شبكة النبأ: جابر بن حيان موسوعة
علمية خالدة عبر العصور تلقى علومه من منهل مدرسة أهل البيت(عليهم
السلام) ولا تزل علومه واكتشافاته مصدر الكثير من العلوم وخاصة في علم
الكيمياء الذي اشتهر به، فهو مفخرة من مفاخر الامة الإسلامية وفذ من
افذاذها.
ينقل الاستاذ قدري حافظ طوقان في كتابه (الخالدون العرب)/ص16 عن
برتيلو: (ان جميع الباحثين العرب نقلوا عن جابر واعتمدوا في ابحاثهم
على تأليفه وبحوثه) قد تواجه الدارس عن هذه الشخصية العظيمة مجموعة
كبيرة من الروايات المتضاربة حول تاريخ ولادته ومكانها ومنشأه وحتى
وفاته وكنيته وارجح الاقوال في ولادته هي سنة(120هـ -737م).
اما سنة وفاته فهي حوالي (198هـ -813م) وتواجه الدارس نقطة من
الاختلاف في مكان ولادته فهناك روايات قول بأنه كوفي ولكنها لا تجم
بولادته في الكوفة بل ترجح مقامه فيها زمناً حيث قالت بعض الروايات انه
كان يقيم في شارع باب الشام في درب يعرف بدرب الذهب في الكوفة وان
جابراً كان اكثر مقامه في الكوفة لصحة هوائها.
ولكن ولد يورانت في(قصة الحضارة) يقول: كان جابر ابن عقاركوفي اشتغل
بالطب وكان يمضي معظم اوقاته بين الانابيق والبوادق، وقال ابن النديم
في الفهرست: انه ولد في طوس من بلاد خراسان وهناك رواية اخرى تقول: انه
من طرسوس واخرى تقول انه كان صابئاً من أهل حرّان ورابعة تقول انه
يوناني اعتنق الإسلام ووصل الاختلاف الى حد نسبته الى اشبيلية وهي
رواية خاطئة خلط فيها قائلها بين جابر بن حيان الذي عاش في القرن
الثاني الهجري وجابر بن الافلح الذي عاش في اشبيلية في القرن السادس
للهجرة، ونجد من يوضح هذا التضارب في الروايات ويحل ما تلابس منها
فيقول: (انه أزدي ينتسب الى قبيلة الأزد التي نزحت من جنوبي الجزيرة
العربية الى الكوفة)، ثم يقول آخر: (ان جابراً ولد في طوس من اعمال
خراسان من أب عربي من قبيلة الازد وام عربية وكان ابوه حيان عطاراً
وبعد نزوح حيان مع زوجته وولده جابر الى طوس قرب مدينة مشهد أرسل ولده
جابراً الى الجزيرة العربية وتعلّم القرآن والحساب بالإضافة الى علوم
اخرى.
اما بالنسبة الى الاختلاف في كنيته فقد لقبه المؤرخون بـ(ابو عبد
الله) و (ابو موسى) فيرجح ان له ولدين بهذين الاسمين وقيل انه سمي
بجابر لأنه هو الذي جبر العلم أي أعاد تنظيمه وكما اختلف المؤرخون في
كل هذه الامور عن حياته فقد اختلفوا في امره والى أي مذهب او فئة
ينتمي.
يقول ابن النديم: فقال الشيعة انه من كبارهم وزعم قوم انه من
الفلاسفة وله في المنطق والفلسفة مصنفات وزعم أهل صناعة الذهب والفضة
ان الرياسة انتهت اليه في عصره وان امره كان مكتوماً)، وفي الحقيقة ان
ابن النديم قد أصاب في كل ما نسب اليه جابر كما يقول الاستاذ زكي نجيب
محمود: وحقيقة الامر انه كان من الثلاثة معاً فهو من الشيعة مذهباً وهو
من الفلاسفة جدلاً وهو من الكيميائيين علماً.
وعن نشأته وبدايته مع العلم يقول الدينوري في(الاخبار الطوال): ان
جابراً كان تلميذاً للإمام الصادق(ع) حيث وجد فيه سنداً ومعيناً
وموجهاً لا يستغنى عنه، اذن فقد كان الامام الصادق (ع) اول معلم له
وملهمه علومه وقد استطاع بفضله تحرير الكيمياء من خلال الاستعانة
بإرشاداته فأصبح كيميائي العرب الاول وأول من اشتهر علم الكيمياء عنه
واول من يستحق لقب كيميائي من المسلمين عن جدارة وهذه الألقاب كلها
جاءت من العلماء الذين درسوا كتب جابر.
وحينما يترجم الفيلسوف الانكَليزي الشهير برتراندرسل بعض كتب جابر
الى الانكليزية في لندن عام(1678) يقول عن جابر: (انه اشهر علماء العرب
وفلاسفتهم). وسنستعرض بعض أقوال المؤرخين من كتبهم حول مكانة جابر بن
حيان العلمية ومنزلته بين العلماء.
يقول القفطي في اخبار الحكماء/ص111: كان متقدماً في العلوم
الطبيعية بارعاً في صناعة الكيمياء وله تآليف مشهورة وقال علي بن محمد
الجلدكي في كتابه ملهم الكيمياء/ص57، ولا شك حين تطّلع على فهرست كتب
جابر ترى موضوع الكيمياء هو الموضوع الاكثر بروزاً من بين غيره من
الموضوعات التي تناولها بالدرس والشرح والذي عرف به واشتهر بجابر
الكيميائي لشغفه وولعه بهذه المادة واصبح يٌعرف بها عند كل العلماء
الذين عاشوا صره والذين أتوا بعده بإمام الكيمياء الذي لا يدافع ولا
يقاوم ولا قف امامه احد.
وكان محمد بن زكريا الرازي الفيلسوف المشهور يستعين دائماً بآراء
جابر حيث قال في اكثر من مكان في كتبه: قال استاذنا ابو موسى جابر بن
حيان مستشهداُ به وقال اسماعيل مظهر في كتابه(تاريخ الفكر العربي): لعل
جابر بن حيان أشهر من ان يذكره تاريخ العلم في العصر العربي وقد أنزلته
آثاره الجليلة مكاناً مرموقاً بين العلماء حتى اعترفوا بفضله فإسمه
اقترن من حيث الشهرة ومن حيث الاثر النافع باسماء العظماء من روّاد
الحضارة والعمران.
وقال عنه برتيلو: لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق
وعده سارطون من اعظم الذين برزوا في ميدان العلم كما نقل السيد الامين
في اعيان الشيعة والاستاذ قدري حافظ طوقان في كتابه الخالدون العرب
اقوالاً اخرى للعلماء بحق جابر ومكانته العلمية الكبيرة تركناها خشية
الإطالة ولعل فيما قدمناه يعطي دلالة واضحة على عبقريته وتفرّده بهذا
العلم فاستحق وبجدارة لقب: إمام هذا الفن من غير منازع.
وكما عاش جابر حياة مليئة بالعلم والاكتشافات فقد كانت حياته مليئة
بالتشرّد والخوف من السلطة العباسية فبما انه اول من تكلم في علم
الكيمياء ووضع فيها الكتب ونظر في كتب الفلاسفة من أهل الإسلام، فقد
كان موضع ترصّد من قبل السلطة العباسية وترقّب وقصته مع السلطة
العباسية كما يرويها الجلدكي في نهاية الطلب ونقلها السيد الأمين في
اعيان الشيعة وابن النديم في فهرسه: ان جابراً أفضى بأسرار صنعته الى
هارون الرشيد والى يحيى البرمكي وابنيه الفضل وجعفر حتى لقد كان ذلك
سبباً في غناهم وثروتهم فلما ساورت هارون الشكوك في البرامكة وعرف من
غرضهم هو نقل الخلافة الى العلويين مستعينين على ذلك بمالهم وجاههم
قتلهم عن آخرهم فاضطر جابر بن حيان أن يهرب الى الكوفة خوفاً على حياته
حيث ظل مختبئاً حتى ايام المأمون فظهر بعد احتجابه.
ويروي ابن النديم في فهرسه: انه حدث بعد وفاة جابر أن هدمت الدور في
الحي الذي كان يسكنه فكشفت الانقاض عن الموضع الذي كان فيه منزله ووجد
معمله كما وجد هاون من الذهب يزن مائتي رطل وان هذه الحادثة وقعت في
أيام عز الدولة ابن معز الدولة ويعزز الاستاذ زكي نجيب محمود فرار جابر
من المحدق به من قبل هارون الرشيد واختفائه في الكوفة كما اكد ذلك
برتيلو فقال ان جابر بن حيان نجا من الموت مرات عديدة وقاسى الكثير من
انتهاكات الجهلاء لمكانته وحرمته فقد كانوا يحسدونه على علمه ونبوغه
ولكن برتيلو عندما يتحدث عن قصة تعليم جابر الكيمياء للخليفة ويحيى
البرمكي وابنيه الفضل وجعفر ان جابراً لم يعلمهم من تلقاء نفسه بل أجبر
على ذلك فقال ما نصه: فقد اضطر الى الادلاء ببعض اسرار صناعة الكيمياء
الى هارون الرشيد ويحيى البرمكي وابنيه الفضل وجعفر فكان ذلك سبباً في
غناهم وثروتهم.
وفي هذه القصة الكثير من الكلام والتعليقات وربما تكون مفبركة من
قبل السلطة العباسية للتخلص من جابر والبرامكة معاً ولا نريد أن نشط في
موضوعنا اكثر من ذلك ولنرجع الى السياق متماهين مع القصة فيتضح من خلال
قول برتيلو ان هارون هدد جابر بالقتل او بالسجن اذا لم يعلمه هذه
الصنعة وهذه الأساليب ليست غريبة على سياسة هارون القمعية ولا على
الخلفاء العباسيين وربما وجد هارون في ذلك مبرراً لقتل البرامكة وجابر
معاً فهو يعلم الى أي مذهب ينتمي والى أي فئة وعلى يد من تعلّم وهذا هو
دأب السلطات العباسية في كل عصورها في محاربة مدرسة أهل البيت (ع) فقد
مارس جلاوزته أبشع أساليب التنكيل والتشريد والقتل بأصحاب الإمام
الصادق(ع)من اتباع مذهب أهل البيت (ع) مثل ابان بن تغلب وهشام بن الحكم
ومؤمن الطاق وغيرهم.
وجابر بن حيان منهم يقول برتيلو: ان امره كان مكتوماً وكان يتنقل في
البلدان لا يستقر في أي بلد خوفاً على نفسه من السلطات. هكذا تحترم
السلطات العباسية العلماء وتحتفي بهم!! واضافة الى هذه السياسة الهمجية
التي لاقاها جابر فقد عانى من اضطهاد آخر وهو الحسد والحقد اذي يلقاه
الكثير من العلماء والعباقرة امثال جابر من قبل الجهلاء في كل زمان
ومكان حتى وصل الحد الذي قال فيه احد هؤلاء الحاسدين الحاقدين:
هذا الذي بمقاله... غرّ الاوائل والأواخر
ما أنت إلا كاسرٌ... كذب الذي سمّاك جابر
انظر ماذا يصنع الحسد والحقد عندما يشتعل في صدور المنافقين ويعمي
عيونهم ولعل لقصة جابر مع هؤلاء تأبى أن تنتهي حتى بعد وفاته فقد تخطى
هذا الحقد أبعاد الزمن ليأتي من احد هؤلاء الحاسدين تحت مسمى (مؤرخ)
لينفي عن جابر تأليفاته وتصانيفه ويقلل من منزلته العلمية العظيمة،
ولكن أنّى له ذلك وقد اعترف بفضل جابر القدماء والمحدثين من العلماء
كما ذكرنا بعض أقوالهم فيه وماذا يجدينا هذا الكلام من قبل هؤلاء حول
شخصية جابر بعد ان وصلت كتبه وآراؤه الى أقصى بلاد العالم واعترفوا
بفضلها وردوا على من نالها بالانتحال ونال من صاحبها.
ألّف جابر في شتى العلوم وفي جميع الصناعات وكل انواع المعرفة
والثقافة فألّف في الطب والكيمياء والرياضيات والزهد والوعظ وغيرها حتى
بلغت مؤلفاته(3900) مؤلف ما بين كتاب ورسالة وله في الطب وحده(500)
كتاب وفي الكيمياء له كتب كثيرة مهمة ترجمت الى لغات اجنبية متعددة ولا
يزال منها مخطوطاً في مكتبات الشرق والغرب ونورد هنا أبرز هذه
المؤلفات: كتاب أسطقس الاول وأسطقس الثاني والكمال وعلم الاكسير العظيم
والواحد الكبير والواحد الصغير والركن والبيان والنور والتدابير الكبير
والتدابير الصغير والتدابير الثالث والخواص الكبير والملاغم الجوانية
والملاغم البرانية والعمالقة الكبير والعمالقة الصغير والشعر والتبويب
والاحجار وابو قلمون والباهر والدرة المكنونة والبدوح والخالص والقمر
والشمس والتركيب والاسرار والارض والمجردات والحيوان وما بعد الطبيعة
والخمسة عشر والروضة،ويذكر له ابن النديم الكتب التالية: كتاب الإيضاح
ومصححات سقراط والضمير والموازين والزنبق والاستتمام والملك والتصريف
وشرح المجسطي والوصية واخراج مافي القوة الى الفعل والحدود وكشف
الاسرار وخواص اكسير الذهي والرحمة والتجميع والاصول والاستيفاء
والتكليس والاسرار والروض والوجيه والجاروف والراحة والعوالم والسهل
والتجريد وصبح النفوس والصافي ورسائل جعفر الصادق(ع) والجامع في
الاسطرلاب والخارصيني والجفر الصادق والجفر الاسود والسبعين والانثيين
وجنات الخلد في تدبير الحجر ورسالة في الامامية والتصحيح في علم الصنعة
والسموم.
ونكتفي بهذا القدر من اسماء تآليف جابر بن حيان فالغاية ليست حصر
كتبه بقدر ما هي تقريب الصورة عن جابر الى القاريء وقد توزعت هذه الكتب
في المكتبة الاهلية بباريس ودار الكتب بالقاهرة والمتحف البريطاني
وجامعة اكسفورد وكيمبرج ونقل بعضها في الهند بالزنكغراف ،هذه المؤلفات
التي كانت عصية على أفذاذ العلماء بتأليفها كانت عصية أيضاً على عقول
البعض ان تتقبل انها من تأليف جابر بن حيان فشككوا في نسبتها اليه
لأنها تمثل تحدٍ للقدرة البشرية على حد زعمهم كما انهم وجدوا بزعمهم
تفاوتاً في اسلوب جابر في رسائله وكتبه فقالوا لم تكن كلها من تأليفه
ولكن هذين الادعائين كانا عاريين عن الصحة ولا يمتّان الى الحقيقة بصلة
فقد أثبتت الحقائق العلمية والمقررات التاريخية ان جابر كان يمثل مدرسة
لها اهميتها الكبرى في نشر العلوم في ذلك العصر وقد تخرّج منها طلاب
كثر واخذوا عنه معرفة علمية مهمة منهم من اخذ منه مباشرة ومنهم من درس
نظرياته وآرائه.
فعن طموح جابر في العلم يقول المؤرخون: كان جابر طموحاً للوصول الى
أبعد مدى من التجربة والعمل المستمر الى تكوين النظرية العلمية لا
الاعتماد على التأمل المجرد فقط لذا عمل بجهد إلى ان خطا خطوة مهمة في
دراسته لتخطي طريقة اليونان في وضع التجربة اساساً للعمل وكان طموحه
وضع الاختبار العنصر العامل في تكوين النظرية للوصول الى أسس ملموسة
تقنع الآخرين وتسهل لهم معرفتها.
وكان جابر يقول: ملاك هذه الصنعة العمل فمن يعمل ولم يجر لم يظفر
بشيء ابداً ويقول ايضاً: الطبائع لا من غيرها فهي الاصل للوصول الى
معرفة ميزانها فمن عرف ميزانها عرف كل ما فيها وكيف تركبت! والدربة
مخرج ذلك فمن كان درباً كان عالماً ومن لم يكن درباً لم يكن عالماً
ابداً والدربة هي جميع الصنائع لذا الصانع الدرب ينجح وغير الدرب يفشل
فإيمانه بالعلم كان بلا حدود فهو يتساءل في عجب الذين يظنون العجز
بالعلم: كيف يظن العجز بالعلم دون الوصول الى الطبيعة واسرارها؟ ألم
يكن في مستطاع العلم أن يتجاوز الطبيعة الى ماورائها؟ فهل يعجز عن
استخراج كوامن الطبيعة ما قد ثبتت قدرته على استخراج السر مما هو مستور
وراء حجبها؟ ثم يقول : اننا لا نطالب من لاعلم له بالتصدي للكيمياء بل
نطلب ذلك من ذوي العلم الذين استوفوا أركان البحث .
ونحن بدورنا نقول لمن انكر تأليف جابر لهذه الكتب أن لا يتصدى
بإطلاق احكام خاطئة وان يدعوا حكم ذلك للمختصين، ألا يفسر هذا القول من
جابر واقوال العلماء في حقه ونبوغه وانغماره في العلم السر في كثرة
كتبه ثم هناك أدلة علمية وتاريخية تثبت نسبة هذه الكتب اليه فقد نسبت
اليه هذه الكتب جماعة كثيرة من من العلماء عاشوا في العصر الذي تلا عصر
جابر أمثال ابن النديم والمجريطي والرازي وغيرهم.
ويقول كراوس ان رسائل ومؤلفات جابر تتميّز بوحدة اسلوبية ولغوية
وادبية تدل على ترابط عميق ووثيق به وكل رسالة او مؤلف منها تشير الى
الاخرى . اما هذا الاسلوب عند جابر فقد فاق ذهن من اتهمه بالتفاوت
ونترك تفسير ذلك للاستاذ زكي نجيب محمود بقوله: اذا كان هناك تفاوتاً
في اسلوب الرسائل التي تنسب الى جابر فليس التفسير لهذا التفاوت أن
يكون لهذه الرسائل اكثر من مؤلف واحد بل يفسّر هذه الظاهرة نفسها ان
يفرض وجود التفاوت بين قدرات الشخص الواحد في اوقات مختلفة ثم يفسرها
تفسير ثالث وهو ان يكون المؤلف احياناً صاحب ظاهر وباطن وهو امر مألوف
في المؤلفين القدامى.
ويقول الطغرائي في كتابه مفاتيح الرحمة عن جابر: انه قد يعقد الحديث
في ظاهر الامر على شيء ما لكن يجعل باطن الحديث منصرفاً الى علم
الكيمياء حتى لا يفطن الى هذا العلم الكيميائي عنده إلاّ من يريد لهم
هو ان يفهمون ويقول الجلدكي في نهاية الطب مفسراً في تلخيص جابر بعض
الاشياء في كتبه وتبسيطها في اخرى: ان من عادة كل حكيم أن يفرّق العلم
كله في كتبه كلها ويجعل له من بعض كتبه خواص يشير اليها بالتقدمة على
بقية الكتب لما اختصوا به من زيادة العلم كما خص جابر من جميع كتبه
كتابه المسمى بالخمسمائة.
ونختم هذه الاقوال والموضوع بقول المجريطي كما ينقله السيد الامين
في الاعيان في حديثه عن جابر بن حيان: بالرغم من تفاوت المدة بيننا
إلاّ اني لم أشعر به تلميذاً بل كان عالماً مفكراً مخترعاً يلجأ اليه
الكثير من العلماء والمفكرون. |