الاستهداف الالكتروني... امكانية تروج لتكاثر القراصنة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: دخل مفهوم القدرة او السلاح او الفضاء الالكتروني ضمن العوامل المؤثرة في تنمية القدرات الهجومية الفاعلة والموجهة ضد الخصوم في استهداف انشطتهم الحربية او الاقتصادية او التقنية ذات الطابع الالكتروني خصوصاً وان العالم قد شهد قفزة نوعية واعتماد متزايد على هذه الانظمة حتى اصبح استهدافها او الدفاع عنها من الاولويات المهمة لدى اغلب الدول المتقدمة.

ان الفضاء الالكتروني وما يحتويه من امكانات ومجالات هائلة ادت الى اعتماد الانسانية عليها في تسيير عجلة الحياة بمختلف جوانبها الضرورية مما حول هذا الامر الى عامل جذب لاستقطاب القراصنة والمتصيدين من الهواة اضافة الى الكتائب الالكترونية التابعة الى المؤسسات العسكرية لأغلب جيوش العالم والتي تهدف الى ايقاع خسائر مباشرة في خصومهم او تحقيق خرق امني يتم من خلاله سرقة بيانات ومعلومات امنية او سياسية مفيدة.

من جهتها فان الدول وفي مسعاها التطوري ومحاولتها الخروج من خندق الدفاع الى ساحة الهجوم حاولت ايضاً تعزيز قدراتها الالكترونية وتكوين قاعدة تكنولوجية يمكن الاعتماد عليها في توفير مساحة امنة لها ولنشاطاتها المنوعة لتجنب الخسارات الاقتصادية والامنية الهائلة التي يمكن ان يحدثها اي خرق معادي، وقد استعانت  هذه الدول بخبرات وبرامج متطورة انتجتها شركات عالمية ذات باع طويل في مجال الامن الالكتروني. 

الجيش الامريكي والفضاء الالكتروني

اذ قال قائد قيادة عمليات الفضاء الالكتروني الامريكية ان قدرة الجيش الامريكي على رصد وتحديد هوية المهاجمين في الفضاء الالكتروني تتحسن بسرعة لكن العدد المتزايد للتهديدات لا يزال يفوقه، وقال الجنرال كيث الكسندر امام لجنة بمجلس النواب الامريكي "المخاطر التي تواجه بلدنا تنمو بأسرع من التقدم الذي نحققه" وهو اتجاه قال انه سيتعين على الجيش العمل بجد لايقافه، لكنه قال ان على أي معتد ان يحذر من محاولة تعطيل شبكات الكمبيوتر الامريكية، وقال الكسندر "مؤشراتنا وقدراتنا في مجال الانذار ومعلومات الطب الشرعي اللازمة لتحديد هوية اعدائنا ومهاجمينا في الفضاء الالكتروني، تتحسن بسرعة"، وأضاف "يمكنني ان أؤكد لكم انه، يمكننا ان ندعم تأكيد الوزارة بأن أي جهة تهدد بشن هجوم معوق للفضاء الالكتروني ضد الولايات المتحدة ستكون مقبلة على مخاطرة كبيرة"، وابلغ الكسندر وخبراء اخرون في الفضاء الالكتروني بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) المشرعين بأنه منذ اطلاق استراتيجية جديدة للفضاء الالكتروني في العام الماضي تتحرك الوزارة على عدة جبهات لتعزيز الدفاعات وتأمين الشبكات الحيوية وتحسين قدرات حرب الفضاء الالكتروني، وقالت مادلين كري دون مساعدة الوزير للشؤون الاستراتيجية العالمية ان البنتاجون يراجع قواعد الاشتباك في الفضاء الالكتروني ويعمل على تحسين القيادة والسيطرة ويجري محادثات مع دول اخرى لتطوير قواعد للسلوك متفق عليه، وهذه القضايا مهمة لان الطبيعة الغامضة للحدود الوطنية في الفضاء الالكتروني وعدم معرفة هوية المعتدين والسرعة التي تقع بها الهجمات تجعل من الصعب على الزعماء تنفيذ القرارات وقت حدوثها. بحسب رويترز.

من جهة اخرى أشار خبراء أمنيون في شهادة أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ إلى حدوث اختراق لشبكات كومبيوتر تابعة للجيش الأميركي، ونصح الخبراء بالتركيز على حماية البيانات بدلا من محاولة منع حدوث الاختراق، مؤكدين أنه يجب على الولايات المتحدة النظر في أسلوب الرد على هذه الدول التي تمكنت من الوصول إلى شبكات الكومبيوتر العسكرية، وخلال جلسة علنية، أشار دعا الخبراء، التابعون لوكالة الأمن القومي الأميركية ومختبرات حكومية، الولايات المتحدة إلى تغيير طريقتها لحماية شبكات الكومبيوتر التابعة لوزارة الدفاع، وقال الدكتور جيمس بيري، رئيس مركز تحليل نظم المعلومات في مختبرات سانديا الوطنية "أعتقد أن علينا التعامل على أساس أن الخصم موجود داخل شبكاتنا"، وأوضح أن ذلك يعني تقليل النفقات على تعزيز حوائط الصد والتركيز على ضمان أمن البيانات الموجودة، وقال الدكتور كايم غابريل، الرئيس الحالي لهيئة مشروعات أبحاث الدفاع المتطورة، إن جهود الأمن الإليكتروني الحالي داخل وزارة الدفاع الأميركية تشبه المشي على المياه وسط المحيط"، وتشرف وزارة الدفاع الأميركية على 15000 شبكة تربط بين نحو سبعة ملايين جهاز، ويقول الدكتور مايكل ويرثيمر، مدير الأبحاث والتنمية بوكالة الأمن القومي، إن الدفاعات الضعيفة التابعة إلى الجيش الأميركي أصبحت أشد ضعفا بسبب نظام التوظيف داخل الجيش، وقال إن الأجور الضعيفة والتأخر في الترقيات ووقف صرف الأجور جعل من الصعب على الحكومة الأميركية جذب أشخاص موهبين في مجال الأمن الإليكتروني، وتبع الجلسة العلنية لمجلس الشيوخ نقاش في جلسة مغلقة أخرى تناول الاستعدادات التي تقوم بها الولايات المتحدة للرد على مَن استطاعوا الوصول إلى بعض الشبكات الحساسة.

هجوم إلكتروني على بي بي سي

من جهتها ربطت بي بي سي بين تعرضها لهجوم الكتروني متطور ومحاولات إيران المستمرة لتعطيل خدمات بي بي سي باللغة الفارسية، وقال مارك طومسون المدير العام لبي بي سي إن الهجمات الالكترونية المتزامنة التي تعرضت لها بي بي سي ترتبط بمحاولة للتشويش على بث تلفزيون بي بي سي الفارسي على قمريين اصطناعيين، ووصف طومسون هذه الهجمات بأنها "مثيرة للريبة والاشتباه"، ويأتي تصريح طومسون عقب تسجيله في شهر فبراير/ شباط الماضي على موقع تويتر بأن "التشويش المتكرر على القنوات الدولية مثل تلفزيون بي بي سي الفارسي يمنع حصول الشعب الايراني على مصدر مهم للمعلومات"، وقالت ليليان لاندور رئيسة قسم اللغات في بي بي سي إن الجمهور في إيران يتفهم أن الدعاوى التي ترددها السلطات الإيرانية هي جزء من حملة لتخويف وسائل الإعلام المستقلة وفرض الرقابة عليه، وأضافت لاندور إن خدمات بي بي سي باللغة الفارسية تمثل مصدرا ثمينا وموثوقا به للمعلومات حول ما يحدث في العالم وفي إيران نفسها، ونحن نقوم بكل ما في وسعنا لضمان وصول تلك الخدمات للجمهور، وأردفت لاندور قائلة "إن خدمات بي بي سي باللغة الفارسية تعد هدفا لهجمات متواصلة من جانب السلطات الإيرانية، فقد ألقي القبض على عائلات وأصدقاء وأقارب بعض العاملين معنا كما تحرشت السلطات الإيرانية بهم، وكان الغرض من هذه الممارسات هو إجبار هؤلاء الموظفين على ترك العمل"، ولم تحصل بي بي سي على تعليق من وزارة الخارجية الايرانية على الامر. بحسب بي بي سي.

وقالت لاندور لقد شهدنا أخيرا محاولات مستمرة لاعتراض الخدمات التي توجه إلى إيران عبر الأقمار الاصطناعية، كما شهدنا محاولات لتعطيل خطوط هاتف مكاتب الخدمة في لندن عن طريق عمليات اتصال آلية متواصلة، لكنهم لم يفلحوا فيما أرادوا حيث سجلنا أخيرا زيادة كبيرة في عدد الجمهور، فجمهورنا في إيران تضاعف من 3 إلى 6 ملايين ما بين عامي 2009 و2011، وفي الأول من مارس الماضي لم تتمكن عدة أقسام في بي بي سي من استخدام البريد الإلكتروني وخدمات انترنت أخرى، ويسود اعتقاد بأن سبب الهجوم قد يكون التعرض لكم هائل من الاتصالات المتزامنة وهو هجوم يعرف بإسم (الهجوم الذي يؤدي للفشل في الاستجابة للخدمة)، وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" قد انتقدت في وقت سابق ما وصفته "بجيش إيران الالكتروني" في سياق تقرير أطلقت عليه إسم "أعداء الإنترنت"، وقد أنشأ الحرس الثوري الايراني عام 2010 شعبة أسماها "الجيش الالكتروني"، وقد اعتقل المئات من مستخدمي الانترنت في إيران، وحكم على بعضهم بالإعدام، وتقول "مراسلون بلا حدود" إن بعض الدول "تشدد من رقابتها للإنترنت بحيث يتم قصر استخدام الانترنت فيها على شبكات محلية لا تمت بصلة لما يجري في العالم"، وتضيف المنظمة بأن السلطات الايرانية بمقدورها الآن حجب منافذ شبكات خاصة كانت تمكن الايرانيين من تخطي القيود المفروضة على الانترنت في بلادهم، وتشير المنظمة أيضا إلى أنه في أوقات الاضطرابات كانت السلطات الايرانية تحد بدرجة كبيرة من سرعة الانترنت بحيث لا يتمكن الناشطون من ارسال أو استقبال الصور أو تسجيلات الفيديو، وفي وقت سابق أمر الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي بإنشاء "المجلس الاعلى للفضاء الالكتروني"، والذي ستوكل إليه مهام وضع السياسات الخاصة بالتعامل مع الانترنت.

القرصنة السياسية على الإنترنت

الى ذلك تقول دراسة مهمة تتعلق بحوادث الأمن الإلكتروني الكبيرة إن نشطاء القرصنة السياسية على الإنترنت سرقوا بيانات من مؤسسات كبرى أكثر مما سرق قراصنة الإنترنت من المجرمين في عام 2011، وحيث كشفت شركة فيريزون Verizon العالمية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تحليل سنوي لحوادث اختراق المعلومات على الانترنت عن ارتفاع كبير في عدد الهجمات الإلكترونية ذات الدوافع السياسية، ووجدت الشركة أن 58 في المئة من كل البيانات المسروقة في اختراقات وقعت عام 2011 كانت تتم من قبل هذه المجموعات الناشطة في مجال القرصنة السياسية، وصنفت الشركة في تقريرها أن هناك 855 حادثة حول العالم جرى خلالها سرقة 174 مليون سجل الكتروني، وقال ويد بيكر، مدير قسم الأبحاث والمعلومات بشركة فيريزون: "لقد ظل نشاط القرصنة لأغراض سياسية موجودا منذ فترة، ولكن كان بشكل أساسي لمهاجمة المواقع، أما في عام 2011، فقد كان الأمر يتعلق أكثر بسرقة العديد من المعلومات من الشركات"، وكانت على رأس مجموعات القرصنة لأغراض سياسية مجموعة "أنونيموس" أو "المجهولون" والتي حققت العديد من النجاحات في اسقاط عدد من المواقع وسرقة كميات كبيرة من البيانات من بعض الشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية. بحسب بي بي سي.

وأضاف بيكر من شركة فيريزون: "لقد أصبحت القرصنة لأغراض سياسية أحد آليات الاحتجاج السياسي"، واشار الى انه من الصعب تطوير نظم دفاعية محددة ضد هذه الهجمات الإلكترونية لأن مجموعات القرصنة السياسية تستخدم وسائل وأساليب خاصة يتم ابتكارها لكل مناسبة بعينه، واضاف إن الهجمات التي يقوم بها هؤلاء لم تكن شائعة، ولكنها كانت تحصل على كميات ضخمة من البيانات عندما كانت تخترق أنظمة الحماية بحثا عن ثغرات مختلفة به، واوضح أن نحو 35 في المئة من البيانات التي تمت سرقتها، كانت في إطار جرائم القرصنة الإلكترونية المنظمة من أجل أغراض السرقة أو استخدامها في أعمال إجرامية أخرى، وقال بيكر إن القرصنة الإجرامية لا تزال تشكل تهديدا كبيرا للشركات الكبرى ولا تزال تستهدف ضرب أنظمة الحماية المختلفة من أجل إيجاد مواطن للضعف لاختراق المواقع من خلاله، وأضاف أن هذه الهجمات الإلكترونية في إطار الجريمة المنظمة كانت تميل إلى أن تكون انتهازية ومادية عند التوصل إلى مثل هذه الثغرات الأمنية أو مواطن الضعف بأنظمة الحماية الإلكترونية، وفي حين خرجت القليل من الشركات من مجال العمل أو لا يزال يعاني بعضها بسبب الأضرار التي سببتها مثل هذه الحوادث، لا يزال هناك الكثير من العمل أمام الشركات من أجل ضمان حمايتها.

كوريا الشمالية عززت قدراتها الالكترونية

من جهة اخرى قال مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الامريكة (البنتاجون) ان كوريا الشمالية أضافت قدرات متطورة على شن هجمات الكترونية الى ترسانتها العسكرية وان هذا العام يزخر باحتمالات لقيام بيونجيانج باستفزازات عسكرية بدءا بتجربة مثيرة للجدل لإطلاق صاروخ، وفي مؤشر على ان كوريا الشمالية تمضي قدما في خطتها المعلنة لإطلاق صاروخ أكد مسؤول أمريكي ان الولايات المتحدة رصدت أنشطة بدت كاستعدادات لتجربة الاطلاق في منشأة قرب الحدود الشمالية الغربية لكوريا الشمالية مع الصين، وأبلغ مسؤولون عسكريون أمريكيون لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الامريكي ان جيش كوريا الشمالية النظامي التقليدي وبرامجها للأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى وقدرات جديدة في الحرب الالكترونية كلها تهدد الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة اسيا والمحيط الهادي، وقال الجنرال جيمس ثورمان قائد القوات الامريكية في كوريا الجنوبية للجنة ان فريقا جديدا من متسللي الكمبيوتر هو أحدث اضافة على قدرات كوريا الشمالية والتي تتضمن ايضا أسلحة كيماوية وبيولوجية. بحسب رويترز.

وقال ثورمان في بيان "مثل هذه الهجمات مناسبة جدا لكوريا الشمالية نظرا لان النظام يسعى لمهاجمة (كوريا الجنوبية) ومصالح الولايات المتحدة دون ان تلقي عليه المسؤولية وان هذا نفذ بشكل متزايد ضد مجموعة من الاهداف تشمل مؤسسات عسكرية وحكومية وتعليمية وتجارية"، وأبلغ ثورمان الذي يقود 28 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية اللجنة ان انتقال السلطة عقب وفاة كيم جونج ايل زعيم كوريا الشمالية الراحل الى ابنه كيم جونج اون في ديسمبر كانون الاول "يبدو ماضيا في طريقه دون تحديات داخلية ملحوظة مع دعم سياسي واقتصادي صيني ملموس"، وقال بيتر لافوي القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع للشؤون الامنية لآسيا والمحيط الهادي للجنة القوات المسلحة ان احتمالات قيام كوريا الشمالية باستفزازات عام 2012 هي "شاغل رئيسي" للبنتاجون، وأضاف انه من المنظور الامريكي سيحدث أول استفزاز حين تطلق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى في الفترة بين 12 و16 ابريل نيسان كما ان الانتخابات التي تجري في كوريا الجنوبية في ابريل وديسمبر كانون الاول قد تغري بيونجيانج بمحاولة التدخل في السياسة الداخية لسول.

اختراق أنظمة "غلوبال"

فيما أثار إعلان شركة "غلوبال بايمنتس،" عن حدوث اختراقات أمنية لأنظمتها الإلكترونية، من قبل مجهولين، الأمر الذي من المحتمل أن يفشي المعلومات السرية لملايين المتعاملين والحاملين للبطاقات الائتمانية، وأشار تقرير نشر على موقع "كريبس" المتخصص بالأنظمة الأمنية، أن هذا الاختراق يعتبر من أحد أكبر الاختراقات الأمنية التي تهدد نحو 10 ملايين مستخدم للبطاقات الائتمانية، وتشير التقارير الرسمية، أن شركة "غلوبال بايمنتس" التي تعتبر أحد أكبر شركات التحولات الائتمانية تمكنت من تصريف ما قيمته 167.3 مليار دولار في السنة المالية الماضية، وخصوصا من قبل الشركات والأعمال الصغيرة، وبينت التقارير الى عدم وجود نوع معين من البطاقات الائتمانية المهددة بشكل أساسي حيث أن أهمية هذا الحادث يكمن في اعتبار شركة "غلوبال" لها دور كبير كوسيط، حيث أن المعلومات التي يتم نقلها من عملية مسح البطاقات الائتمانية في المتاجر والمحال التي يتم الشراء أو التعامل معه، وأكد أحد الناطقين بأجهزة المخابرات الأمريكية أن عدد من أجهزة المخابرات الأمريكية تتعاون في الكشف عن ملابسات هذا الاختراق، وفي تقرير نشر على جريدة "وال ستريت جورنال" أن إعلان شركة "غلوبال" عن هذه التسريبات المحتملة للمعلومات السرية أدى إلى هبوط قيمة أسهمها بنسبة 9 في المائة. بحسب سي ان ان.

بريطانيا تتعرض لهجوم إلكتروني

في سياق متصل أعلنت وزارة الداخلية البريطانية السبت أنها تحقق في معلومات تفيد بأن مجموعة القراصنة التي تحمل اسم "أنونيموس" شنت هجوما على موقعها الالكتروني، علما أن هذه المجموعة تعارض مشروع الحكومة الهادف إلى تشديد الرقابة على الرسائل الإلكترونية المتبادلة وعمليات تصفح المواقع الالكترونية، وعند زيارة صفحة الوزارة الرئيسية، ظهرت لمستخدمي الانترنت رسالة مفادها أن الخدمة غير متاحة حاليا بسبب الزحمة، وكانت مجموعة "أنونيموس" قد كتبت على حسابها على "تويتر" الرسالة الآتية "تم القضاء على مشاريعكم الخاصة بالرقابة المشددة"، وقد كررت الرسالة عينها على حساب المجموعة الخاص في بريطاني، وقال أحد الناطقين باسم الوزارة "نحن على علم بأن احتجاجات قد تطال وزارة الداخلية على الانترنت، وقد اتخذنا كل التدابير الضرورية وراقبنا الوضع عن كثب"، وقد وجهت في وقت سابق انتقادات لاذعة إلى الحكومة البريطانية بسبب مشروعها الهادف إلى وضع تجهيزات تسمح للاستخبارات الالكترونية بالنفاذ إلى المعطيات الخاصة بكل بريد إلكتروني أو رسالة وإلى المواقع الالكترونية التي تم تصفحها والأرقام الهاتفية التي تم الاتصال عليه، وتشكل هذه التشريعات الجديدة "خطوة لا مثيل لها تقوم بريطانيا بموجبها باعتماد النوع عينه من الرقابة الذي تلجأ إليه السلطات الصينية والإيرانية"، على حد قول نيك بيكلز مدير جمعية "بيغ بروذير ووتش كامبين". بحسب فرانس برس.

كما قالت شرطة لندن انه ألقي القبص على فتيين بعد ان نشرا على شبكة الانترنت تسجيلات لاتصالات بين ضباط شرطة مكافحة الارهاب البريطانية ولمكالمات مع خط ساخن خاص، وقبض على الفتيين وعمر احدهما 16 والاخر 17 بعد ان انهال متسللون على صلة بجماعة انونيموس بسيل من الاتصالات على الخط الساخن الخاص بالهيئة البريطانية لمكافحة الارهاب، ووضعت بعد ذلك على موقع يوتيوب تسجيلات لمكالمات وهمية الى الخط الساخن ومناقشات بين ضباط مكافحة الارهاب، وقال مرشدون ان الفتيين اعتقلا بوسط انجلترا للاشتباه في ارتكابهما مخالفات تقع تحت طائلة قانون الاتصالات غير المشروعة واساءة استخدام الكمبيوتر، وقالت الشرطة البريطانية انها فتحت تحقيقا وانها على ثقة بان انظمتها الداخلية لم تتعرض للاختراق وان الخط الساخن امن، ويجيء الهجوم على الشرطة البريطانية بعد أيام من قيام متسللين بتعطيل موقع وزارة الداخلية البريطانية.

فيروس يصيب حواسيب ابل

بدورها قالت شركة روسية لمكافحة فيروسات الكمبيوتر إن نصف مليون على الأقل من حواسيب "ماك" من انتاج شركة أبل أصيبت بفيروس فلاشباك تروجان، وتقول شركة "دكتور ويب" الروسية إن نصف عدد أجهزة ماك المعطوبة موجود في الولايات المتحدة، وقد أصدرت ابل تحديثا لنظام الحماية الخاص بها ولكن تظل أجهزة الكمبيوتر التي لم تحدث نظامها عرضة للفيروسات، وقد استغلت النسخ الجديدة من الفيروس نقاط الضعف في لغة "جافا" للبرمجة مما يسمح بتحميل فيروسات من مواقع زائفة مخصصة لإنزال فيروسات، وتقول "دكتور ويب" إنه فور تثبيت الفيروس، يقوم بإرسال رسالة إلى خادم من قام بالقرصنة برقم هوية الجهاز المعطوب، مما يمكن القراصنة من السيطرة على الجهاز، وقد اصدرت شركة أوراكل المنتجة للغة جافا للبرمجة تحديثا لنقاط الضعف يوم 14 فبراير شباط ولكنه لم ينجح على اجهزة ماك، لأن ابل هي من تحدث لغة جافا على اجهزته، وأصدرت ابل تحديثها الخاص مؤخراً بعد اكثر من ثمانية اسابيع من تحديث أوراكل.

استهداف مواقع الانترنت الصينية

من جانبها تزعم مجموعة "انونيموس" لقراصنة الانترنت إنها محت أكثر من 500 موقع صيني، ومن المواقع التي استهدفها القراصنة مواقع حكومية ومنظمات رسمية وجماعات تجارية وغيرها من المواقع، وقالت رسالة وضعها القراصنة على المواقع المستهدفة إنهم قاموا بهجومهم احتجاجا على الرقابة المشددة التي تقوم بها الصين على مواطنيه، ودعت مجموعة "أنونيموس" الصينيين إلى تنظيم احتجاجات ضد النظام، وجاء الاعلان عن محو المواقع على حساب "انونيموس في الصين" الذي أسس في مارس / آذار، وقد تطابقت الرسالة التي تم وضعها على المواقع التي تم محوه، وجاء في نص الرسالة "عزيزتي الحكومة الصينية: لست معصومة من الخط، اليوم تتعرض مواقعك للقرصنة، وفي الغد سيسقط نظامك القبيح"، ويوجد لدى الصين نظام شامل للرقابة على الانترنت يعد الاكبر في العالم، وهو ما يأتي ضمن سيطرتها على المجتمع، وتراقب الحكومة دخول مواطنيها على الانترنت وتحد ما يمكنهم الحديث عنه، ولم يصدر أي تأكيد رسمي صيني لمحو المواقع، وتقول وسائل الاعلام إن مصادر حكومية نفت وقوع الهجوم، ولكن الكثير من المواقع التي جرت مهاجمتها ما زالت معطلة عن العمل أو تحمل رسالة فريق القراصنة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 20/آيار/2012 - 28/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م