تكثر في مثل هذه الايام التصريحات الاعلامية حول الكهرباء، ويتكرر
السؤال في كل لقاء اعلامي مع السادة المسؤولين، هل ستتحسن الكهرباء
خلال هذا الصيف؟
لكن الجواب يتعرج ويلتوي مرة، ويتشعب مرةً اخرى، وكلما شاهدة تلك
اللقاءات او قرأت تلك التصريحات تذكرت ذلك الموقف الذي حصل مع اقاربي
الذي يعمل طبيباً بيطرياً وزار احد القرى للكشف على المواشي فالتقى في
احد القرى بشيخ كبير السن "حجي" فاقتاده الى حظيرة العجول التي يمتلكها
الشيخ فكانت العجول بلونين ابيض واحمر، طرح الطبيب على الحاج سؤاله
المعتاد ماذا تطعم هذه العجول؟ فأجابه الحاج الحمر لو البيض؟ فقال
الطبيب بخجل البيض؟! فقال اطعمهن "جت" سأل الطبيب والبيض ماذا تطعمهن
يا حاج؟ فقال ايضاً "جت"! فقال الطبيب كم ساعة تخرج الابقار من الحظيرة
"المحصار"؟ فقال الحاج الحمر لو البيض فأجاب الطبيب الحمر؟! فقال الحاج
ساعة باليوم فقال الطبيب والبيض؟ قال الحاج ساعة باليوم ايضاً تذمر
الطبيب من هذا الكلام العجيب فقال للحاج كلما سألت تقول الحمر لو البيض
ولا يوجد فرق بين الحمر او البيض فقال الحاج لا يا ابني "مو الحمر ما
لاتي "فقال الطبيب والبيض فرد الحاج "البيض هم مالاتي "
هي ذات الطريقة التي يجيب المسؤولون فيها عن تحسن التيار الكهربائي
عبر وسائل الاعلام فيسأل مقدم البرنامج او المراسل هل هناك تحسن في
الكهرباء خلال الصيف يا سيادة المسؤول؟
فيرد المسؤول هذا الصيف لو الصيف المقبل؟ فيقول المقدم هذا الصيف
فيجيبه لا تحسن في التيار الكهربائي خلال هذا الصيف فيقول مقدم
البرنامج والصيف المقبل هل هناك تحسن؟
فيجيب المسؤول كذلك الصيف المقبل لا يوجد تحسن في التيار الكهربائي؟
يتعجب المقدم قائلا يا سيادة المسؤول كلما اسألك تقول هذا الصيف ام
الصيف المقبل والنتيجة ذاتها فيرد المسؤول لا يا ابني انك متوهم لان
هذا العام لم يتم تنفيذ مشاريع كهربائية كافية مقدم البرنامج والعام
المقبل هل هناك مشاريع كهربائية كافية؟ المسؤول كذلك العام القادم لا
توجد مشاريع كهربائية كافية.
نعم بهذه الطريقة وهذا الاستخفاف يتم الضحك على الذقون العراقية،
لاسيما ونحن نذكر صيف 2011 عندما قام عدد من الوزراء بالتجوال في
المحافظات وتفقد المشاريع ومن ضمنها مشاريع الكهرباء لكن ما ان اعتدل
الجو وهبت الرياح الباردة حتى تجمد اخوتنا في الوزارات وفقدوا تلك
الحيوية والنشاط الذي شهدناه خصوصاً موضوع الوحدات الغازية في طاقة
الناصرية الحرارية التي تأكلت وهي في صناديقها دون ان تهتز لها شوارب
وتنتفض لها روح مخلصة من قبل بعض مسؤولينا لتشغيلها لرفد الطاقة
الوطنية بـ 500 ميكا واط.
ذهب صيف 2011 وذهبت معه تلك الحركة الدؤوبة من قبل بعض المسؤولين
دون ان تثمر او نتج عن شيء لان محركها هو الخوف من التظاهرات الشعبية
والغضب الجماهيري لا بدافع وطني او ديني او وازع ضمير او نزاهة عمل.
وجاءنا صيف 2012 وكلنا امل بشهامة ومروءة ابو المولدة ومكرمة
حكومتنا لنا بدعم وقود المولدات. "ربك يفرجها وصير سوالف مثل ما صارت
ايام الحصار ذكريات يتسلى بها المسنون في مقاهي مدينة الناصرية".
|