الاستحقاق الديمقراطي في كل بلاد العرب كان ومايزال حقا أصيلا منذ
أن قامت الثورات العسكرية في منتصف القرن الماضي وحركات التحرر الوطني
حينما قامت العسكرية الوطنية بالانقلاب على العروش الملكية الاستبدادية
التي كانت مدعومة من المحتل، او اجلاء المحتل عن بلادهم...
حيث افتتحت الانقلابات العسكرية بقصد التغيير في سوريا كأول بلد
عربي في 30مارس 1949، ثم جاءت الثورة المصرية في يوليو 1952، ثم
استقلال تونس 1956، وبعدها ثورة العراق 14تموز 1958، ثم الحرب اليمنية
واقالة الملك في 1962، واخرها ثورة الفاتح في ليبيا 1969..
وبمراجعة كل هذه التواريخ نجد أنها كانت بعد الحروب العربية مع
عصابات الصهاينة في فلسطين وكانت أغلب الحركات أو الثورات العسكرية
تهدف إلى تحرير القرار السياسي من قبضة المستعمر الذي دعم الاستيطان
الصهيوني وإقامة كيانه في 1948.
الثورات العربية في مجملها كانت ذات منحى يساري تنتصر للعدالة
الاجتماعية وغاب عنها بعد الشفافية والرقابة مما جعلها تشيخ في مقاعدها
وتفقد كل يوم نصير لها في الداخل وتستقوي بالخارج.
أما عن الخارج: فبما أن هذه الثورات كانت ثورات نحو استقلال القرار
السياسي ضد التدخل الاجنبي، وعليه عمل الاجنبي على اختراق صفوفها
وحصونها التي لم تحصن بفعل غياب الرقابة الشعبية ومع الوقت والاحلال
بقى على مقاعد السلطة في أغلب البلدان مجموعة من المتعاونين مع الاجنبي
المستعمر مستقوين به على بني جلدتهم – في الغالب – وساعد الأجنبي على
قطع والوشائج بين تلك الدول وعدم إقامة بنية تساعد على استقلال القرار
فيها أو تدمير البنى الاقتصادية في بعد البلدان كما هو الحال في مصر
وليبيا..
وعليه: اصبح الإصلاح وجوبيا ومستحقا فضلا عن الثورة التي أصبحت
واجبة.. العديد من تلك الدول فقدت القدرة على رعاية المصالح الامريكية
والاجنبية ولها، تناسبت رغبة الجماهير العربية مع رغبة المستعمر
الامريكي في التغير من هنا جاء.... ( الربيع العربي).
أين تقف مصر الآن:
مع بداية الثورة المصرية التي اندلعت في 25 يناير 2011 مباغتة في
سرعتها وقدرتها وقوتها كل المتابعين أو المتآمرين، ولان مصر – وللاسف –
ليست شأن مصريا بحتا قامت وحدات المتابعة المخابراتية في الولايات
المتحدة الامريكية وآوروبا والعديد من البلدان وخلال 48 ساعة تم التوصل
إلى خطة انقاذ مصرية بموجب هذه الخطة يستطيع الغرب وأمريكا المحافظة
على مصالحهم في مصر دون الصدام المباشر مع الثوار الممسكين بالشارع
المصري المستبسلين في سبيل نيل حريتهم وحرية بلادهم، والخطة جمعت بين
النواة الصلبة في نظام مبارك وحلفائه التاريخيين من الإخوان
والسلفيين..
* أمين عام حزب التحرير |