صانع طائرة عراقي يهبط الى السجن!

 

شبكة النبأ: حلق وسام محمد كاظم في سماء العراق لدقيقتين مستخدما طائرة صغيرة صنعها بنفسه، الا ان حبه للطيران قاده الى السجن فور هبوط الطائرة على الارض كونه صنعها وقادها من دون اذن رسمي.

ويقول كاظم (25 عاما) الذي يعمل في ورشة لتصليح مولدات الكهرباء المنزلية في الرميثة (250 كيلومترا جنوب بغداد) "الطيران هوايتي منذ الطفولة، وكنت اتمنى دوما ان اكون طيارا".

ويضيف كاظم المسؤول عن اعالة والدته واربعة اشقاء "عملت لسبعة اشهر متواصلة وصنعت طائرة صغيرة (...) لكنني اعتقلت لدى هبوطي لاربع ساعات ولم اخرج الا بكفالة بلغت مليون دينار تقريبا (حوالى 800 دولار)".

وقال مدير شرطة الرميثة العقيد سعران الشمري ان "الشرطة اعتقلت وسام لمدة اربع ساعات يوم لانه صنع طائرة من دون الحصول على إذن رسمي"، مؤكدا اطلاق سراحه بموجب كفالة.

وتحمل الطائرة التي صنعها كاظم وتحتجزها شرطة الرميثة حاليا مقعدا واحدا وهي من دون زجاج حول مقصورتها، كما انها غير مزودة بأي اجهزة كهربائية او مؤشرات للحرارة او للارتفاع او للاتجاه او للسرعة.

تعمل الطائرة بفضل محرك صغير هو عبارة عن مولد ثبتت عليه مروحة خشبية صغيرة قطرها 60 سنتيمترا. ويبلغ وزن هذه الطائرة 140 كيلوغراما وعرضها سبعة امتار، أما ارتفاعها عن الارض فحوالى مترين. بحسب فرانس برس.

وكان كاظم قد صنع اجنحة الطائرة من القماش الملون بالاحمر والاخضر والازرق، علما ان المادة الرئيسية التي صنع منها جسم الطائرة هي الالمينيوم بالاضافة الى انابيب حديدية.

ويروي كاظم الذي لم يكمل سوى مرحلة الدراسة المتوسطة "اقتبست فكرة صناعة الطائرة من الانترنت عن طائرة شراعية مشابهة، وقد كلفني صنعها 1,2 مليون دينار (نحو الف دولار)".

ويشير الى انه حلق بالطائرة لدقيقتين "على ارتفاع حوالى مترين في منطقة الهلاجية وسط الرميثة وعلى مسافة 200 متر تقريبا".

ويقول "شعرت بالخوف خلال الرحلة، لكن طموحاتي كانت اكبر من ذلك". ويروي أنه "في الساحة المهجورة الواقعة في اطراف الرميثة، تجمع عشرات الاهالي. فصفق لي البعض فرحا، في حين أن اخرين جعلوني أخاف وقد طلبوا مني ان اسلم الطائرة للدولة".

فاعتقلت الشرطة التي كانت تتواجد على مقربة من المكان، كاظم فور هبوطه. واكدت له انه لا يمكن اعادة الطائرة المحتجزة الا بموافقة القضاء الذي يطلب شهادة براءة اختراع قبل الموافقة على اطلاق الطائرة.

ويؤكد كاظم الذي سبق وحاول صناعة طائرة قبل ثلاث سنوات الا انه فشل في اكمالها بسبب النقص في التمويل، ان "الاعتقال اثر كثيرا على معنوياتي. لم اعد افكر باي اختراع ولا اريد سوى تسديد ديوني وتجنب الملاحقات القضائية".

ويطالب "الحكومة بتوفير الدعم والرعاية والاهتمام لمساعدتي ومساعدة جميع المبدعين. فهذا أمر من شأنه أن يخدم البلد في النهاية". ويتابع كاظم "طلبت من اصدقائي مساعدتي في العمل لبناء طائرة ولكنهم لم يصدقوا باني استطيع صناعتها. وقالوا ان من يصنع طائرة سيعدم، ولكنني قلت ان هذا الزمن يختلف عن الماضي".

يذكر انه في عام 1982، قام عامر جاسم محمد من منطقة العزيزية (70 كيلومترا جنوب بغداد) بصناعة طائرة مروحية تعمل على الكهرباء فوق سطح منزله، وحلق بها على ارتفاع مترين.

ويقول محمد "لو حلقت بها على مستوى اعلى، لكنت تعرضت لمضايقات اكبر. كانوا سيتهمونني بالعمل على تهريب اشخاص مطلوبين الى ايران" التي خاض نظام صدام حسين حربا معها استمرت ثماني سنوات. ويضيف "حاول جهاز استخبارات نظام صدام حسين توقيفي، لكن اصدقاء لي في حزب البعث تدخلوا. واليوم في العراق، كما في الامس، هناك مؤامرة ضد المواهب والمخترعين".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/نيسان/2012 - 30/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م