الاطفال والحماية الصحية... رعاية استثنائية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يكون الاطفال اكثر عرضة من غيرهم في تلقي الامراض والاوبئة وانواع الفايروسات المعدية والقاتلة خصوصاً مع قلة المناعة المكتسبة لديهم كون دفاعاتهم الطبيعية تنمو بصورة تدريجية، مع الاخذ بنظر الاعتبار عوامل اخرى مهمة قد تتعلق بالنظام الغذائي والدوائي المتبع وكذلك تأثيرات البيئة والنظافة العامة وغيرها. وعلى هذا الاساس يحتاج الصغار الى اهتمام من نوع اخر، اضافة الى ثقافة خاصة تتعلق بنشأة سليمة وصحية من اجل تجاوز الاخطار المحيطة بحياتهم، ولعل هذا ما دأب الغرب على فعله من خلال تخصيص الميزانيات الضخمة والقوانين الصارمة التي تحفظ حقوق الاطفال قبل غيرهم. من جانب اخر تدرج الازمات التي تمر بها بعض الدول ضمن اهم الاسباب التي تزيد من معاناة الاطفال، لما لها من تأثير سلبي ومباشر قد يمتد اثرها لسنوات طويلة اضافة الى تهديد حياة الملايين من الاطفال.

اطفال اليمن وخطر الموت

حيث حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن نصف مليون طفل يواجهون خطر الموت في اليمن بسبب سوء التغذية، وقالت المتحدثة باسم المكتب إليزابيث بيرز في جنيف إن أكثر من 6 آلاف شخص قد تضرروا من أعمال العنف المتواصلة، ويعتمدون في معيشتهم على الوكالات الإنسانية للحصول على الحماية والماء الصالح للشرب، وذلك وفقا لتقييم أولي للأوضاع في مدينة تعز باليمن في نهاية العام الماضي، وأضافت بيرز أنه "يجب أن نذكر أن معدلات سوء التغذية في اليمن ما زالت مثيرة للقلق، وقد تضاعف عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية، وذلك نتيجة لعدم الاستقرار الذي ساد خلال عام 2011"، واشارات وفقا لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة، الى أن نحو 750 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، ونصف مليون طفل يواجهون خطر الموت ما لم يتم توفير المساعدات اللازمة"، وأضافت المتحدثة أن أطفال اليمن يواجهون مشكلة تعليمية في ضوء توقف الدراسة لأن القوات والمجموعات المسلحة تشغل المدارس، كما ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 7 آلاف نازح جديد فروا من منازلهم على مدى الأسبوعين الماضيين في ضوء تدهور الوضع الأمني في بعض أرجاء محافظة (حجة) بعد الاشتباكات المتقطعة بين القبائل المحلية والمسلحين الحوثيين. بحسب يونايتد برس.

لقاحات تضر بالأطفال

فيما نفت وزارة الصحة المصرية مؤخراً ما تردّد خلال الفترة الأخيرة عن وجود لقاحات ضارة بالأطفال يتم تداولها في بعض محافظات البلاد، وحذَّرت الوزارة، في بيان، من الانسياق وراء الشائعات التي ترددت في الآونة الأخيرة عن وجود لقاحات وتطعيمات ضارة بالأطفال في بعض المحافظات، وأن هذه التطعيمات يتم إعطاؤها للأطفال داخل المنازل بمعرفة مجهولين، وأكدت الوزارة أنها لا تقوم حالياً بأية حملات لتطعيم الأطفال داخل المنازل في أي من المحافظات، مشيرة الى أنها تقوم بالإعلان مسبقاً عن أية حملات قومية أو محدودة يتم تنفيذها من منزل إلى منزل بالمحافظات، وحثَّت الوزارة، المواطنين المصريين على التأكد من هوية أي شخص يدَّعي أنه طبيب وينتمي للوزارة في حال عرض أي نوع من التطعيمات داخل المنازل، وإبلاغ الجهات المسؤولة عنه فوراً، وكان مواطنون قد شكوا لعدد من وسائل الإعلام المصرية من أن أشخاصاً ترددوا عليهم بالمنازل في مناطق من القاهرة، وادعوا أنهم أطباء بوزارة الصحة وقاموا بطلب أجر مادي مقابل جرعات دوائية للأطفال. بحسب يونايتد برس.

كما تناولت صحيفة "الخبر" الجزائرية عنواناً في الشأن المحلي يقول، لقاحات مضادة لانتقال فيروس الالتهاب الكبدي "'قاتلة" للرضع، الجرعات موجودة حاليا على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات، وكتبت في التفاصيل: تعيش مديرية الوقاية بوزارة الصحة، هذه الأيام، على وقع فضيحة استيراد لقاح خاص بالرضع المولودين من أمهات حاملات لفيروس الالتهاب الكبدي ''ب''، لمنع انتقال المرض لهم، حيث تبيّن بأن الجرعات المستوردة تقتل هؤلاء الأطفال، بسبب خطأ في الطلبية الموجودة حالياً على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات، وقالت مصادر متطابقة من وزارة الصحة إن الصيدلية المركزية للمستشفيات استفادت، مؤخراً، من حوالي 4 آلاف جرعة من اللقاح المضاد للمناعة ''ايمينوغلوبيلين'' الذي يقدم للأطفال الرضع، لمنع إصابتهم بفيروس الالتهاب الكبدي ''ب'' من الأم المصابة، خلال الـ72 ساعة الأولى من الولادة،

وحسب ذات المصادر، فإن مصالح هذه الهيئة اكتشفت بأن الجرعات المستوردة مخالفة للقاح المستعمل في هذه الحالات، ويكمن الفرق في كون اللقاح المعني يحقن على مستوى العضلة، فيما تبين بأن الدواء الذي تم استيراده يتم حقنه على مستوى الوريد، ما يشكل خطرا كبيرا على صحة الرضيع، ويؤدي إلى وفاته فوراً.

نقص الفيتامين 'د'

من جهتها وجدت دراسة جديدة أن نقص الفيتامين "د" لدى الحوامل قد يعرّض المواليد لاحقاً لخطر المعاناة من مشكلات في النطق، وذكر موقع (هلث داي نيوز) العلمي الأميركي أن الباحثين في جامعة (وسترن أستراليا) وجدوا أن معاناة الحوامل من نقص بالفيتامين "د" قد يعرّض مواليدهن لاحقاً لمشكلات في النطق، وبالتالي فإن توالهن متممات غذائية تحتوي على الفيتامين المذكور قد يحل المشكلة، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة أندرو وايتهاوس، إن "معدلات الفيتامين 'د' الكافية عند الحوامل قد يكون مهمة للنمو الأمثل للمواليد"، مضيفاً أن تأثيرات معدلات الفيتامين "د" المنخفضة على نمو الأطفال لم تفهم بشكل كامل بعد، وأشار إلى أن الدراسة الجديدة "وجدت أن النساء اللواتي يعانين من نقص بالفيتامين 'د' خلال الحمل يزيد خطر إصابة أولادهن لاحقاً بمشكلات في النطق"، ونظر الباحثون في معدلات الفيتامين "د" لدى أكثر من 700 حامل، وراقبوا سلوك أطفالهن في سن الثانية والخامسة والثامنة والعاشرة والرابعة عشر والسابعة عشر، كما راقبوا نطقهم في سن الخامسة إلى العاشرة، ووجد العلماء أنه لم يكن هناك تأثير لمعدلات الفيتامين "د" خلال الحمل على سلوك الأطفال لاحقاً، لكن كان لها تأثير مهم على نطقهم. بحسب يونايتد برس.

دراسات جديدة

الى ذلك وجدت دراسة جديدة أن وجود صديق مفضل في حياة الطفل يفيد عقله وجسمه، وذكر موقع "هلث دي نيوز" الأميركي أن باحثين في جامعة "كونكورديا" وجدوا أن الصديق المفضل في حياة الطفل قد يساعده في التعامل مع الاختبارات السلبية في حياته، كما أن هرمون الإجهاد يرتفع، فيما ينخفض تقدير الذات في غياب هكذا صديق، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة ويليام بوكوسكي إن "وجود صديق مفضل في الأحداث غير السارة له تأثير فوري على جسم الطفل وعقله، إن كان الطفل وحيداً عند وجود مشكلة مع المعلمة أو لدى مشاجرته مع أحد زملاء الدراسة، نجد زيادة في معدلات الكورتيزول (هرمون الإجهاد) وانخفاض بالشعور بتقدير النفس"، وطلب الباحثون من 55 صبياً و48 فتاة في الصفين الخامس والسادس، خلال الدراسة تسجيل مشاعرهم وخبراتهم على مدى 4 أيام، وتمت مراقبة معدلات الكورتيزول لديهم في هذه الفترة عن طريق فحص اللعاب، ووجد العلماء أن الكورتيزول زاد، وانخفض تقدير الذات عند مرور الأطفال بتجربة سلبية، لكن مع وجود صديق مفضل تغيّرت معدلات الكورتيزول والشعور بتقدير الذات بشكل أقل، وتبيّن أن ما يحصل خلال فترة الطفولة يمكن أن يؤثر على الأشخاص في سن الرشد، بما في ذلك شعورهم بقلة تقدير الذات، وقال بوكوسكي إن "الإفراز المفرط للكورتيزول يمكن أن يؤدي إلى تغييرات فيزيولوجية ملحوظة بينها كبح المناعة وتراجع تكوين العظام، ويمكن لزيادة الإجهاد النفسي أن تبطئ بالفعل نمو الطفل". بحسب يونايتد برس.

في سياق متصل وجدت دراسة جديدة أن الأطفال يفهمون الكلمات الأساسية بدءاً من سن 6 أشهر، أي قبل كثير مما كان يعتقد سابقاً، وقال الباحثون في جامعة (بنسلفانيا) الأميركية في بيان، إنهم وجدوا أن الأطفال بين 6 و9 أشهر يمكنهم فهم معاني الكلمات الرائجة أي قبل أشهر من البدء بالكلام، وكان يعتقد سابقاً أن الأطفال يفهمون أصوات لغتهم الأم لكن لا يعرفون معناها، وأجرى الباحثون دراستهم على 33 طفلاً في عمر تراوح بين 6 و9 أشهر، وعرضوا أمامهم على شاشة صور شيئين وراقبوا حركة عيونهم أثناء سؤال الأهل لهم عن أحد الشيئين، مثل "أين هي التفاحة؟"، وأبرزت النتائج أن الأطفال كانوا على الأرجح قادرين على التحديق إلى الصورة الصحيحة، ما يشير إلى أنهم فهموا الكلمة المرتبطة بالشيء المناسب، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة دانيال سوينغلي، "أظن أن هذه الدراسة تقدّم رسالة مهمة للأهل وهي أنه بإمكانهم التحدث لأطفالهم الذين بدورهم سيفهمون بعض الحديث"، رغم أنهم لن يكونوا قادرين على الرد كلاماً.

من جهتها جزمت دراسة مخصصة لرصد النمو العقلي لدى الأطفال أن طلاب المدارس الذين يلقون التعاطف من أمهاتهم في المنزل ينعمون بنمو دماغي أفضل من نظرائهم المحرمون من ذلك العطف، ويشمل النمو مناطق بالغة الأهمية في الدماغ بما ينعكس على حياتهم المستقبلية، وبحسب الدراسة التي نشرتها دورية "الأكاديمية الوطنية للعلوم" بالولايات المتحدة، فإن الأطفال الذين يحظون بهذا التعاطف يسجلون نمواً واضحاً في مناطق الدماغ المسؤولة عن التعليم والذاكرة والتعامل مع ضغوطات الحياة، وتقوم الدراسة على متابعة لنمو أدمغة 92 طفلاً، وأجراها أطباء في مستشفى واشنطن الجامعي بسانت لويس، بعد اختبارات بدأت بعمر الأربع سنوات وصولاً إلى سن العاشرة، لتحديد الأطفال الذين ينالون تعاطف وتفهم الأهل وأولئك الذين يتعامل أهلهم معهم بعصبية وتوتر، وبحسب الدراسة فإن الأطفال الذين كانوا ينعمون بحنان الأم وتفهمها في سنوات عمرهم الأولى سجلوا نمواً واضحاً في الحصينين الأيمن والأيسر من الدماغ، بزيادة تتجاوز عشرة في المائة عن الأطفال الذين تعاملت أمهاتهم معهم بعصبية، وقالت الدراسة إنها أثبتت من خلال هذا الاختبار "الرابط المباشر بين التطور السليم لمناطق أساسية في الدماغ تؤثر على حياة الإنسان وبين العلاقات العاطفية التي يعيشها"، وبينت جوان لوبي، أخصائية علم نفس الأطفال والتي عملت على الدراسة، أهمية الاكتشاف بالقول "لقد أهملت الأبحاث السابقة النظر في مدى أهمية الشعور بالتعاطف والحنان بالسنوات الأولى من عمر الأطفال،" مضيفة أن الضرر الذي يصيب دماغ الطفل بسبب قلة الحنان والتعاطف يصعب تعويضه في السنوات اللاحقة حتى مع تبديل سلوك الأهل. بحسب سي ان ان.

كلمات تكشف الامراض

من جانب اخر قال باحثون أميركيون إنهم أعدّوا اختباراً بسيطاً يتضمن لائحة تتضمن أكثر من 300 كلمة أساسية يستطيع من خلالها تحديد إن كان طفلك معرّض للمشكلات المتعلقة باللغة التي تستمر حتى سن الرشد، وذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن الأهل يستطيعون مقارنة قدرة الكلام عند أطفالهم من خلال نطق الكلمات الموجودة باللائحة التي أعدها الباحثون بجامعة "مور كولدج" الأميركية وتتكون من 310 كلمات أساسية، كما يمكنهم تحديد إن كان الأطفال يعانون من خطر المعاناة من مشكلات تتعلق باللغة وهي غالباً ما تستمر إلى الرشد، ووجدت الدراسة أن الاطفال الذين بإمكانهم نطق أقل من 50 كلمة من اللائحة في سن السنتين هم أكثر عرضة لأن يتخلفوا عن أقرانهم بالنسبة للألفاظ والقواعد والقراءة في سن 17 عاماً، وأشار العلماء إلى أن تحديد مشكلة تأخر النطق بوقت مبكر يسمح للأهل بالتدخل باكراً للمساعدة على حل المشكلة، وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة لسلي رسكورلا، إن لائحة الكلمات يمكنها أن تسلط الضوء على "ضعف مبكر بما يخص تطور اللغة وبالتالي لمهارات اللغة لاحقاً".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/نيسان/2012 - 19/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م