أمريكا والارهاب... دوامة تأبى التوقف

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تسعى الإدارة الأمريكية الى إيجاد أساليب واستراتيجيات جديدة لمكافحة الإرهاب، على الرغم من كل الجهود الدولية المبذولة لمكافحته، في حين هناك أسلوب تعوّد عليه العالم من الولايات المتحدة، ممثلا بصناعة الإرهاب، ومن ابرز صوره القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى وصراعها الدائم مع أمريكا، غير هذه الصناعة قد تكون ممارسة الإرهاب فعلا ولكن بإشكال مختلف ليكون بمثابة عقيدة أمريكا الدفاعيّة الجديدة لمواجهة عدو غير مرئي ممثل بهاجس الإرهاب، كما إنّ الإستراتيجية الأمريكيّة، التي  تبني مواقفها على أساس وجود عدو على الدوام، وفي حالة عدم وجود عدو حقيقي، تلجأ أمريكا لصنع عدو لها لتحقيق أجندة البقاء على عرش العالم.

قنابل غير قابلة للرصد

من جهتهم قال مسؤولون أمريكيون إن كشف مخطط لتفجير طائرة ركاب باستخدام عبوة ناسفة متطورة أطلق عليها اسم "قنبلة الملابس الداخلية" يظهر عزم الإرهابيين على صنع قنابل يمكن أن تجتاز أجهزة الأمن في المطارات، وذكرت الإدارة الأمريكية أن أجهزة في منطقة الشرق الأوسط ضبطت في الآونة الأخيرة هذه العبوة المتطورة التي يصعب رصدها وأنه يعتقد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا كان يعتزم إعطاءها لمهاجم انتحاري لتفجير طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة أو بلد غربي آخر، وقال المسؤولون الأمريكيون إنه تم ضبط العبوة، وأنه تم كشف المخطط في مراحله الأولى ولم يحدث أن كانت أي طائرة أمريكية معرضة للخطر، إلا أن المخطط يظهر أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مازال عازما على مهاجمة الولايات المتحدة أو حلفاء لها وأنه يعكف على تطوير أسلحته وتكتيكاته، وقال أحد المسؤولين إن العبوة الناسفة بدت مشابهة لتلك التي يصنعها المتشدد السعودي الهارب إبراهيم حسن العسيري الذي تعتقد مصادر أمريكية أنه صانع قنابل يعمل مع القاعدة في جزيرة العرب، وذكر المسؤولون أن تصميم القنبلة كان أكثر تطورا إلى حد ما من تصميم القنبلة التي استخدمت في محاولتي هجوم عام 2009، وفي المحاولة الأولى سعى رجل يحمل قنبلة مخبأة في ملابسه الداخلية لمهاجمة الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية. ولقي المهاجم حتفه في المحاولة لكن الأمير محمد نجا، وفي يوم عيد الميلاد من ذلك العام حاول عمر الفاروق عبد المطلب وهو متشدد ولد في نيجيريا وقضى فترة من حياته باليمن تفجير قنبلة حيكت في ملابسه الداخليه حين بدأت الطائرة التي تقله من هولندا إلى ديترويت في الهبوط بالمجال الجوي الأمريكي. واشتعلت النار في العبوة الناسفة لكن المادة المتفجرة لم تنفجر. وتمكن بعض الركاب من السيطرة على عبد المطلب وسجنته السلطات الأمريكية، وقال مسؤول إن العبوة التي ضبطت أخيرا كانت مزودة بآلية متطورة لضمان انفجار الشحنة المتفجرة، وأضاف "التحليل المبدئي لهذه العبوة يظهر أن بها اختلافات واضحة عن العبوة التي استخدمت في هجوم عيد الميلاد رغم أوجه التشابه الكثيرة بينهما. بحسب رويترز.

من الواضح أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يطور أساليبه التفجيرية لمحاولة تجنب أسباب فشل محاولة 2009، والعبوة الأخيرة لم تكن معدنية مثلها مثل القنبلتين اللتين استخدمتا في المحاولتين السابقتين، وقالت السناتور ديان فاينستاين رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الامريكي "أهنيء وكالة المخابرات المركزية على إحباط هذه المؤامرة التي حاكها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لتدمير طائرة ركاب متجهة للولايات المتحدة باستخدام نوع محدد من القنابل ذي تصميم جديد ويصعب جدا أن تكشفه أجهزة الرصد المغناطيسي، وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن المؤامرة الأخيرة تجيء في إطار الجهود المتكررة من جانب القاعدة في جزيرة العرب لتصميم قنابل يمكن أن تجتاز أمن المطارات، وقال مسؤول أمريكي كبير إن الجماعة ربما تسعى لشن هجوم بعد العملية الأمريكية التي قتل فيها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وزعيم القاعدة في جزيرة العرب أنور العولقي، وذكرت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أنه تم إبلاغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمخطط في ابريل نيسان وأنه كان يجري إطلاعه على التطورات أولا بأول، وأحجم المسؤولون الأمريكيون عن الإعلان عن مكان ضبط القنبلة أو الجهة التي ضبطتها لكنهم أشاروا إلى أنها ضبطت إما داخل اليمن أو في بلد قريب. وأكد عدة مسؤولين أن القنبلة لم تحمل على متن أي طائرة، وقال مسؤول أمريكي كبير "أحبطنا هذه المؤامرة قبل أن تشكل أي تهديد للولايات المتحدة، وأضاف "نعتقد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو الذي أنتج القنبلة وأنه كان من المزمع أن يستخدمها مفجر انتحاري على متن طائرة، ومضى قائلا إن القاعدة في جزيرة العرب مازالت تعتزم "ضرب أهداف في اليمن والسعودية وعلى أرض الوطن (أمريكا) وفي أوروبا، وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه بالتعاون مع أجهزة أمنية واستخباراتية في الخارج "أمكن ضبط عبوة ناسفة بالخارج كانت ستستخدم في تنفيذ هجوم إرهابي. والعبوة الناسفة الآن بحوزة مكتب التحقيقات الاتحادي حيث يقوم بتحليلها من الناحية الفنية والجنائية، وقال مسؤولون أمريكيون إن القاعدة في جزيرة العرب تعمل على تصميم عبوات ناسفة يمكن زرعها في أجساد انتحاريين وإن هناك أطباء مستعدون لإجراء مثل هذه العمليات الجراحية.

زعيم القاعدة

من جانب أخر ندد زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري بالاعتذارات الاميركية عن اقدام جنود اميركيين في قاعدة عسكرية بافغانستان على احراق مصاحف، واصفا هذه الاعتذارات ب"المهزلة السخيفة" وداعيا مسلمي العالم الى دعم حركة طالبان، بحسب كلمة مسجلة اعاد بثها موقع سايت الاميركي المتخصص في رصد المواقع الجهادية، وقال الظواهري في كلمة مسجلة بعنوان "حرق المصحف في كابول" مدتها حوالى 7 دقائق ونشرتها مواقع جهادية "لقد اعاد الصليبيون مرة اخرى جريمتهم المتكررة باهانة المصحف الشريف وبالاستهزاء برسول الله، مرة اخرى يحرق الصليبيون المصحف الشريف في كابول بعد ان استهانوا به مرارا حتى بلغ الامر باحد الجنود في غوانتانامو ان تبول على القرآن الكريم"، واضاف في كلمته التي بثت مرفقة بصورة ثابتة له مرتديا جلبابا ابيض وخلفه صورة لمصحف، ان الاميركيين "وبعد كل جريمة من جرائمهم يتظاهرون بالاسف ويزعمون انهم سيحققون في ما وقع وهي المهزلة السخيفة التي كررها اوباما ووزير دفاعه هذه المرة ايضا"، وكان الاف الافغان تظاهروا في شباط/فبراير بعنف امام قاعدة باغرام العسكرية الاميركية، متهمين جنود القاعدة باحراق نسخ من القرآن. بحسب فرانس برس.

وبحسب مسؤولين اميركيين فان المصاحف التي احرقت تمت مصادرتها لان معتقلين في السجن كانوا يستخدمونها للتواصل في ما بينهم، وعلى اثر هذه الحادثة قدمت السلطات الاميركية وعلى رأسها الرئيس باراك اوباما "اعتذارات" للشعب الافغاني، واكد زعيم القاعدة الذي خلف اسامة بن لادن في هذا المنصب بعد مقتل الاخير في مخبئه في باكستان على ايدي قوة كوماندوس اميركية في 2 ايار/مايو 2011، ان "الصليبيين الاميركان وحلفاءهم اظهروا مرارا وتكرارا حقدهم وبغضهم للاسلام ولكتاب الاسلام ولنبي الاسلام ولحجاب المسلمات"، ودعا الظواهري "امة الاسلام في كل مكان: ادفعوا الاهانة والاذى عن قرآنكم وعن كرامة نبيكم، قاتلوا هؤلاء المعتدين"، واضاف "الحقوا بالمجاهدين وادعموهم وساندوهم وقاتلوا تحت راية الامارة الاسلامية بقيادة امير المؤمنين الملا محمد عمر" زعيم حركة طالبان الافغانية.

محاكمة 11 سبتمبر

الى ذلك خيمت الفوضى على بدء محاكمة خمسة سجناء في جوانتانامو متهمين بالتآمر في هجمات 11 سبتمبر أيلول عندما نزع المتهمون السماعات ورفضوا الاستماع الى ترجمة لأسئلة القاضي، ورفض خالد شيخ محمد أبرز المتهمين والذي اعترف بأنه العقل المدبر للهجمات التي نفذت بطائرات ركاب مخطوفة الرد على اسئلة القاضي عما اذا كان راض عن محامين عسكريين ومدنيين أمريكيين يدافعون عنه، وقال محاميه المدني ديفيد نفين "اعتقد أن السيد خالد سيرفض التحدث أمام المحكمة. اعتقد أنه يشعر بقلق بالغ بشأن عدالة الاجراءات، وبدا محمد شاحبا بلحيته الطويلة وغير المشذبة التي تميل للاحمرار. ويضع عمامة بيضاء ويرتدي سترة قصيرة بيضاء، ووقف المتهم رمزي بن الشيبة ثم سجد على أرض قاعة المحكمة وأدى الصلاة فيما وقف مجموعة من الحراس أقوياء البنية يراقبونه عن كثب دون أن يتدخلوا، وكان المتهم وليد بن عطاش مقيد في مقعد بعد أن رفض الحضور طواعية الى المحكمة. وأمر القاضي بفك قيوده بعد أن وعد بأن يبقى في قاعة المحكمة، وبعد أن رفض جميع المتهمين وضع السماعات التي تتيح لهم الاستماع الى ترجمة باللغة العربية للاسئلة التي كان القاضي يوجهها باللغة الانجليزية أوقف القاضي الجلسة لفترة قصيرة ثم استأنفها بعد أن استعان بمترجم يقدم ترجمته بصوت مسموع لجميع الموجودين في قاعة المحكمة، ويواجه محمد وشركاؤه سبع تهم لها صلة بهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 التي أسفرت عن سقوط 2976 قتيلا في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا ودفعت الولايات المتحدة الى حرب دامية ومكلفة ومستمرة ضد القاعدة ومؤيديها. وقد يواجه المتهمون جميعا عقوبة الاعدام. بحسب رويترز.

وقالت شيريل بورمان وهي محامية مدنية تدافع عن بن عطاش للمحكمة ان المعاملة التي يتعرض لها موكلها في جوانتانامو تتعارض مع قدرته على المشاركة في اجراءات المحاكمة، وقالت بورمان التي كانت ترتدي حجابا أسود وجلبابا طويلا أسود في المحكمة "هؤلاء الرجال تعرضوا لسوء معاملة، وقال القاضي انه لا يحق للمحامين تقديم طلبات تتعلق بأسلوب معاملة المتهمين قبل تسوية مسألة تمثيلهم القانوني. ولكن المتهمين واصلوا رفضهم الاجابة على أسئلة القاضي، وقرر القاضي بعد أن سجل رفض المتهمين الاجابة على اسئلته أن يمثل المحامون الذين عينتهم المحكمة المتهمين بالاضافة الى المحامين العسكريين، ويمثل كل متهم من المتهمين الخمسة محام مدني له دراية بالقضايا التي من المحتمل أن يصدر فيها حكم بالاعدام، وقطع بث وقائع المحاكمة من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة لسبعة مواقع للمشاهدة في قواعد عسكرية في الولايات المتحدة متاحة للصحفيين وأقارب المتهمين عندما حاول محامو الدفاع مناقشة طريقة معاملة المتهمين واستخدموا كلمة تعذيب، وقال نفين عن محمد "سبب رفض وضع السماعة له صلة بالتعذيب الذي تعرض له، وغضب القاضي عندما حاول محامو الدفاع مرارا اثارة قضية التعذيب وسعى الى التركيز من جديد على مسألة ما اذا كان المتهمون راضين عن محاميهم، واحتجز جميع المتهمين الخمسة في سجون سرية تديرها وكالة المخابرات المركزية الامريكية لمدة تزيد على ثلاث سنوات قبل نقلهم الى جوانتانامو في عام 2006 وقالوا جميعا انهم تعرضو للتعذيب هناك. وقالت وكالة المخابرات المركزية ان محمد وحده تعرض للتعذيب بالايهام بالغرق 183 مرة.

محققي المخابرات في جوانتانامو

كما كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن تعليقات حجبت عندما أغلق ضابط أمن محكمة حريص بشكل زائد الصوت لتوجيه الاتهام لخمسة من المعتقلين في جوانتانامو بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول، وأظهر نص ما قيل أنه كان إشارة لاذعة إلى محققي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وكان الكابتن في القوات الجوية مايكل شوارتز يشرح لماذا رفض موكله المتهم في القضية وليد بن عطاش التعاون وذلك خلال الجلسة التي عقدت في محكمة جرائم الحرب بمعتقل جوانتانامو، وقال شوارتز في الفترة التي أغلق فيها الصوت بقاعة المحكمة "السبب في هذا هو التعذيب الذي تعرض له موكلي من قبل رجال ونساء يتصرفون بصبيانية ويستعرضون عضلاتهم في وكالة المخابرات المركزية.. إنه يجعل الأمر مستحيلا، وكانت الملحوظة موجهة إلى خوسيه رودريجيس المدير السابق للأجهزة الوطنية السرية في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والذي قال في مقابلة حديثة مع برنامج (60 دقيقة) على قناة (سي.بي.اس) التلفزيونية إن الوكالة حصلت على تصريح قانوني من البيت الأبيض أيام إدارة بوش باستخدام "أساليب تحقيق مشددة" مع المعتقلين الذين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، ولم يستمع الحاضرون في قاعة المحكمة بالسجن الحربي الامريكي بخليج جوانتانامو بكوبا لما قاله شوارتز أثناء جلسة. ويجلس الحضور في القاعة خلف حاجز زجاجي ويستمعون إلى المداولات عبر رابط صوتي يكون متأخرا 40 ثانية. بحسيب رويترز.

وعندما تبين أن شوارتز يجازف بالدخول في منطقة خطرة بحديثه عن معاملة وكالة المخابرات المركزية لموكله أغلق ضابط أمن المحكمة الرابط الصوتي، وأجرى مكتب في البنتاجون مسؤول عن المحاكمة مراجعة ورأى أنه لم يتم الكشف عن معلومات سرية. ونشرت الوزارة نص كلمات شوارتز خلال الفترة التي انقطع فيها الصوت ووقعت في أقل من صفحة، ووجهت اتهامات رسمية إلى بن عطاش والمتهمين الاخرين في القضية ومن بينهم خالد شيخ محمد الذي اعترف بأنه العقل المدبر لهجمات خطف الطائرات في الولايات المتحدة عام 2001 . وتشمل الاتهامات التي قد تصل عقوبتها للاعدام اتهاما بقتل 2976 شخصا، ويشتبه بأن المتهمين نشطاء في القاعدة واحتجزوا في سجون سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية طوال ثلاث سنوات تقريبا قبل أن ينقلوا إلى جوانتانامو في عام 2006 . وقال الخمسة إنهم تعرضوا للتعذيب وأقرت الوكالة بأنها أخضعت محمد إلى أسلوب في التحقيق يعرف باسم الاغراق بالمحاكاة 183 مرة، وقال رودريجيس في المقابلة إن أساليب التحقيق قادت إلى معلومات قيمة ساعدت في الحفاظ على الأرواح، ويقول محامو دفاع في جوانتانامو إن هذه الأساليب تصل الى حد التعذيب وإن ذلك يجب أن يؤدي إلى تخفيف الحكم الصادر ضد المتهمين والحيلولة دون الحكم عليهم بالاعدام في حالة إدانتهم، ولا يتوقع أن تبدأ المحاكمة قبل عام على الأقل.

محاولة تفجير جسر

في حين رفض المتهمون الخمسة بقضية محاولة تفجير أحد الجسور قرب مدينة كليفلاند الاتهامات الموجهة ضدهم، مؤكدين على براءتهم مما نسب إليهم في هذا الصدد، وذلك خلال جلسة المحاكمة التي مثلوا أمامها للاستماع إلى أقوالهم، وجرى خلال الجلسة الكشف عن هوية المتهمين، وهم دوغلاس رايت، 26 سنة، والمعروف باسم "سايكو" وأنطوني هاين، 37 سنة، المعروف باسم "بيلي" وبراندون باكستر، 20 سنة، المعروف باسم "سكابي،" إلى جانب كونر ستيفنس، 20 سنة وجوشوا ستافورد، 23 سنة، وخلال جلسة المحاكمة، كان ستافورد يردد طوال الوقت "لماذا قام المخبر الفيدرالي بالاتصال بي؟، أما بريلن ستيفنس، شقيقة كونر، فقد قالت بعد الجلسة إن على الجميع عدم النظر إلى شقيقها على أنه أحد أعضاء تلك المجموعة، ودافعت عنه بالقول إنه شخص مختلف عنهم تماماً ويجب النظر إليه على هذا الأساس، وترى السلطات أن ثلاثة على الأقل من المتهمين ينتمون فكرياً إلى التيار الفوضوي، وقد فكروا بتنفيذ سلسلة من الهجمات خلال فترات تمتد لعدة أشهر، وكانت أجهزة الأمن الأمريكية قد أعلنت مطلع مايو/أيار القبض على خمسة مشتبهين بـ"مؤامرة" لتفجير أحد الجسور قرب مدينة كليفلاند، في ولاية أوهايو، بحسب ما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، وجرت عملية اعتقال هؤلاء المشتبهين ضمن عملية سرية لمكتب التحقيقات الفيدرالية، حيث انخرط أحد العملاء السريين لـFBI بالمجموعة، التي تبين أن أعضاءها خططوا لتفجير الجسر باستخدام متفجرات من نوع C-4، وقاموا بإعداد أجهزة لاستخدامها في عملية التفجير. بحسب السي ان ان.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالية في بيان: "لم يكن العامة في مواجهة أي خطر على الإطلاق، بسبب أجهزة التفجير تلك"، مشيراً إلى أن أحد عملاء FBI قام بتزويد أفراد المجموعة بالأجهزة، والتي كانت في حالة خاملة، كما أكد أن المجموعة "كانت تخضع لرقابة لصيقة، وزامن اعتقال أفراد هذه المجموعة، التي لم تفصح السلطات عن هوياتهم، مع الذكرى السنوية الأولى لمقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في عملية نفذتها وحدة أمريكية خاصة، استهدفت منزلاً كان يختبئ به، في منطقة "أبوت أباد"، قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد، في الثاني من مايو/ أيار من العام الماضي.

السجن مدى الحياة

على صعيد أخر ادين اميركي مولود في البوسنة، اعتبرته الولايات المتحدة عضوا في تنظيم القاعدة، بالتآمر الارهابي لانه كان ينوي مع شريكين آخرين شن اعتداءات في مترو نيويورك في 2009، وهي جريمة عقوبتها السجن المؤبد، فقد ادين اديس مدونجنين (34 عاما) الذي ادلى شريكاه السابقان شهادة اثبات ضده بالتآمر الذي كان يهدف الى استخدام اسلحة دمار شامل والتآمر الذي يرمي للقيام بعمل ارهابي، وسيصدر الحكم عليه رسميا في السابع من ايلول/سبتمبر. ولا يمكن ان يكون سوى السجن مدى الحياة، وقالت المدعية الفدرالية لمحكمة بروكلين لوريتا لينش لدى اعلان حكم هيئة المحلفين بعد محاكمة استمرت اربعة اسابيع "هذه واحدة من اخطر التهديدات الارهابية منذ 11 ايلول/سبتمبر، واضافت في بيان ان "المتهم وشريكيه كانوا على وشك ان يشنوا اعتداءهم الانتحاري على مترو نيويورك في ايلول/سبتمبر 2009، كما كان قد طلب منهم مسؤولون في تنظيم القاعدة بباكستان. بحسب فرانس برس.

اما محامي المدعى عليه روبرت غوتليب فأكد ان موكله لم يكن ارهابيا، بل هو مسلم كان يريد الذهاب الى افغانستان لأنه كان ساخطا مما كانت تفعله القوات الاميركية هناك، وشدد المحامي على القول خلال المحاكمة "لم يكن مدونجانين ينوي ابدا تفجير قنابل في مترو نيويورك، وكان احد شركاء مدونجانين قال خلال هذه المحاكمة كيف توجه هؤلاء الاصدقاء الثلاثة من ايام الدراسة الى باكستان في 2008 آملين في ان يتمكنوا من التوجه الى افغانستان، لكنهم التقوا فيها مسؤولا في القاعدة اقنعهم بالعودة الى الولايات المتحدة لتنفيذ اعتداءات، كما اوضح نجيب الله زازي (26 عاما) الافغاني الاصل والذي يعتبر "المخطط" لمجموعة الاصدقاء القدامى الثلاثة في ثانوية كوينز، والاهداف المحتملة كانت سوبرماركات والمارت وبورصة نيويورك وتايمز سكوير والمترو وقاعات سينما، وكان نجيب الله زازي اعترف في شباط/فبراير 2010 ووافق على الادلاء بشهادة اثبات، املا في تخفيف عقوبته، واعترف الرجل الثالث زارين احمدزاي ايضا في 2010 وادلى بشهادة اثبات، وكان نجيب الله زازي اعتقل في ايلول/سبتمبر 2009 بعد شهر من تأكيده لدى اتصاله بالقاعدة ان مشروع الاعتداء الانتحاري بات جاهزا للتنفيذ، كما قال الادعاء، وقد اشترى خلال الصيف كمية من الاسيتون والماء الذي يحتوي على الاوكسيجن في منطقة دنفر (غرب). واعتقل بعدما سافر من دنفر الى نيويورك مع هذه المعدات وصاعق، كما قال المصدر نفسه، وكان نجيب الله زازي تخلى عن المشروع بعدما ابلغه مخبر انه يخضع للمراقبة.

شبكة حقاني منظمة ارهابية

من جهة أخرى طالب برلمانيون اميركيون ديموقراطيون وجمهوريون وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون باعلان شبكة حقاني المرتبطة بباكستان منظمة ارهابية بسبب "هجماتها العشوائية" على المصالح الاميركية، وزارت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الديموقراطية ديان فينستين وبرلمانيون آخرون افغانستان حيث التقوا الرئيس حميد كرزاي والسفير الاميركي راين كروكر ومسؤولين عسكريين اميركيين، وقال البرلمانيون الديموقراطيون والجمهوريون في رسالة موجهة الى كلينتون ان الرحلة "اكدت من جديد المخاوف التي اثارتها المعلومات الاستخبارية وعملنا"، واضافوا "من الواضح ان شبكة حقاني تواصل شن هجمات مثيرة وعشوائية على المصالح الاميركية في افغانستان وان المجموعة ما زالت تشكل تهديدا للابرياء من الرجال والنساء والاطفال في المنطقة"، ورأى هؤلاء البرلمانيون ان مع جمود المفاوضات مع طالبان منذ اشهر، ليس هناك ما يشجع على الامتناع عن القيام بخطوة من هذا النوع، وتابع البرلمانيون "نتفهم وجود بعض التحفظ في الادارة على اتهام شبكة حقاني بينما يحاول الممثل الاميركي الخاص في افغانستان وباكستان مارك غروسمان التفاوض مع طالبان على اتفاق مصالحة -- يمكن ان يشمل شبكة حقاني او يؤثر عليها"، واضافوا ان "السفير كروكر ابلغنا الاسبوع الماضي انه لم يجر الكثير من المفاوضات منذ العام الماضي وان الرئيس كرزاي يعارض" مواصلتها، ورأوا انه "من الواضح الآن انه ليس هناك اي سبب يمنع اعلان شبكة حقاني منظمة ارهابية اجنبية"، داعين الى "القيام بهذه الخطوة فورا"، وقال البرلمانيون ان وزارة الخارجية الاميركية ابلغتهم في تشرين الثاني/نوفمبر انها تقوم "بمراجعة شكلية اخيرة" على الاجراء، مشيرين الى ان "ستة اشهر مضت وما زال اتباع حقاني يهاجمون القوات الاميركية والسفارة الاميركية في كابول"، وتتهم الولايات المتحدة شبكة حقاني المرتبطة بشكل وثيق مع حركة طالبان بتأجيج التمرد المستمر منذ عشر سنوات في افغانستان ومهاجمة قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في هذا البلد والعمل لزعزعة استقرار حكومة كرزاي المدعومة من الغرب، واتهم كروكر شبكة حقاني بالوقوف وراء الهجوم الذي وقع الشهر الماضي في كابول واستمر 18 ساعة وكان الاكبر الذي يضرب العاصمة الافغانية خلال عقد، وقال كروكر ان قادة الشبكة خططوا للهجوم من شمال وزيرستان الواقع في المنطقة القبلية في باكستان، وكان مسلحون تمركزوا في ثلاثة مواقع استراتيجية في كابول واطلقوا النار على مبان حكومية وسفارات وقواعد عسكرية لقوات التحالف في 16 نيسان/ابريل الماضي، وقتل 51 شخصا من بينهم 36 مسلحا وجرح 74 آخرون في الهجمات التي وقعت في كابول وثلاث ولايات اخرى مجاورة تعرضت فيها مواقع حكومية وعسكرية الى هجمات منسقة، بحسب مسؤولين افغان، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) جورج ليتل ان "المؤشرات الاولية تشير الى ان شبكة حقاني متورطة" في الهجمات. بحسب فرانس برس.

وكان الاميرال مايكل مولن صرح في الكونغرس قبل انتهاء مهامه على رأس الجيش الاميركي ان شبكة حقاني تشكل "ذراعا حقيقية" لجهاز الاستخبارات الباكستاني، وادراج شبكة حقاني على لائحة المنظمات الارهابية يجعل تقديم اي مساعدة او دعم لها جريمة في الولايات المتحدة، وفي خطوة منفصلة، اقترحت النائبة الجمهورية دانا روراباشر تبني قانون يطلب من البنتاغون وضع لائحة باسماء الاميركيين الذين يعتقد انهم قتلوا بايدي ناشطين مدعومين من باكستان. وتريد النائبة خصم خمسين مليون دولار من المساعدات عن كل قتيل وتسليم المال الى عائلته، وقالت روراباشر في بيان ان "الولايات المتحدة مولت الحكومة الباكستانية لفترة طويلة بينما كان عناصر من الاستخبارات الباكستانية او جماعات اسلامية متطرفة من باكستان تنشط في قتل اميركيين، وهذه النائبة معروفة بمقترحاتها الاستفزازية التي لا تتمتع بفرص لاقرارها في الكونغرس. وقد اثارت مؤخرا غضب باكستان بدعوتها الى منح اقليم بلوشستان حق تقرير المصير، وشبكة حقاني التي اسسها في الثمانينات زعيم الحرب الافغاني جلال الدين حقاني لمحاربة الاجتياح السوفياتي، انضمت لاحقا الى نظام طالبان ثم الى التمرد الذي قادته الحركة بعد اطاحتها على اثر تدخل دولي اواخر 2001.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 23/آيار/2012 - 1/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م