كثيرة جدا هي المستجدات التي دخلت على الشارع العراقي مذ سقوط صنم
بغداد فمنها الصالح ومنها الطالح ولم تستثن اي مجال من مجالات الحياة
العراقية هذه المستجدات ومن بين اشهرها واكثرها واتعسها هي الكتل
السياسية والكتل الخراسانية.
هذان المستجدان يرتبطان مع بعضهما بعلاقة حميمة لا يمكن لنا ان
نفصلهما وكأنهما توأمان برأس واحد مشوه اذا فصلا هلكا، هذه الكتل
الخراسانية تقوم بمهمتين مهمة حماية الكتل السياسية ومهمة تقطيع اوصال
المحافظات العراقية، والكتل السياسية تقوم بمهمتين ايضا مهمة حماية
اجندتهم الذين يعتمدون عليهم في بقائهم ومهمة تقطيع اوصال العلاقات بين
العراقيين، للكتل الخراسانية عدة اشكال وهدفها واحد والكتل السياسية
لها عدة شعارات والغاية واحدة، الكتل الخراسانية يتم تصنيعها بأموال
العراقيين من النفط والكتل السياسية يتم تأسيسها بأموال العراقيين من
النفط.
المصطلح المشترك بينهما هو الارهاب فظاهرا ان الكتل السياسية تعمل
على احتواء الارهاب ومحاربته والكتل الخراسانية هي الاخرى تعمل على
حماية من يختبئ خلفها من الارهاب ولكنها لا تحاربه.
سأل احد ضباط الشرطة لماذا تضعون القطوعات في الطرق ولا تعتمدون على
نقاط التفتيش؟ اجاب بالحرف الواحد والله يشهد على ما اقول اجاب :"اثق
بالصبة ولا اثق بالشرطي " كلمة كبيرة لها بعد عميق.. اليم.. رهيب..
ومخيف، وقد اثبتت كثير من التفجيرات صحة ما ذهب اليه الضابط، اذاً اول
اختلاف بين الكتل السياسية والخراسانية ان الاول غير جدير بالثقة عكس
الثاني، الاختلاف الثاني ان الكتل السياسية بقاءها مرهون بالكتل
الخراسانية بينما العكس غير صحيح، الكتل الخراسانية لها وجه واحد عكس
السياسية لها وجوه متعددة، الكتل الخراسانية لا تشارك بالانتخابات واذا
ما رايتم عليها ملصقات ودعايات انتخابية فلا ذنب لها ولم ترشح نفسها
ولا تروج لاي كتلة انتخابية بل انها تُضطهد من قبل الكتل السياسية فيتم
الاعتداء على حقوقها ويلصق عليها الدعايات الانتخابية.
الان وبعد تغير الموقف في الدول العربية من قبل الربيع الزائف
وتدهور احوالها هل سيتمكن العراق من ان يكون المصدر الرئيسي للكتل
الخراسانية لا سيما وانه اصبح يتمتع بخبرة تسع سنوات من صناعة الكتل
ونصبها ورفعها وبكل اشكالها واحجامها حتى اننا ننافس اسرائيل على صناعة
الجدار العازل الذي ثار العرب وتظاهر وندد عندما اقدمت اسرائيل على وضع
جدار عازل بين الفلسطينين والاسرائيلين اللقطاء، والنتيجةانهم سيقدمون
على نفس العمل في دولهم بعد ان يجتاح الربيع بقية الدول العربية التي
لا زالت تعيش في الخريف.
|