اصدارات جديدة: الشباب وخلق الروح الايجابية للمجتمع

 

 

 

 

الكتاب: حديث مع الشباب/ باقة ملاحظات تنموية

الكاتب: ناصر حسين الاسدي

الناشر: ملتقى الشباب الثقافي/ بغداد

عدد الصفحات: 160 قطع متوسط

عرض: شبكة النبأ

 

 

 

 

شبكة النبأ: يتصدر هذا الكتاب سلسلة اسمها (ثقافة الحياة)، وهذه التسمية لها مدلولاتها الكبيرة لدى المعنيين بالثقافة الموجهة الى الشباب، فثقافة الحياة بهذا المعنى الواسع والمفهوم الشمولي تشي بأهمية شريحة الشباب من جهة، والاهتمام الذي يوليه هذا الكتاب للشباب من جهة ثانية. وقد بدا هذا التوجه نحو الشباب واضحا ابتداء من الاهداء الذي تصدر هذا الكتاب حيث خص به المؤلف شريحة الشباب قائلا فيه (الى فسائل الخير المتفتحة الواعدة، تلك التي تسير مع الزمن، لتجلل مستقبل امتنا ضياءاً، وتوقد في شرايينها النهضة وحماس التقدم. الى جيل الطموح، من الشباب الرسالي المؤمن).

ثم نطالع المقدمة التي قالت أن هذه الصفحات (جاءت لتخاطب هذا الجيل، معتمدة بما ينفعه لعلاج واقعه نفسيا واجتماعيا) ثم يبدأ المؤلف بشرح خفايا الشخصية ومفهوم الايجابية لينتقل منها الى المجتمع الايجابي وطرق تفكيره، ثم يتطرق الى اهمية تفعيل التفكير الايجابي لدى الشباب والمجتمع عموما. ويركز الكاتب على الجوانب الايجابية عموما ومنها التفاؤل ودوره في صنع الشخصية الايجابية المنتجة للشاب، ودور الايحاء الذاتي في هذا المجال، وكذلك دور الكلمة الايجابية وقدرتها على سحب الشباب الى الجانب الامثل للتفكير ومن ثم الشروع بالعمل الصحيح، الامر الذي يؤدي الى استمرارية التطور في انتاجية الشباب في الجوانب كافة تبعا لإيجابية الافكار، ويتطلب هذا الهدف كما يؤكد الكاتب الاسدي، نوعا واضحا من الالتزام.

ويتحدث الكتاب عن قضية جوهرية تتعلق بالتوريث، ويؤكد هنا على اهمية التوريث الايجابي حيث يقول: (حين يموت الانسان وتنقطع صلته بالحياة لا يبقى إلا ما خلفه من إرث، فعن رسول الله صلى الله عليه وأله قال: اذا مات الانسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية –أي الاوقاف- أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). ثم يتطرق المؤلف الى العدو الداخلي فيقول في هذا الصدد (من اهم الامور التي ينبغي على من يسلك طريق التفكير الايجابي أن يخلي نفسه دائما مما قد يعكر صفو تفكيره ومن ثم أفعاله التابعة لذلك التعكير، إن العدو الكبير للتفكير الايجابي هو داخلك).

ويؤكد الكاتب على أهمية الايجابية الاجتماعية، ودور الانسان الصالح في تقديم النصح للأخرين، ويؤكد على أن الدين نصيحة، قائلا بهذا الخصوص: (الدين نصيحة، وهذا مبدأ إسلامي أصيل جاء من تفكير ايجابي في المبادرة لتقديم الرأي والمشورة الصادقة لمن يحتاجها، ويؤكد الاسدي على اهمية تغيير الافكار الذاتية واساليبها ناهيك عن النمط الحياتي نفسه فيقول (هناك عدة طرق لمساعدتك على تحويل خيالك الى واقع، حدد حلمك، فكثيرون يشعرون بالتعاسة في حياتهم لأنهم لا يعرفون ماذا يريدون).

ويقدم الايدي حزمة اقتراحات هي عبارة عن خطوات ايجابية لأحراز مهارة التفكير الايجابي، وهذا الامر من اهم ما يتميز به هذا الكتاب السهل الممتنع، حيث لا يكتفي بتأشير نقاط الخلل ومكامن الضعف في التفكير أو السلوك الاجتماعي للشباب، بل يقدم البدائل العملية المناسبة التي تساعد الشباب على تغيير حياتهم نحو الافضل دائما، وبهذا تكون مادة هذا الكتاب ذات توجه عملي نظري في آن واحد، ويؤكد على التواصل الايجابي مع المجتمع، ويقترح زرع الابتسامة على الوجه حين يقابل احدنا الناس في الحياة اليومية ويؤكد المؤلف على أن (النفس التي تتعود الشعور بالإيجابية نفس حية).

ويعتبر المؤلف أن الايجابية صناعة، ينبغي أن نصنعها في المجتمع المسلم، مع مراعاة الامكانات والوسائل، واهمية مصاحبة الناجحين ووضع البرامج الايجابية ونشرها وتحويلها الى مشاريع عملية، ويقدم الكاتب قائمة بالعادات السيئة التي ينبغي للشاب والناس عموما تجنبها. ولكي تكتمل فائدة الكتاب يقدم الاسدي شرحا وافيا عن الشخصية السلبية وملامحها وتمسكها بحالة التثبيط بدلا من التنشيط، ويقترح تقديم المصلحة العامة على الجوانب الاخرى والموازنة بين الحسنات والسيئات، ويؤكد المؤلف على أهمية احترام الناس جميعا، وقبولهم كما خلقهم الله تعالى، ولا يتم هذا إلا بامتلاك ارادة فاعلة للتغير نحو الافضل.

وعلى العموم يعد هذا الكتاب من المؤلفات الجيدة التي تحاول أن تساعد الشباب في فهم الحياة وطبيعة الانسان ومجاهيله، وكيفية التحرك في ظل شبكة من المتناقضات لصالح الانسان نفسه ولمجتمعه في آن واحد، كما أن اسلوب الطرح والمعالجة يتسم بالعمق والوضوح في آن واحد وهي من سمات الكتب الجيدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/نيسان/2012 - 19/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م