في عمل صباح يوم الثلاثاء 1- مايو 2012 غادرة القاهرة متجها إلى
اسطنبول، ولولا ارتباط العمل ما كنت غادرة مصر في هذه الاجواء،
والاجواء التي اتحدث عنها هي تجمع الغيوم حول وزارة الدفاع في
العباسية، والتي خلت هذه التجمعات من أي قوى سياسية ثورية، وإنما هم
أولئك الانتهازيون الارتزاقيون الارهابيون هم من حشد اعلاميا وبشريا
لهذه المعركة المزعومة وللاسف انجر ورائهم شبابنا الثائر الطاهر النقي،
وكان السبب وراء ذلك اسباب متعددة ولكن وكما يقول الامام على " ليس من
طلب الحق فأخطأه كمن اراد الباطل فأصابه ".
ومن هنا نقول: شتان بين أولئك المجرمين الانتهازيين وبين الشباب
الذى خرج في أعقابهم.
بين من جاء الى مصر متباركا بأرضها وشبابها وبين من يحاول احراق
الاخضر واليابس بين من قضى عمره في العلم والعمل ومن قضى عمره في صناعة
القتل والتكفير وخدمة الاعداء.
الهروب الكبير من العباسية:
بقليل من التفكير سنجد أن ما تقوم به جماعة الاستيلاء والتكفير في
مصر هي نفس ما قامت به نفس هذه الجماعات في ليبيا وسوريا وغيرها من
البلدان وهو ضرب العمود الفقري في الدولة المركزية والتخلص منه لان هذا
يسهل المهمة المطلوبة، والمطلوب هو التحكم والاستيلاء على الدولة أو
جزء منها سواء قل ذلك أو كثر، توالت الحشود ودعوات الاخوة إخوان وسلفين
وتكفيريين، كان الرهان لديهم على حشد اكبر قدر من البشر، ووسط هذا
الزحام يبدأ الاخوة باطلاق نار كثيف سواء في الجنود الواقفين أمام
وزارة الدفاع او في الاغبياء المحتشدين معهم حتى تحدث الجلبة والضجة
ويرتفع حدة الغضب في وسط المحتشدين ويتجهون الى وزارة الدفاع، ويصبح
القائم على الامر بين خيارين إما التحلى باكبر قدر من ضبط النفس أو
الصمت إلى ان يقتحم هؤلاء الوزارة وهنا تسقط مصر كلها، أو يقوم الجيش
بالتعامل مع هؤلاء الهمج الرعاع باطلاق النار عليهم، وهنا تهب هبة
القوى المتربصة بنا وتقوم جنازة ويشبعوا فيها لطم والخيار الاول ليس
افضل من الثاني.
ولكن بعد ان تعامل المجلس مع هذه الهجمة الشرسة بمنتهى الحكمة ومع
أقل الخسائر الممكنة، في ظل تحريض بالقتل من قبل مجموعة من الارهابيين
والشواذ الفكريين ومنهم المدعو " أبو الاشبال" و " خالد شكمان" و" حازم
أبو اسماعيل".
هؤلاء الشواذ الفكريين لم يجدوا من مفر للهروب سوى الهروب للامام
بواسطة قلب الامور رأس على عقب فقاموا بالتفتيش، فإذا بأحد المغفلين قد
ألقى إليهم طوق نجاة من نوع ( الورق) وهنا بدا الصراخ..
شيخ شيعي في ديار مصر، والشيخ الشيعي هو سماحة الشيخ على الكوراني
العاملي اللبناني العربي المسلم، على الرغم ان هؤلاء الشواذ لم ينطق
أحدهم حينما جاء جون كيري لزيارة إخوانهم من جماعة الإخوان المسلمين
عدة مرات، ولم يصرخ ببنت كلمة حين قطع أنبوب الغاز عن دولة العدو
الصهيوني، كل هذا لم يؤلمهم بل ما سبب لهم الألم والدجر والحزن هو وحدة
المسلمين هو أن يأتي الى مصر رجل من انصار الوحدة والاتحاد رجل افنى
عمره في التعبد والتبليغ وشرح المبهم من الدين، فزيارة الصهاينة
والامريكان والعملاء وخراب مصر لا يعنيهم واشعال الفتنة الطائفية
والمذهبية هو عملهم فكيف نثق في هؤلاء..
وحتى ننهى القول نقول لهم للقارئ الكريم:
كم للشيخ الشيعي الزائر لمصر من اتباع مخربين وارهابيين وتكفيريين؟
وكم لهؤلاء ن اتباع مجرمين ومخربين.. وبالله التوفيق
* الامين العام لحزب التحرير - مصر
|