دول ومجتمعات تسعى الى بيئة افضل

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: بات الواقع البيئي للمدن الكبرى يعاني من مشكلة حقيقية في المحافظة على منع التلوث وتضاعف نسب الانبعاثات السامة كـ(ثاني أكسيد الكبريت وثنائي أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون والرصاص...الخ) وانتشار المصانع والسيارات وغيرها والتي انعكست بدورها على البيئة اولاً والسكان ثانياً حتى انتشرت الامراض والاوبئة وتغيرت طبيعة المناخ عن السابق وارتفعت درجات الحراة واصبح من الصعب السيطرة على غضب الطبيعة المعلولة من دون اجهاد النفس في ايجاد افضل الطرق وابتكار احسن الوسائل العملية للتخفيف من حدة التوتر الموجود بين الطبيعة وبيئتها من جهة وبين بني البشر من جهة اخرى، اذ ان تقليل مخاطر التلوث والاستعداد له جيداً لا يتحصل الا من خلال الوقاية المبكرة والعمل على مكافحة جميع الظواهر والآفات السلبية التي قد تؤثر في سلامة البيئة، فكما ان الحفاظ على البيئة ونظافتها ينعكس ايجاباً على صحة وسلامة جميع الكائنات الحية الموجودة على الارض، فقد يؤدي الاهمال الى نتائج خطيرة للغاية.

ان العديد من المدن ذات الطبيعة الاقتصادية والصناعية والسياحية المهمة قد بادرت بالفعل الى اتخاذ بعض الخطوات المهمة التي من شأنها التقليل من خطر التلوث وانعاش الطبيعة من جديد وقد قام البعض من هذه المدن بتطبيق افكار بيئية جديدة بهدف تشجيع السكان على بذل المزيد من الجهود للحفاض على مدنهم من التلوث خصوصاً وان الكثير من هذه الافكار قد لاقت استحساناً لدى هؤلاء السكان فيما باشر اخرون بتطبيقها على الفور. 

نيويورك تطلق الدراجات الهوائية

حيث سيتمكن سكان نيويورك من استئجار الدراجات الهوائية بحسب نظام الخدمة الذاتية في أواخر تموز/يوليو، بحسب ما أعلنت البلدية التي تعتزم وضع 10 آلاف دراجة في متناول المواطنين، وستتميز دراجات نيويورك باللون الأزرق الملكي وستحمل اسم "سيتي بايك" (دراجة المدينة)، وسيتم اعتماده في البداية في أنحاء معينة من مانهاتن وبروكلين، وكانت البلدية قد أعلنت في أيلول/سبتمبر عن نيتها إطلاق نظام الخدمة الذاتية في استئجار الدراجات الهوائية، على غرار باريس ولندن وواشنطن ومونتريال ومدن أوروبية عدة، وستكون هذه الدراجات متاحة للاستعمال على مدار الساعة في 600 محطة موزعة في كل أنحاء نيويورك، وأعلن رئيس البلدية مايكل بلومبرغ أن "الفكرة بسيطة وتقضي بتوفير وسيلة أخرى للتنقل في المدينة"، مشيرا إلى أنها لن تكلف مسددي الضرائب شيئا بفضل وجود جهة راعية هي "سيتي غروب"، وأوضحت البلدية أن كلفة الاشتراك السنوي تبلغ 95 دولارا، أي أقل من كلفة تذكرة شهرية للمترو (104 دولارات) وأن الدقائق ال45 الأولى مجانية، أما إذا استأجر المواطن الدراجة لفترة أطول، فسيتوجب عليه أن يدفع بحسب المدة، علما أن الساعة الأولى الاضافية تكلف أربعة دولارات، ويستطيع السياح والزائرون العابرون الانتساب على أساس يومي (9،95 دولارات) أو أسبوعي (25 دولارا)، علما أن النصف ساعة الأولى تكون مجانية، وبما أن طرقات كثيرة في نيويورك لا تتعدى مسافتها ثلاثة كيلومترات، تعتبر البلدية أن الدراجة الهوائية هي بديل جيد عن المشي أو وسائل النقل المشتركة، ومنذ الاعلان عن المشروع، تم تنظيم أكثر من 90 لقاء مع المواطنين الذين اقترحوا عبر موقع إلكتروني خاص 10 آلاف محطة للدراجات الهوائية، وتكتسب الدراجة الهوائية شعبية متزايدة في نيويورك، ولا سيما أن عدد السكان الذين يركبون الدراجة للذهاب إلى العمل قد تضاعف في غصون خمس سنوات، بحسب البلدية، ومنذ العام 2007، افتتحت المدينة 350 كيلومترا إضافيا من المساحات المخصصة للدراجات الهوائية، وباتت تضم اليوم أكثر من 1100 كيلومتر منها، على أمل أن تصل إلى 2900 كيلومتر بحلول العام 2030. بحسب فرانس برس.

تربية الاسماك

الى ذلك وبما أن إعادة تدوير النفايات وتناول أطعمة عضوية وقيادة سيارة كهربائية لا تكفي في نظر بعض سكان نيويورك، فقد قرر مصرفيان سابقان تربية الأسماك الصديقة للبيئة في منزلهما الواقع في قلب المدينة، فكريستوفر تول وأنيا بوزديفا اللذان أسسا شركة "سايف" لقيم الزراعة المائية وتعليمها يعتبران خطوتهما "أبعد من الزراعة العضوية"، وتقول أنيا البالغة من العمر 39 عاما أن التقنية قديمة وتقضي بتربية أسماك في حوض اصطناعي بهدف أكلها وإعادة تدوير المياه المستعملة لإخصاب المزروعات، فبراز الأسماك يغذي النباتات التي تنظف بنفسها مياه الحوض، وهذه المنظومة البيئية المصغرة تسمح للمرء بإنتاج غذائه العضوي بنفسه في شقة صغيرة ومن دون مواد مكلفة، بحسب ما يؤكد مروجو الفكرة، وتقول أنيا التي أتت من سيبيريا إلى نيويورك قبل عشرين سنة "لقد بنينا منظومتنا بواسطة النفايات"، وبعد أن كان تول وبوزديفا يعملان لساعات طويلة في القطاع المالي في إحدى ناطحات السحاب في مانهاتن، أصبحا اليوم يعملان في بيئة مختلفة جدا، وتحديدا في برونكس، فبعد الأزمة المالية سنة 2008، اكتشف كريستوفر الذي كان نائب رئيس مصرف "سوفرين بنك" أنه يعاني مشاكل في البصر مرتبطة على حد قوله بالاجهاد، ولم يكن الاثنان راضيين عن مسيرتهما المهنية، فقررا تربية الأسماك، وكان تول يتمتع بدراية في هذا المجال لأنه كان رافق والده العالم خلال العطل إلى مركز "وودز هول" للأبحاث البحرية، وقد رأى أن الزراعة المائية هي وسيلة للتوفيق بين الانتاج الغذائي البيئي والتنمية المستدامة بفضل خطة عمل مستدامة بدورها. بحسب فرانس برس.

وكل أسبوع، يعلم الثنائي 80 طفلا تقريبا الزراعة المائية في مركز اجتماعي في جنوب برونكس التي يعتبر من اكثر الأحياء فقرا في الولايات المتحدة، وفي إحدى ورش العمل الأخيرة، ساهم بعض الشبان في تنظيف الأحواض وزراعة النعناع والملفوف، وتقول فتاة صغيرة بينما تدخل يدها في برميل تسبح فيه سمكة مشط "أخشى أن تعضني"، فيجيبها كريستوفر "هي التي تخشى أن تعضيها"، وعندما تغاضى صبيان عن الاعتناء بالحدائق وراحا يتراشقان بالتراب، ذكرتهما أنيا بأن "الوحل ثمين" وطلبت منهما البدء بالعمل، ويربي كريستوفر أنواعا مختلفة من الأسماك لكنه برع بشكل خاص في تربية سمك المشط الذي يحتاج إلى 35 لترا من الماء فقط ويكبر في غضون تسعة أشهر فيصبح صالحا للأكل، ومع أن "سايف" انطلقت منذ عام واحد فقط، إلا أن مؤسسيها عازمان على النجاح، وينوي كريستوفر العمل مع أصحاب المطاعم ومع أشخاص آخرين يربون السمك في المدينة، أما آنيا فقد بدأت تزرع الفطر على علب من الكرتون بعدما اكتشفت أنها تعشق الحر والرطوبة، تماما كسمك المشط، ووسع كريستوفر نشاطه ليشمل أيضا خلايا النحل، ويقول "لدي حاليا 10 آلاف نحلة في الصالون، لا أنام مع أسماك فحسب بل أيضا مع النحل"، فهل يحق لهما تربية كل تلك الحيوانات في منزلهما في مدينة نيويورك المعروفة بفرضها قواعد صارمة على الحيوانات الأليفة؟، تجيب آنيا "الأهم هو عدم إحداث أي ضجة، وهذا سهل مع الأسماك".

هونغ كونغ تكافح التلوث

بدورها وبعد عقود من المماطلة، قررت هونغ كونغ التي تعد من أكثر المدن تلوثا في العالم تخفيض الانبعاثات السامة التي تجعل هواءها خانقا وتثني الأجانب عن الاستقرار فيها وتدفع السكان إلى الهجرة، وأعلنت حكومة هونغ كونغ في وقت سابق أنها ستقوم بمراجعة "أهدافها المتعلقة بنوعية الهواء" للمرة الأولى منذ ربع قرن، في حين يودي التلوث سنويا بحياة 3200 شخص في هذه المدينة الكبرى التي تضم سبعة ملايين نسمة وفقا لإحصاءات جامعة هونغ كونغ، ويتفاقم التلوث أكثر فأكثر بسبب المصانع الواقعة جنوب الصين وكذلك بسبب منشآتها الكهربائية المحلية بالإضافة إلى الغازات المنبعثة من عوادم المركبات، وقد أظهرت عينات أخذت مؤخرا من احياء "سنترل" و"كوزواي باي" و"مونغ كوك" أن كثافة الانبعاثات السامة قد ازدادت عشر مرات بالمقارنة مع العام 2005، وتفرض الأهداف الجديدة حدودا يحظر تجاوزها تتعلق بكثافة سبع مواد، منها ثاني أكسيد الكبريت وثنائي أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون والرصاص، وتعتزم سلطات هذه المستعمرة البريطانية السابقة قياس كثافة الجسيمات الدقيقة "بي أم 2،5" (التي لا يتخطى قطرها 2،5 ميكرون)، والتي تعتبر الأكثر خطورة إذ انها تدخل إلى جسم الإنسان وتتغلغل في الأسناخ الرئوية لتبلغ الدم، وقد حلت هونغ كونغ في المرتبة 559 من بين 566 مدينة ترتفع فيها نسبة الجسيمات الدقيقة "بي أم 2،5"، بحسب تصنيف أعدته مؤخرا منظمة الصحة العالمية. بحسب فرانس برس.

وتنوي الحكومة أيضا سحب المركبات الأكثر تلويثا واعتماد تدابير تحفيزية في ما يخص السيارات الكهربائية وتلك الهجينة، وقد أشاد اختصاصيو الصحة والمنظمات البيئية بهذه التدابير حتى ولو أتت متأخرة وغير كافية، بالنسبة إليهم، وقال هان تشو من جمعية "أصدقاء الأرض" في هونغ كونغ إنها "خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح لكن الإجراءات مخيبة للآمال، فهي لا تتوافق وتوصيات منظمة الصحة العالمية ولا تشكل ضمانة للصحة"، وعلق المسؤول عن الشؤون البيئية في البلدية إدوارد ياو قائلا إن معايير منظمة الصحة العالمية شكلت "أهدافا بعيدة المنال" بالنسبة إلى مدينة مثل هونغ كونغ التي تحيط بها المصانع الصينية فيتعذر عليها السيطرة على جميع المتغيرات، وأشار إلى أنه "نظرا للوضع في هونغ كونغ، لا يمكننا أن نحدد أهدافا غير واقعية"، إلى جانب القضايا الطارئة المرتبطة بالصحة العامة، ينبغي على هونغ كونغ التي تتنافس مع سينغافورة على لقب المركز الاقتصادي في آسيا تحسين صورتها بأسرع وقت ممكن في الخارج لتحافظ على مكانتها وتستقطب ذوي الكفاءة، وقد بينت دراسات عدة أن "تلوث الهواء يدفع كبار الأغنياء والمثقفين إلى المغادرة علما أنهم يشكلون أساس الاقتصاد في هونغ كونغ القائم على المال والمعرفة"، بحسب ما أكدت منظمة "سيفيك أكشن" غير الحكومية.

وتهدد هذه المعايير الصارمة ابتداء من العام 2014 مشاريع بنى تحتية كبيرة تعتبر جد ملوثة، ولعل أبرزها تشييد جسر بين هونغ كونغ وماكاو ومدرج ثالث في المطار الذي يعد من اكثر المطارات استخداما في العالم، ويبلغ مجموع الخسارات الاقتصادية التي تتكبدها المدينة سنويا من جراء التلوث 40 مليار دولار هونغ كونغ (4 مليارات يورو) بحسب هذه الدراسات، وقد أشار مايك كيلبورن من مركز "سيفيك إكتشينج" إلى أن هونغ كونغ لم تكشف عن نواياها هذه إلا بعد وعد من بكين تعهدت فيه العاصمة الصينية باعتماد تدابير أكثر شفافية في ما يخص التلوث، وقد أعلنت بكين التي تعتبرها الأمم المتحدة من أكثر المدن تلوثا في العالم أنها ستنشر قريبا المعطيات الخاصة بالجسيمات الدقيقة "بي أم 2،5" الأكثر خطورة بناء على طلب عدد متزايد من سكانها.

بسبب التلوث

فيما غطت غيمة سوداء ضخمة ناجمة عن التلوث سماء بكين مؤخراً فتسببت في تأخير أكثر من 150 رحلة جوية أو إلغائها فيما اعتبرت السلطات أن نوعية الهواء "جيدة"، وبحسب الموقع الالكتروني لمطار بكين الدولي الذي يستقبل ثاني أكبر عدد من المسافرين في العالم، تم تأخير 155 رحلة ذهاب وإياب أو إلغاؤه، وأشارت السفارة الأميركية في بكين التي تأخذ على عاتقها قياس درجة التلوث في الهواء إلى أن الثلوث في العاصمة الصينية تخطى مستوى "الخطر" أي المستوى الأسوأ وفقا لاعتباراته، أما مكتب البيئة في بكين فوصف نوعية الهواء في العاصمة بانها "جيدة"، علما أن السلطات غالبا ما تتهم بتجاهل خطر التلوث، وأشار المركز الوطني للأرصاد الجوية من جهته إلى أن "ضبابا" غطى العاصمة الصينية فقلص مجال الرؤية إلى مئتي متر في بعض المناطق، وتستند بيانات وزارة البيئة الصينية حتى الساعة إلى الجسيمات الدقيقة التي لا يتعدى قطرها عشرة مكرونات فيما تقيس السفارة الأميركية الجسيمات التي لا يتعدى قطرها 2،5 مكرونات والتي يمكن أن تدخل إلى عمق المجاري التنفسية، لكن بلدية بكين أعلنت في وقت سابق أنها ستنشر ابتداء من هذا الشهر البيانات المتعلقة بالجسيمات الدقيقة بناء على طلب عدد متزايد من المواطنين القلقين على صحتهم، وإلى جانب المحطات الحرارية العاملة على الفحم، ينجم التلوث في بكين عن التركز السكاني في المدن وحركة السير، ففي العام 2011، بدأت 240 ألف سيارة جديدة تجوب شوارع العاصمة إلى جانب خمسة ملايين سيارة أخرى. بحسب فرانس برس.

يوم "بلا سيارات" في بوغوتا

من جهتها بقيت حوالى 1،5 مليون سيارة في مرآبها في بوغوتا بمناسبة النسخة الثانية عشرة من "يوم بلا سيارات" الذي نظمته السلطات في العاصمة الكولومبية التي تعاني من تلوث ناجم عن ازمات سير خانقة، وتمكن المارة وسائقو الدراجات الهوائية وهي منتشرة جدا في كولومبيا، من التنقل بهدوء اكبر خلال النهار رغم وجود حوالى 50 الف سيارة اجرة على الطرقات و16 الف حافلة صغيرة و270 دراجة نارية لا يشملها النشاط، واستثنيت من المنع ايضا اليات الجيش والشرطة وسيارات الاسعاف وشاحنات الاطفائيين والسيارات المصفحة والدبلوماسية فضلا عن المواكب الجنائزية، وقدرت بلدية المدينة البالغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة ان يكون القرار شمل 1592000 سيارة لم تستخدم لمدة 13 ساعة، لكنه حصلت بعض المخالفات فتم تحرير 126 مخالفة وحجز 23 سيارة في الساعات الخمس الاولى من النهار فقط، وتعاني بوغوتا من تلوث مزمن وقد اعتمدت نظام تناوب يستند الى رقم تسجيل السيارة يمنع السيارات من السير يومين في الاسبوع، وخلال عطل نهاية الاسبوع تخصص بعض الطرقات للدراجات الهوائية فقط. بحسب فرانس برس.

تدابير للوقاية في تشيلي

من جهة اخرى وفي الثامنة عشر من عمره يكون المواطن التشيلي الذي سبق وتعرض لأشعة الشمس الحارقة، قد تلقى جرعة من الأشعة ما فوق البنفسجية مساوية لتلك المتراكمة في جسم مواطن ستيني في بقعة أخرى من العالم، وتتخوف السلطات التشيلية من صيف جنوبي تكون درجات الحرارة فيه أعلى من المعتاد، وفي ورشة بناء في سانتياغو، يأخذ نحو عشرون عاملا استراحة من العمل ليغطوا أوجههم وهم يضحكون بمستحضر واق من الشمس أمام عيني خبير أمني، فأشعة الشمس مشكلة لا تستهين بها تشيلي، ويقول إرنستو غرامش وهو عالم فيزياء في جامعة تشيلي مسؤول عن الشبكة الوطنية لقياس الأشعة ما فوق البنفسجية، "لاحظنا في أواخر أيلول/سبتمبر (بداية الربيع الجنوبي) أن الأشعة ما فوق البنفسجية أعلى مما كانت عليه في السنوات الماضية"، وعادة، تبدأ الاشعة بالارتفاع في كانون الأول/ديسمبر لتبلغ ذورتها في كانون الثاني/يناير الذي يعتبر الشهر الأكثر حرارة في السنة، لكن الأشعة التي سجلت ارتفاعا أعلى ب10% من العام 2008 بدأت بالارتفاع في وقت مبكر هذه السنة، بسبب الثقب المتزايد في طبقة الأوزون التي تحمي الغلاف الجوي، ويضيف غرامش "نعتقد أن هذا الارتفاع ناجم عن تراجع كثافة الأوزون بنسبة 1% تقريبا". بحسب فرانس برس.

وتعتبر تشيلي من البلدان الأكثر عرضة لارتفاع درجات الحرارة بسبب موقعها الجغرافي وضعف طبقة الأوزون فوقها ومناخها الصحراوي في الشمال، وباتت الأشعة ما فوق البنفسجية التي تسبب سرطان الجلد تثير القلق على الصعيد الوطني لتتحول إلى قضية وطنية، وتقول سيسيليا أورلاندي وهي طبيبة أمراض جلدية في الجمعية الوطنية لمكافحة السرطان (كوناك) "نستند إلى دراسات تظهر أن شابا في الثامنة عشر من العمر تلقى كمية الأشعة التي يفترض أن تكون متراكمة في جسمه في سن الستين"، وبناء على المؤشرات الحالية، فإن التعرض لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة ولا سيما بين الساعتين الحادية عشرة من قبل الظهر والرابعة من بعض الظهر يكفي لإلحاق الضرر بالبشرة، بحسب "كوناك"، ويقضي أكثر من مئتي تشيلي سنويا جراء إصابته بسرطان في الجلد، علما أن هذا الرقم ارتفع بنسبة 106% في العقد الماضي، بحسب "كوناك" أيض، وقد دفعت هذه الاسباب تشيلي إلى التركيز على الوقاية من الشمس فأصدرت قانونا صارما يلزم المؤسسات بإعلام موظفيها الذي يعملون في الهواء الطلاق يوميا بمؤشر الأشعة المتوقع وبتزويدهم بمستحضرات واقية من الشمس وقبعات ونظارات وقفازات واقية، وتستخدم تشيلي أيضا جهازا غريبا لتقييم خطورة الأشعة صممه غرامش في مشغله في جامعة تشيلي وهو يشبه إشارة السير لكنه يشمل خمسة ألوان بدلا من ثلاثة.

ويشرح غرامش أن هذا الجهاز يضم جهاز تحسس يلتقط الأشعة "ودارة كهربائية تكبر الإشارة وتوزعها وتضيء المصباح الذي يتلاءم" مع حجم الخطر، فالأخضر يعني أن الخطر "منخفض" والأصفر "متوسط" والبرتقالي "مرتفع" والأحمر "خطر" والبنفسجي "خطر جدا"، ونجد هذه الأجهزة الضوئية الكبيرة في الأماكن العامة في تشيلي، ولا سيما في الشمال، وحول أحواض السباحة وفي المنتجعات والمناجم، ويقول غرامش إنه وزع مئتي نموذج منها وأنه صدرها إلى بلدان عدة مثل اسبانيا والبيرو وكولومبيا والمكسيك، لكن لا تدابير وقائية تحل محل الوعي الذي غالبا ما ترتفع نسبته في الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة الذي يذكر الناس بضرورة الوقاية من أشعة الشمس. لكن "الناس يجهلون أن البشرة تمتص الأشعة ما فوق البنفسجية على مدار السنة فتتراكم هذه الأشعة مع الوقت"، بحسب ما يشرح غرامش، ويشرح جوناثان فرناندز وهو خبير أمني في أماكن العمل أن "المهم هو أن يتوقف العمال عن التفكير في أن المستحضر الواقي من الشمس مخصص للنساء أو للبحر".

"مقهى التصليح" في هولندا

على صعيد مختلف، من المكنسة الكهربائية المعطلة إلى الدراجة الهوائية المتهالكة مرورا بالقميص المثقوب، ما من مستحيل بالنسبة إلى متطوعي "مقهى التصليح" الذين يقومون بإعادة الحياة إلى سلع كانت ستنتهي في سلة المهملات لولا لمساتهم السحرية، فالهولندية مارتين بوستما أطلقت فكرة "مقهى التصليح" الذي ينتشر اليوم في البلاد من خلال عشرين فرعا مستقل، فتؤكد أن "الناس فقدوا بكل بساطة عادة التصليح وبات من السهل رمي أغراض يمكن تصليحها"، وفي المكان الذي تم استئجاره في أمستردام خصيصا لهذا "المقهى" والذي علقت على جدرانه مناشير ومفكات براغي وأسلاك كهربائية، يقوم أربعة أشخاص شغوفين بالهندسة الإلكترونية بتصليح المكانس الكهربائية المعطلة في حين تنكب خياطتان على ترقيع الألبسة الممزقة، وتخرج مارتين بوستمان (41 عاما) هاتفا محمولا من جيبها كان قد تم شراؤه قبل عشر سنوات، وتقول "ينقصه ثلاثة مفاتيح، لكن لا بد من إيجاد طريقة لتصليحه، باستثناء ذلك، هو يعمل على أحسن ما يرام!"، وتؤكد هذه الصحافية السابقة التي فتحت في العام 2009 أول "مقهى تصليح" في أمستردام، أن ما من أحد يرمي شيئا حبا بذلك، لذا يهدف مقهاها إلى "جمع فئتين من الأشخاص، وهما المتطوعون الذين يقومون بأعمال التصليح وهؤلاء الذين يرغبون في تصليح حاجيات يملكونها من دون أن يعرفوا كيف يقومون بذلك". بحسب فرانس برس.

تعطلت مكنسة مارغريت باكير (57 عاما) الكهربائية بعد أربعة أشهر من شرائه، فتقول "من الافضل بكثير المجيء إلى هنا بدلا من تصليحها عند المصنع بكلفة تعادل ثمن مكنسة جديدة"، وتنحني مارغريت لتفحص المكنسة التي تسلم تصليحها تيو فان دي آكر وهو مستشار مالي يهوى عالم الإلكترونيات، ففي "مقهى التصليح" يعمل الزائر يدا باليد مع المتطوع، ويتعلم في بعض الأحيان كيفية تصليح الأجهزة بنفسه، وبعد ساعة من تفكيك الآلة والتحقق من المروحة وفحص الأسلاك الكهربائية، تم تحديد المشكلة التي تبين أنها عطل بسيط في القابس، ويأسف تيو فان دي آكر (64 عاما) لأن "الأجهزة التي يتم تصنيعها اليوم هي أقل صلابة من تلك التي كانت تصنع في السابق كما أنها تدوم لفترة أقصر"، يضيف "وبات من الصعب تفكيكها إذ إنها لم تصنع بحيث يمكن تصليحها"، وفي البداية، كان "مقهى التصليح" مجرد مبادرة محلية في مدينة أمستردام، لكنه لقي نجاحا فاق توقعات مارتين بوستما التي باتت اليوم تعمل بدوام كامل في مؤسسة "مقهى التصليح" التي أنشأتها في العام 2010 بدعم من الدولة، وهي تعنى بتقديم المشورة للمتطوعين الذين يرغبون في افتتاح "مقهى" من هذا القبيل، ويعتبر كل "مقهى" من هذه المقاهي مستقلا من حيث التمويل واستخدام المتطوعين خصوص، ويحضر المتطوعون الأدوات التي يعملون بها، في حين تؤمن السلطات المحلية المكان أو يتم استئجاره، وكان الهدف يقضي بداية بفتح 18 "مقهى تصليح" في هولندا بحلول العام 2013، لكن وحتى اليوم، افتتح عشرون "مقهى" في حين أن حوالى خمسين آخر قيد الإنشاء، حتى أن مارتين بوستما باتت تحلم بـ"مقهى" في كل واحدة من البلديات الهولندية البالغ عددها 415 بلدية، وتؤكد أن هذا النموذج "قد يلقى نجاحا في أوروبا الغربية، وربما في أميركا الشمالية أيضا".

مخاطر صحية للمنظفات

من جانبه أكد بحث على أن العديد من مستحضرات التنظيف المنزلي، قد يكون لها مخاطر متنوعة على أفراد الأسرة وخصوصا على الأطفال الذين قد يتعرضوا لاستنشاق أبخرتها في جو المنزل، وجاء في البحث الذي نشر على مجلة التايم الأمريكية، أن العديد من الشركات المصنعة لتلك المنظفات لا تلتزم بذكر كامل المخاطر الصحية المترتبة على منتجاتها، الأمر الذي يعرض مستخدميها لأمراض مختلفة قد تصل إلى الإصابة بأنواع من السرطان وفقدان البصر، والتقرير من إعداد جمعية أهلية متخصصة بحماية الصحة العامة تحمل اسم "مجموعة العمل البيئي" EWG والتي تتخذ من واشنطن مقراً له، وأشار التقرير إلى أن الباحثين تمكنوا لغاية الآن من تحديد عدد من المنتجات التي لا تلتزم بوضع الملصقات التحذيرية لتوعية المستخدمين من المخاطر المحتملة لسوء استخدام منتجهم. بحسب سي ان ان.

وزعم التقرير أن بين تلك المنتجات علامات مثل موب اند غلو و تران اكس بالإضافة إلى منتجات مثل سيمبل غرين و تارغيتس اب اند اب، ونقل التقرير المقدم على لسان أحد مشرفي البحث، جاين هوليهان قولها: "عملية تنظيف المنزل قد تنطوي على مخاطر صحية عديدة، وذلك بسبب إهمال عدد من الشركات المصنعة لضرورة ذكر المخاطر المترتبة على احتواء منتجهم على مواد كيميائية سامة ضارة بالجسد"، وجاء في التقرير أن البحث لا زال جاريا من خلال فحص عينات من عدد من المنظفات الأكثر رواجا في العالم ومقارنة هذه النتائج مع التحذيرات المذكورة على الملصقات المرافقة للمنتج، حيث يتوقع أن يتم تقديم التقرير النهائي للبحث في خريف العام الجاري.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/آيار/2012 - 2/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م