هنالك الكثير من الافكار والتحليلات التاريخية التي اصبحت من
المسلمات لدينا وانها الحقيقة ليس غير ولكن مع مرور الزمن وظهور جهابذة
يتبحرون في التاريخ بدأت تظهر كثير من الحقائق تنسف الاوهام التي كنا
نعتقدها انها الحقيقة وستكون لنا دردشة مع التاريخ نتحدث مع بلسانه
الذي ارخه لنا ومحطتنا الا ولى معركة الجمل.
ماهي الاسباب التي من اجلها استعرت نار حرب الجمل؟
تاريخ ابن كثير وغيره من الكتب المعتمدة تقول ان المعركة سببها هي
مطالبة عائشة وطلحة والزبير بقتلة عثمان للقصاص منهم ولكن هل حقا هذا
هو السبب؟
ابن كثير يقول ان طلحة والزبير تركا المدينة بعد الاجماع على بيعة
علي عليه السلام والتقيا بعائشة، يقول ابن كثير انهما استعانا بعائشة
لغرض الاصلاح قبل وقوع الحرب وذكر ذلك ايضا دار الفتوى السعودي، نسأل
التاريخ جوازا، المصالحة بين من ومن؟ سيقولون بين طلحة والزبير من جهة
وعلي من جهة اخرى، ما هو سبب الخلاف؟ التاريخ لم يذكر شيئا بهذا الخصوص
بل انهما طلبا من علي ان يسمح لهما بالعمرة بعد ما كانوا يمنعون من
السفر سابقا.
سؤال اخر لم استعان طلحة والزبير للمصالحة بعائشة ولم يستعينا
بكثير من الصحابة الذين لهم ثقلهم مثل ابن عباس وعمار بن ياسر او على
اقل تقدير شريكهم في الشورى سعد بن ابي وقاص؟
ولنترك كل الاسئلة ونوافقهم جزافا انهما للاصلاح ومن ثم اصبح
للمطالبة بقتلة عثمان، اين يذهب من يريد المطالبة بالقتلة؟ اليس الى
المدينة مقر الخلافة؟ لماذا ذهبا باتجاه البصرة؟ علما ان الطريق من مكة
الى البصرة يكون عبر المدينة الا انهم توجهوا الى البصرة. اين كان امير
المؤمنين عليه السلام؟ بعد ان تمت البيعة لعلي عليه السلام هنالك بعض
الولاة سرقوا ما امكنهم من سرقته من بيت المال وهربوا بعد سماعهم بمقتل
عثمان منهم عبد الله بن عامر والي عثمان على البصرة، اما معاوية فانه
لم يهرب وعندما طلب منه الامام البيعة لم يبايع لانه على علم بان
الامام سيعزله وبعد مشورة اصحابه بهذا الخصوص كان للمغيرة موقفين
متناقضين بهذا الخصوص الاول كان رايه ترك معاوية حتى يستتب الامر لعلي
والثاني الخروج على معاوية وعزله وكان في الاول صادقا وفي الثاني
منافقا.
خرج امير المؤمنين باتجاه الكوفة قاصدا الشام بعد اربعة اشهر من
خلافته وكان في ذي قار عندما علم بخروج عائشة الى البصرة، فهل من يطالب
بقتلة عثمان يجهز جيشا قوامه 30000 مقاتل تقريبا؟ يقول ابن كثير ان
قتلة عثمان تعدادهم تقريبا 2000 شخص فهل يعقل هذا الرقم؟ منطقة ذي قار
هي اقرب الى الكوفة من البصرة، عندما علم علي بخروجهم ارسل الى ابي
موسى الاشعري واليه على الكوفة ليجهز له جيش من الكوفة فكان الاخير
يثبط معنوياتهم ولا يحرضهم على القتال فارسل اليه الامام ولده الحسن
وصاحبه عمار بن ياسر وبالفعل جندا الجيش واتجها صوب البصرة.
يقول ابن كثير وكل كتبهم وخطبائهم بان هذه الحرب فتنة، والفتنة
قبيحة وانتم القائلون الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها، اذا الفتنة
موجودة ونائمة من هم الذين ايقظوها؟ سيقولون اتباع ابن السوداء ـ عبد
الله بن سباـ اذن ما دور عائشة والصحابة اتجاه هذه الفتنة التي لم
يستطيعوا وأدها فكيف بهم سيصلحون ما ادعوه؟ والفتنة تعني ان هنالك
خلافات بين الطرفين اليس كذلك السؤال ماهية هذه الخلافات؟
ان اهم اسباب ودوافع حرب الجمل هي نصرة معاوية الذي اتجه الامام علي
عليه السلام بجيشه للشام لعزل ومحاسبة معاوية فكان دور اتباع الجمل هي
عرقلة مسيرة الامام علي للنيل من ولاة الجور لاسيما وهو الذي كان يطالب
عثمان بالقصاص من ابن عمر لقتله عائلة الهرمزان من غير ذنب. وعليه
فيكون نكوثهم البيعة لتحقيق احدى الغايتين اما نصرة معاوية او الحصول
على مكاسب وضعضعة خلافة امير المؤمنين عليه السلام.
بعد استشهاد الامام علي عليه السلام وصلح الحسن عليه السلام مع
معاوية لماذا لم يقتص معاوية من قتلة عثمان وهو خليفة على المسلمين؟
|