المحافل النسوية في العراق تحيي ذكرى الفقيه الشيرازي الرابعة

كربلاء /انتصار السعداوي

 

شبكة النبأ: احيت المحافل النسوية في العراق الذكرى السنوية الرابعة لرحيل فقيه أهل البيت (عليهم السلام) آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره)، خصوصا في مدينتي كربلاء والنجف المقدستين، حيث أقامت حسينية العترة الطاهرة احتفالا تأبينيا وذلك يوم الجمعة 28 جمادي الاولى 1433هـ عصرا.

وفي كلمة الافتتاح التي ألقتها كريمة المقدس الشيرازي أشارت الى أهم الدروس التي تركها آية الله السيد محمد رضا للمسلمين ليتعلموا منها وينهلوا من علومها. وكان اهمها التقوى والاستقامة، والاحترام فقد كان يتعامل مع الاخرين باحترام بالغ، الصغير والكبير الغني والفقير والعالم والجاهل والقاصر والبالغ. وكان متميزا في أخلاقه وتواضعه وفي تربيته وفي التدريس والدراسة، متميزا في كل شيء يعمله كان جمع من الامتيازات.

وأضافت الشيرازي : فقد كان السيد الوالد مهتم جدا بقضية الاسرة وهو يعتقد انها المكان الاول والاخير لتربية الإنسان وقد اصبحت التربية في هذا الزمان لأمر صعب جدا لان هناك الكثير يشاركون الاسرة في التربية بينهم المدرسة والشارع والتلفزيون وكان الفقيه يؤكد ان نعلم اطفالنا في البيوت ويكون لنا الدور الاكبر وهو يؤكد ان نربي اطفالا مهدويين ونربط بين اجيالنا بتاريخنا بالنبي الاعظم واهل البيت (صلوات الله عليهم اجمعين).

واختتمت كلامها بقول رسول الله (ص) حيث قال ان النظر الى وجه العالم عبادة، قيل له كيف يارسول الله؟ قال: لأن النظر الى وجه العالم يذكر الإنسان بالآخرة.

وشاركت الشابة الموهوبة آمنة علي بكلمة ألقتها في المناسبة ثم رتلت قصيدة الشاعر علي جعفر في تابين العلامة محمد رضا الشيرازي. حيث قالت:

هجر العباد (رضا الإله) فما عيش بدون رضاه يصطبر

الناس في توديع رحمته وكانهم القيامة حشروا

ياداعيا نجوى الحسين الى ان لايكف بنعيه البشر

ندبوا ولو كشف الغطاء لهم لرؤاكم تحمل نعشك السور

ومن جمعية الزهراء النسوية التي ترعاها حركة الوفاق الاسلامي ألقت العلوية ام آيات كلمة في المناسبة نعت فيها العلامة وأشارت الى اهم الخصال التي جعلت الاسر العراقية تتمسك بها وتعيدها.

وفي المحطة قبل الأخيرة اعتلت المنصة السيدة ام محسن معاش رئيس جمعية المودة والازدهار لتحي ذكرى احدى عظماء الامة الاسلامية قائلة في حديثها: ان الامم التي لاتحيي ذكرى عظمائها هي امم متخلفة وغير حية لهذا نحن نحتفل بذكراه في كل سنة لأن العظيم هو الذي يذكر الآخرين بالقيم والصفات السامية التي ترفع من مستوى المجتمع كثيرا وتهديه الى الطريق الصحيح. ونتذكر الدروس والوصايا التي تركها لنا نستعين بها ومنها التقوى والتقوى ملكة توجد في نفس المؤمنين واعلى مراتبها ان مايقوم به الانسان هو الحق وفي خدمة الحق.

واشارت السيدة معاش في كلمتها الى تأكيد الشيرازي على قراءة القران والتمعن في دروسه والنهل منها حتى تصبح دستورا لحياته اليومية.

وتابعت إن من دروسه المهمة في حياته هو الجهاد والجهاد ليس فقط في حمل السلاح او الذهاب الى ساحات القتال بل الجهاد ان نقول كلمة حق حيث قال تعالى في كتابه المجيد "الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين "

ونحن في هذا اليوم انما اجتمعنا لنلقي نظرة سريعة عابرة على حياة رجل كان همه هم الانبياء وأمله أمل الانبياء وهدفه هدف الانبياء المقدس الشيرازي والذي كان يقود مسيرة الخلود والسعادة للامة الاسلامية التي مزقتها الحروب والخرافات نحو عالم الايمان والحرية والرفاه والسلام. فلنجعله قدوة لنا وعبره لا ان نفتخر به فقط بل نعتبر به ونخطو خلف خطاه فقد نصل الى مقدار ماوصل اليه.

ومن جمعية المودة والازدهار النسوية شاركت مجموعة من الشابات في عرض مسرحية بعنوان (علو الهمة سبب النجاح) مقتبسة من محاضرات الفقيد الشيرازي سيناريو والاخراج زينب الاسدي.

 وقالت الأسدي: أنا أجد نفسي حينما اكتب النصوص المسرحية من هذا النوع. ولم افعل شيء سوى ترجمة أفكار الشيرازي في الجهاد الى حوارات وحركات بين مجموعة من الشابات المتفاهمات والمتشاركات في الأفكار والاهتمامات وعرضها لجمهور من النساء الحاضرات في الذكرى السنوية للفقيه الشيرازي، وقد لاحظت القبول والرضى في عيون كثير من الحضور.

 ثم اعلنت عريفة الحفل عن المسابقة السنوية التي تقام في المناسبة وكانت عن احدى مؤلفاته كتاب (فاطمة الزهراء.. المقامات الغيبية والوجه الحضاري).. ثم اختتم البرنامج بمجلس عزاء.

وقالت هند احمد/حقوقية: إنها مندهشة من الاسلوب المتجدد الذي يقدم لسنوية المقدس الشيرازي، فهي تؤبن كل عام نفس الفقيد وفي نفس التاريخ ونفس المكان، وأنا أحضر السنوية منذ أربعة أعوام وكل عام يكون برنامج مختلف وعرض إضافي وشخصية جديدة ومحاضرة جديدة.. والحقيقة هكذا يجب ان نحتفل ونؤبن علمائنا.

 وفي هذا المضمار اقامت حوزة كربلاء النسوية احتفالا تأبينيا وذلك يوم السبت 29 جمادي الاولى 1433هـ حيث أفتتح الحفل بكلمة ام محمد الاسدي مديرة الحوزة قائلة: ونحن نعيش ذكرى استشهاد سيدتنا ومولانا فاطمة الزهراء(ع) نستلهم منها ومما نزل عليها من المصائب العظام الصبر والثبات مناسبتين هما اسبوعية الشهيد السيد ناصر العلوي استاذ وامام الجماعة في الحوزة العلمية الزينبية في دمشق والسنة الرابعة لاستشهاد فقيه أهل البيت آية الله السيد محمد رضا الشيرازي اعطى في الفترة التي عاشها والتي تلتها الى يوم القيامة بالعلم والفكر والآثار العلمية الفريدة ونادى بوحدة الكلمة ورفض الظلم. واجتمعنا في هذا المكان ليكون اسوة وقدوة وعبرة كما قال أمير المؤمنين (ع): (ولئن يكونوا عبرة أحق من أن يكون مفتخرا).

ثم تلتها الست أحلام الشمري مدرّسة من مدرسة نهج البلاغة قصيدة شعرية بعنوان: فقدت مرجعي...

ثم أعقبتها العلوية سكينة بكلمة تطرقت فيها قائلة: لابد للانسان أن تكون له القدرة على التمييز بين الشيء المزيف والأصيل سواء كان علما أو شخصية أو... والمقدس الشيرازي كان من اولئك العلماء الذين يلزمك على متابعة حديثه حتى وان كنت تريد المرور وعدم الانتباه وهذا لايكون الا لأصالته ودقته وورعه...

ومن طرف ثالث أقامت مؤسسة أنصار الحجة النسوية في النجف الأشرف مجلسا تأبينيا في يوم الأربعاء الموافق 26 جمادي الثاني 1433هـ، فكانت كلمة الافتتاح لأم محسن معاش حيث قالت: ان الكلمات الأخيرة التي يوصي بها كل انسان انما تعطي انعكاسا وخلاصة لحياته كلها، ووصايا الفقيد الأخيرة انما هي مرآة لمسيرته العلمية والعملية.

ثم أعقبتها كلمة لكريمة الفقيد الشيرازي حيث قالت: الامام الحجة (ارواحنا فداه) مظهر من مظاهر الرحمة الالهية وله رحمة عامة حيث تشمل الجميع بدون اي شرط او قيد، وفي نفس الوقت يحمل رحمة وعناية خاصة لاتشمل كل شخص ومن الواضح بان عناية الامام الخاصة لها من آثارا عظيمة على حياة الانسان فمن شروطها: السعي في رفع الموانع والحصول على القلب السليم وهي من الامور الصعبة جدا واحد الاساليب التي من شأنها دفع الصفات الرذيلة وتبديلها بالصفات الحسنة فحالة الدعاء والتضرع و المواظبة عليها يخلق في نفس الانسان حالة خاصة تجعله أعلى المراتب، وكما يقول السيد الوالد (اعلى الله درجاته) كلما كان الانسان أكثر طهرا ونقاء وابتعادا عن الذنوب كلما استفاد من وجود الامام اكثر.

وقد كان الفقيه المقدس ومن خلال تهذيب نفسه هيأ تلك الارضية المناسبة لكي يستفيد من العناية الخاصة من جانب الامام المهدي المنتظر (ارواحنا فداه). ومن يستمع الى محاضراته يكتشف بوضوح عمق التجلي للروح الولائية والقلب النقي فيه لأن القلب النقي له اشعاع كما ينقل ان النبي حينما ينزل عليه الوحي كان يؤثر ذلك على وجهه المبارك وكان له اشعاع على الآخرين. فكان يحافظ على صفاء قلبه ويبتعد عما يلوث القلب لذلك كانت المحاضرات التي كان يلقيها تغير المستمع وتجعله يقف وقفات مع نفسه يحاسبها. وقد ختم البرنامج بمجلس حسيني حيث قرأته خادمة أهل البيت الملة أم جاسم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/آيار/2012 - 11/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م