الطاقة الشمسية من الخيارات الملحة للطاقات البديلة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تعد الطاقة الشمسية من أكبر انواع الطاقة المتجددة، فبات تحويل هذه الطاقة من الامور التي تغني الإنسان عن الكثير من النفقات في مصادر الطاقة الأخرى من خلال الواح الطاقة الشمسية التي تجذب اشعة الشمس ثم تحولها الى خلايا الطاقة الشمسية ثم تحول تلك الخلايا كطاقة، حيث اصبح الان تحويل الطاقة الشمسية من الأمور المهمة جدا لمعظم دول العالم وخيارا لا مفر منه لتوفير الطاقة ولاسيما الطاقة الكهربائية، أو تستخدم كطاقة بديلة فقد يأتي يوما وتنتهي موارد النفط او الغاز الطبيعي فتوليد طاقة بديلة بحد ذاته يعد أمر هام جدا.

ويستخدم تحويل الطاقة الشمسية في كثير من الدول بحكم انه مصدر طاقة متجدد بل و اصبح مصدر دخل لبعض الدول في اوربا مثل المانيا، وتمت صناعة بعض انواع السيارات والطائرات التي تعمل من خلال الطاقة الشمسية بدون اي استخدام للوقود مما اقتصد الكثير من المال بالاضافة الى الحفاظ على البيئة فالطاقة الشمسية لا تنتج اي دخان من العوادم التي تلوث البيئة، إذ ان الطاقة الشمسية باتت خيارا استراتيجيا تسعى له دول العالم اجمع لتحقيق تنوع في مصادر طاقتها، لما تقدمه من محاسن سواء كانت مادية او بيئية.

اوربا

في سياق متصل فمن شركة "فوتوات" في فرنسا إلى شركة "فيرست سولار" في ألمانيا، تكثر مشاكل قطاع الطاقة الشمسية، لا سيما في اوروبا حيث يعاني مصنعو الألواح إنتاجية تتخطى الحاجات، فضلا عن تراجع الإعانات الحكومية، يشرح غايتن ماسون وهو كبير الاقتصاديين في الرابطة الأوروبية لمصنعي الألواح الفوتوفلطية "شهدت السوق ازدهارا شديدا خلال السنوات الثلاث الأخيرة بحيث يصعب الحفاظ على هذه الوتيرة على المدى الطويل، فخلال العام الماضي مثلا، تم إرساء ألواح شمسية بطاقة توازي 28 غيغاوات في أنحاء العالم أجمع، منها 22 غيغاوات في أوروبا (أي تقريبا ضعف الطاقة التي استحدثت في العام الذي سبق). وكانت حصة الأسد من نصيب ألمانيا وإيطاليا، وكانت الحكومات الاوروبية قد دعمت هذا النمو الجامح من خلال تقديم أسعار شراء تفضيلية للكهرباء التي تولدها الطاقة الشمسية، بغية مراعاة البيئة، لكنها تخفف اليوم من دعمها هذا الذي عول عليه قطاع الطاقة الشمسية للازدهار، وقد خفضت إيطاليا خلال الشهر الحالي الدعم الذي تقدمه لقطاع الطاقة الشمسية، حاذية حذو فرنسا وألمانيا واسبانيا وبريطانيا، وهي بلدان خففت من تدابيرها التحفيزية، أو حتى ألغتها، وفي المقابل، وصلت الطاقة العالمية لصناعة الألواح الشمسية إلى 55 غيغاوات في العام 2011، أي ضعف الطلب الإجمالي تقريبا، فانخفضت بالتالي أسعار المبيعات، وقد أدت هذه المعادلة، على حد قول غايتن ماسون، إلى "تساؤل بعض الجهات الفاعلة في القطاع عن قدرتها على الاستمرار في الانتاج ... فبدأنا نشهد سلسلة من عمليات الإغلاق والإفلاس وتجميد القدرات الإنتاجية، ويوضح جان إيف ليندهايمر مدير الفرع الفرنسي لشركة "صنتيك" الصينية العملاقة التي تعتبر أول مصنع عالمي للألواح الشمسية "دخلت السوق في مرحلة نضوج هي طبيعية ومفيدة في الوقت عينه، مع العلم أنه من غير الممكن أن تواصل السوق نموها الشديد، ويعتبر جان إيف ليندهايمر ان "الانخفاض الأكبر من المتوقع الذي شهدته أسعار الشراء في أوروبا يفرض على بعض الشركات مشاكل خاصة بالاستراتيجيات وآليات التمويل، لكن من شأنه أن يسمح بتقويم وضع القطاع ودفع الشركات التي تبذل جهودا في مجال البحث والتطوير بغية تخفيض أسعار الانتاج في مرحلة لاحقة، وقد بدأت عملية اللجم المفاجئة هذه في أوروبا تلقي بظلالها على الساحة العالمية. بحسب فرانس برس.

فقد أعلنت شركة "صن باوير" التابعة لشركة "توتال" والتي تتخذ في الولايات المتحدة مقرا لها عن إغلاق مصنع في الفيليبين الأسبوع الماضي، في خطوة تندرج في إطار البرنامج الذي اعتمدته لتخفيض تكاليفها. وأغلقت الاميركية "فيرست سولار" مصنعها الألماني في مدينة فرانكفورت، وهي تعتزم تعليق أربع وحدات انتاج في ماليزيا، وفي هذا السياق، غالبا ما يتهم المصنعون الآسيويون باعتماد سياسات إغراق السوق على حساب منافسيهم الغربيين. لكن مدير الفرع الفرنسي ل "صنتيك" يدحض هذه الاتهامات بصورة قاطعة، وهو يؤكد أن المصنعين الصينيين يحصلون على تمويل بنسب فائدة مماثلة لتلك المعتمدة في أوروبا (بين 4% و 5% سنويا)، أي أعلى بكثير من التمويل الذي منحته واشنطن للمجموعة الأميركية "سوليندرا" (بين 1% و2%). من ثم، يعزى الانخفاض في أسعار المصنعين الآسيويين إلى ابتكارات تكنولوجية تساعدهم على الانتاج بكلفة أقل، ويلفت ختاما إلى أن معامل التصميم والتجهيز والصيانة الخاصة بالالواح تستحدث في نهاية المطاف فرص عمل في بلدان المقصد، أكثر من الصناعة بحد ذاتها التي تعتمد على الآلات بشكل كبير.

أفريقيا

فيما يستند مشروع "الشقيقة الشمسية" إلى فكرة تقول إن الملايين من الأفارقة الذين يفتقرون إلى الطاقة الكهربائية يمكنهم الحصول على الطاقة الشمسية من مصدر يثقون به: جيرانهم، يقوم هذا التجمع الذي لا يبغي الربح ببناء شبكة من النساء لتعريف النساء الأخريات في مجتمعاتهن المحلية بالمصابيح وشاحنات الهواتف الجوالة، والمنتجات الأخرى التي تعمل بالطاقة الشمسية. ومعظم رواد الأعمال الأعضاء فيها، البالغ عددهم أكثر من 150، موجودون في أوغندا لكنها تتوسع إلى رواندا ومالاوي، وكما قالت كاثرين لوسي، مؤسسة تجمع أفريقيا والمسؤولة التنفيذية الرئيسية، يمكن أن تمتد الفكرة إلى أبعد من ذلك، وأوضحت لوسي، "هناك 1,6 بليون إنسان في العالم لا يستطيعون الوصول إلى الطاقة النظيفة، وإلى الشبكة الكهربائية. يشكل ذلك سوقاً قيمته تريليون دولار سنوياً. وإذا تطلعنا إلى مَن يملك مفتاح صندوق المال لهذه التريليون دولار سنوياً على مستوى الأُسر، سوف نجد أنهن النساء. فالنساء هن اللواتي يشترين الكيروسين بمبلغ دولارين إلى أربع دولارات أسبوعياً... وتأتي أفضل طريقة للوصول إلى المرأة المستهلكة، ولا سيما فيما يتعلق بتكنولوجيا جديدة تمامًا، من خلال مصدر تثق به مثل امرأة أخرى تستطيع أن تقول لها: "أنا استخدم في منزلي مصباحاً يعمل بالطاقة الشمسية. ولم نتعرض لأي حريق في منزلي، ولم يحترق طفلي. واقتصد 30 بالمئة من دخلنا لأننا توقفنا عن شراء الكيروسين، وذكرت لوسي أن "مشروع "الشقيقة الشمسية" يستخدم شبكة من النساء اللواتي يستطعن أن يعرضن هذه المنتجات على نساء أخريات في مجتمعاتهن الأهلية ويبعنهن ويحققن ربحاً على كل طلب شراء. لا تدفع النساء أي شيء مقابل تدريبهن ودعمهن وتمكينهن من الوصول إلى قائمة المنتجات التي يحتجن إليها لإنشاء شركاتهن التجارية. وأكدت لوسي، "عندما يبعن الأجهزة ويحصلن على النقد، فإنهن يحتفظن بعمولتهن ويسددن ثمن المنتجات التي أعطيت لهنّ، تتشكل المنتجات الأولية من مبيعات سهلة: مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية لكي توفّر العائلات ثمن الكيروسين، وشاحنات تعمل بالطاقة الشمسية لتوفير رسم شحن هواتفهن الجوالة. ولاحظت لوسي أنه "في أوغندا، حيث نتواجد، يملك 75 بالمئة من الناس هواتف جوالة، ولا تتمكن سوى نسبة 5 بالمئة منهم من الوصول إلى الطاقة الكهربائية. وهكذا يتعين على الناس أن يدفعوا رسماً لشحن هواتفهم الجوالة، بينما يكتسب مشروع الشقيقة الشمسية ثقة زبائنه، فإنه يأمل أن يبيع عددًا أكبر من المنتجات التي تعمل بالطاقة الشمسية بضمنها أنظمة إنارة المنازل بالكامل، ومضخات مياه الري، وأجهزة تنقية المياه، ومواقد الطهو. واستخلصت لوسي قائلة، "إذا كان لديك موقد طهو نظيف، فهذا يعني أنه لن يتوجب عليك السير لمسافات طويلة من أجل جمع الحطب، وبالتالي سوف تقتصد الوقت وتستطيع أن تستغل ذلك الوقت للقيام بأشياء أكثر إنتاجية، بدأ تمويل مشروع "الشقيقة الشمسية" من عائلة لوسي وأصدقائها. وتقوم مبادرة شركة إكسون موبيل لإتاحة الفرص الاقتصادية للنساء بتمويل توسيع البرنامج الأوغندي وتكراره في غرب أفريقيا. وشددت لوسي على أن كل برنامج  يجب أن يصبح مكتفياً ذاتياً، وخلصت لوسي إلى القول، "لدينا طموحات عالمية، إذ إن الافتقار إلى الطاقة قضية عالمية. وتشكل النساء اللواتي يحتجن إلى فرص اقتصادية قضية عالمية.

صناديق أوروبية تستثمر مشروع عماني

من جهة أخرى قال صندوقا الاستثمار المباشر تيرا نكس السويسري وميدل ايست بست سلكت الالماني يوم الاحد انهما يعتزمان الاستثمار في مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 400 ميجاوات في سلطنة عمان، ويخطط تيرا نكس - وهو صندوق لادارة الثروات متخصص في استثمارات الشرق الاوسط - وبست سلكت اقامة مشروع متكامل بقيمة ملياري دولار لتطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية في عمان المصدرة للنفط والغاز بما يشمل منشات لتصنيع الالواح الشمسية للاستخدام المحلي والتصدير، وقال ديفيد هايمهوفر رئيس تيرا نكس في بيان "مناخ الاعمال المستقر في عمان وسياسات حماية البيئة هناك تجعل السلطنة شريكا طبيعيا في هذا المشروع، "هدف الحكومة لانتاج عشرة بالمئة من حاجتها من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2020 هو هدف جدير بالثناء وسيسهم هذا المشروع مساهمة كبيرة في تحقيق تلك الرؤية على أرض الواقع، وسيمول مستثمرون من ألمانيا جانبا كبيرا من المشروع، وقال هايمهوفر ان نحو 600 مليون دولار من الاستثمار الاجمالي ستأتي من مساهمات رأسمالية مباشرة والباقي ستغطيه قروض من مؤسسات مالية أوروبي، ورغم وفرة أشعة الشمس في الشرق الاوسط الا أن انتاج الطاقة الشمسية في المنطقة ضئيل بالمقارنة مع أوروبا والصين والولايات المتحدة، وبفضل دعم ضخم أصبحت ألمانيا من أكبر أسواق الطاقة الشمسية في العالم لكن البلد يقلص الدعم المالي في مسعى لتشجيع الصناعة على خفض التكاليف. بحسب رويترز.

المملكة المتحدة

الى ذلك أوصت حكومة المملكة المتحدة بخفض دعم الالواح الشمسية في المنازل بدءا من أول يوليو تموز بعد طفرة في تركيبها العام الماضي استنزفت تقريبا ميزانية دعمها، ووفقا لوثيقة تشاور فان هذه الخطوة تمهد الطريق لخفض تدريجي ومتواصل للرسوم بهدف السيطرة على ارتفاع التكاليف واستعادة الثقة في هذه الصناعة، ويعقب ذلك قرار الحكومة الشهر الماضي خفض الدعم بمقدار النصف ابتداء من الثالث من مارس اذار 21 بنسا لكل كيلووات في الساعة وهذا يوفر حوالي 700 مليون جنيه استرليني سنويا بحلول 2014-2015، وزادت منشآت الطاقة الشمسية في بريطانيا منذ ان طبقت الحكومة الدعم في أبريل نيسان 2010، وأظهرت الارقام الصادرة من رابطة الصناعات الضوئية الاوروبية أن بريطانيا في العام الماضي قامت بتركيب حوالي 3 بالمئة من الالواح الشمسية الجديدة في العالم وهذا ضعف ارقام مناطق اكثر تسطع فيها الشمس أكثر مثل اليونان أو اسرائيل، بحسب رويترز.

وأظهرت بيانات حكومية أن عدد مشاريع الطاقة الشمسية في بريطانيا تضاعف في اقل من شهرين ليصل الى 230 الف مشروع حتى ديسمبر كانون الاول، وقال جريج باركر وزير تغير المناخ والطاقة في بيان "سترى خططنا الجديدة منشآت تزيد حوالي ضعفين ونصف عما كان متوقعا في الاصل بحلول عام 2015 وهذه أخبار جيدة لتحقيق نمو مستدام للصناعة.

محطات فضائية

على الصعيد نفسه ذكرت دراسة أجرتها مجموعة علمية دولية أن الطاقة الشمسية الوفيرة اذا ما تم تجميعها في الفضاء قد توفر وسيلة اقتصادية للوفاء باحتياجات الطاقة العالمية في غضون 30 عاما على ان تقدم حكومات دول العالم التمويل الاساسي، وقالت الدراسة التي أجرتها الاكاديمية الدولية لعلوم الفضاء ومقرها باريس ان وضع محطات طاقة قادرة على تجميع الطاقة الشمسية وتحويلها الى الارض "ممكن من الناحية الفنية" خلال عشر سنوات أو عشرين عاما باستخدام أساليب تكنولوجية يجري اختبارها معمليا حاليا، وأضافت الدراسة أن مثل هذا المشروع يمكن أن يحقق الجدوى الاقتصادية في غضون 30 عاما أو أقل دون أن تحدد خارطة طريق أو تقترح بنية محددة، وتابعت "من الواضح أن الطاقة الشمسية التي تصل من الفضاء يمكن أن تلعب دورا شديد الاهمية في الوفاء بالاحتياجات العالمية من الطاقة خلال القرن الحادي والعشرين، وقاد فريق الدراسة جون مانكينز الذي عمل في ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) 25 عاما والرئيس السابق لوحدة الافكار بها، واعتبرت الدراسة أول تقييم دولي واسع النطاق للمسارات المحتملة لتجميع الطاقة الشمسية في الفضاء وتوصيلها الى أسواق على الارض عبر محطات نقل لاسلكية، ورجحت الدراسة أن تكون هناك حاجة لانفاق حكومي تشجيعي لنقل المفهوم الذي يعرف باسم الطاقة الشمسية الفضائية الى الاسواق. واستبعدت أن يفي تمويل القطاع الخاص وحده بالغرض نظرا "للمخاطر الاقتصادية" التي تحيط بمراحل تطوير المشروع واحتمالات التأخير، وقالت الدراسة انه يتعين على كل من الحكومات والقطاع الخاص تمويل الابحاث للتأكد من الجدوى الاقتصادية للمشروع وذلك وسط مخاوف حيال اعتماد الانسان المستمر على الوقود الاحفوري المحدود الذي يسهم في التلوث العالمي. بحسب رويترز.

ولم تقدر الدراسة التكلفة الاجمالية المحتملة لاستكمال المشروع، وذكرت الجمعية الفضائية الوطنية التي دعمت اجراء الدراسة أن الطاقة الشمسية الفضائية حل محتمل طويل الاجل في مجال الطاقة على على الارض دون تأثيرات بيئية. ومن المقرر أن تعقد الجمعية مؤتمرا صحفيا في واشنطن لاطلاق الدراسة التي تقع في 248 صفحة، وحصلت على نسخة من الدراسة قبل نشرها، وتتمثل الفكرة في وضع أول قمر صناعي يعمل بالطاقة الشمسية في مدار مدته 24 ساعة فوق خط الاستواء ثم نشر مجموعة قليلة من هذه الاقمار ولاحقا العشرات منها. وسيصل اتساع كل قمر الى عدة كيلومترات وسيجمع أشعة الشمس على مدى 24 ساعة في اليوم وهو ما يعتبر في الاغلب مثلي الكمية التي تجمعها الالواح السطحية التي تستخدم الان لتحويل أشعة الشمس الى طاقة كهربية، وسيم تحويل الطاقة الى كهرباء في المركبة الفضائية وارسالها الى حيث تكون هناك حاجة اليها على الارض عبر هوائي ضخم يعمل بالموجات القصيرة أو عبر الليزر ثم تغذى بها شبكة ارضية، لكن المتشككين لا يتوقعون نجاح المشروع. ويقولون ان ذلك قد لا يحدث على الاقل قبل أن تنخفض تكاليف وضع محطة طاقة تجارية في مدار بمقدار عشرة أمثال أو أكثر. ومن بين العقبات الاخرى الحطام الفضائي ونقص دراسات السوق وارتفاع تكاليف التطوير، ووجدت الدراسة التي أجريت في الفترة من 2008 الى 2010 أن الجانب التجاري لهذه الافكار شهد تطورا كبيرا خلال السنوات العشرة الماضية بسبب الحوافز الحكومية لانظمة الطاقة "الخضراء" التي لا تسبب تلوثا، وقال جيف بيكوك الذي يرأس خط انتاج الخلايا الشمسية الارضية في شركة بوينج لتشييد الاقمار الصناعية ان المشروع يمكن نظريا أن يضاعف الى المثلين كمية الطاقة الشمسية المجمعة مقارنة بتكنولوجيا الطاقة الشمسية الموجودة على الارض.

من البكيني إلى الحقائب.. الطاقة الشمسية قادمة

كما يبدو أن البكيني المشحون بالطاقة الشمسية، والحقيبة التي تشحن الهاتف المحمول، كانا اثنين فقط من عدة اختراعات تعمل بالطاقة الشمسية هي الأغرب في السنوات الأخيرة، ورغم أنه قد يكون هناك شيء من الجدية بشأن هذه المنتجات، إلا أن أحد الخبراء في البحوث الضوئية يعتقد أنها تقدم أمثلة جيدة على إمكانية استخدام الطاقة الشمسية في المنتجات الاستهلاكية صغيرة الحجم، ويقول دوغلاس هاليداي، وهو خبير في الطاقة الشمسية في معهد الطاقة بجامعة دورهام في المملكة المتحدة، "معظم الأجهزة المنزلية أو المحمولة تعمل على التيار الكهربائي، وهو بالضبط ما تنتجه الطاقة الشمسية، وأضاف "إذا كان يمكن تكييف منتجات مثل أجهزة التلفزيون، ومشغلات دي في دي، والساعات المنبهة، وأجهزة شحن الهواتف النقالة، للحصول على الطاقة عن طريق الألواح الشمسية، فإن توفير الطاقة يمكن أن يكون كبيرا جدا، ويوضح هاليداي بأنه مع تطور تكنولوجيا الطاقة الشمسية لتصبح أكثر كفاءة، فإن إمكانية تطوير أنواع جديدة من الحلول الإبداعية للطاقة الشمسية من المحتمل أن تشهد زيادة، بما في ذلك احتمال دمج تلك الطاقة في الملابس، ومضى يقول "قد ينجح الأمر.. من خلال الجمع بين الخلايا الشمسية الرقيقة ومواد صنع القماش لإنتاج ملابس تنتج الكهرباء عند تعرضها لأشعة الشمس، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى إمكانية شحن الأجهزة الإلكترونية المحمولة، مثل ]ي بود والهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر، مباشرة من الملابس، دون الحاجة إلى الوصول إلى التيار الكهربائي.

جولة حول العالم

على صعيد مختلف فبعدما قامت سفينة "بلانيت سولار" بجولة حول العالم متخذة من الشمس مصدر طاقتها الوحيد، تستعد اليوم لاختتام هذه "المغامرة البيئية" الفريدة التي دامت سنة ونصف السنة وقد تعطي نتائج ملموسة، خصوصا في قطاع السياحة، ويقول رئيس البعثة السويسري رافاييل دومجان (40 عاما) أثناء العبور بين جزيرة إلبا (ايطاليا) وكورسيكا (فرنسا) "الفكرة راودتني سنة 2004 عندما رأيت جبل جليد تبلغ سماكته 500 متر يذوب بالكامل في إيسلندا. فأدركت أن التغيرات المناخية واقع وأنه ينبغي التحرك، فاتصل هذا المهندس الكهربائي الذي استهوته كتابات جول فيرن بجهات راعية عدة لبناء سفينة طولها 31 مترا، على أن تكون السفينة الكبرى في العالم التي تعمل بالطاقة الشمسية. وتحقق حلمه بعدما التقى الصناعي الألماني إيمو ستروهر سنة 2008، وانطلقت "بلانيت سولار" في أيلول/سبتمبر 2010 من موناكو ومن المفترض أن تعود إليها في 4 أيار/مايو بعد جولة بحرية حول العالم دامت 600 يوم وشارك فيها طاقم فرنسي وألماني وسويسري مؤلف من رافاييل دومجان وربان ومدير ورشة البناء وميكانيكي، وبعدما عبر الطاقم المحيط الأطليس ومر بقناة بنما، توجه إلى المحيط الهادئ ثم عاد إلى أوروبا مرورا بقناة السويس، ويعتبر رافاييل أن هذه الرحلة "تبين أننا نملك كل شيء أي المعرفة والتكنولوجيا والمواد الأولية والطاقة المتجددة لنحمي كوكبنا ونؤمن له الاستدامة، وبفضل 537 مترا مربعا من الألواح الشمسية، تنتج "بلانيت سولار" ما بين 500 و600 كيلواوت في الساعة عندما يكون الطقس جيدا، أي ما يكفي لتقطع مسافة 300 كيلومتر كحد أقصى عندما تكون البطارية مشحونة بالكامل. أما سرعة السفينة فتوازي تقريبا سرعة مركب شراعي لأن قوة المحرك شبيهة بقوة دراجة نارية صغيرة، وعلى متن السفينة، تساهم الطاقة الشمسية وحدها في تشغيل المحرك وأجهزة الكمبيوتر ومسخن الماء، ويشرح ينس لانغواسر (28 عاما) رئيس مشروع البناء الذي شارك في الرحلة أن بناء السفينة لم يكن سهلا، مع أنه لم يستغرق سوى سنة ونصف السنة وهذا رقم قياسي. بحسب فرانس برس.

وكان المبدأ الأساسي في عملية البناء استعمال تكنولوجيات متوافرة في الأسواق، دون سواها، وقد كلف بناء السفينة 15 مليون يورو، أي أكثر بقليل من كلفة بناء سفينة تقليدية طولها 30 مترا، وقيادة "بلانيت سولار" ليست سهلة أيضا. فبما أن السفينة تحتاج إلى أشعة شمسية قصوى، اضطرت إلى الابحار على أقرب مسافة ممكنة من خط الاستواء وتغيير مسارها باستمرار، وقد تطلب ذلك من الطاقم صبرا كبيرا، ولا سيما عندما علقت السفينة لثلاثة أيام قبالة السواحل الأسترالية بسبب عاصفة، ويقول إريوان لا يمكن طبعا الابحار إلا في المناطق المشمسة وعلى متن سفن معينة. ولن نرى بعد عشر سنوات حاويات تعمل بالطاقة الشمسية، لكننا بتنا نعلم أن هذه التقنية ناجحة ويمكن اعتمادها في مجالات كثيرة، أما رافاييل فيعتبر أنه أصاب الهدف لأنه أراد أن يظهر للعالم الصناعي ولأصحاب المبادرات الفردية والسياسيين أن الأمر ليس مستحيلا، وقد حقق أولى انتصاراته عندما قامت الحكومة الاكوادورية، بعد عبور "بلانيت سولار" جزر غالاباغوس، بمنع إحدى الجزر من اللجوء إلى السفن ذات المحركات التقليدية وفرضت استعمال السفن "الكهربائية-الشمسية" وحدها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/آيار/2012 - 16/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م