضاة أمراء الحرب الذين يجندون الأطفال، كما جرى البحث في دور المنظمات غير الحكومية في مساعدة الأطفال على التعافي من المحن التي تعرضوا لها.

اجتمعت مجموعة من طلاب المدارس الثانوية في مؤتمر الأمم المتحدة النموذجية - وزارة الخارجية

طلاب في المدارس الثانوية، من بينهم ليزا لي (ترتدي قميصاً أبيض، وتنحني إلى الأمام)، كشفوا مواقف البلدان التي يمثلونها في مؤتمر الأمم المتحدة النموذجية في الأول من أيار/مايو.

ليسلي أغو، 17 عاماً، ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة النموذجية، والطالب في السنة ما قبل النهائية في ثانوية ماكنيلي للتكنولوجيا، لاحظ أن إسرائيل غيرت سن التجنيد إلى 18 سنة. وأضاف: نرغب في العمل مع منظمة اليونيسيف لمساعدة الجنود الأطفال للتغلب على الصدمات التي يتعرضون لها خلال الحروب، ومن ضمنهم الفتيات. وكما أشار أحد الطلاب، فإن الفتيات الصغيرات اللواتي يأسرهن أمراء الحرب لا يجبرن فقط على المشاركة في المعارك، بل وأيضاً يجري استغلالهن جنسياً، الأمر الذي يزيد من معاناتهن.

ودعت الجلسة، التي تولى رئاستها المتطوع جويل أنطوي، وهو طالب يبلغ من العمر 22 سنة في السنة الرابعة في الجامعة الأميركية، الطلاب إلى التوزع ضمن مجموعات صغيرة سميت "لجان مصغرة مغلقة" كي يتمكنوا من التفاوض مع ممثلين من بلدان مختلفة في مسعى للحصول على دعم لمواقف بلدانهم: وهي الخطوة الأولى للتوصل إلى اتفاق وفق الأسلوب المتبع في الأمم المتحدة.

وأوضح أنطوي، أن اتباع بروتوكولات منظمة الأمم المتحدة وصياغة مشاريع القرارات، يبين للطلاب كيف تعمل الأمم المتحدة ويساعدهم على فهم دور الدبلوماسية في معالجة المسائل الصعبة.

وافق أوغو، وقال إن مؤتمر الأمم المتحدة النموذجية وفّر له وعياً أقوى حول الشؤون العالمية. وأضاف، "لقد تعلمت أكثر مما كنت أتوقع. لقد تعلمت كيف تؤثر هذه المسالة على مختلف البلدان. وأعرب عن أمله بأن يصبح محامياً، موضحاً بأن البحث في موضوع الجنود الأطفال حفزه على الاهتمام بالمسائل القانونية التي تؤثر على الأطفال.

وقالت ليزا لي، 17 سنة، الطالبة في الصف الثالث في مدرسة دومنيون الثانوية، إن مشاركتها في الأمم المتحدة النموذجية عزز ثقتها بنفسها وبمهاراتها. وتابعت، "لقد اشتركت هذه السنة في مؤتمرين آخرين للأمم المتحدة النموذجية." وجاءت هذه التجربة كتكملة لنشاطاتها في فرق مناظرات في المدرسة. وأكدت لي، "إني أشعر براحة أكبر عند التحدث علناً الآن."

وأكد أنطوي، "إن المشاركة في الأمم المتحدة النموذجية يوفّر إعداداً جيداً لدخول الجامعة" فهي تجعل الطلاب يفكرون بصورة نقدية حول المسائل المعقدة. واستطرد "لقد شاركت منذ أن كنت في المدرسة الثانوية، والآن أقوم بالعمل كمتطوع. في السنة الأولى التي قمت بذلك، تأثرت كثيرا بمستوى المناظرات. يتوجب على الشباب أن يجروا بحثاً حول موقف كل بلد."

واستنتج أنه في الولايات المتحدة، ننظر إلى الأشياء من وجهة نظر معينة، ولكن لدى البلدان الأخرى وجهات نظر مختلفة للغاية. فنموذج الأمم المتحدة النموذجية يوسع آفاق الطلاب، ويعلمهم بأن بعض المشاكل ليست لها حلول سهلة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 27/آيار/2012 - 5/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م