النفط الايراني... امدادات لا تعوض

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: باتت الخلافات القائمة بين الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية في ايران مصدر قلق حقيقي ينذر بخطر اقتصادي وسياسي وامني، وحول سعي الاخيرة لامتلاك السلاح النووي واعتبار هذا الامر خطراً مباشراً على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، اضافة الى تهديد الامن القومي لإسرائيل "الحليف الاقرب لها"، الامر الذي نفته ايران من جانبها مؤكدةً على سلمية برنامجها النووي وعدم الاعتداء على أي دولة مالم تقم مسبقاً بالتعدي عليه، فقد ادت، هذه الخلافات القائمة في وجهات النضر بعد مباحثات مرثونية لم تسفر عن شيء يذكر، الى فرض عقوبات على الصادرات النفطية لإيران هي الاقوى ضمن سلسلة من العقوبات الاقتصادية التي سعت لتطبيقها الولايات المتحدة وحلفائها الاوربيين لثني ايران عن اهدافها النووية والذي انعكس سلباً على اسعار النفط وارتفاعه الى المقلق خصوصاً وان ايران هددت مراراً وتكراراً بغلق مضيق هرمز امام الملاحة اضافة الى الاوضاع المضطربة في المنطقة والتي ساعدت على ارتفاع الاسعار النفطية رغم التطمينات السعودية بسد النقص والمحافظة على الاسعار.

النفط ومخاوف الإمدادات

اذ ارتفعت أسعار النفط متجاوزة 123 دولارا للبرميل في وقت سابق بعد هبوطها الحاد في الجلستين الماضيتين مدعومة بتزايد القلق من تعثر امدادات الخام الايرانية بسبب العقوبات الغربية، وأعلنت رابطة شركات التأمين الصينية أنها ستوقف تغطيتها لناقلات الخام الايراني في خطوة قد تؤدي الى توقف شبه كامل لصادرات النفط الايرانية قبل تطبيق الحظر الاوروبي لاستيراد النفط الايراني في الاول من يوليو تموز، وارتفعت أسعار العقود الاجلة لمزيج برنت 1.03 دولار الى 123.37 دولار للبرميل في حين صعدت أسعار الخام الامريكي 82 سنتا الى 102.29 دولار للبرميل بعدما خسرت 2.54 دولار في الجلستين الماضيتين، وكانت أحجام التداول متوسطة على العقدين قبل عطلات عامة في أوروبا والولايات المتحدة، وقال مسؤول في قطاع الطاقة ان انفجارات تسببت في وقف تدفق النفط في خطي أنابيب ينقلان الخام من كركوك في العراق الى ميناء جيهان التركي على ساحل البحر المتوسط، ولم يتضح على الفور سبب الانفجارات التي وقعت اليوم لكن اعمال التخريب شائعة في خطوط أنابيب النفط والغاز القادمة الى تركيا من ايران والعراق حيث ينشط انفصاليون أكراد، وخطوة رابطة التأمين الصينية أول مؤشر على أن شركات التكرير في الصين أكبر مشتر للنفط الايراني قد تواجه صعوبة في توفير خدمات الشحن والتأمين بما يتيح لها الاستمرار في استيراد الخام من ايران ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك، وتأتي الخطوة بعد أيام من بلاغ أن شركات التكرير اليابانية تعتزم خفض وارداتها من ايران مرة اخرى في ابريل نيسان مع احجام الشركات عن تجديد عقود سنوية، وحصلت الاسعار على دعم ايضا من مؤشرات جديدة على تعافي الاقتصاد الامريكية وانحسار المخاوف من حدوث تباطؤ حاد في الصين. بحسب رويترز.

اغلاق مضيق هرمز

من جانبه قال أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في مقابلة نشرت في وقت سابق ان بلاده تلقت تأكيدات من ايران بعدم اغلاق مضيق هرمز، وقالت ايران في ديسمبر كانون الاول الماضي انها ستوقف تدفق النفط عبر مضيق هرمز اذا فرضت عقوبات على صادراتها من النفط الخام، وقال أمير الكويت في مقابلة صحفية اجرتها معه صحيفة اساهي اليابانية بمناسبة زيارته لليابان ونشرتها وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان دول مجلس التعاون الخليجي ومن ضمنها الكويت اتصلت بالمسؤولين في ايران لضمان عدم اتخاذ أي اجراء لاغلاق مضيق هرمز أو حتى التهديد به لتأثيراته السلبية "وقد تلقينا تأكيدات من ايران بعدم اقدامها على هذه الخطوة"، وأكد أن مضيق هرمز هو شريان حيوي للعالم برمته حيث تمر ما يقارب نصف امدادات النفط عن طريقه، وحول الخطوات التي اتخذتها الكويت لتصدير نفطها تحسبا لاحتمال اغلاق المضيق قال ان الكويت عملت "ومنذ فترات طويلة على توفير مخزون من النفط عن طريق شركاتها العالمية من خارج منطقة الخليج لضمان عدم توقف امداداتها للدول المستوردة للنفط الكويتي"، ولم يعط مزيدا من التفاصيل حول ما اذا كان لدى الكويت مخزون عائم خارج منطقة الخليج أم ل، وحول الاسعار الحالية للنفط قال "اننا نرى ان سعر مئة دولار للبرميل هو السعر العادل للدولة المنتجة والمستهلكة"، وحول الموقف في سوريا قال أمير الكويت "على المعارضة السورية مسؤولية كبيرة تستوجب توحيد صفوفها لضمان تيسير دعمها من قبل المجتمع الدولي"، وبشأن الربيع العربي وفوز الاحزاب السياسية الاسلامية في تلك الدول قال الشيخ صباح "ان فوز تلك الاحزاب أو غيرها يأتي نتيجة لممارسات ديمقراطية نزيهة ينبغي على الجميع احترام نتائجها والتعامل الواقعي معها باعتبارها خيارات للشعوب"، وقال ان الاحزاب السياسية ذات الطابع الاسلامي "تشكل جزءا من النسيج السياسي لدول المنطقة وقد ترتفع أسهم تلك الاحزاب أو تنخفض بناء على معطيات الساحة المحلية وقدرتها على التفاعل الايجابي مع تلك المعطيات". بحسب رويترز.

نفط العراق عبر الأنابيب

الى ذلك أكد الناطق باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، أن العراق سيلجأ إلى تصدير نفطه عبر الأنابيب إلى دول العالم في حال تطور الأوضاع في المنطقة وخصوصا في القضية الإيرانية والمخاوف من إغلاق مضيق هرمز، حسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه، وجاء في البيان، أن الخطة تقضي بشحن النفط العراقي عبر الأنابيب إلى الموانئ في الدول المجاورة كتركيا وسوريا ولبنان بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، ومنها إلى الدول المستوردة على مستوى العالم، ويذكر أن الصادرات النفطية العراقية تشكل نحو 90 في المائة من الاقتصاد الوطني، ونحو 80 في المائة من الإنتاج النفطي العراقي المقدر بـ2.2 مليون برميل يتم تصديره إلى دول العالم ليشكل ما نسبته 20 في المائة من الإنتاج النفطي العالمي، وحذر وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، في وقت سابق، الدول المجاورة لبلاده من وضع نفسها في "موقف خطير" بالانحياز للولايات المتحدة في النزاع المتصاعد بشأن النشاط النووي الإيراني، وأضاف صالحي إن إيران بتاريخها، "لم تحاول يوما وضع عراقيل أمام هذه الطريق البحرية المهمة،" وفقا للوكالة الإيرانية، ونقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية عن صالحي تصريحاته السابقة بأن "على دول 5+1 (روسيا وفرنسا والصين وأمريكا وبريطانيا وألمانيا) العودة إلى التفاوض من دون تقديم أي ذرائع، داعيا دول المنطقة إلى عدم الانجرار لوضع خطير". بحسب سي ان ان.

سلطنة عمان تحذر ايران

من جانب اخر قالت سلطنة عمان ان خطر اندلاع حرب بين ايران والغرب يتزايد لكن ما زالت هناك الكثير من الفرص للتفاوض من اجل التوصل الى حل سلمي، ونفت ايران مرارا اتهامات الدول الغربية بانها تطور قدرات لانتاج اسلحة نووية لكن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي فرضت في الاونة الاخيرة عقوبات صارمة في محاولة لاقناع طهران بوقف برنامجها النووي، وقال يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في مقر وزارة الخارجية بمسقط "من مصلحة الجانبين الوصول الى طريق (حل) وسط، نستطيع أن نرى ان التهديد باندلاع مواجهة عسكرية اكثر احتمالا وليس ببعيد"، وقامت عمان في عدة مناسبات بدور الوسيط بين ايران والغرب، وفي العام الماضي تدخل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان لتسهيل عملية الافراج عن اثنين من الامريكيين احتجزتهما ايران بتهمة التجسس، كما تفاوضت عمان لاطلاق سراح ثلاثة من عمال الاغاثة الفرنسيين احتجزهم رجال قبائل يمنيون رهائن وافرج عنهم في نوفمبر تشرين الثاني، وتزايدت التكهنات في الشهور الماضية بأن اسرائيل ربما تشن بدعم من الولايات المتحدة أو بدونها ضربة عسكرية وقائية ضد المنشات النووية الايرانية التي ترى اسرائيل انها تمثل تهديدا لوجودها. بحسب رويترز.

وجرت محادثات على فترات بين ايران والغرب بشأن برنامجها النووي خلال السنوات الماضية لكن طهران قالت في وقت سابق انها ترحب بعقد جولة جديدة من المفاوضات النووية مع القوى العالمية الست، وتسببت ايران في اضطراب اسواق النفط في اواخر ديسمبر كانون الاول عندما هددت باغلاق مضيق هرمز الذي تمر منه خمس صادرات النفط العالمية اذا وقع هجوم عسكري على اراضيها أو على منشاتها النووية، وسئل بن عبد الله عن مخاطر وقوع هجوم عسكري غربي على ايران فقال "ما زال هناك وقت ولكن ليس طويلا لانتهاز الفرص حيث تستطيع (القوى) الست وايران الالتقاء في منتصف الطريق للتوصل الى حل لهذا الصراع"، وقال ان هناك مخاطر ايضا في ان بواعث قلق الغرب تجاه البرنامج النووي الايراني قد تخرج عن نطاق السيطرة ودعا الى مزيد من التركيز على الحقائق الراسخة على الارض، وقال بن عبد الله الذي يتولى منصبه منذ عام 1982 ان سلطنة عمان التي تقع على الجانب الاخر من مضيق هرمز المقابل لايران تبذل كل ما في وسعها لتأمين المضيق الذي تمر من خلاله نحو 14 ناقلة نفط في المتوسط كل يوم، ويقوم الاسطول الخامس الامريكي المتمركز في البحرين بدوريات في مياه الخليج وكثيرا ما يمر بسفنه عبر المضيق.

وقال الوزير العماني "نبذل كل ما في وسعنا لابقاء هذا الممر المائي مفتوحا من اجل صالح التجارة الدولية وتدفق الطاقة الى بقية انحاء العالم"، وتابع "ولكن لا يوجد ضمان فبمجرد انفجار الوضع لا نستطيع تقديم بدائل"، وأضاف ان عمان ستواصل تقديم خدماتها كوسيط اقليمي، وأنهى السلطان قابوس وهو حليف للولايات المتحدة يحكم عمان منذ الاطاحة بوالده في انقلاب عام 1970 عزلة البلاد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ورسخ دور عمان كطرف اقليمي ودولي نشط، وانضمت عمان في عام 1971 الى الامم المتحدة والجامعة العربية، وقال بن عبد الله "لاننا نحتفظ بعلاقة طيبة مع الجانبين (ايران والغرب) فاننا عندما نشعر بان هناك فرصة لتقديم النصح للجانبين نفعل ذلك"، وتابع "نقدر بواعث قلق المجتمع الدولي وندرك ايضا موقف الحكومة الايرانية"، وخلال الحرب الايرانية-العراقية التي دارت بين عامي 1980 و1988 اجرى الجانبان محادثات سرية لوقف اطلاق النار في مسقط، وعلى نحو مماثل قامت عمان عام 1988 بدور الوسيط في اعادة العلاقات الدبلوماسية بين ايران وبريطانيا وايران والسعودية.

السعودية وخفض اسعار النفط

بدوره اكد وزير البترول السعودي علي النعيمي مجددا في مقال في صحيفة فايننشال تايمز ان المملكة "ستتحرك من اجل خفض اسعار النفط المرتفعة" بينما يهدد ارتفاع الاسعار الاقتصاد العالمي، وقال النعيمي ان السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم "ترغب في ان ترى سعرا ادنى، سعرا معقولا لا يؤثر على انتعاش الاقتصاد العالمي"، موضحا ان الاسعار المرتفعة سيئة لكل العالم من الدول المتطورة الى البلدان الناشئة او الفقيرة او المنتجة للنفط، وتابع ان "السوق تبقى متوازنة" على الرغم من التوتر الجيوسياسي، وقال النعيمي "نريد ان نزيل وهم وجود نقص، انه خوف غير عقلاني" وهذا الخوف هو الذي يبقي الاسعار مرتفعة، واكد "سنستخدم قدراتنا (الانتاجية) الاضافية لامداد السوق ايا يكن الحجم الضروري"، وتؤكد السعودية باستمرار انها مستعدة لزيادة انتاجها لتهدئة الاسواق، وعلى الرغم من تراجعها الاخير، ما زالت اسعار النفط منذ اسابيع في مستويات مرتفعة مما يهدد النمو الاقتصادي في عدد من القطاعات الاقتصادية في العالم، من جهة اخرى، من الممكن ان تستخدم الدول الغربية جزءا من احتياطاتها الاستراتيجية لتخفيف عبء الاسعار، وتراجع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) في المبادلات الالكترونية في وقت سابق 15 سنتا ليبلغ 105،26 دولارات بينما انخفض سعر برميل البرنت لبحر الشمال 16 سنتا ليصل الى 124 دولارا.

كما تعهدت السعودية بأنها ستتحرك بشكل "منفرد"، أو بالتنسيق مع دول أخرى منتجة للبترول، للحفاظ على استقرار أسعار النفط في الأسواق الدولية، لتجنب "أثار سلبية" قد تنجم عن ارتفاع أسعار مصادر الطاقة على الاقتصاد العالمي، وأكد مجلس الوزراء في المملكة العربية، في اجتماع سابق، برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن استقرار أسواق البترول والطاقة تأتي ضمن أهدافها الرئيسة، لما قد يحدثه ارتفاع أسعار البترول والطاقة من آثار سلبية على الاقتصاد العالمي، وبشكل خاص على اقتصاديات الدول النامية، كما شدد المجلس على دور المملكة في هذا القطاع، بصفتها أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول، ولديها طاقة إنتاجية فائضة، وعضو في مجموعة العشرين، كما أن لها "علاقات متميزة" مع كافة أقطار العالم، مع اهتمامها باستمرار النمو الاقتصادي، خاصةً في الدول النامية والناشئة، وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن المجلس اطلع على نتائج الاجتماع الوزاري الـ13 لـ"منتدى الطاقة الدولي"، الذي عقد مؤخراً في دولة الكويت، والذي شاركت فيه المملكة، مع أكثر من 70 دولة منتجة ومستهلكة للبترول، وأبدى المجلس ارتياحه للمناقشات التي دارت في المنتدى.

ونقلت الوكالة الرسمية عن وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، قوله إن المجلس شدد على أن المملكة سوف تعمل منفردة، وبالتعاون والتنسيق مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول المنتجة الأخرى داخل الأوبك وخارجها، ومع الدول المستهلكة، ومن خلال منتدى الطاقة الدولي، من أجل توفر الإمدادات البترولية الكافية، واستقرار الأسواق البترولية، وعودة أسعار البترول إلى مستويات عادلة للمنتجين والمستهلكين وللصناعة البترولية، وأشار محللون إلى أن السبب الرئيسي لعدم ثبات أسواق النفط العالمية، وسعر البرميل، تستند إلى ارتفاع المخاوف من أن أي توتر مع إيران، قد يوقف الإمدادات النفطية عبر مضيق "هرمز"، الأمر الذي سيشكل نقص حادا للإمدادات العالمية، وفي تعليق له على تلك المخاوف، قال مدير الاحتياطي الفدرالي للولايات المتحدة الأمريكية، بن برنانكي في وقت سابق: "لا أعلم ما الذي يمكن عمله في على المدى القصير، لبث الراحة والطمأنينة في أسواق النفط العالمية".

النفط اداة ضغط

من جهته دان وزير النفط الايراني رستم قاسمي في الكويت استخدام بعض الدول النفط اداة ضغط وحذر بشكل مبطن من ان العقوبات المفروضة على بلاده تشكل تهديدا لامدادات السوق النفطية، وقال الوزير خلال اجتماع مغلق في المنتدى الدولي الـ13 للطاقة بحسب نص كلمته الذي سلم الى الصحافة "للاسف بعض الدول التي هي ضمن المستهلكين الرئيسيين العالميين للنفط، ترى في النفط اداة لاستراتيجيتها العسكرية والامنية والسياسية وتستخدمه وسيلة سياسية ضد الدول المنتجة للنفط"، واضاف "لا يمكن ضمان امدادات الطاقة من خلال التدخل في شؤون البلدان الداخلية"، واكد "وبالتأكيد ممارسة ضغوط اقتصادية احادية لاغراض سياسية تهديد يضر بحرية التبادل واستمرار العرض النفطي في العالم وفي النهاية ستواجه اطراف السوق النفطية، مشاكل جدية"، وكان الوزير ينتقد العقوبات الدولية على بلاده حتى وان لم يذكر تحديدا التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ردا على البرنامج الايراني النووي المثير للجدل، وكان الاتحاد الاوروبي قرر في كانون الثاني/يناير فرض حظر نفطي تدريجي غير مسبوق ضد ايران وعقوبات على البنك المركزي الايراني لقطع التمويل عن برنامجها النووي، وحظر الاتحاد الاوروبي العقود النفطية الجديدة مع ايران بمفعول فوري لكن لدى الجهات الرئيسية التي تشتري النفط الايراني (ايطاليا واسبانيا واليونان) مهلة حتى الاول من تموز/يوليو لالغاء العقود القائمة لايجاد بلدان اخرى بديلة، وقد تخفض صادرات النفط الايرانية بالثلث على الاقل اعتبارا من منتصف 2012 مع تراجع يراوح بين 0،8 ومليون برميل يوميا بسبب العقوبات الدولية بحسب ما افادت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها الشهري الذي نشر مؤخر، وسيطرت على اعمال المنتدى الدولي للطاقة الذي يضم وزراء البلدان الرئيسية المستهلكة والمنتجة للطاقة، مشكلة تقلب اسعار النفط التي ارتفعت الى اكثر من 128 دولارا للبرميل بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الاوسط. بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى أرسل عضو ديمقراطي بارز بالكونجرس الامريكي استفسارا الى رئيس الهيئة المنظمة لتعاملات العقود الاجلة بشأن ما اذا كانت ايران هي مصدر شائعة ترددت مطلع الشهر الجاري ودفعت أسعار النفط العالمية للارتفاع الى أعلى مستوياتها منذ 2008، وقال ادوارد ماركي أرفع عضو ديمقراطي في لجنة الموارد الطبيعية بمجلس النواب "الامريكيون يدفعون اكثر في محطات البنزين بسبب تلاعب في أسواق النفط سواء من جانب دول مارقة مثل ايران أو المضاربين في وول ستريت"، ووجه ماركي في خطاب سؤالا الى جاري جينسلر رئيس لجنة تداول العقود الاجلة للسلع الاولية عما اذا كانت اللجنة لديها اي دليل على ان الحكومة الايرانية او اي كيان متصل بها هي مصدر تقرير خرج من ايران عن حريق في خط أنابيب بالسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم في الاول من مارس اذار، ولم يستمر ارتفاع الاسعار طويلا اذ ان وزارة الداخلية السعودية نفت التقرير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/آيار/2012 - 24/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م