جرائم القتل... هامش موت على حساب الحياة

 

شبكة النبأ: لاتزال بعض الدول تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة وانتشار مجاميع العصابات المنظمة التي تسعى الى الهيمنة وفرض الوجود لتحقيق اعلى قدر من الاستفادة والكسب غير المشروع. ويرى بعض المهتمين ان تنامي الاعمال الاجرامية في بعض تلك البلدان ناتج عن ضعف الاداء الحكومي واتساع رقعة الفساد التي اسهمت بخلق فراغ امني ساعد على انتشار الجريمة هذا بالإضافة الى مجموعة من العوامل الاخرى منها هو اقتصادي او اجتماعي او نفسي، وفي هذا الشأن قالت منظمة للدفاع عن حقوق الانسان ان حوالى 150 شخصا قتلوا في هايتي منذ مطلع العام معظمهم في حوادث اطلاق نار، معبرة عن قلقها من "اعمال العنف والاجرام" في البلاد. وقالت الشبكة الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان ان 147 شخصا بينهم خمسة شرطيين قتلوا في اعمال عنف منذ بداية السنة معظمهم في بور او برانس، موضحة ان سبعة منهم قتلوا في ليلة واحده في وسط العاصمة الهايتية. وتحدثت المنظمة نفسها في تقريرها عن "حوادث قتل وخطف واحتجاز مقابل فديات وسرقات تقع يوميا بينما يبدو ان السلطات لا تقدر مدى خطورة الوضع لمعالجته بالشكل المناسب". كما عبرت عن قلقها من "وجود مجموعات عديدة مدججة بالسلاح تضم افرادا يقدمون انفسهم على انهم عسكريون سابقون يتدربون في ثكنات سابقة للجيش الذي تم حله في 1994 وما زالوا ينشطون في دوريات تفرض نفسها على السكان". بحسب فرنس برس.

وفي المكسيك اعلنت السلطات ان 22 شخصا قتلوا في شمال البلاد بينهم خمسة خلال حفلة عيد ميلاد اطفال في تيخوانا على الحدود مع الولايات المتحدة. وعثر على اربعة سجناء قتلى في سجن ولاية شيواوا التي قتل فيها ايضا ثمانية اشخاص في اطار عمليات مرتبطة بالجريمة المنظمة. وقتل خمسة اخرون في هجوم مسلح في مدينة توريون. وفي تيخوانا، هاجم ثلاثة رجال مسلحين حفلة عيد ميلاد وقاموا بفصل النساء عن الرجال. وتم ارغام النساء على الاستلقاء ارضا في حين اقتيد الرجال (اربعة بالغين وقاصر يبلغ 13 عاما) الى المطبخ حيث تمت تصفيتهم، على ما افاد مدير الشرطة البلدية ريكاردو غاردونو.

وبحسب العناصر الاولية للتحقيق، فإن احد الضحايا هو شقيق شرطي سابق اعتقل في السادس من كانون الثاني/يناير ويرتبط بعصابة سينولا لتجار المخدرات التي تنشط في مدن عدة في شمال غرب المكسيك من بينها تيخوانا القريبة من مدينة سان دييغو الاميركية في ولاية كاليفورنيا. وقتل اكثر من 50 الف شخص في المكسيك منذ بدء العملية العسكرية ضد عصابات تجار المخدرات التي اطلقها الرئيس فيليبي كالديرون لدى وصوله الى الحكم في كانون الاول/ديسمبر 2006، بحسب تقديرات صحافية. ويشمل هذا العدد ضحايا المواجهات بين المجموعات الاجرامية والاشتباكات بين هذه المجموعات وقوات الامن، فضلا عن تقديرات الضحايا المدنيين.

وفي الشأن المكسيكي ايضا قال مسؤولون إن جثث 14 رجلا مقطعة الاوصال عثر عليها داخل حافلة صغيرة قرب قاعة بلدية مدينة مكسيكية على الحدود مع الولايات المتحدة وهي عادة نقطة ساخنة لحرب المخدرات في البلاد. وقال المسؤولون انه عثر على الجثث في وسط مدينة نويفو لاريدو بعد شروق الشمس معبأة داخل عشرة أكياس بلاستيكية سوداء في الحافلة. وعثر على رسالة تهديد مع الجثث. ونويفو لاريدو المتاخمة لمدينة لاريدو الى الجنوب من تكساس معقل من معاقل عصابة المخدرات المكسيكية زيتاس. وقتل أكثر من 50 الف شخص في المكسيك منذ بدأ الرئيس فيليبي كالديرون حملة على عصابات تهريب المخدرات في عام 2006. ويتركز جزء كبير من هذا العنف في البلدات الحدودية التي تشكل نقطة عبور للمخدرات. بحسب رويترز.

على صعيد متصل قالت الشرطة اليونانية ان رجلا أطلق النار على رئيسه السابق بالعمل وعامل اخر فأصابهما بجروح واحتجز شخصين اخرين رهينتين في مصنع صغير بشمال اليونان احتجاجا على فقده وظيفته. وأفرج الرجل في وقت لاحق عن أحد الرهينتين وسلم نفسه للشرطة بعد ان حاصرت المصنع. وقالت الشرطة ان الرجل الذي يبلغ من العمر 61 عاما وهو أب لولدين فقد وظيفته قبل سبعة أشهر لم يلحق اي أذى بالرهينتين. ويتزايد اليأس بين اليونانيين مع تفاقم ركود اقتصادي في عامه الخامس الان بسبب تخفيضات في الانفاق العام بهدف انقاذ البلاد من أزمة ديون خانقة.

وفي وقت سابق تعرضت مبان في اثينا للحرق والنهب من محتجين بعد ان وافق البرلمان اليوناني على اجراءات تقشف من اجل الحصول على حزمة ثانية للانقاذ المالي من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي. وقالت الشرطة ان الرجل الذي لم تكشف عن اسمه اطلق بندقية صيد على زميليه السابقين اثناء اقتحامه المصنع الذي يصنع حاويات للنفايات في بلدة كوموتيني الصناعية بشمال اليومان وهي من أكثر البلدات تضررا في بلد يبلغ معدل البطالة فيه 21 بالمئة ويتزايد. ونقل المصابان الي المستشفى احدهما مصاب في الساق والاخر في البطن لكن حالتهما ليست خطيرة.

من جهة اخرى اعلن الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا ان ستة اطفائيين قضوا في حريق باحدى الغابات جنوب تشيلي، مشيرا الى وجود قرائن تدل الى ان دوافع الحريق "اجرامية". وقال بينيرا في تصريح في القصر الرئاسي "لدينا معلومات موثوقة تدفعنا للاعتقاد بوجود نوايا اجرامية وراء هذه الحرائق"، متحدثا عن موجة حرائق تجتاح جنوب وسط البلاد بينها الحريق الدامي في كاراهوي على بعد 700 كلم من العاصمة سانتياغو. وقبل ذلك، اشار محافظ منطقة كاوتن حيث اندلع الحريق الى سقوط خمسة قتلى من الاطفائيين وفقدان ثلاثة اخرين وجرح اثنين تم اجلاؤهما بواسطة طوافة. والاطفائيون كانوا من المحترفين العاملين لحساب شركة خاصة متخصصة بحرائق الغابات. ولم يتحدث الرئيس بينيرا من جانبه عن مفقودين. بحسب فرنس برس.

وصرح المحافظ ميغيل ميلادو لقناة كانالي 13 التلفزيونية ان عشرة اطفائيين كانوا يحاولون اهماد حريق في غابة عندما "طوقتهم النيران بشكل مفاجئ بسبب الرياح. وقد اقتربوا بعضهم من بعض ورأوا النار تلتهمهم". واعتقل رجلان، بينهما سائح اسرائيلي في ال23 من العمر، بتهمة الاهمال الذي قد يكون ادى الى نشوب حرائق. الا ان السلطات تشتبه بوجود دوافع اجرامية وراء سلسلة الحرائق في منطقة بيوبيو واوراكانيا على بعد 500 و700 كلم من العاصمة.

جرائم منوعة

في السياق ذاته وفي ما يخص عالم الجريمة والقضاء فقد ذكر تقرير إخباري أنه تم احتجاز صبي (15 عاما) في مستشفى للأمراض النفسية لأجل غير مسمى بعدما قتل والدته وشقيقته، لأنه يرى أن هناك الكثير من السكان في العالم. وأفادت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" إن (كان كا ليونج) استخدم ساطورا لقتل أمه وشقيقته الصغرى، ثم قال لرجال الإسعاف في وقت لاحق أن العالم سيكون أفضل بيئيا بوجود مواطنين أقل فيه. وأنكر كان (15عاما) تهمتي القتل اللتين وجهتا له، ولكنه أقر بالقتل غير العمد بسبب المسؤولية المنقوصة، وهو ما قبله الادعاء. وأوضحت التقارير التي قدمت للمحكمة، أن (كان) يعانى من انفصام في الشخصية، وأمرت المحكمة باحتجازه لأجل غير مسمى بأحد المستشفيات النفسية، وذلك خلال جلسة الاستماع التي جرت أمس. وقال (كان) الذي وصفه مدرسوه بأنه طالب جيد، إنه كان يعتزم الاستمرار في قتل "جميع الأشرار"، ولكنه اتصل بالإسعاف لأنه أصاب يده دون قصد.

في السياق ذاته أدينت سيدة أميركية بتهمة القتل بسبب الإهمال، بعد أن تركت أختها التي تعاني من السمنة لتتعفن على كرسيها حتى الموت. وذكرت وسائل إعلام أميركية، أن بريسيلا فريبيرغر التي لم تكن تستطيع التحرك من كرسيها كونها تعاني من السمنة المميتة، توفيت بعد أن تركتها شقيقتها فيكي لوحدها من دون معين. وأدى بقاء بريسيلا ثلاثة أسابيع جالسة من دون حراك إلى تعفن جلدها والتصاقه بالكرسي، وتوفيت بعد ساعات من نقلها من المنزل الذي كانت تعيش فيه مع أختها.

وقال المدعون في مقاطعة دوربن بولاية انديانا، إن فيكي، أديت بتهمة القتل بسبب الإهمال وتجاهل شخص عاجز والكذب. وتقاعدت بريسيلا من مكتب المحاسب العام في المقاطعة في العام 2010 في الواحدة والستين من عمرها، وذكر أحد معارفها أنها رفضت الخروج من المنزل وفعل أي شيء، وقد يكون هذا سبب تخلي أختها عنها. واضطرت فرق الإنقاذ إلى نقل بريسيلا من النافذة لأن جلدها كان ملتصقاً بالكرسي. وبين التشريح أنها كانت مصابة بالتهاب الرئتين والدم، وأنها تناولت جرعة كبيرة من حبوب ترامال المضادة للألم.

من جانب اخر أصدرت محكمة استرالية، حكماً بالسجن بحق رجل وزوجته، بعد أن أقرا بذنبهما في إحراق عدد من المنازل، ومشاهدة النيران تندلع فيها كوسيلة ترفيه عن النفس، والإبتعاد عن طفليهما التوأم. وذكرت وكالة الأنباء الاسترالية "أي أي بي"، أن المحكمة العليا في غرب استراليا، حكمت على روبرت سلون، بالسجن 9 سنوات و9 أشهر، وعلى زوجته ريبيكا، بالسجن 14 شهراً.

و اعتقل الزوجين في سبتمبر الماضي، وأقرا بالذنب بإحراق المنازل، حيث كان يقوم الرجل بإلقاء قنبلة مولوتوف وتشاهد المرأة أو تنتظر في السيارة. وقالت القاضي ليندي جينكينز، التي أصدرت الحكم، إن الثنائي كانا يستخدمان مربية أطفال، ويقومان بجولة في السيارة ويحرقان المنازل للترفيه عن النفس، بعيداً عن طفليهما التوأم. وأشارت إلى أن الرجل كان يبلغ الشرطة بالحرائق، ويساعد في إخمادها. بحسب يونايتد برس.

في السياق ذاته بدأت السلطات الروسية محاكمة أم لطفلتين متهمة بقتل 17 جدة في موجة من الجرائم المتسلسلة. وذكرت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أن النيابة العامة في منطقة سفيرد لوفسك في روسيا بدأت بمحاكمة إيرينا غيداماشوك (40 عاماً)، وهي أم لطفلتين، أقرت بالدخول إلى منازل ضحاياها اللواتي تراوحت أعمارهن بين 61 و89 عاماً وقتلهن بعد ضربهن بمطرقة على الرأس وسرقة منازلهن. وكانت غيداماشوك المعروفة باسم "الأم المتسلسلة" قد قتلت 17 جدة خلال الفترة بين عاميّ 2002 و2010، في منطقة سفيردلوفسك بالأورال الروسي بعد دخول المنازل منتحلة صفة عاملة إجتماعية. وكان الفحص النفسي قد أثبت أن المرأة غير مختلة عقلياً. و قد اعتقلت في يونيو عام 2010.

وفي بريطانيا حكم على بولندي بالسجن عشرين عاما ن السجن بعد إدانته بمحاولة قتل خطيبته بدفنها حية ففي أيار/مايو 2011، قام مارسين كاسبرزاك (26 عاما) بشل حركة خطيبته البولندية ميشلينا ليفاندوفسكا (27 عاما) بواسطة صاعق "تايزر" في منزلهما الواقع في هودرسفيلد شمال انكلترا. ثم كبلها وكم فاهها بشريط لاصق ووضعها في علبة كرتون ودفنها في غابة مجاورة تحت أغصان وتراب. لكن الشابة تمكنت من تحرير نفسها بواسطة خاتم الخطوبة والخروج من العلبة. وقال القاضي لمارسين كاسبرزاك "كانت لديك النية في إخفائها كي لا يجدها أحد وكانت لديك النية في أن تدعها تموت هناك". وأضاف "طريقة الموت التي أردتها لها طويلة وبطيئة". بحسب فرنس برس.

من جانب اخر اقر رجل امام محكمة بريطانية انه اقتلع عيني شريكة حياته خلال اعتداء عنيف جدا عليها مما ادى الى اصابة المرأة وهي ام لطفلين بالعمى والتشوه، قبل سنة. وشاين جنكين (33 عاما) صاحب الجسم الضخم متهم ايضا بكسر فك تينا ناش (32 عاما) وانفها خلال هجوم عليها في نيسان/ابريل 2011 وصفته الشرطة بانه "مخطط له وطويل وعنيف".

وتؤكد المرأة الشابة ان جنكين احتجزها بعد ذلك في منزلها في هايل (جنوب غرب انطلترا) مانعا اياها من طلب النجدة. وقالت المرأة الشابة الشقراء لهيئة "بي بي سي"، "كان يلومني ويقول لي ان كل شيء حصل بسببي وانه سيدخل السجن لفترة طويلة. لم يحاول مساعدتي لا يمكنني ان اسامحه على ذلك".

واوضحت ان شاين جنكين سبق ان اعتدى عليها وجرحها في الماضي لكنها كانت تعتبر ان باستطاعتها ان تغيره. واوضحت "الامر الاصعب بالنسبة لي هو عدم قدرتي على رؤية وجه اطفالي بعد الان. لقد ذهب بعيدا هذه المرة". وكانت تينا ناش قالت للشرطة عند وقوع الحادث انها وجنكين كانا قد شربا الكحول وتشاجرا وخلدت بعدها الى النوم.

عندها اعتدى عليها في حين كان طفلا المرأة الشابة (13 عاما وثلاثة اعوام حينها) في المنزل. وقالت الشرطة ان شاين جنكين "خنق تينا لكي تفقد وعيها حتى يتمكن من الحاق هذه الاصابات الفظيعة بها". واوضح المفوض كريس ستريكند في بيان ان "جروحها كانت فظيعة بعد الحادثة الى حد كان المقربون منها يواجهون صعوبة في البقاء في الغرفة ذاتها معها". وفي البيان ذاته اوضحت تينا ناش انه منذ الاعتداء لديها "الشعور غالبا بانها مدفونة حية" وبانها "لا تسيطر على حياتها". واضافت "احب الخلود الى النوم لانه في الاحلام يمكنني ان ابصر. عندما استيقظ فقط يداهمني الواقع". ويفترض ان تصدر محكمة ترورو (جنوب غرب) حكمها في 11 ايار/مايو..

عالم الجريمة في البرازيل

على صعيد متصل قالت الشرطة البرازيلية إن ثلاثة اشخاص القي القبض عليهم للاشتباه في قتلهم امرأتين على الاقل اقروا بأنهم من أكلة لحوم البشر. وقال المشتبه فيهم، وهم رجل وامرأتان، إنهم من اتباع طائفة معينة. وعثرت الشرطة على جثتين لامرأتين مدفونتين في منزل المشتبه فيهم في بلدة جرانهونس في شمال شرقي البلاد. وقال ديموكريتو دي اوليفيرا قائد شرطة جرانهونس إن الثلاثة قالوا للشرطة إنهم أكلوا لحم ضحاياهم.

وأضاف أنه تم التعرف على الجثتين وانهما لامرأتين بلغ عن اختفائهما في وقت سابق من هذا العام. وقال اوليفيرا انه يتم التحقيق في إن كان المشتبه فيهم على صلة بست جرائم قتل اخرى قتل فيها نساء في الولاية ذاتها. وأضاف اوليفيرا أن احدى المشتبه فيهما قالت انها استخدمت لحم الضحايا في إعداد فطائر باعتها لاحقا في اسواق جرانهونس. وقال أوليفيرا إنه سيوجه للثلاثة تهما بالقتل والاختطاف واخفاء جثث والاحتيال والاضرار بالصحة العامة.

من جهة اخرى ذكرت وسائل اعلام محلية في البرازيل ان اضرابا للشرطة في ولاية باهيا بشمال شرق البرازيل اثار موجة من جرائم القتل واعمال العنف الاخرى في مدينة سلفادور التي تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم وذلك قبل اسبوعين فقط من احتفالات الكرنفال التي من المتوقع ان تجتذب زوارا من شتى انحاء العالم. وقالت وسائل الاعلام انه تم تسجيل 80 جريمة قتل على الاقل في منطقة سلفادور منذ بدء اضراب الشرطة في ولاية باهيا بزيادة نسبتها 129 في المئة عن الاسبوع السابق.

وردت الحكومة البرازيلية بارسال الجيش لحراسة الشوارع ولاسيما المناطق السياحية بعد اضراب نحو ثلث رجال الشرطة بالولاية مطالبين بزيادة رواتبهم. وافادت تقارير ايضا بزيادة عمليات الاعتداء وسرقة المتاجر وتم الابلاغ عن سرقة اكثر من 200 سيارة منذ بدء الاضراب. وتأتي اعمال العنف تلك في الوقت الذي تستعد فيه سلفادور ثالث اكبر مدن البرازيل لاستضافة مئات الالاف من السائحين لحضور احتفالات الكرنفال التي تبدأ في 18 فبراير شباط وكأس العالم لكرة القدم في عام 2014. بحسب رويترز.

واذا كنت تعيش في البرازيل فانك ستحتاج على الارجح سيارة مصفحة ضد الرصاص حتى لو كانت سيارة صغيرة من طراز كيا لتأمين نفسك من اللصوص عند اشارات الطرق في ساوباولو أو وسط الزحام المروري في برازيليا. اذ لم يعد امتلاك سيارة مصفحة قاصرا على النخبة وعلية القوم في البرازيل -صاحبة سابع أكبر اقتصاد في العالم- والتي تعاني من ارتفاع معدلات جرائم الخطف والقتل والسرقة.

وقدمت شركة دوبونت في عام 2008 منتجها الرئيسي الذي يتكون من ألياف الفيبر وألواح الزجاج المضاد للرصاص -والذي أطلقت عليه اسم أرمورا- لاسر الطبقة المتوسطة في البرازيل التي تستخدم سيارات من طراز شيفروليه وهوندا بل وحتى السيارات منخفضة السعر مثل كيا. والان تتطلع الشركة التي تحظى بشهرة واسعة في صناعة الكيماويات الى تزويد سيارات الاجرة التي ستنقل الزوار لمشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم في عام 2014 ودورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو في عام 2016 بدروع مضادة للرصاص.

قال كارلوس بيناتو وهو مدير أعمال في شركة دوبونت أرمورا "أردنا تقديم حل لأسرة تريد الحماية لكنها لا تمتلك المال لشراء احدى السيارات الكلاسيكية المصفحة." وتوفر دروع أرمورا لتصفيح السيارات التي تباع فقط في البرازيل حماية ضد الرصاص من عيار 38 ملليمترا. وقفزت المبيعات بنسبة 70 في المئة في الربع الاول من هذا العام مقارنة بعام 2011 .

وقالت الشركة ان المبيعات السنوية من دروع أرمورا قفزت الى عشرات ملايين الدولارات لكنها رفضت الكشف عن قيمة المبيعات بشكل أكثر تحديدا. وارتفعت مبيعات وحدة منتجات الامان والحماية التابعة للشركة والتي تنتج دروع أرمورا بنسبة 17 في المئة عام 2011 الى 3.9 مليار دولار. وتبلغ تكلفة مجموعة أرمورا المضادة للرصاص حوالي 12 ألف دولار ويبلغ وزنها حوالي 90 كيلوجراما ويستغرق تركيبها للسيارة 15 يوما. ويقوم أحد الفنيين المعتمدين من الشركة باستبدال زجاج السيارة بزجاج مصفح ويضع ألواح كيفلار خلف ألواح الابواب. وقالت الشركة ان دروع التصفيح لا تقلص كفاءة الوقود لانها خفيفة الوزن.

وربما تسعى أسر كثيرة من الطبقة المتوسطة لتزويد سياراتها بدروع أرومورا والتي تضيف حوالي 30 بالمئة الى سعر سيارة من طراز كيا سول التي تباع بسعر 32790 دولارا ولكن البدائل قد تكون مكلفة أكثر. وقالت دوبونت ان أكثر من 100 ورشة ميكانيكية في البرازيل تقدم خدمات تصفيح السيارات وتقوم بتجميع مكونات من باعة مختلفين قد يبلغ سعرها ضعف سعر منتج أرمورا. وبعض هذه المكونات قد يتضمن ألواح كيفلار التي تنتجها الشركة.

وطورت الشركة في عام 1965 ألواح كيفلار التي تعد المنتج القياسي للابواب المضادة للرصاص ولكنها تستخدم أيضا في السترات الواقية من الرصاص وفي الاطارات. وقامت الشركة أيضا بتطوير ملاجئ واقية من العواصف الرعدية والاعاصير. ونجح رهان دوبونت على أن الزبائن سيقبلون على منظومة أرمورا بحيث تدمج بسهولة في سياراتهم خاصة انه يمكن تركيب دروع أرمورا في 11 طرازا من بينها تويوتا وشيفروليه. وقالت دبونت انها أيضا تجري محادثات مع شركات منتجة للسيارات حول تركيب دروع أرمورا في السيارات الحديثة.

وقرر الكسندر سارافيان (25 عاما) وهو تاجر منتجات رياضية تصفيح سيارة والدته وهي من طراز كيا سبورتاج رغم أنه كان يريد سيارة مختلفة لان هذا الطراز يتوائم مع منظومة أرمورا. وقال "هذا بغرض الحماية من العنف اليومي الذي يجب الحد منه لكنه مستمر." وفي البرازيل أشعلت الجرائم الصغيرة والعنيفة الطلب على منتجات وخدمات الامن. وفي سلفادور ثالث كبرى مدن البرازيل ارتفع معدل جرائم القتل الى أكثر من الضعف خلال العام الماضي ويعود ذلك جزئيا الى اضراب الشرطة. بحسب رويترز.

وتفيد أكبر نقابة لموظفي شركات الامن الخاصة أن البرازيليين ينفقون ثمانية مليارات دولار سنويا على شراء خدمات شركات الامن الخاصة. وهذا يعادل ما أنفقته الحكومة الامريكية على شركات الامن الخاصة خلال السنوات الاربع الاولى في حرب العراق حسبما توضح بيانات مكتب الميزانية التابع للكونجرس الامريكي. وقال بيناتو ان منتجات أرمورا توفر حماية من معظم الاسلحة النارية الاكثر شيوعا في البرازيل.

وتعود السمعة السيئة للمرور في ساوباولو في جانب منها للجريمة حيث يختار الناس الذين يخافون وسائل النقل العامة التنقل بالسيارة. لكن اللصوص اكتشفوا أن اختناقات المرور توفر فرصا للانقضاض على راكبي هذه السيارات. قال بيناتو "هذا من الامور التي نحاول منعها." وفاق نجاح دروع أرمورا في البرازيل توقعات الشركة وتعتزم دبونت بيع المنتج في دولتين أخريين على الاقل ولكنها لم تعلن عنهما.

دعوا الى هدنة

في السياق ذاته دعت العصابات المتناحرة التي تنشط في السلفادور الى هدنة في الوقت الذي تواجه فيه تلك الدولة الواقعة في امريكا الوسطى تفشي الجريمة. ونقل بيان اصدرته تلك العصابات واقره زعماء الكنيسة الكاثوليكية المحلية عن زعماء الكنيسة قولهم ان هذه الوثيقة التي وقعت عليها اقوى عصابتين في السلفادور وهما مارا سلفاتروشا ومارا 18 سلمت لوسائل الاعلام المختلفة واقرتها الكنيسة الكاثوليكية السلفادورية.

وتقول تقارير وسائل الاعلام المحلية اعتمادا على مقابلات مع زعماء العصابتين ان الهدنة بدأت. وقال البيان ان العصابات كانت في فترة "تأمل" منذ العام الماضي في الوقت الذي بحثت فيه عدد ضحايا الجريمة في البلاد. ووفقا لبيانات نشرتها الامم المتحدة بلغ معدل القتل في السلفادور 66 لكل 100 الف شخص وهو واحد من اعلى معدلات جرائم القتل في العالم. وينحى باللائمة في معظم اعمال العنف على عصابات المخدرات المكسيكية التي تستخدم السلفادور نقطة عبور. بحسب رويترز.

على صعيد متصل وضعت قوات الشرطة في شمالي كولومبيا في حالة تأهب قصوى، وذلك بعد ان اعلنت احدى العصابات الاجرامية عن مكافأة لمن يقتل ضابطا من ضباطها. فقد عثر مسؤولون على منشورات وقعت باسم عصابة (اورابينوس) تعلن عن منح مكافأة قدرها 500 دولار لكل رجل شرطة يقتل، ومبلغا اكبر اذا كان رجل الشرطة المعني ينتمي الى قوة مكافحة المخدرات.

وتأتي هذه الخطوة بعد قيام قوة شرطة مكافحة المخدرات بقتل زعيم العصابة خوان دي ديوس اوسوغا بعد مداهمة مزرعته اثناء احتفاله برأس السنة. يذكر ان عصابة (اورابينوس) تسيطر على معظم تجارة المخدرات في الجزء الشمالي من كولومبيا. وقال الجنرال خوزيه دافيد غوزمان، قائد الشرطة في المنطقة، إنه امر بوضع قواته في حالة تأهب قصوى بعد اعتقال احد افراد العصابة وهو يحاول قتل ضابط شرطة. وقال الجنرال غوزمان لا نعلم ما اذا كانت عصابة (اورابينوس) الاجرامية ستعتمد هذه الاستراتيجية بالفعل، ولكننا انذرنا رجالنا بامكانية ذلك. وكان اوسوغا قد قتل في مزرعته الواقعة في نيكولي في ولاية تشوكو الشمالية.

وقال ضباط شرطة إن اوسوغا ورجاله فتحوا نيران اسلحتهم على طائرة هليكوبتر عائدة لقوة مكافحة المخدرات اثناء هبوطها قرب المزرعة، مما ادى الى مقتل احد افراد القوة. وقد قتل اوسوغا في تبادل لاطلاق النار، ومنذ ذلك الحين صعدت العصابة من فعالياتها. وقد اصيبت الحياة في عدة قرى في المنطقة بالشلل عندما انشأ افراد العصابة نقاط تفتيش على الطرق وهددوا التجار واجبروهم على اغلاق محالهم.

وقد جعل الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس محاربة العصابات الاجرامية اولوية قصوى لحكومته، وقد عرض الرئيس مكافأة تبلغ 2,1 مليون دولار لقاء اي معلومات تؤدي الى اعتقال الزعيم الجديد لعصابة (اورابينوس)، المدعو اوتونيل. كما اعلن الرئيس عن تشكيل قوة شرطة جديدة لمدينة سانتا مارتا، احد معاقل (اورابينوس) على ساحل المحيط الاطلسي شمالي كولومبيا.

صندوق خاص

من جهة اخرى اعلنت الحكومة البريطانية عن انشاء صندوق خاص بقيمة 1,2 مليون جنيه استرليني لمساعدة الفتيات اللاتي يتعرضهن للاغتصاب من افراد عصابات من الشباب ينخرطن فيها. وقالت وزارة الداخلية البريطانية ان شبكة من الشباب المتخصصين ستبدأ عملها في دعم ومساعدة ضحايا الاغتصاب او الابتزاز الجنسي من هؤلاء الفتيات اللاتي يصبحن عرضة لافراد تلك العصابات بعد ان ينخرطن فيها.

وقالت لين فيذرستون وكيلة وزارة الداخلية لشؤون المساواة ان الفتيات والشابات من افراد العصابات يتعرضن الى تجارب مروعة. واضافت ان شبكة الشباب المتخصصين ستقدم المشورة والنصائح المتخصصة، والدعم ذي الطبيعة الحساسة. وقالت فيذرستون، خلال زيارتها الى مدرسة في احد احياء جنوبي لندن، ان ما تتعرض له الفتيات من عنف واستغلال جنسي وبدني عندما ينخرطن مع العصابات ظل حتى الآن قضية في طي الكتمان، ويندر الحديث عنها.

وقالت ان الصندوق الذي انشأته الحكومة سيوفر الدعم من خلال شبكة من مهامها تبادل المعلومات، والبحث عن افضل السبل للخروج مما وصفته "بقضية مروعة" كهذه.

ويقول آلن ديفز ضابط التحقيقات المكلف بالاشراف عن توعية الطلاب والطالبات بهذه المشكلة ان موقع الفتيات في هرم الاهمية في بيئة تلك العصابات هو القاع. ويضيف ان الفتيات يحتجن الى وعي انهن يصبحن عرضة للاستغلال والابتزاز عندما ينخرطن ويصبحن جزءا من تلك العصابات، ويتم تبادلهن بين افرادها من الفتيان والرجال كالبضاعة، ويتحولن الى مواطنات من الدرجة الثانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 29/نيسان/2012 - 7/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م