عالم الفضاء ورحلة البحث عن شريك كوني

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: ينطوي الكون الفسيح والذي يلف الكرة الارضية ومن حول الانسان على عوالم لا تنتهي من المجرات والشموس والكواكب والاجرام وغيره، كما ان الاسرار والالغاز التي حوتها لا يمكن ان تحل ولو افنى الانسان عمره وسخر جميع الطاقات والموارد البشرية والتقنيات العلمية المتاحة له والسبب وراء ذلك بسيط وينحصر في ان الكون بنهايات لا محدودة واسرار غامضة وان الذي توصل اليه الانسان من معرفة كونية لا يتعدى كونه البداية فقط والتي يقف ورائها كون مهيب وعوالم ذات طبيعة غير مكتشفة يفصل بينها المليارات من السنين الضوئية.

ويبدوا ان طموح الانسان في الاكتشاف والمعرفة هو الحافز الاساسي والمشجع الوحيد في المضي قدماً لحل الغاز الكون وطلاسم الفضاء ولولا هذا الطموح وحب المعرفة والفضول العلمي لما رغب البشر في معرفة الاسرار الكونية واصابة اليائس قبل ان يبدأ في مسيرته الاستكشافية بيد ان الرغبة في اكتشاف عالم يعج بالحياة وكوكب ربما تشابه الارض من حيث الحياة ووجود من يعيش فيها في مقدمة الاسباب التي دعته لذلك خصوصاً وان الانسان في هذه المرحلة من الاكتشافات اصبح يشعر انه قريب اكثر من ان وقت مضى من تحقيق حلمه في وجود من يشاركنا الحياة في هذا الكون او على الاقل ايجاد ما يمكن الحياة عليه غير الكرة الارضية. 

لغز "الكون اللامحدود"

اذ ازداد الغموض الذي يلف مصدر الجزيئات ذات الطاقة الفائقة المعروفة في هذا الكون، وتستطيع هذه الجزيئات والمعروفة باسم الأشعة الكونية أن تنتج طاقة أعلى مليون مرة من أكبر أجهزة تسريع الجزيئات المعروفة على وجه الأرض لانتاج الطاقة، ويرى علماء الفيزياء الفلكية أن هناك مصدرين يمكن أن ينتجا هذه الجزيئات: إما الثقوب السوداء العملاقة في المجرات النشطة، أو ما يسمى بانفجارات أشعة جام، ونشرت دورية نيتشر العلمية دراسة حول هذا الجزيئات ولكنها استبعدت أن تكون انفجارات أشعة جاما سببا لانتاج هذه الجزيئات، وتعد انفجارات أشعة جاما أيضا من أكثر الأشياء انتاجا للضوء عرفها الإنسان، وذلك بالرغم من أن مصادرها لا تزال موضع جدل بين العلماء، وتستطيع هذه الانفجارات أن تصدر في غضون ساعات فقط طاقة أكبر مما يمكن أن تنتجه الشمس التي نعرفه، وتتنبأ النماذج المعملية التي يتم اعدادها من خلال أجهزة الحاسب الآلي بأن انفجارات أشعة جاما يمكن أن تكون هي مصدر هذه الأشعة الكونية، والتي تتكون أغلبها من جزيئات تسمى البروتونات، والتي يمكن أن تصل إلى سرعات عالية جدا بشكل لا يمكن تصديقه.

وقد ذهب الباحثون بمركز أيسكيوب للتليسكوب للبحث عن أدلة تتعلق بوصول النيوترينوات التي تنتج بالتزامن مع انفجارات أشعة جاما والتي يتم اكتشافها عن طريق التليسكوبات الفضائية مثل فيرمي وسويفت، ولكن هذه التليسكوبات لم تجد شيئا من هذه النيوترينوات حتى الآن، مما يفترض معه أن نواة المجرة النشطة والتي تضم ثقوبا سوداء هائلة من المحتمل أن تكون هي مصدر هذه الجزيئات، وتقوم أجهزة أيسكيوب بالكشف عن الكميات الهائلة من مادة النيوترينوات التي تصاحب انفجارات أشعة جام، وتقوم أجهزة أيسكيوب بالكشف عن الكميات الهائلة من مادة النيوترينوات التي تصاحب انفجارات أشعة جام، ومن خلال موقعها في القطب الجنوبي، تضم هذه الأجهزة أكثر من خمسة آلاف جهاز استشعار بصري مدفونة في مساحة تقدر بكيلو متر مربع من الجليد القطبي، وكل جهاز منها يقوم بالبحث عن الضوء الأزرق الخافت الذي ينتج عندما تصطدم النيوترينوات المصاحبة لانفجار اشعة جاما بالنواة الذرية للجليد، وعبر القياسات العديدة التي تم أخذها بين أواسط عام 2008 وعام 2010، تم تسجيل نحو 300 انفجار لآشعة جام، لكن علماء أيسكيوب لم يجدوا أي من الثماني نيوترينوات أو نحو ذلك من تلك التي تنبؤا بأنها ترتبط بمثل هذه الانفجارات. بحسب بي بي سي.

ولهذا يمكن افتراض أن النماذج التي أدت إلى مثل هذه التنبؤات جاءت نتيجة لإجراء عمليات أكثر عنفا وأكثر انتاجا للطاقة يمكن تخيلها في علوم الفيزياء، ويعود ذلك إلى أن تلك النماذج المعملية تضمنت بعض الافتراضات العلمية كتلك التي تقول أن انفجارات آشعة جاما ليست خارج مجال الحركة تماما كمصدر للأشعة الكونية الأعلى انتاجا للطاقة، وربما لا يتم انتاج النيوترونوات بالأعداد التي كان يتوقعها العلماء، وقالت جولي ماكينري الباحثة في التليسكوب الفضائي فيرمي إن هذا "تقدم كبير بالنسبة لمركز أيسكيوب أن يقوم بإجراء قياسات لها معنى"، وأضافت في حديثها :" هذا هو السؤال المهم، فمصدر الأشعة الكونية بشكل عام يعد واحدا من الأسئلة التي تبحث عن اجابة منذ فترة طويلة في علوم الفيزياء الفلكية، كما أن الأشعة فائقة الطاقة تمثل أمرا مثيرا للاهتمام"، وأضافت "التفكير في مثل هذه الأسئلة أمر ممتع للغاية، ولكنها تشير أيضا إلى شيء غير عادي قد يحدث في بعض مصادر العلوم الفلكية والفيزيائية، وهو أمر مهم ليس فقط لفهم من أين تأتي هذه الطاقة ولكن أيضا لفهم كيفية انتاج هذه الطاقة".

عوالم يمكن الحياة بها

الى ذلك يقدر علماء الفلك الذين يبحثون عن كواكب صخرية تسمح درجة الحرارة فيها بالحياة عليها وجود عشرات المليارات منها في مجرتنا وحده، وقال فريق أوروبي من علماء الفلك يوم الاربعاء ان نحو 40 في المئة من النجوم الصغيرة الحمراء -وهو النوع الاكثر شيوعا في درب اللبانة- لديها كوكب "ارض كبير" يدور في منطقة يمكن الحياة بها بما يسمح بوجود مياه على السطح، وبما ان هناك نحو 160 مليار نجم صغير أحمر فهذا يعني وجود كم هائل من العوالم المحتمل ان تكون دافئة ورطبة بما يكفي ويسمح بوجود حياة فيه، وقاد فريق البحث كسافيير بونفيلز من معهد علم الكواكب وفيزياء الفلك في جرينوبل، وهذا أول فريق يحسب عدد كواكب الارض الكبرى في مثل هذه المناطق التي يمكن الحياة بها والتي تعادل كتلة الكوكب منها كتلة الارض أو تزيد عنها بما يصل الى عشر مرات وان كانت أبحاث سابقة قد خلصت الى ان درب اللبانة يزخر بعدد كبير من الكواكب، وتشكل النجوم الصغيرة الحمراء وهي أقل وهجما وأكثر برودة من الشمس نحو 80 في المئة من النجوم الموجودة في درب اللبانة، وبعد ان درس بونفيلز وفريقه 102 من هذه النجوم في السماوات الجنوبية باستخدام تلسكوب المرصد الاوروبي الجنوبي في تشيلي خلصوا الى ان الكواكب الصخرية هي أكثر شيوعا من كواكب غازية كبيرة مثل كوكب المشترى وكوكب زحل في نظامنا الشمسي، لكن تلك العوالم الصخرية التي تدور حول النجوم الحمراء الصغيرة ليست بالضرورة مكانا مريحا لاشكال مغايرة من الحياة، ولان النجوم الحمراء الصغيرة أبرد كثيرا من الشمس فأي كوكب به مياه سائلة يحتاج الى ان يتحرك في مدار حول النجم أقرب بكثير من المدار الذي يدور فيه كوكب الارض حول الشمس، وهذا قد يعني ان تتعرض هذه الكواكب الى أشعة سينية وفوق بنفسجية مضرة. بحسب رويترز.

درب التبانة "كواكب أكثر من النجوم"

فيما أظهرت دراسة نشرها فريق دولي من علماء الفلك مؤخراً أن عدد الكواكب أكبر من عدد النجوم في مجرتنا التي لطالما اعتبر نظامها الشمسي استثنائي، ويمكن تفسير ذلك في أن "الاستثناء أو بالأحرى القاعدة" في مجرة درب التبانة هي أن تكون النجوم محاطة بالكواكب، بحسب ما يشرح أرنو كاسان من معهد الفيزياء الفلكية في باريس والمعد الرئيسي للدراسة التي نشرت في مجلة "نايتشر" العلمية البريطانية، وبحسب الحسابات الإحصائية التي أجراها فريقه، يحيط 1،6 كواكب بنجمة واحدة في مجرتنا كمعدل عام، ويوضح كاسان أن "الكواكب أكثر عددا لأنها صغيرة"، ويقدر فريقه أن 17% من النجوم محاطة بكوكب يأتي حجمه شبيها بحجم المشتري، و52% منها محاطة بكواكب يأتي حجمها كحجم نبتون، و62% منها محاطة بكواكب يتخطى حجمها حجم الأرض بما يتراوح بين خمسة وعشرة أضعاف، ويذكر زميله دانيال كوباس في بيان خاص بالمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي "يبدو أن مليارات الكواكب التي يوازي حجمها حجم الأرض تدور حول نجوم في درب التبانة"، وفيما اقتصرت دراسة أرنو كاسان على النجوم الأحادية، أظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة "نايتشر" أيضا أن 1% من النجوم الثنائية (زوج من النجوم) قد تكون محاطة بكوكب خارجي عملاق يدور حول الزوج، وبحسب وليام ولش (جامعة سان دييغو، الولايات المتحدة) الذي حدد فريقه كوكبين من هذا النوع بفضل قمر كبلر الاصطناعي، تضم مجرتنا ربما ملايين الكواكب الخارجية التي تتمتع بشموس عدة. بحسب فرانس برس.

وقد تم اكتشاف أكثر من 700 كوكب خارجي في غضون 16 سنة، علما أن اثني عشر كوكبا منها اكتشف بواسطة تقنية "العدسة الصغرى" التي استخدمها فريق أرنو كاسان لدراسة ملايين النجوم لمدة ست سنوات بحثا عن مفعول العدسة المكبرة، ويرتبط هذا المفعول بظاهرة نادرة تحصل عندما تكون نجمتان متراصفتين تماما على خط الرؤية نفسه، وبالتالي، يؤدي حجم النجمة الأقرب إلى "تكبير" (توسيع نطاق) الضوء المنبعث من النجمة الأكثر بعد، وإذا كان كوكب يدور حول نجمة ويلعب دور العدسة المكبرة، يساهم أيضا في تكبير الضوء، ويقول كاسان "تسمح تقنية العدسة الصغرى برؤية كوكب ما مهما كان حجمه صغيرا، وذلك في حال وجود تراصف هندسي ملائم بين الكوكب والنجمة"، وشملت الدراسة كواكب خارجية تبعد كل واحدة عن نجمتها ما بين 75 مليون و1،5 مليارات كيلومتر ويتراوح حجمها بين حجم الأرض مضاعفا خمس مرات وحجم المشتري مضاعفا عشر مرات، وقد تم تحديد ثلاثة كواكب خارجية ذات أحجام مختلفة بفضل أكثر من 3200 من التأثيرات الخاصة بالعدسات الصغرى أحصي بين العامين 2002 و2007، وتعتبر هذه النتيجة "مثيرة للاهتمام" وتفترض وجود عدد كبير من الكواكب الخارجية في مجرتنا، بحسب المرصد الأوروبي الجنوبي، وقد تم جمع جزء كبير من البيانات بفضل تلسكوب دنماركي تابع لمرصد لا سيلا في تشيلي.

المادة السوداء بـدرب التبانة

في سياق متصل كشفت دراسة أجريت حول مجرة درب التبانة أنه لا وجود لأي مادة سوداء في مساحة كبيرة حول الشمس، ضاربةً عرض الحائط بالنظريات الفلكية الحديثة، وأفادت مصادر في المنظمة الأوروبية للأبحاث الفلكية بمدينة ميونخ الألمانية، بأنه بعدما كانت نظرية وجود المادة السوداء في نحو 80٪ من الكون مقبولة بشكلٍ كبير، أظهرت دراسة جديدة، أجراها فريق من علماء الفلك في تشيلي، أنه لا أساس علمياً لهذا الأمر، وأضافت أنه فيما تحدثت النظريات عن أن مادة سوداء تملأ محيط الشمس، وهذه المادة السوداء هي عبارة عن مادة غامضة غير مرئية، لا يمكن رصدها إلا من خلال قوة الجاذبية التي تصدرها، فإن محاولات رصد جزيئات هذه المادة بشكلٍ مباشر على الأرض باءت بالفشل، وقال كريستيان موني بيدين من جامعة كونسبسيون في تشيلي «على الرغم من النتائج الجديدة، إلا أن مجرة درب التبانة تدور بطريقة أسرع مما يمكن أن تكون مسؤولة عنه المادة المرئية»، وأضاف «إذاً، إذا لم يكن للمادة السوداء أي وجود إذ كان من المتوقع أن توجد، فيجب إيجاد حلٍ جديد لمشكلة المادة المفقودة»، وأضاف «نتائجنا تناقض النماذج المقبولة حالياً، وبالتالي أصبح اللغز المحيط بالمادة السوداء أكثر غموضاً». بحسب يونايتد برس.

اكتشافات جديدة

بدورهم قال علماء في وقت سابق إن تلسكوب كبلر الفضائي الذي يبحث عن الكواكب والتابع لادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) عثر على 11 مجموعة شمسية جديدة احداها به خمسة كواكب كلها تدور أقرب الى نجمها الام من دوران عطارد حول الشمس، وترفع هذه الاكتشافات قائمة الكواكب المؤكدة خارج المجموعة الشمسية الى 729 بينها 60 تنسب لفريق كبلر، ويمكن للتلسكوب الذي أطلق في الفضاء في مارس اذار عام 2009 الكشف عن الانخفاضات الطفيفة ولكن المنتظمة في كمية الضوء القادمة من النجوم، ويمكن للعلماء حينها تحديد ما اذا كانت التغيرات بسبب كواكب سيارة قريبة من رؤية كبلر، واكتشف علماء كبلر 2300 كوكب اخر تنتظر مزيدا من التأكيد، ولا يشبه أي من مجموعات الكواكب المكتشفة في الاونة الاخيرة مجموعتنا الشمسية رغم أن كبلر-33 وهو نجم أقدم وأكبر من الشمس يقترب منه من حيث الارقام المجردة، وله خمسة كواكب مقارنة بمجموعتنا الشمسية التي تضم ثمانية كواكب لكن الكواكب الخمسة تدور كلها اقرب الى نجمها الام من دوران عطارد حول الشمس أقرب كواكب المجموعة الشمسية الى الشمس. بحسب رويترز.

وتتراوح مجموعة الكواكب في الحجم من حوالي 1.5 مثل قطر الارض الى خمسة أمثاله، ولم يحدد العلماء بعد ما اذا كانت من الاجسام الصخرية الصلبة مثل الارض والزهرة والمريخ وعطارد أو اذا كانت مليئة بالغاز مثل المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، وقال عالم الكواكب جاك ليساور من مركز أبحاث ايمز التابع لناسا في موفيت فيلد بولاية كاليفورنيا ان فريق كبلر اكتشف في السابق نجما واحدا له ستة كواكب مؤكدة ومجموعة ثانية لها خمسة كواكب، وتضم تسعة من المجموعات الجديدة كوكبين وواحدة منها تضم ثلاثة ليصل اجمالي عدد الكواكب المكتشفة الى 26، وكلها أقرب الى نجومها المضيفة من كوكب الزهرة بالنسبة للشمس ثاني كواكب المجموعة الشمسية من حيث قربه الى الشمس، وقال ليساور "ضاعف ذلك ثلاث مرات عدد النجوم التي نعرف ان لديها أكثر من كوكب واحد سيار لذلك هذا هو المهم هنا".

كوكب شبيه بالأرض

من جهتها تستمر جهود علماء الفلك للبحث عن كوكب تتوفر فيه شروط الحياة بشكل يشبه كوكب الأرض، ورغم خيبات الأمل التي ترافق بعض الإعلانات المتسرعة عن اكتشافات من هذا النوع، إلا أن العلماء يشعرون هذه المرة بتفاؤل كبير مرده إلى رصد كوكب تتوفر فيه هذه الشروط، ويمتاز بأنه قريب من ثلاث شموس في وقت واحد، ومنح العلماء الكوكب الجديد اسم "GJ667Cc" وقالوا إنه ليس الكوكب الوحيد الذي يتواجد قرب أكثر من شمس، بل إن بعض الكواكب تدور حول عدة شموس في مجموعته الشمسية بوقت واحد، ألا أنه يمتاز بأنه يدور حول نجم واحد فقط من بينها رغم قربها منه، وقام بالاكتشاف فريق من علماء الفلك بمركز كارنيجي بواشنطن، بالتعاون مع جامعة سانت كروز، وقد نُشرت خلاصة الأبحاث حول الكوكب في دورية "فيزياء الفلك"، ويبلغ حجم الكوكب الجديد 4.5 مرات حجم الأرض، وهو حجم مناسب لظهور الحياة، علماً أنه في حال ثبوت وجود مياه على سطحه فستكون سائلة بحكم المسافة التي تفصله عن أقرب شمس إليه، ما يعد عاملاً مساعداً على تطوير الكائنات الحية، وقال ستيف فوجت، أحد العلماء الذين أنجزوا الاكتشاف: "إذا أخذنا بعين الاعتبار حجم الكوكب وحرارته فإننا قد نكون على أبواب تحقيق اكتشاف علمي تاريخي لأننا نبحث منذ أعوام عن كوكب يقع على مسافة متوسطة من شمسه (بما يحول دون تبخر المياه أو تجمدها) وأعتقد أننا عثرنا عليه، وذكر فوجت أن أهم ما يميز هذا الكوكب هو قربه النسبي من الأرض، بخلاف سائر الكواكب التي قيل إنها مهيأة لظهور الحياة على سطحها، إذ لا يفصلنا عن "GJ667Cc" إلا 22 سنة ضوئية، هي مسافة قصيرة للغاية بالمعايير الفلكية. بحسب سي ان ان.

فيما عثر فريق دولي من الباحثين على كوكب كبير يشبه كوكب الأرض في نظام نجمي قريب من النظام الشمسي،  ويرجح الباحثون أن يكون هذا الكوكب صالحاً للحياة، ويدور الكوكب حول نجم قزمي على مسافة منه تسمح بسيلان الماء، وذلك حسبما أشار الباحثون، اليوم، في مجلة "اسروفيزكال جورنال ليترز"، وقال الباحثون: "إن هذا الكوكب المكتشف جديدا هو المرشح الأفضل لأن تكون به ظروف تسمح بوجود ماء سائل وربما بالحياة كما نعرفها"، حسبما أوضح جويلم أنغلادا ايسكود من معهد كارنيغي للعلوم في واشنطن والذي أصبح يعمل الآن في جامعة غوتنجن، غير أن الباحثين أكدوا أنهم لا يعرفون بعد ما إذا كانت هناك فعلا مياه أو أي نوع من الحياة على هذا الكوكب أم ل، ويطلق الباحثون وصف "أرض سوبر" على كل كوكب خارج المجموعة الشمسية لا يكبر عن الأرض بكثير ويتكون من صخور مثل الأرض، وتبلغ كتلة الأرض الكبيرة التي اكتشفها العلماء الآن أربعة أمثال ونصف كتلة الأرض، ويدور هذا الكوكب حول الشمس كل 28 يوم، وحيث إن النجم الذي تدور حوله قزمي يصنف تحت درجة "أم" بين النجوم، ويصغر كثيرا عن شمسنا، فإن هذا الكوكب الذي اكتشف لتوه يتواجد حاليا على المسافة المناسبة لتوفر درجات حرارة تسمح بوجود ماء في حالة سيولة، ويعتبر الماء السائل شرطاً أساسياً لتوفر الحياة بشكلها المعروف لنا.

صور عن سطح المريخ

من جهة اخرى جددت صور بثتها مركبة فضاء أوروبية للمريخ جدلاً سابقاً بأنه ربما كانت هناك محيطات على الكوكب الأحمر، وخلص علماء، بعد تحليل صور التقطها "رادار مارسيس" MARSISI radar - التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، تظهر تشكيلات تبدو كأنها شواطئ، إلى احتمال وجود محيط في السهول الشمالية للمريخ، ويقول علماء من "معهد غرينول لفيزياء وعلوم الفضاء" الفرنسي، وجامعة كاليفورنيا الأمريكية، إن مناطق، تمتد إلى عمق 60 إلى 80 متراً تحت سطح كوكب المريخ،  تظهر تسربات وجليد، مما يدل على أن محيطاً أو ربما اثنين، كانا في المنطقة، قبل 4 مليارات عام مضت، عندما كان الكوكب أكثر دفئ، ويفترض العلماء وجود المحيط الثاني قبل 3 مليارات سنة مضت بتأثير ذوبان الثلوج، كما تفرض عوامل إعادة تجمد مياهه أو تبخرها في الهواء نظرية بأن وجوده ربما كان مؤقت، واستبعدوا أن تكون المحيطات مؤشر على قيام أي شكل من أشكال الحياة في الكوكب، الذي توغلت المركبة الأوروبية، التي أطلقت عام 2005، في أعماقه. بحسب سي ان ان.

ويشار إلى أنه في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أطلقت وكالة "ناسا" بنجاح عربة المريخ الجديدة "كيوريوستي" في أحدث محاولة لاستكشاف أسرار "الكوكب الأحمر" والبحث عن إمكانية وجود حياة على سطحه، ودراسة أشكال الحياة التي ربما وجدت فيه ذات يوم وظلت آثارها محفورة في صخوره. ومن المتوقع أن تستغرق رحلة "كيوريوزتي" تسعة أشهر على أن تهبط عام 2012 قرب جبل على كوكب المريخ. وفي عام 2010، رجحت الوكالة الأوروبية للفضاء أن تكون المياه قد غمرت مساحات شاسعة من كوكب المريخ في فترات غابرة من التاريخ، مشيرة إلى أن بعض الصور الحديثة تظهر أن معظم بيئة المريخ كانت قادرة على احتضان الحياة وتتمتع بالشروط المناسبة للعيش، وقالت الوكالة إن الصور التي التقطها مسبار أوروبي وآخر أمريكي يدوران حول المريخ تظهر أدلة على وجود رواسب معدنية لا يمكن أن تتجمع إلا نتيجة جريان المياه على امتداد الكوكب.

الى ذلك اعلن متحف التاريخ الطبيعي في لندن انه يملك حجرا نيزكيا من المريخ يتتمع بمزايا استثنائية ويوفر فرصة فريدة لكشف اسرار الكوكب الاحمر، والحجر الذي يبلغ وزنه 1،1 كيلوغراما هو اكبر جزء من حجر نيزكي سقط في تموز/يوليو قرب بلدة تينسيت في الصحراء المغربية، وقالت الباحثة كارولين سميث من قسم الاحجار النيزكية في متحف التاريخ الطبيعي "انها اهم عملية سقوط لاحجار نيزكية في القرن الاخير ونحن محظوظون بالحصول على اكبر جزء منه"، وتمكن المتحف من الحصول على الحجر النيزكي من جامعين اميركيين بفضل متبرع اراد عدم الكشف عن اسمه الا انه اعرب عن "سعادته للمشاركة في رحلة استكشاف تثير الحماسة" على ما جاء في تصريحات وردت في بيان صدر عن المتحف، وقال المتحف "الانسان لن يمشي على سطح المريخ قريبا الا ان المريخ اتى الينا"، ويعتبر خبراء ان الحجر النيزكي هذا استثنائي لانه عثر عليه بعد اشهر قليلة على سقوطه على الارض ما حال دون حصول تعديلات كبيرة في مميزاته، واضحت كارولين سميث ان الحجر النيزكي "وقع في منطقة جافة وعثر عليه بعيد سقوطه ولم يتعرض تاليا لتلوث كبير، كما لو انه سقط للتو من المريخ" مضيفة "انه يعكس صورة فريدة لتاريخ الكوكب الاحمر"، والاحجار النيزكية التي تحوي جيوبا صغيرة من غاز الاجواء تشكل موضوع دراسة مفضل لدى العلماء، واشار متحف التاريخ الطبيعي الى انه بفضل اجزاء من حطام فضائي تمكن باحثوه في السبعينات من اثبات ان المياه توافرت يوما ما على سطح المريخ اي قبل فترة طويلة من اولى المسبارات الفضائية التي اكدت ذلك، وعثر حتى الان على حوالى مئة حجر نيزكي من المريخ.

سحب غاز وضباب في درب التبانة

من جانبه كشف القمر الاصطناعي "بلانك" وجود سحب من الغازات الباردة كانت مجهولة حتى الان في مجرتنا و"ضبابة" غامضة من الموجات الصغرية (مايكرويف) في وسط درب التبانة على ما اعلنت وكالة الفضاء الاوروبية، وهذه النتائج غير المتوقعة لمهمة بلانك الذي اطلق العام 2009 لتحليل الاشعاع الاحفوري الذي تركه الانفجار الكبير قبل اكثر من 13 مليار سنة، تعرض هذا الاسبوع خلال مؤتمر دولي ينظم في بولونيا في ايطاليا على ما اعلنت الوكالة الاوروبية في بيان، والاكتشافات التي توصل اليها القمر الاصطناعي تتضمن خصوصا اول مسح لاحادي اكسيد الكربون في درب التبانة، واحادي اكسيد الكربون هو احد مكونات سحب الغازات الباردة وهي خزان للمادة يمكنها ان تولد نجمات تنتشر في درب التبانة وفي مجرات مجاورة له، وهذه السحب تحوي خصوصا جزئيات الهيدروجين التي يصعب رصدها خلافا لاحادي اكسيد الكربون الذي يتشكل في ظل الظروف ذاتها والذي يستخدمه علماء الفلك ك"مؤشر" الى وجود الهيدروجين. بحسب فرانس برس.

والبحث عن احادي اكسيد الكربون من خلال تلسكوبات منصوبة على الارض عمل يتطلب مجهودا هائلا ويركز العلماء تاليا على اجزاء محدودة من المجرة حيث يشتبهون بوجوده، ويوضح جوناتان اومون من معهد فيزياء الفلك الفضائي (المركز الوطني للبحث العلمي/جامعة باريس-سود 11) "اهمية بلانك تكمن في ان بامكانه تحليل السماء برمتها الامر الذي يسمح برصد كل تركزات الغاز الجزيئي حيث لا نتوقع ان نعثر عليه"، ورصد القمر قرب وسط درب التبانة "ضبابة غامضة من الموجات الصغرية التي تتحدى حتى الان اي تفسير"، وهذه الضبابة تشبه الاشعاع الذي يطلق عليه اسم "سينكروترون" وهو شكل من اشكال الطاقة التي تنتجها الالكترونات عندما تمر في حقول مغنطيسية بعدما تكون تسارعت جراء انفجار سوبرنوف، لكن الغريب ان اشعاع سينكروتون المرتبط بهذه "الضبابة المجرية" من الموجات الصغرية له مميزات مختلفة عن الانبعاثات المسجلة في مناطق اخرى من مجرتنا على ما تفيد وكالة الفضاء الاوروبية.

وقد تم التقدم بنظريات مختلفة لتفسير اصله ومن بينها سوبرنوفا ناشطة جدا ورياح مجرية او حتى انحلال جزئيات من المادة السوداء الا ان ايا من هذه النظريات لم يثبت، واطلق بلانك في 14 ايار/مايو 2009 واجرى خمسة مسوحات كاملة للسماء وقام بقياس تقلبات الحرارة بدقة كبيرة جدا في الاشعاع الاحفوري الذي بات باردا جدا الان (270 درجة مئوية تحت الصفر بشكل وسطي) والذي يغمر العالم كله، وهذه التقلبات من شأنها ان تكشف عن وضع الكون بعد 380 الف سنة على الانفجار الكبير، الا ان علماء الفلك بحاجة اولا الى تحليل الاشارات "الامامية" كتلك الصادرة عن مجرتنا والتي تشوش عمليات المراقبة التي يقومون بها.

النجوم الآفلة "ترشد مركبات الفضاء"

من جانب اخر قد يصبح من الممكن ذات يوم لمركبات الفضاء ان تبحر في الكون باستخدام تقنية تسمح باستخدام نوع من النجوم الآفلة كوسيلة لتحديد الموقع، ويقوم علماء ألمان بتطوير تقنية تسمح بتحديد المواقع بدقة في الفضاء بالتقاط اشارات الاشعة السينية المنبعثة من النجوم الآفلة الميتة، وتقوم هذه النجوم الآفلة التي نفد نورها واحترقت بالدوران بسرعة كبيرة مطلقة انبعاثات في الفضاء بمعدلات ثابتة تضاهي دقة الساعات الذرية، ويقول فريق الباحثين ان توقيت انبعاثات النجوم الآفلة دقيق للغاية بحيث يمكن استخدامه في السفر في الفضاء، وإذا زودت سفن الفضاء بما يمكنها من التقاط انبعاثات النجوم الآفلة، فانها يمكن ان تقارن وقت وصولها مع الوقت المتوقع لذلك عند نقطة معينة، وهذا يمكن مركات الفضاء من تحديد موقعها بدقة كبيرة قد لا تزيد نسبة الخطأ فيها عن خمسة كيلومترات في أي مكان في المجرة، وقال البروفيسور فيرنر بيكر من معهد ماكس بلانك للفيزياء الفضائية في جارشينج "مبدأ (التقنية) بسيط للغاية وستكون له تطبيقات"، وقال بيكر للبي بي سي "هذه النجوم الآفلة في كل مكان في الكون ووميضها متوقع ويمكن استخدماه في هذه التقنية"، لكن استخدام مركبات الفضاء لانبعاثات النجوم الآفلة لتحديد مسار ابحارها ليس أمرا وشيك التطبيق، ويرجع ذلك إلى ان اجهزة التليسكوب التي تستخدم الان لالتقاط الاشعة السينية ضخمة للغاية وثقيلة الوزن، ويجب التوصل إلى تصنيع تليسكوب صغير الحجم للتمكن من الانتفاع من النجوم النابضة، ويقول بيكر "يمكن استخدام التقنية عند تطوير اجهزة خفيفة الوزن لالتقاط الاشعة السينية".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26/آيار/2012 - 4/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م