ذكرى الاستقلال وجلاء المستعمر الفرنسي

عدنان العلي الحسن

هذا يوم تشرق فيه شمس الحرية الساطعة على وطننا، فلا يخفق فيه إلا علمنا، ولا تعلو فيه إلى رايتنا. هذا يوم الحق تدوي فيه كلمتنا، ويوم الاستقلال تتجلى فيه عزتنا.

وهذا اليوم حقق شعبنا العربي السوري استقلاله بعد نضال مرير خاضه على مدى أكثر من ست وستون عاماً ضد المستعمر الفرنسي و قدم فيه التضحيات والشهداء من خيرة أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم وأموالهم لإنجاز الاستقلال الذي شكل في السابع عشر من نيسان 1946 بداية مرحلة تاريخية مشرفة من مراحل نضال الشعب السوري وجسراً للعبور إلى مراحل متقدمة أرست الأسس لبناء سورية الحديثة.

واكتسبت السياسة السورية أهميتها من نهجها الوطني والقومي وتحولها إلى ورشة عمل مستمرة ومتواصلة إضافة إلى استراتيجيتها السياسية القائمة على البعد القومي في مواجهة التحديات الكبيرة التي تستهدف الأمة العربية في كل شيء انطلاقاً من أن المنجزات العربية القطرية مهما كانت لا تغني عن الفوائد الكبيرة للتعاون العربي في جميع المجالات.

كما أكسبت الرؤية المنفتحة لسورية القدرة على مواكبة التطورات وإقامة علاقات وثيقة مع دول العالم أثمرت مواقف دولية عريضة داعمة للحقوق العربية ومكنت سورية من امتلاك دورها الجيوسياسي المتناسب مع أهمية موقعها الاستراتيجي عربياً وإقليمياً.

وأثبتت السنوات الماضية من عمر الاستقلال صحة هذا التوجه حيث تميزت سياسة سورية بالفاعلية عربياً وإقليمياً ودولياً واتصفت بثبات الموقف وصوابيه الرؤية والتمسك بالحقوق العربية والدفاع عن حقوق الشعوب ما أكسبها دورا محوريا ومهما في جميع القضايا المرتبطة بمصير المنطقة ومحيطها الإقليمي.

وحرصت سورية طوال العقود الماضية ومازالت رغم كل الضغوط والإغراءات والمخططات والتآمر عليها وفق الأجندات الخارجية من قوى الظلام والرجعية والتكفيرية والمستعربة المتصهينة على التشبث بمواقفها وتسمية الأمور بمسمياتها متبنيه مبدأ التضامن العربي وحشد الطاقات بجميع أشكالها وفي جميع الأوقات للحفاظ على الحقوق العربية وتحرير الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها فلسطين والجولان السوري.

ويؤكد ثبات وتمسك سورية بمواقفها القومية وتحصينها للحقوق العربية استمرار النهج السوري الثابت والمبدئي استنادا إلى أهمية المقاومة ودورها في الدفاع عن الحقوق العربية دون إغفال أهمية التعامل السياسي مع الظروف والمستجدات بحكمة وبعد نظر وذلك في إطار ثوابت استرجاع الحقوق العربية والحفاظ على الهوية والتراث.

وتعمل سورية على ترسيخ التضامن العربي وتفعيل مؤسسات العمل القومي المشترك بغية تعزيز دور العرب ومكانتهم وتوحيد المواقف بما يكفل التصدي لكل ما يحاك للأمة من مؤامرات ومواجهة المشاريع والمخططات الأجنبية الهادفة للسيطرة على مقدرات الأمة والتحكم بمصيرها ومستقبلها وهذا ما تجلى من خلال العمل الدؤوب الذي قامت به سورية وتنطلق رؤية سورية في التعامل مع القضايا القومية من اعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة والتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي برؤية شمولية تأخذ بالحسبان الخلفية التاريخية والعوامل المتعددة المؤثرة إضافة إلى الخلل القائم في موازين القوى بين أطراف الصراع واحترام الخصوصية الوطنية ومقومات السيادة لكل الدول العربية إضافة إلى الانفتاح على المجتمع الدولي والدعوة إلى الحوار الهادف والبناء والتعاون لإرساء أسس الاستقرار والسلام العادل والشامل في هذه المنطقة المهمة من العالم.

وشكلت الوحدة الوطنية الحاضن الأساسي لجميع الإنجازات والمواقف ومع كل يوم يمر يتأكد بالوقائع الدامغة رسوخ هذه الوحدة وتجذرها موفرة الأرضية

الصلبة لاستمرار تطور سورية ولتبقى عاملاً فاعلاً في مواجهة المشاريع العدوانية الجديدة التي تستهدف أمننا واستقرارنا وجودنا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/نيسان/2012 - 27/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م