عصر المعلوماتية وإسقاطات الصراعات المجتمعية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: اصبح الاعتماد على الحياة الالكترونية في عصرنا الحالي ضرورة واقعية نتيجة لدخولها في اغلب المجالات المادية والعملية المتداولة بصورة يومية، اضافة الى تطور مستوى استخدامها والحاجة المتنامية لخدمتها وابتداءً من الدول والشركات الى الافراد والذي حول محدودية استخدامها وقلة انتشارها الى تمدد واسع النطاق ومتزايد بشكل قياسي وسريع، وقد اصبح امر الاعتماد على الانترنت والحكومة الالكترونية ومدى التفاعل الالكتروني داخل المجتمع من النواحي الاعلامية والثقافية والسياسية...الخ، مرهوناً بتقدم تلك الدول والحكومات او تخلفها.

لكن ليس كل امور وموارد التطور تقاس بالنجاح الخالي من العقبات دائماً فالعقبات موجودة في ابرز طرق النجاح وضوح، ولعل التكنولوجيا وتطورها اللافت والذي انقذ البشرية من افات التخلف والجهل واحدة من تلك الامثلة على معاناة رافقت ظهورها وما زالت تسبب لها الكثير من المشاكل والصعاب.

ان الولع المفرط والاستخدام السيء للأنترنت وادمان الحياة الالكترونية اضافة الى قضايا التحرش والمضايقات الاخلاقية والقرصنة الالكترونية وغيرها العشرات من العقبات كلها شاهد على صعوبة التعامل مع المجتمع الالكتروني من دون المرور بهذه العقبات، وقد اكدت العديد من الدراسات المختصة على ضرورة تقديم حلول ناجعة لآفات اجتماعية خطيرة رافقت التطور الالكتروني وحولت منافعة المهمة الى سلاح يمكن استخدامه ضد البسطاء للإيقاع بهم بسهولة ويسر.  

الولع بمواقع الإنترنت

اذ رجحت دراسة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد الأمريكية إن انشغال المراهقين بمهام متعددة أثناء استخدام الأجهزة الرقمية الحديثة قد يعيق تطور المهارات الاجتماعية للشباب، وليس البديل للتفاعل الحقيقي مع البشر، وتقول الدراسة، التي اقتصرت على الفتيات ونشرت في "الدورية العلمية"، إن الصبيات ممن يقضين معظم الوقت في التنقل المحموم بين المواقع الاجتماعية كـ"فيسبوك" ويوتيوب" والتواصل عبر الشبكة العنكبوتية أو إرسال رسائل نصية، قد يواجهن مشكلة الاندماج مع المجتمع الطبيعي، وشمل البحث 3461 طفلة أمريكية تراوحت أعمارهن بين 8 و12 عام، وقال بروفيسور كليفورد ناس، من جامعة ستانفورد الذي قاد الدراسة، إنه رغم اقتصارها على الفتيات فحسب، إلا أن نتائجها ينبغي أن تنطبق على الفتيان كذلك، نظرا لأن تحليل التطور العاطفي بين الذكور يتسم بصعوبة أكثر باعتبار التفاوت الشاسع في مراحل تطوره على مدى فترة زمنية أطول، وأضاف قائلاً حول الدراسة: "على الأطفال التعلم بشأن العاطفة، والطريق الأمثل للقيام بذلك، هو إيلاء اهتمام خاص لأشخاص آخرين بالنظر مباشرة إلى أعينهم"، كما وجدت الدراسة إن الفتيات من يتفاعلن شخصياً مع الأصدقاء والعائلة أقل احتمالا بان يواجهن خلالاً في التأقلم مع المجتمع، وأضاف ناس: "لا نتعلم أشياء مهمة فحسب بالتواصل المباشر مع البشر، بل نتعلم مهارات اجتماعية، ونتعلم بشأن العاطفة"، واستطرد المهارات الاجتماعية يتلقنها الأطفال عبر التخاطب المباشر وجها لوجه وليس عبر التحادث مع البعض أثناء اللهو بجهاز "آي بود"، مضيفاً: "فيستايم" و"سكايب" ليسا البديل للتواصل المباشر لأن دراسات أخرى وجدت بأن الأشخاص عادة ما يميلون للانشغال بعدة مهام أثناء التخاطب عبر الفيديو. بحسب سي ان ان.

المضايقات الالكترونية للأطفال

الى ذلك أظهر استطلاع للرأي أُجري بالتعاون بين شركتي ابسوس ورويترز أن أكثر من عشرة في المئة من أولياء الامور في أنحاء العالم يقولون ان أطفالهم تعرضوا لمضايقات على الانترنت وان نحو الربع منهم يعرفون طفلا تعرض لذلك، وأظهر الاستطلاع العالمي ان أكثر من ثلاثة أرباع من شاركوا فيه يعتقدون أن المضايقات الالكترونية تختلف عن غيرها من المضايقات وتتطلب اهتماما وجهودا خاصة من الآباء والمدارس، وقالت كيرين جوتفريد من قسم الابحاث العالمية في ابسوس والتي أجرت الاستطلاع "تظهر البيانات بوضوح رغبة من مواطني العالم في رد يستهدف المضايقات الالكترونية"، وأظهر المسح الالكتروني الذي شمل أكثر من 18 ألف بالغ في 24 دولة بينهم 6500 من الآباء أن الوسيلة الأكثر استخداما في المضايقات الالكترونية هي مواقع شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك والتي أشار اليها 60 في المئة منهم، وجاءت الاجهزة المحمولة وغرف الدردشة الالكترونية في المرتبتين الثانية والثالثة، وأظهر التقرير أن ادراك وجود المضايقات الالكترونية كان عاليا نسبيا حيث قال الثلثان انهم سمعوا أو قرأوا أو اطلعوا على معلومات بشأن الظاهرة غير أن الاختلافات الثقافية والجغرافية كانت كثيرة.

وفي اندونيسيا قال 91 في المئة انهم علموا بشأن مضايقات الكترونية قام فيها طفل أو مجموعة أطفال أو مراهق عمدا بترهيب او تهديد أو ارباك طفل آخر أو مجموعة باستخدام تكنولوجيا المعلومات مثل وسائل الاعلام الاجتماعي أو الاجهزة المحمولة، وجاءت استراليا في المرتبة الثانية بنسبة 87 في المئة ثم بولندا والسويد بفارق بسيط. لكن 29 في المئة فقط في السعودية قالوا انهم سمعوا بوجود مضايقات الكترونية و35 في المئة في روسي، وفي الولايات المتحدة حيث تردد على نطاق واسع أن حالات مضايقات الكترونية مرتبطة بحوادث انتحار مراهقين كانت النسبة 82 في المئة، ووصفت جوتفريد المسح بأنه أول دراسة عالمية من نوعه، وقالت "الاهم في تلك الدراسة انها تقيس وعي الاباء بالمضايقات الالكترونية وليس المعدلات الفعلية لهذا السلوك"، وفي الهند قال 32 في المئة من الاباء ان ابناءهم تعرضوا لمضايقات الكترونية تليها البرازيل بنسبة 20 في المئة ثم كندا والسعودية بنسبة 18 في المئة والولايات المتحدة بنسبة 15 في المئة، وبشكل عام تحدث الآباء في فرنسا واسبانيا عن بعض أقل حوادث المضايقات الالكترونية سواء تلك التي تعرض لها أطفالهم أو أطفال في مجتمعاتهم. بحسب رويترز.

كما توفي تايواني في مقهى للانترنت خلال ممارسته الالعاب الالكترونية ولم يتنبه جيرانه الى وفاته الا بعد تسع ساعات على حصولها على ما قالت الشرطة، وعثرت نادلة مساء على الرجل البالغ 23 عاما ميتا وهو جالس على الكرسي وجسمه متصلب ويداه ممدودتان، وكان دخل الى المقهى الواقع في شمال الجزيرة قرب تايبه والذي يفتحه ابوابه على مدار الساعة، وقد رأته النادلة يجري اتصالا هاتفيا في وقت سابق، وتفيد المعلومات الاولية انه توفي بعيد ذلك من دون ان يلاحظ 30 من رواد المقهى الاخرين ذلك لاكثر من تسع ساعات، وقالت الشرطة ان الرجل توفي من ازمة قلبية، واعتقلت الشرطة في بلدة بجنوب العاصمة الإيطالية روما صبياً قاصراً حاول طعن والده بعدما رفض شراء هاتف "آيفون" له، وأفادت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" إن الصبي، الذي لم تكشف هويته أو يحدد عمره بالضبط، استشاط غضباً عندما لم يوافق والده على طلبه شراء هاتف "آيفون"، وإذ به يحاول طعنه بسكين، وأضافت إن العائلة التي تقيم في بلدة ألتاري بجنوب روما اتصلت بالشرطة المحلية التي سرعان ما حضرت واعتقلت القاصر بعد مهاجمته لعناصرها أيض، ووجهت إلى الصبي تهمة القتل المتعمد ومقاومة الإعتقال والتعامل بعنف مع مسؤول رسمي، ويقبع الصبي حالياً في سجن قرب العاصمة روما.

شريط فديو يثير القلق

فيما سجل مؤخراً جدل محموم على الانترنت في الصين بشأن شريط فيديو يظهر طفلا صينيا في الرابعة من العمر أجبره أهله على الركض في الثلج في نيويورك بسرواله الداخلي وجزمته لا غير، وقد أثار هذا الشريط القصير موجة من الانتقادات على الانترنت، أما الوالدان فقد بررا فعلتهما بضرورة تقوية شخصية ولدهما وصحته، بحسب الصحافة، ويظهر هذا الشريط الطفل وهو يبكي مرارا وتكرارا متوسلا والديه أن يحملاه وهو يعدو على الرصيف الذي تكسوه طبقة كثيفة من الثلج، غير أن الوالدين يشجعان ابنهما على المثابرة ويطلبان منه حتى التمدد على الثلج، وأخبر الأب واسمه هي، وهو مدير مؤسسة في نانكين شرق الصين ذهب مع عائلته إلى نيويورك لتمضية عطلة رأس السنة القمرية أن ابنه "كان موافقا على الركض عاريا في الطريق وإلا لما تمكنت من خلع ملابسه، غير أنه عدل عن رأيه عندما شعر بالبرد" وأضاف أنه يصطحب ابنه أيضا إلى صفوف الكونغ فو والرقص ويعلمه الركوب على الدراجة الهوائية وتسلق الجبال بغية "تعزيز ذكورته"، وشرح الأب قائلاً "أقدم له المثلجات خلال الشتاء لتعتاد معدته على البرد. وهو نادرا ما يصاب بمرض او بحمى"، والصبي كان مولودا خدج وفي صحة سيئة لكنه خضع منذ صغره لنظام صارم يرمي إلى تقوية صحته، وصحيح أن غالبية مستخدمي الانترنت قد شجبت هذه التربية الصارمة غير أن البعض شدد على منافعه، وتأتي هذه الحادثة على خلفية نقاش أثير العام الماضي عندما أصدرت الصينية إيمي شوا وهي أستاذة محاضرة في جامعة "يال" كتابا تدافع فيه عن التربية الصارمة "على الطريقة الصينية" وتشيد بمزاياها. بحسب فرانس برس.

سبيلك إلى قلب المرأة

من جانبه قد يكون على الرجال التخلي عن هدايا الورود والشكولاتة واستبدالها بالإلكترونيات للفوز بقلوب النساء في عيد الحب، بعد أن وجدت دراسة أميركية زيادة اهتمام الإناث بالتكنولوجيا خلال السنوات الخمس الأخيرة، وذكر موقع "لايف ساينس" الأميركي أن دراسة أعدتها رابطة مستهلكي الإلكترونيات وجدت أن اهتمام النساء بالتكنولوجيا زاد خلال السنوات الخمس الأخيرة، إذ أن 8 بين كل 10 نساء بتن حالياً مهتمات باستهلاك المنتجات الإلكترونية، وقالت41% من النساء اللواتي شملتهن الدراسة إنهن يهتممن جداً بالمنتجات الالكترونية، بزيادة نسبتها 10% عن الدراسة السابقة التي أجريت في العام 2007، وتبيّن أن الهوة بين الجنسين باتت تضيق، فالرجال ينفقون ما معدله 728 دولاراً على المشتريات الإلكترونية خلال السنوات الـ 12 الأخيرة، فيما النساء أنفقن 667 دولاراً في الفترة المذكورة، أي بفارق61 دولاراً مقابل 200 دولار في العام 2007، وبات للنساء تأثيرا ملحوظا على مبيعات الإلكترونيات، إذ أن 6 بين كل 10 نساء بتن منخرطات في القرارات المتعلقة بشراء هذه المنتجات، وقالت مديرة الأبحاث في رابطة مستهلكي الالكترونيات الأميركية، جيسيكا بوث، "في عيد الحب المقبل قد يكون الطريق للدخول إلى قلب المرأة هو الالكترونيات، النساء بتن يردن التكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى ويرون الإلكترونيات كأجهزة شخصية يمكن حملها وتزويدها بمعلومات خاصة". بحسب يونايتد برس.

بسبب فيس بوك وتويتر

في سياق متصل اتهم كويتي يسعى للحصول على حضانة أطفاله، طليقته، بأنها على علاقة بألفي رجل، مستنداً إلى نشاطها على "فيس بوك وتويتر"، وقدم صوراً لصفحاتها على الموقعين ليثبت سوء سلوكها، خاصة أن أغلب متابعيها هم من الرجال، وقال محام متخصص في قضايا الأحوال الشخصية، رفض الكشف عن إسمه لصحيفة الأنباء الكويتية، أن المستندات التي قدمها موكله بقضية الحضانة التي رفعها ضد طليقته، تحتوي أوراقاً مستخرجة من جهاز الكمبيوتر، وتكشف أن عدد أصدقائها على "فيس بوك" أكثر من 1200 صديق، منهم 1000 رجل، وعدد متابعيها على "تويتر" 890 منهم 800 رجل، ونقل المحامي عن موكله قوله إن ذلك "يعني أن زوجتي تتحدث مع ألفي رجل، وتنشر صورها الخاصة، للجميع على الموقع، ويراها أصدقاؤها وأي شخص في العالم"، معرباً عن قناعته بأن هذا يمكن استخدامه بالمحكمة كدليل على عدم أهليتها لرعاية أولادهما الثلاثة، وأعمارهم تتراوح بين 4 و 9 سنوات، وقال الأب للمحامي، إنه تابع "تغريدات" زوجته، "الرسائل على توتير"، ونسخها بالكامل، ونسخ محادثاتها وأغلبها مع رجال من الكويت وخارج الكويت، "تتحدث فيها بأمور سطحية وساذجة، وتدخل في سجال مع هذا، وفي نقاش مع ذاك، وأحياناً تكون تغريداتها مستمرة حتى الفجر"، متسائلاً "أي أم هذه التي تسهر حتى ساعات الصباح الأولى تتحدث مع رجال غرباء، وتناقشهم بل وتمازحهم وفي رقبتها 3 أولاد"، وسأل الأب، إن طليقته التي تسهر حتى ساعات الصباح الأولى، متى تستيقظ لتهتم بشؤون ثلاثة أطفال، ومتى تجلس معهم إذا كانت تقضي معظم وقتها على مواقع التواصل الإجتماعي، واعترف المحامي بأنها المرة الأولى التي تمر عليه قضية أحوال شخصية ترفق في ملف دعواها أوراق مستخرجة من "فيس بوك وتويتر"، وقال إنه لا يعلم مدى تأثير هذه الأوراق على سير القضية التي بدأت إجراءاتها مؤخر، وأضاف أنه إذا نقلت الدعوى إلى المحكمة، فستكون هذه أول مرة تدخل فيها قضية يتم استخدام موقع الكتروني، كدليل في قضية أحوال شخصية، وتحديداً في قضية حضانة. بحسب يونايتد برس.

إدمان الكتروني في الأرجنتين

من جانب اخر فان إدمان الإنترنت وخصوصا شبكات التواصل الاجتماعي يتسبب بأضرار كبيرة في الأرجنتين التي تسجل أكبر نسبة اتصالات بشبكة الإنترنت بين بلدان أميركا اللاتينية، فهناك، ارتفع مرتين عدد الاستشارات في المراكز المتخصصة في العام 2011، وتقول إينيس فالديز وهي متخصصة في علم النفس تعمل في مؤسسة "مانانتياليس" المتخصصة بقضايا الإدمان، أن "الارتفاع الدليلي للاستشارات يثير القلق حقا"، تضيف أن "الاستشارات المتعلقة بإدمان الإنترنت تضاعفت مرتين خلال العام 2011"، وتتصدر الاستشارات المتعلقة بإدمان المخدرات المحظورة، اللائحة، وتتبعها تلك الخاصة بإدمان المخدرات القانونية (العقاقير) وإدمان الكحول والميسر، لكن إدمان الإنترنت يزداد بسرعة كبيرة، وهذا النوع الجديد من الإدمان يشكل ما بين 20 و30% من مواضيع الاستشارات عبر الهاتف الخاصة بشبكة بوينوس آيرس للانجاد، ليس من البديهي دائما التمييز ما بين الاستخدام الطبيعي والاستخدام الذي تحول مرضيا.

وتشدد إينيس فاليز على أن "الإدمان يحصل عندما يؤثر استخدام الإنترنت سلبا على الدراسة والعمل أو عندما ينعزل المرء ولا يتناول الطعام كما يجب ويعجز عن النوم بما يكفي"، وتشرح أن "بعض الاشخاص يتحولون إلى عدائيين عندما لا يحملون هواتفهم الذكية أو عندما لا تتوفر إمكانية للاتصال بشبكة الإنترنت حيث يتواجدون"، وبالنسبة إلى خوان كارلوس مانسيا من مركز الدراسات حول الإمان والصحة العامة التابع لجامعة قرطبة (وسط)، فإن "الإنترنت يؤدي إلى سلوكيات خطيرة خصوصا لدى صغار السن"، ويضيف "لكن للادمان أحيانا أسبابا أخرى، من قبيل الصعوبة التي يجدها البعض في إقامة علاقات مع الآخرين"، ويقول أن شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" تشكلان مساحة تسمح ب"بناء هوية مستعارة فيجمل المرء الواقع ويجعله مثاليا وكذلك يفعل بالنسبة إلى علاقاته مع الآخرين"، ويحذر مانسيا من أن "الصغير يصبح بذلك أكثر قابلية للانجراح"، ومعالجة ظاهرة الإدمان هذه صعبة جدا، "فبعيدا عن وصمة العار التي تلحق عادة بالمخدرات، وينظر إلى التكنولوجيا بطريقة إيجابية، لكن السلوك المرضي يأتي مطابقا"، بحسب ما يشرح هذا الخبير.

ويقر نيكولاس غولدشتاين (21 عاما) قائلا "عندما أنسى هاتفي الذكي، أرغب بقتل نفسي". فهو يقول أنه "يبقى متصلا بالشبكة على نحو مستمر كي يبقى مطلعا على ما يجري"، لكنه ينكر أن يكون تحت تأثير إدمان م، ويلفت هذا الشاب قائلا "لدي صديق سئم من ذلك فجمد كل شيء. وهو اليوم يستخدم هاتفه الذكي كهاتف عادي"، ويقضي الأرجنتينيون 26،3 ساعة شهريا متصلين بشبكة الإنترنت، في حين يسجل المتوسط العالمي 23،8 ساعة، وتحصي الأرجنتين 40 مليون مواطن، أكثر من 20 مليون منهم يستخدمون الإنترنت باستمرار، الأمر الذي يشكل النسبة الأكثر ارتفاعا في أميركا اللاتينية بحسب مؤسسة "برينس أند كوب" الاستشارية، ويعبر أرجنتينيان من بين ثلاثة أرجنتينيين عن رغبتهما بتغيير هاتفهما المحمول خلال الأشهر الست  المقبلة، الأمر الذي يأتي مضاعفا مرتين مقارنة بالعام 2009، بحسب شركة الأبحاث "تس أن أس غالاب"، وفي العام 2011، ارتفعت نسبة الهواتف الذكية التي تشكل 14% من مجموع الهواتف المحمولة، 225%، كذلك استخدم في الأرجنتين في العام نفسه 57 مليون هاتف محمول من قبل 40 مليون مواطن، بحسب ما أفادت غرفة المعلوماتية والاتصالات.

لأنها منشغلة بـ"الكومبيوتر"

من جهتها أعلنت الشرطة الكورية الجنوبية، مؤخر، أنها اعتقلت امرأة بتهمة رمي رضيعها بالقمامة لعدم استعدادها لرعايته، بسبب إدمانها ألعاب الكمبيوتر وهو ما أدى لوفاته، ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، عن الشرطة أنه يعتقد أن المرأة "25 سنة"، أنجبت طفلها في حمام عام، أثناء قيامها باللعب على الإنترنت بإحدى الصالات التي تعمل 24 ساعة، يوم 25 مارس الماضي، ووضعت المرأة طفلها الرضيع في حاوية للنفايات على الطريق العام بمنطقة "سونغ يا" في سيول، وعثر على جثة الطفل بعد مرور يومين، حيث أظهرت لقطات كاميرات المراقبة عمال النظافة أثناء عثورهم على الطفل داخل كيس للقمامة، وقالت الشرطة إن "المرأة مدمنة على ألعاب الإنترنت، ولم تعرف علامات الإنجاب أثناء قيامها بألعاب الإنترنت، وقالت المرأة إنها لم تكن تعرف كيف تهتم بطفلها الرضيع"، وبعد اختلافها مع والد الطفل الذي قابلته عبر الإنترنت، ظلت المرأة تواصل اللعب على نحو متواصل، وكانت تطلب عبر الإنترنت من الغرباء مساعدتها مالياً. بحسب يونايتد برس.

يبيع إحدى كليتيه

من جهة اخرى ما زالت قضية إقدام مراهق صيني على بيع كليته، لشراء جهازي "آي باد" و"آي فون"، تعصف بالدولة الآسيوية الأكبر في العالم من حيث عدد السكان، بعدما ألقت قوات الأمن على خمسة أشخاص، على علاقة بتلك القضية، ووجهت إليهم اتهامات بـ"الاتجار غير المشروع" في الأعضاء البشرية، وذكرت النيابة العامة في مدينة "تشنتشو"، في مقاطعة "هونان" بجنوب الصين، في بيان أوردته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أن المشتبه بهم الخمسة، ومن بينهم أحد الجراحين، يواجهون تهمة "الإضرار العمد"، وأشارت إلى أن هناك عدد آخر من المشتبهين ما زالوا قيد التحقيق، وقالت النيابة إن أحد المتهمين، ويُدعى خه ويي، والذي كان مفلساً ومحبطاً بسبب ديون مستحقة عليه في ألعاب المقامرة، سعى إلى الحصول على مكاسب مالية ضخمة، بطريقة "غير مشروعة"، عن طريق بيع الكلى، حيث طلب من متهم آخر، يُدعى يين شن، البحث عن مانحين، عبر غرف المحادثة على الإنترنت، كما أشارت النيابة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية، إلى أن ويي طلب أيضاً من تانغ شيمين، متهم ثالث في نفس القضية، استئجار غرفة عمليات من سو كاي تسونغ، والذي يعمل كمقاول في قسم المسالك البولية بأحد المستشفيات المحلية. بحسب سي ان ان.

وكشفت التحقيقات أن الطبيب سونغ تشونغ يو، وهو جراح بمستشفى في مقاطعة "يوننان"، قام بإجراء عملية زرع كلية، من طالب بإحدى المدارس الثانوية في مقاطعة "انهوي"، ويبلغ من العمر 17 عاماً، يُدعى وانغ، في أبريل/ نيسان من العام الماضي، وبحسب أوراق القضية، فقد حصل الطبيب على مبلغ 220 ألف يوان، أي حوالي 35 ألف دولار أمريكي، للقيام بالعملية، فيما تم منح الطالب وانغ 22 ألف يوان، بينما اقتسم ويي بقية المبلغ، الذي حصل عليه، مع أربعة آخرين من العاملين في المستشفى، وفور خروجه من المستشفى، قام وانغ بشراء جهازي "آي باد" و"آي فون"، وعندما عاد إلى المنزل سألته والدته عن مصدر الأموال التي اشترى بها الجهازين، اعترف لها بقيامه ببيع إحدى كليتيه، الأمر الذي أدى إلى إصابته بـ"قصور كلوي"، وتدهور حالته الصحية، وتفيد الإحصاءات الصادرة من وزارة الصحة بأن ما يقرب من 1.5 مليون شخص في الصين، يحتاجون إلى عمليات زرع أعضاء، لكن ما يقرب من 10 آلاف من عمليات الزرع تجرى سنوي، كما تشير تقارير إلى أن هناك "فجوة ضخمة" تؤدى إلى انتعاش سوق غير مشروع لتجارة الأعضاء بالصين.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 19/آيار/2012 - 27/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م