بحضور ممثل المرجع الشيرازي مؤتمر في كربلاء لمكافحة الإرهاب الوهابي

عصام حاكم

 

شبكة النبأ: أقام المركز الوثائقي للدفاع عن المقدسات الإسلامية مؤتمره الثاني تحت عنوان (الوهابية والإرهاب) في 3/5/2012 على قاعة دار الضيافة في كربلاء المقدسة، بحضور العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والعامة واعضاء مجلس المحافظة وعدد من اعضاء مجلس النواب و الشخصيات الشيعية والسنية وجمع غفير من طلبة الحوزات الدينية واخرين.

وقد شهد المؤتمر مجموعة كلمات منها كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري حيث أكد فيها على أهمية الوحدة بين المذاهب الإسلامية منددا بالدور الوهابي المنحرف وضرورة التصدي له.

واضاف الحيدري: إن الأمة الإسلامية اليوم أحوج ما تكون الى لحمة الصف الوطني وتوحيد الكلمة ونبذ الفرقة والتمزق، كي لا تكون اداة منقادة بيد من يريد النيل من الإسلام  وضرب وحدته. وتابع قائلا : خصوصا وان الأمة الإسلامية اليوم تمر بمنعطف خطير حيث ان الانتفاضات الشعبية فعلت فعلها وأزاحت عنها أصنام الدكتاتوريات الظالمة والمستبدة وهي تسير بخطى ثابتة ومستقرة للظفر من جديد بالثقافة الإسلامية الحقه وهي ممثلة بالحركات والاحزاب الاسلامية على اعتبارها المنقذ والمخلص لهذه الامة، لذا ينبغي ان نستثمر هذه الاجواء لما فيه خير البلاد والعباد من اجل النهوض بأمتنا العربية والاسلامية.

فيما تحدث فضيلة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ جلال معاش - حفظه الله- ممثل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في اوروبا عن اهم المحطات الفكرية التي نفذ منها الفكر السلفي المتشدد، وانه ذو مرجعيات فكرية معاكسة ومشاكسة للثقافة الاسلامية بوتيرة متصاعدة على طول الخط حتى نتج عنها حالة تقاطع تام مع الشريعة الاسلامية السمحاء فلا مكان للتسامح وتقبل الاخر، بل كل ما يلهج به الفكر المتشدد هو الاقصاء والتكفير والقتل، وهذه الإيدلوجيات لا تتفق مع روح ومضمون الوعي الاسلامي. وأضاف معاش: إن هذه الحقيقة ليست  وليدة التو واللحظة بل هي نتاج فكري متسلسل ومتنامي،  فالحركة الوهابية لها صولات وجولات على مسرح الجريمة على اختلاف انواعها كالقتل واستباحة الحرمات والمقدسات الاسلامية وها هو التاريخ يسجل لنا سلسلة متواصلة من الاجرام الانساني والى يومنا هذا. ويتابع: لذا تقتضي الضرورة ان نكون منصفين اولا في تحديد موقفنا من هذه الحركة وفضح ممارساتها الوحشية، على كافة الصعد العالمية والمحلية، كي نكون ممن لا تأخذه في الله لومة لائم.

الشيخ يوسف الناصري رئيس المركز الوثائقي للدفاع عن حقوق المقدسات الاسلامية استهل كلمته بالثناء والشكر لكل من حضر هذا المؤتمر، على اعتباره نواة حقيقة ننطلق من خلالها ونستوحى منها بداية عهد جديد اساسه نبذ الفرقة والتمزق وخلق قنوات للتواصل الرسالي بين جميع مكونات الطيف الاسلامي.

وأشار الناصري الى خطورة الموقف وحجم التحديات التي واجهها ويواجهها الشعب العراقي اليوم،  وان القوى الشريرة كانت تلعب على المحظور والمقدس، لتقسم الامة الاسلامية الى نصفين وتستبيح مقدراتها الايمانية، بدوافع اقل ما يقال عنها انها طائفية وتكفيرية.

وأضاف الناصري الى، ان العراقيين وبحكم التجربة اليومية قد خبروا توجهات تلك الزمرة وكانوا من السباقين الى إدانة الفكر الوهابي المتطرف وتجريمه، لانه ذو نزعه اجرامية لا تقبل المساومة.

من جهته حيا المحامي هاشم المطيري القائمين على هذا المؤتمر، وأعده سابقة مهمة لا ينبغي ان تمر مرور الكرام ما لم نستعرض من خلالها الدور المحوري الذي لعبته العصابات التكفيرية في العراق، وضرورة توثيق ما يجري على الارض العراقية بالصوت والصورة، لنقله للعالم وفضح الممارسات الوحشية التي يمارسها اولئك المتشددين ومن يقف خلفهم.

واشار المطيري الى ان  الطبيعية العدوانية التي يتمسك بها حملة الفكر الوهابي باتت تقلق الجميع وتزرع في نفوسهم الخوف والرعب، فيما لو استطاعت تلك الحركة من بسط نفوذها على العالم الاسلامي، فساعتها لا خيار امام المسلمين إلا الابادة الجماعية، لذا يتحتم علينا ان نكون متيقظين وحريصين على ملاحقة الجناة في كل المحافل الدولية ومعاقبتهم، كي لا نكون شواهد زور على اخفاء الحقيقة.

أما الدكتور محمد رضا الهاشمي مدير مركز الدفاع عن المقدسات الاسلامية، فقد وصف  المؤتمر بأنه ذو اهداف محددة، تتمثل بتسليط الضوء على ثلاث حوادث مرت على مقدساتنا الاسلامية وعلى شعبنا في العراق.

الحادثة الاولى كانت يوم 20/4/1801 ميلادية عندما هجم 12 الف غازي من آل سعود الوهابين على مدينة كربلاء المقدسة في يوم 18 للحجة 1216 للهجرة، حيث كان الناس مشغولين في زيارة الامام علي -عليه السلام- فجاؤوا الى المدينة ودخولها عنوة وقتلوا الناس وسرقوا وخربوا المدينة على رؤوس ابنائها، إذ تقول التقارير كانت الضحايا خمسة آلاف قتيلا من الرجال والنساء والاطفال، ومن ثمة اخذوا معهم نساء واطفالا وتجاوزا على مرقد الامام الحسين -عليه السلام- وخربوا الصندوق واتوا على القبة وسرقوا كنوز الامام الحسين(عليه السلام).

الحادثة الثانية كانت بتاريخ 9/4/1922 ميلادية علما بأن الهجمات والغزوات السعودية استمرت على العراق وعلى الشعب العراق وعلى مقدسات العراق، فحينها ضجت القبائل  والعشائر العربية الاصيلة لتنتخي بالمرجعية الدينية في النجف الاشرف، وعلى هذا الاساس اتخذت المرجعية الدينية خطوة جريئة لان الدولة العراقية كانت تحت سيطرة الانتداب البريطاني ولا تتمكن ان تتخذ خطوة عملية لوقف الهجمات الوهابية على العراق، فدعت المرجعية الى مؤتمر عقد في كربلاء المقدسة حضرته عشرات من المراجع وشيوخ العشائر والسياسيين وافراد من الشعب العراقي وقدر الحضور ب250 الف مشترك حيث اعتبره المؤرخون اكبر تجمع في تاريخ العراق، وكان يهدف الى وقف الهجمات الوهابية على المقدسات الاسلامية في العراق.

الحادثة الثالثة كانت في 13/4/1925 حينما اقدم آل وهاب على تهديم المراقد الشريفة في البقيع، لذا من اجل كل تلك الحوادث وغيرها، دعونا لإقامة هذا المؤتمر في هذا الوقت بالذات، لنؤسس الى خطوة جادة يشترك فيها كل المكونات الاسلامية السنية والشيعية والكردية والعربية والتركمانية، مقابل هؤلاء الطغاة الذين لا زالوا الى الان يعرضون ابنائنا وشعبنا ومقدساتنا واهلنا للإهانة والقتل والتفجير، ونحن ندعوا الى تشكيل محكمة جنائية يشترك فيها العراقيون جمعيا لاتخاذ موقف مناسب مقابل الجرائم التي اقترفوها ضد العراق في الماضي والحاضر، ولربما اذا لم نقف امامهم سوف يقترفون الجرائم تلوه الجرائم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/آيار/2012 - 14/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م