الوهابية... سطوة هدامة خارج أطار الحضارة الانسانية

شبكة النبأ: تتزايد الانتقادات الموجه الى هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية والتي تعتبر اليد الضاربة لشيوخ الفكر الوهابي الذين تتسم فتاواهم بالتشدد والتحريض واثارة الفتنة وهم بحسب تلك معتقدات يعتبرون انفسهم الفئة الوحيدة التي تنتهج مسار الاسلام الحق، لذا فهم ينكرون باقي الاديان والشرائع ويكفروا باقي الملل والمذاهب الاسلامية ، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي هيئة سعودية رسمية مكلفة بتطبيق نظام (الحسبة) المستوحى من الشريعة الإسلامية و توصف من قبل بعض وسائل الإعلام بـ الشرطة الدينية وهي متهمة بممارسة ابشع الانتهاكات فيما يخص ملف حقوق الانسان، واصبحت هذه الهيئة بل وجميع افكار التشدد التي ينادي بها الفكر الوهابي مثار للجدل والسخرية بسبب اتباع اساليب فكرية متحجرة واعتماد فرض الآراء واستخدام العنف المفرط لتطبيق فتوى وافكار بعض رجال الفكر الوهابي التي تنسب على انها من تعاليم الشريعة الاسلامية، وذكر تقرير خاص أن الشارع السعودي يعيش حالة يصفها نشطاء بالذعر واليأس مدفوعة بسطوة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذات الصلاحيات الواسعة في البلاد. ويقوم رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية الذين يعرفون أيضاً باسم "المطوعين" أو "المطاوعة" بتطبيق القواعد الإسلامية المحافظة إلى حد كبير في البلاد والمتعلقة بقضايا من قبيل اللباس والمبادئ الأخلاقية.

ووفقاً لموقع "سي إن إن" (CNN) الأمريكي، تنفذ الهيئة روتينياً مداهمات واعتقالات وتوجيه للتهم لمن يقبضون عليهم من الجنسين في السعودية، حتى أن رجال الهيئة أصبحوا، وفقاً لناشطين، ينشرون الرعب في البلاد. ومؤخراً، أثار رجال الهيئة التي تصفها وسائل الإعلام بـ "الشرطة الدينية" جدلاً في البلاد بعد امتداد سطوتهم إلى فنادق الخمسة نجوم والتي أصبحوا يدخلونها ويجولون في ساحاتها بين الرجال والنساء.

وبحسب سي إن إن، قال الأخصائي النفسي الدكتور وليد الزهراني إن "في السنوات العشر الأخيرة زادت الفجوة بين المجتمع السعودي والهيئة بسبب تصرفات أعضاء ميدانيين لا يتعاملون بشكل حضاري ويتعمدون الهمجية واستخدام القوة والسلطة". وأضاف قائلاً "لا ننس أن لهم (رجال الهيئة) دور كجهاز في إصلاح المجتمع إلا أن تصرفت بعض الأفراد فيها أساءت لقطاع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل عام.. حتى انه أصبح هناك ما يعرف برهاب الهيئة وهو يصنف من المخاوف النفسية".

وبالفعل، تواجه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعض الانتقادات في عملها ويتعرض رجالها الأربعة آلاف عضو والمكلفة بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في السعودية، إلى انتقادات بسبب بعض الأساليب والتصرفات داخل المجتمع، وقال "الزهراني" إن عدد زوار ومراجعي العيادات النفسية الذين يعانون من "رهاب الهيئة" زاد، وأعمارهم من 15 إلى 40 عاماً للنساء ومن 15 إلى 30 عاماً للرجال في السعودية. وأضاف أن "المشاكل والقضايا الأخيرة من تصرفات وتجاوزات أعطت انطباعاً سيئاً عن الهيئة وأصبحت حديث المجالس وزرعت الخوف والتوتر والقلق حتى أن كثير من السعوديين يتحاشون بقدر الإمكان الاحتكاك مع رجال الهيئة".

وقال "أصبح بعض رجال الهيئة يتدخلون في اللباس والشكل والعبارات وغيرها من الأشياء السطحية التي لا علاقة لهم بها مثل التصرف الأخير في مهرجان الجنادرية ومعرض الكتاب واعتدائهم على بعض العائلات والنساء مؤخراً دون وجه حق". وفي منتصف فبراير/شباط الماضي، تبرأت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من محتسبين حاولوا الدخول بالقوة إلى مهرجان "الجنادرية" الشهير بهدف توزيع منشورات دينية تحث على فتاوى مجهولة منها تحريم دخول المرأة للمهرجانات. وقال "الزهراني" إن "نسبة مراجعي العيادات بسبب رهاب الهيئة تصل إلى 7 في المائة من مراجعي العيادات النفسية بشكل عام"، وهي نسبة قال عنها "تقديرية".

وبحسب سي إن إن، يؤكد الدكتور عبدالعزيز الناصر أخصائي علم الاجتماع أن "بعض عناصر الهيئة تعمد الإساءة لهذا الجهاز بشكل عام وأن الشارع السعودي طيب وصبور بطبعه ومحب للخير إلا أن التجاوزات الأخيرة ستؤدي إلى آثار سلبية لا تحمد عقباها". وقال "الناصر" إن تصرفات بعض رجال الهيئة الأخيرة "تدل على انتشار الكراهية والتذمر لهم بشكل كبير من الجنسين ويحتاج كثر من العاملين في هذا القطاع إلى إعادة توجيه وتدريب والنظر في أمرهم وتطبيق القوانين بشكل صحيح دون أي تجاوز أو تدليس".

من جهة أخرى يقول المواطن السعودي محمد العجلان إن "وجود الهيئة ضروري.. ولها هيبة وسلطة ولكن في حدود مع معرفة حقوق الآخرين وما لهم ما عليهم دون النظر بعين الانتقاص لهم أو استخدام الصراخ والقوة وظلم الآخرين". ويشاركه الرأي راكان الشمري بقوله "أصبحت (العاصمة) الرياض مدينة إسمنتية لا حراك فيها وأصبح كثير من الشباب أشبه برجال آليين لا يستطيعون التنفيس أو التعبير عن هواياتهم أو لبس لباس معين أو غيره".

وفي المقابل، يقول عالم الدين الإسلامي الشيخ عبدالله الخالدي إنه "لا يصح أن نهاجم رجال الهيئة لأنهم يساعدون بشكل أو بآخر في القضاء على الفساد والحد منه وإذا تجاوز بعضهم أو أخطأ لا يجوز أن نعمم على الباقين فهم همهم المجتمع بكل أطيافه كما أن هناك هجوم إعلامي كبير عليهم". وفي السياق ذاته، نقل الموقع الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن الشيخ صالح بن غانم السدلان قوله إن "الجهة المنوط بها الحسبة وهي في المملكة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتعامل مع المنكر وفق الحال، فرجال الحسبة لا يستخدمون العنف ولا يبدؤون به، ولكن إذا لم يندفع المنكر إلا بالحزم، فلا مانع من استخدام الحزم حتى يرتدع الذين يريدون الإفساد في الأرض". وأضاف إنه "علينا أن نتذكر أن للحسبة مراتبها في إنكار المنكر آخرها استخدام اليد فأين الذين يستنكرون استخدام القوة في إنكار المنكر من مراتب الحسبة الكثيرة، والتي منها التعريف بالمنكر والنصح والإرشاد والتغيير باللسان وغير ذلك".

الغاء الدوريات السرية

في سياق متصل المح رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ الى اعادة النظر في الدوريات السرية الخاصة بالهيئة "اما بترشيد عملها او الغائها"، ونقلت الصحف السعودية عنه قوله "سيتم حصر السيارات السرية في جميع المناطق واعادة النظر في اعمالها اما بترشيد عملها او الغائها". واضاف ان "المطاردات التي يقوم بها رجال الهيئة ستنتهي الا اذا كان الامر يتعلق بمطاردة مجرم ارتكب امرا خطيرا مثل خطف امرأة او طفل". وتابع "اما التجاوزات البسيطة فيكتفي رجل الهيئة في الميدان بأخذ رقم السيارة وابلاغ الدوريات الامنية".

من جهة اخرى، قال آل الشيخ ان "افتعال مشكلة منع الشباب من دخول الاسواق امر غريب وغير مدروس ولا يمكن منعهم". وكانت امارة الرياض قررت "عدم منع الشبان العازبين من دخول الاسواق والمجمعات التجارية بناء على توصية لجنة مشتركة من الامارة والشرطة وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر". وتعتبر المجمعات التجارية متنفسا اجتماعيا مهما في غياب بدائل اخرى.

ويتم منع دخول الشبان العازبين بذريعة عدم الاختلاط او معاكسة الفتيات، باستثناء فترة الظهر خلال ايام العمل وليس نهاية الاسبوع، لتناول الغداء في الاماكن المخصصة لذلك فقط. واضاف رئيس الهيئة "لن نتسامح مع اي خطأ او تجاوز، ومن يرتكب عملا مشينا او خطأ كبيرا سيوقف فورا ويقدم للقضاء، والتعليمات واضحة وصريحة، ومن اعتدى او تعرض للمحارم او حقوق الناس يوقف ويحال للقضاء ولا يراعى له حرمة". وتتولى الهيئة تطبيق الشريعة الاسلامية وتسيير دوريات لإغلاق المحلات خلال اوقات الصلاة ولرصد الخلوات غير الشرعية بين رجال ونساء. ويتأكد عناصرها المعروفون بالمطاوعة من عدم اقدام المرأة على قيادة السيارة واحترام ارتداء العباءة السوداء وتغطية الرأس، وحتى الوجه احيانا. وتمنع الهيئة ايضا تنظيم حفلات موسيقية عامة ويعمد عناصرها في بعض الاوقات الى الكشف على هواتف الشباب الجوالة بحثا عن رسائل او صور يعتبرونها مخالفة للشريعة. بحسب فرنس برس.

لكن تعيين رئيس جديد للهيئة مطلع العام الحالي لقي ترحيبا في الوسط الاعلامي حيث اكد معظمهم انه "مؤشر على مزيد من الانفتاح" في المملكة. وقال محمد القحطاني المسؤول في جمعية الحقوق المدنية والسياسية حول الخطوات التي تتخذها الهيئة حاليا "انها عملية تجميل يحاولون اقناع الناس انهم يفعلون شيئا لكن لا يمكن ترشيد عملهم من دون اصلاحات سياسية".

واضاف "انها محاولة واضحة من السلطات لإلقاء اللوم على رئيس سابق وتعيين اخر بدلا منه فهي المسؤولة عن الهيئة وتحديدا وزارة الداخلية".

فتاوى خارج العقل

من جهة اخرى وفي مسلسل غرائب الافتاء الوهابي فقد أفتى الشيخ السعودي عبد الرحمن البراك بحرمة مشاركة المرأة في الانتخابات، لأنه يشتمل على 'التشبه بالكفار'، معتبراً أن الانتخابات من أسوأ ما دخل على المسلمين من 'طرائق الكافرين'. وقال البراك في فتوى أطلقها على موقعه على الإنترنت، بـ'حرمة مشاركة المرأة في مبايعة الإمام، أو تنصيبها مستشارة له'، وأفتى كذلك بـ'حرمة اعتماد نظام الانتخاب لاختيار المرشح للرئاسة أو عضوية مجلس من المجالس القيادية'.

وأضاف أن 'المرأة لا شأن لها في البيعة، وليس من حقها المشاركة في مبايعة الإمام'. وتابع 'ما عُرف حق للمرأة في البيعة بمعنى الاختيار والانتخاب، ولا تنصيبها مستشارة في قضايا الأمة إلاّ في عهود الاستعمار، وظلام الاحتلال'. ورأى البراك أن 'نظام الانتخاب، وهو نظام فاسد لم يُبنَ عند الذين أخذوا به من المسلمين في هذا العصر على نظر شرعي ولا عقلي، وهو دخيل عليهم من أعداء الإسلام بسبب احتلالهم أرضهم والإعجاب بطرائقهم'. وأفتى بحرمة الانتخابات لأنها 'تشتمل على التشبه بالكفار، ولهذا فهم يرضونه منا، ويدعوننا إليه، ويفرحون بموافقتنا لهم فيه'، بالإضافة إلى 'ارتكاز نظام الانتخاب على الدعاية وشراء الأصوات والدعاوى الكاذبة'.

وقال البراك إن 'الانتخابات من أسوأ ما دخل على المسلمين من طرائق الكافرين في شأن المرأة'، مشيراً إلى أن هذا 'كان موضع اهتمام الأمم والهيئات الكافرة، لما يعلمونه من عظم تأثير ذلك في تغريب مجتمع المسلمين وتغييره بسلب خصائصه، كما عُلمت هذه الحقيقة من واقع البلاد التي وقعت تحت وطأة الاستعمار'. وكان البراك دعا بالموت على كل امرأة تقود سيارة، وقال تعليقاً على دعوة سيدات سعوديات إلى قيادة السيارات في 17 حزيران (يونيو) الماضي، إن 'ما عزمن عليه هو منكر، وهن بذلك يصبحن مفاتيح شر على هذه البلاد'، ووصفهن بـ'النساء المستغربات الساعيات الى تغريب هذه البلاد'. وكان البراك أفتى بهدم الكعبة وبنائها مرة أخرى لـ'تفادي الاختلاط بين الجنسين'. بحسب يونايتد برس.

في السياق ذاته رفض علماء دين سعوديون إقامة ملتقى كشفي عالمي في المملكة العربية السعودية، بسبب 'الاختلاط المزرى' بين الشباب والبنات، ولما فيه من 'خطورة بالغة' بسبب ضمّه عشرات الآلاف من 'أهل الديانات المختلفة'، معتبرين الأمر 'خيانة بالغة للأمانة'. وبرر العلماء، في بيان نشر على موقع 'المسلم' الإلكتروني، رفضهم بالقول إن الملتقى الكشفي اشتمل في دورته التي عقدت في السويد وشارك فيه 400 كشفي سعودي، على 'الاختلاط المزرى' بين الشباب والفتيات، وعلى العري، وأنه خصّص موقعاً لتوزيع الواقي الذكري لمن يرغب بممارسة الجنسية. وقال البيان، الذي وقّع عليه 42 عالم دين سعودي منهم الشيخ محمد بن ناصر السحيباني والشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، إنه 'مع الخطورة البالغة على أبنائنا مما تقدم، فأخطر منها أن هذا الملتقى ضم عشرات الآلاف من أهل الديانات المختلفة، وكان من أهم أهدافه تحقيق الاندماج بينهم، ومعهم أبناء المسلمين'. وأضاف أن 'إقحام شبابنا في مثل تلك الأجواء وإشراكهم في تلك المناسبات تضييع للمسؤولية بل خيانة بالغة للأمانة'. واعتبر البيان أن 'ترتيب إقامة ملتقى كشفي باسم (مخيم السلام العالمي الثاني) في جامعة الملك عبدالله تشارك فيه وفود من نحو 100 دولة، يعني التمادي في إقحام أبنائنا في هذه الملتقيات، والإصرار على كسر الحواجز بين المسلمين وأصحاب الديانات الباطلة'.

من جهة اخرى أفتى رجل الدين السعودي المتشدد الشيخ عبد الرحمن البراك بتكفير الكاتب السعودي عبد العزيز السويد واعتبره ملحدا ووصفه بالضال وطالب بمحاكمته. وطالب البراك في بيان نشر على مواقع الإنترنت الكاتب رئيس تحرير صحيفة "المدينة" التي نشرت مقالا له بالتوبة إلى الله والاعتذار عن المقال وأكد على وجوب محاكمتهما. وقال البراك في فتواه ردا على مقال السويد "قرأت مقال من سمى نفسه عبد العزيز السويد المنشور في جريدة المدينة ، بعنوان (المفهوم المدني للألوهية)، فوجدته مشتملا في حقيقته على إلحاد الجهمية". وأضاف في البيان الذي نشره موقع "المسلم" الذي يشرف عليه رجل الدين ناصر العمر "ونكتفي بهذا القدر من التنبيه على بعض ما تضمنه ذلك المقال المشتمل على الضلال، بل الكفر، فالجاحدون لصفات الله من الفلاسفة والجهمية كفار عند أهل السنة والجماعة؛ لأن مذهبهم في التوحيد مناقض لما نزل به الكتاب، وجاء به الرسول".

ووصف البراك الكاتب بالضال في عدة مواضع من بيانه، كما هاجم الصحف السعودية ووصفها حالها بـ"المزري"، وقال "أما بعد فحالة صحفنا مزرية! فإنها حرة إلا في كلمة الحق؛ ـ فهي مثلا ـ تدعوا إلى الاختلاط، ولا تنشر الإنكار. وتمجد الأقزام اللئام الذين لا تجني الأمة منهم إلا ضياع الأوقات والأخلاق. وتستقطب أقلام المفتونين بتغريب الأمة، وذوي الجرأة على الله ودينه من الأذكياء والأغبياء! فكم ترفع من وضيع، وتخفض من رفيع، حسب الأهواء!".

واعتبر ضرر الصحف السعودية على الأمة أكبر من نفعها، واختتم بيانه بدعوة الكاتب ورئيس التحرير "للتوبة إلى الله واستغفاره والرجوع والاعتذار عن كتابة المقال ونشره،" وطالب وزير الإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة بمحاكمة الكاتب والصحيفة. وكان البراك قد أفتى في عام 2001 بكفر الكاتبين السعوديين عبد الله بن بجاد العتيبي ويوسف أبا الخيل ، وفي فتوى أصدرها العام الماضي كفر البراك المفكر والطبيب السوري خالص جلبي الذي كان يقيم في السعودية وقتها وطالب السلطات بطرده من البلاد.

وفي اغرب افتاء واجة الكثير من الانتقادات والسخرية خرجت هيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ”لتفتي مؤكدة أن الأحداث الدامية التي وقعت في بورسعيد وراح ضحيتها 75 قتيلاً إنما هي عقوبة من الله أصابتهم بسبب ارتدائهم زي غير شرعي، في إشارة إلى الشورت الذي لا يستر الفخذ!! وأشارت هيئة الأمر بالمعروف بالمملكة العربية السعودية على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إلى أن ما حدث في بورسعيد هو عقوبة من الله للاعبين لأن لباسهم كان غير ساتر للعورة.

وتأتي هذه الفتوى في حين أن كل الفرق العالمية ترتدي نفس الملابس منذ مائة سنة..! كما أن من حلت بهم الكوارث شباب المشجعين الذين يرتدون البنطال الساتر..! أو ربما كما قال احدهم على تويتر “هذا عقابهم لأنهم لا يغضون البصر ويشاهدون اللاعبين بالشورت الفاتن! قالت الهيئة في صفحتها: “لو أن لاعبي الأفارقة في بورسعيد كان لباسهم محتشما (كأن يستبدلوا الشورت الفاتن بالبنطال الساتر) لما حلت بهم العقوبة والكوارث”. وأضافت الهيئة: “رحم الله من يستحق الرحمة من ضحايا بورسعيد.

فتاوى وردود

من جانب اخر ندد مجلس الاساقفة النمساويين بشدة بالدعوة التي وجهها مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ لهدم الكنائس في جزيرة العرب. وجاء في بيان صادر عن المجلس نشر في ختام اجتماع له في تايناخ، جنوب النمسا، "ان تصريحا من هذا النوع يعتبر بالنسبة الينا كأساقفة غير مقبول على الاطلاق وغير مفهوم، في الوقت الذي توجد فيه مبادرات عدة للحوار بين الاديان في الجزيرة العربية". وكانت مواقع اسلامية نقلت ان "جمعية احياء التراث الاسلامي" الكويتية القريبة من الفكر الوهابي وجهت سؤالا الى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حول "صحة الدعوات في ميزان الشريعة التي اطلقها اعضاء في البرلمان الكويتي الى منع او هدم الكنائس".

فكان جواب المفتي السعودي ان "الكويت جزء من الجزيرة. والجزيرة العربية يجب ان تهدم كل ما فيها من الكنائس لان هذه الكنائس اقرارها اقرار لدين غير الاسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم امرنا وقال لا يجتمع في جزيرة العرب دينان. فبناؤها في الاصل لا يصح لان هذه الجزيرة يجب ان تخلو من هذا كله".

وقال الاساقفة النمساويون ان تصريحا من هذا النوع لا يهدد المسيحيين في جزيرة العرب فحسب بل في العالم اجمع. واضاف البيان "في مرحلة مثل المرحلة التي نمر فيها اليوم، وحيث تؤدي الثورات العربية الى اضطرابات في كامل المنطقة، فان تصريحات من هذا النوع لا تساعد الناس". وتابع البيان "نطالب بتوضيح رسمي واعلان واضح عن الحق في وجود كنائس ومسيحيين في هذه المنطقة". واوضحت وكالة الانباء النمساوية ان الاساقفة الالمان نددوا ايضا الجمعة على لسان الاسقف روبرت زوليتش بهذه الدعوة الى هدم الكنائس في شبه الجزيرة العربية. وكانت النمسا والعربية السعودية افتتحتا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي مركزا للحوار بين الاديان في فيينا. وظهرت انتقادات في النمسا لهذا المشروع لأنه جاء بمبادرة وبتمويل من السعودية التي يسودها الفكر الوهابي المتشدد.

من جهة اخرى اعتبر عالم دين سعودي ان اغلاق المراكز التجارية وكافة الاماكن الاخرى اثناء الصلاة "بدعة لا اساس لها من دين او عقل" مشيرا الى وجود ادلة شرعية تؤكد "مخالفة" هذا الامر للشريعة الاسلامية. ونقلت بعض المواقع الالكترونية عن الباحث الشرعي وعضو هيئة التحقيق والادعاء العام عبد الله العويلط قوله ان "اغلاق المحلات التجارية في اوقات الصلاة بدعة لا اساس لها من دين او عقل، ولم تأت به الشريعة ولا يقتضيه العقل السليم".

وتغلق المراكز التجارية والمصارف ومحطات الوقود والمطاعم وكل الاماكن حتى الصيدليات وقت الصلاة ابوابها لمدة تتراوح بين ثلاثين واربعين دقيقة، وتطلب من الزبائن الموجودين في المكان الاسراع في دفع الحساب او المغادرة خوفا من وصول رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتتولى الهيئة تسيير دوريات لإغلاق المحلات خلال اوقات الصلاة بالإضافة الى امور اخرى.

واشار العويلط الى "سبعة اوجه تؤكد مخالفة هذا الامر للشريعة. فهو بدعة لان الاغلاق لم يفعل في صدر الاسلام، فلم يكن هناك اجبار عليه فالإشكالية في الاجبار وليس في ان يفعله الشخص من تلقاء نفسه فهذا الاجبار هو المستحدث ولا اصل له". وراى ان "الاغلاق ضرر على الناس والشريعة جاءت برفع الضرر ويتمثل هذا في تقليل وقت الحركة المتاح للشخص في تسوقه او اعماله او غيرها وبه اجحاف بحق اصحاب" النشاط الاقتصادي. وقال "كل هذا من التضييق الذي يتنافى والتيسير الذي جاءت به الشريعة". واستند العويلط في تفنيده الى صحيح البخاري وغيره من المراجع الدينية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/نيسان/2012 - 18/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م