حوادث مرورية بين التبجح والاستهتار والاهمال

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: في كل دقيقة يذهب المئات من الاشخاص ضحايا لحوادث مرورية في مختلف انحاء العالم نتيجة للسرعة او التهور والاهمال او الخمور والحشيشة او حتى بسبب سماعات الاذن. وقد حاولت الشركات المصنعة لوسائل النقل البرية معالجة الارتفاع الحاد في حوادث المرور المروعة، من خلال زيادة شروط المتانة والامان وابتكار المزيد من الوسائل والتقنيات التي من شأنها تقليل هذه الحوادث الى ادنى حد ممكن، كما دعمت العديد من البحوث والدراسات التي تصب في هذا السياق خصوصاً وان سرعة السيارات الحديثة –على سبيل المثال- قد وصلت الى نسب قياسية لم تكن معهودة في السابق.

يضاف الى ما تقدم فان التهور الكبير من جانب اعداد كبيرة من سائقي المركبات وتفاخرهم بتحطيم الارقام القياسية في السرع على الطرق العامة وعدم مراعاتهم للشروط الواجب توفرها اثناء القيادة قد فاقم من معاناة رجال المرور وزاد من حوادث الدهس خصوصاً وان اغلب من يقوم بهذا الامر هم من الشباب والمراهقين اللذين غالباً ما يكونون تحت تأثير الكحول والمخدرات. وتختلف نسب الحوادث المرورية وتنظيم السير والقيادة من بلد الى اخر وحسب الانظمة والقوانين المطبقة فيه، حيث ترتفع في بلدان دون الاخرى، كما لا ينسى ما للطبيعة والظروف المناخية من دور مهم في هذا الامر.

المرور الاسوأ في العالم

فيما أظهر مسح شمل 20 مدينة في شتى انحاء العالم ان القيادة في مكسيكو سيتي هي الاسوأ على الاطلاق، وفي المسح الذي رعته شركة (اي.بي.ام) واجري على ثمانية الاف شخص يقودون سيارات بشكل منتظم في المدن العشرين حصلت العاصمة المكسيكية على اعلى عدد نقاط في مؤشر عن معاناة السائقين وهو 108 نقاط مقارنة بمدينة مثل مونتريال الكندية التي حصلت على 21 نقطة، وقال فينود سواميناثان مدير انظمة النقل الذكية في اي.بي.ام "الازدحام المروري في انخفاض على مستوى العالم بينما معاناة التنقل في تزايد"، وذكر أن ضعف الاقتصاد وارتفاع اسعار الوقود كانا وراء تراجع الازدحام المروري منذ اجراء المسح لاول مرة قبل اربع سنوات، واضاف ان الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية للطرق والنقل العام من جانب قوتين اقتصاديتين صاعدتين هما الصين والهند ساهمت قليلا ايضا في هذا التراجع، واظهر المسح ان 41 بالمئة من السائقين الذين جرى استطلاع ارائهم يفضلون ترك سياراتهم واستخدام وسائل المواصلات العامة ان توفرت، واحتلت مدينة شنتشن الصينية المرتبة الثانية تلتها العاصمة الصينية بكين ثم نيروبي وجوهانسبرج في المركزين الرابع والخامس على التوالي، كما شملت قائمة المدن العشرين السيئة السمعة مروريا نيودلهي وموسكو وميلانو وباريس ومدريد ونيويورك وشيكاجو ولندن. بحسب رويترز.

حوادث السير في الصين

من جهتها ذكرت وسائل الاعلام المحلية أن 18 طفلا قتلوا عندما اصطدمت شاحنة محملة بالفحم بحافلة صغيرة مكتظة تنقل التلاميذ في شمال غرب الصين مؤخراً مما أثار ضجة بشأن الطرق القاتلة في البلاد، وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن التصادم الذي وقع على طريق ريفي في مقاطعة تسنغنينغ باقليم قانسو أدى الى مقتل سائق الحافلة ومدرس، وأصيب 44 شخصا بينهم 10 في حالة خطيرة في احد أسوأ حوادث الطرق التي وقعت الصين في الاونة الاخيرة، وقال محطة اذاعة اخبارية رسمية ان التحقيق الاولي أظهر أن الحافلة كانت "مكتظة بشكل كبير" حيث كانت تقل 64 شخصا بدلا من التسعة المسموح بهم، وأظهرت الصور على مواقع الانباء الصينية حطام الحافلة الصفراء التي صدمتها شاحنة الفحم الاكبر منها بكثير في الطريق الى دار الحضانة، وذكرت تقارير اخبارية أن المحققين يدرسون القضية دون توضيح ما اذا كانت المسؤولية تقع على سائق الشاحنة أم سائق الحافلة، وسارع المسؤولون الى مكان الحادث لتقديم الدعم ووعدوا بشن حملة على مخاطر الطرق، ولكن طوفانا من الرسائل على مواقع الانترنت الصينية رددت الغضب من تراخي تطبيق السلامة، وقال تعليق على موقع "ويبو" الصيني للمدونات الصغيرة "لا يمكن أن تتهرب الحضانة من مسؤوليتها عن هذا الاكتظاظ الشديد"، وقال اخر "لماذا لا نقوم بحماية الاطفال بنفس الطريقة التي نحمي بها قادتنا؟"، وحاولت السلطات الصينية اتخاذ اجراءات صارمة لمواجهة رعونة القيادة لكن النمو الاقتصادي السريع والتوسع السريع في عدد الطرق والسائقين يؤدي الى العديد من الاخطار خاصة على الطرق الريفية التي يقل بها حضور الشرطة. بحسب رويترز.

حوادث سماعات الاذن

اذ أظهرت دراسة أميركية نشرت في المجلة الأميركية المتخصصة "إينجوري بريفنشون" أن نسبة الحوادث الخطرة التي يتعرض لها المشاة الذين يستعملون سماعات أذن ارتفعت ثلاثة أضعاف في غضون ست سنوات، وأشارت الدراسة التي أجريت بين كانون الثاني/يناير 2004 وحزيران/يونيو 2011 إلى أن غالبية الضحايا هم مراهقون وشبان وأن معظم الحوادث وقعت في مناطق ريفية فيما وقع حادث واحد من أصل عشرة في المدينة، وأوضحت الدراسة أن متوسط عمر الضحايا هو 21 عاما وأن نصفهم تقريبا (55%) دهسه القطار وأن ثلثي الضحايا (68%) هم من الذكور ولم يتخط عمر 67% منهم الثلاثين عاما عند وقوع الحادث، وفي الفترة المذكورة، تم إحصاء 116 حادثا وقع 16 منها بين العامين 2004 و2005 و47 منها بين العامين 2010 و2011، وبحسب الدراسة، فإن 81 حادثا من أصل 116 (70%) كان مميت، وأشار معدو الدراسة إلى أن سبب الحادث يعود على الأرجح إلى انغماس الضحية في الموسيقى وإلى عدم قدرته على سماع الأصوات الخارجية، وبحسب بيانات أميركية، يموت ما بين 4 و5 آلاف شخص من المشاة سنويا جراء اصطدام مع سيارة، أي ما بين 10 و12% من مجموع الوفيات الناجمة عن حوادث الطرقات في الولايات المتحدة، وتتسبب القطارات في وفاة خمسين شخصا من المشاة تقريبا كل سنة. بحسب فرانس برس.

سيارات تخفض الحوادث إلى الصفر

الى ذلك يشارك صانعو السيارات في المعرض الدولي السنوي "إنترناشونل كونسيومر إلكترونيكس شوو" في لاس فيغاس ويتشاركون طموحا واحدا الا وهو تقليص خطر الحوادث إلى الصفر بفضل "سامة فعالة" ترتكز على الرادارات وشبكات الانترنت، وفي هذا السياق، يؤكد المصنع الالماني "مرسيدس" انه يعمل على "سيارة ينخفض فيها خطر الحوادث إلى اقل من 1 %" ما خلا في حالات القيادة تحت تأثير الكحول، على ما قال الناطق باسم الشركة، ويشرح المحلل دوغ نيوكومب من موقع "إدموندز.كوم" أن مصنعي السيارات يعملون من دون المجاهرة بالأمر على سيارة أكثر "استقلالية قادرة في احسن الحالات على القيادة بمفردها على غرار السيارات التي اختبرها العملاق "غوغل" في العام 2010، ويقول دوغ نيوكومب إن "المسألة مثيرة للجدل" لكن تجربة "غوغل" التي لم تشبها إلا حادثة واحدة من جراء إهمال بشري بسيط تبين ان "السيارات أذكى من الكثير من السائقين"، ولم نرتق اليوم بعد إلى هذا المستوى غير أنه من شأن اتجاهين سائدين حاليا أن يرسيا تدرجا على المدى المتوسط أسس السيارات "شبه المستقلة" ألا وهما تدابير "السلامة الفعالة" التي تستخدم في الكثير من النماذج العالية الطراز حيث يتحكم الكمبيوتر في السيارة بالمكابح و/أو المقود من جهة وتدابير تشبيك الأجهزة جميعها بالانترنت من جهة أخرى. بحسب فرانس برس.

وفي ما يخص السلامة الفعال، اشار الناطق باسم مصنع "فورد" ويس شيروود الى جهاز يسمح للسائق بالتوقف عن تغيير خطه جزافا بفضل "آلة تصوير توضع على زجاج السيارة الأمامي وتركز على العلامات المطلية على ارض الطريق"، وفي حال تخطى السائق الخط مرارا وتكرارا، يبدأ المقود بالهز لينذره وقد يتحرك بمفرده ليعيد السيارة إلى الخط المستقيم، وهذا النظام الذي كان حكرا على السيارات الفاخرة "سيعتمد للمرة الأولى هذه السنة في السيارات الميسرة للعامة" من قبيل "إكسبلورير" و"فورد فيوجن"، ويؤكد المحلل دوغ نيوكومب أن "المستهلكين يتساءلون إلى اي مدى يمكنهم ترك السيارة تتحكم بالقيادة، لكنهم يحبذون النظام عموما الذي هو جد محبوك"، وقد باع المصنع منذ العام 2009 ثلاثمئة ألف نسخة من النظام، أما الألماني "مرسيدس" فهو يستخدم نظاما مشابها يكمله نظام "مراقبة الزوايا المحجوبة" ففي حال شكلت الحركة خطرا على السيارات في الخلف أو جانبا يتم كبح العجلات تلقائيا لتقويم الحركة، كذلك تساعد الرادارات التقليدية السائق في الحفاظ على مسافة مقبولة بينه وبين السيارات أمامه وتكبح السرعة تلقائيا إذا حصل تباطؤ.

وعلى صعيد آخر أكثر حداثة، بفضل تشبيك السيارت بالانترنت الذي ضاعفت "فورد" استثمارها فيه، يصبح السائق أكثر اطلاعا على ما حوله ومن ثم تزداد سلامته، وتعتبر "السيارة الموصولة بالانترنت سيارة استشرافية"، على حد قول المدير التنفيذي لدايملر/مرسيدس ديتر زيتش، لذا تصمم "مرسيدس" نظام تواصل تحت اسم "امبريس 2" يستخلص من الانترنت معطيات عن احتمال وجود مخاطر على الطريق من قبيل الجليد ويعلم بها السائق ليعدل طريقه في الوقت المناسب، وبالنسبة إلى دوغ نيوكومب، لا بد من أن يرتكز هذا التواصل على الهواتف الخليوية المتزايدة الاستخدام، مما يفسر توافر التجهيزات المخصصة لوصل الهواتف الخليوية بالانترنت في السيارة، فهذه التجهيزات لا تسمح فحسب بكبح الرغبة في اللهو بالهاتف الذكي بل تقدم أيضا منافع عدة وتجعل من الهاتف جهازا لا غنى عنه في السيارة.

القيادة تحت تأثير الحشيش

من جهة اخرى كشفت دراسة بريطانية مؤخرا، أن قيادة المركبة تحت تأثير الحشيش يضاعف تقريبا من احتمالية حصول الحوادث، وبذلك تتغير كل المفاهيم التي تعتبر الكحول أخطر مسبب للحوادث على مستوى العالم، ويتم إنفاق الملايين من الدولارات سنويا على حملات التوعية، في حين يوزع الحشيش في العديد من الدول على أنه عقار طبي، وقال أستاذ قسم الصحة في جامعة دالهاوزي، مارك اسبريدج، "إن الأبحاث التي خضع لها قرابة خمسة آلاف شخص، تشير إلى السائق تحت تأثير الكحول يعاني من البطء الكبير في ردود الفعل المهمة للتعاطي مع معطيات الطريق، وهو أمر خطير"، وأضاف: "إلا أن القنب (الحشيش) يؤثر بشكل مباشر على الموقع المكاني وتحديد الأبعاد حول السائق، ويعتبر أمراً أكثر خطورة"، وأشار أسبريدج إلى أن الأفراد تحت تأثير الحشيش، "ينكرون الشعور بالضعف في غالب الأحيان، على العكس من الأفراد تحت تأثير الكحول الذين في أغلب الأوقات يعترفون بالضعف وعدم القدرة على القيادة"، وأضاف أسبريدج "الحشيش سيؤثر بشكل ملحوظ على السائقين من خلال اللحاق بالسيارات الأخرى بشكل وثيق جدا، وذلك يرجع إلى تأثر معطيات المكان لديه مما سيؤدي إلى الانحراف والخروج عن الطريق"، ويشير تقرير إلى أن عدد المدمنين في العالم على مختلف أنواع المخدرات بلغ أكثر من 200 مليون شخص، وأن حجم تجارة المخدرات بلغ أكثر من 300 مليار دولار. بحسب سي ان ان.

السعودية وحوادث السيارات

في سياق متصل كشف مدير عام المرور في السعودية اللواء سليمان بن عبدالرحمن العجلان، إن 20 حالة وفاة تحصل يومياً في المملكة بسبب حوادث السيارات، وقال العجلان في حديث على هامش أسبوع المرور الخليجي، نشرته صحيفة "عكاظ"، إن 544 ألف حادث مروري وقعت في المملكة خلال العام الماضي بمعدل 1537 حادثا كل يوم، نجم عنها 7153 حالة وفاة بمعدل 20 حالة وفاة يومي، واعتبر العجلان أن تطبيق النظام الصارم ومضاعفة الغرامات لن يحد من سرعة السائقين لدى قيادتهم المركبات التي وصلت في أحدث إحصائية لـ9 ملايين و400 ألف مركبة في عموم المناطق، ما لم يكن هناك توجيه وتوعيه لمخاطر التهور، وكشفت إحصائية سعودية العام الماضي أن حوادث السيارات التي تقع بالمملكة خلال عام واحد وصلت إلى أكثر من 300 ألف حادث تبلغ تكلفتها 13 مليار ريال (3.46 مليارات دولار أميركي).وقال رئيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية (سلامة) الدكتور عبدالحميد المعجل إن أكثر من 30% من أسرة المستشفيات مشغولة بإصابات الحوادث المرورية، وأضاف المعجل أن المملكة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً بمعدلات الحوادث المرورية التي تتسبب بخسائر بالأرواح، إضافة إلى خسائر باهظة بالاقتصاد الوطني، فضلا عن الآثار الاجتماعية والصحية الناتجة منه، وأوضح أن تقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن ربع وفيات الإصابات ناتجة عن الحوادث المرورية، حيث تتسبب بمقتل 1.2 مليون شخص كل سنة، إضافة إلى إصابة أو عجز 50 مليون شخص. بحسب يونايتد برس.

يوتيوب يفضح سائق مخالف

بدوره يواجه سائق سيارة فيرار تبجح بانه تجاوز بسيارة فيراري يملكها ثلاث مرات مستوى السرعة المسموح به في اليابان، من خلال عرض فيلم عن "انجازاته" على يوتيوب بعدما اتصل مشاهدون غاضبون بالشرطة، ووضع الطبيب الخمسيني شريط فيديو من ست دقائق على يوتيوب يظهره وهو يقود سيارة "فيراري 458 ايطاليا" في فوكووكا في جنوب اليابان متجاوزا السرعة المحددة، ب84 كيلومترا بالساعة، ومستويات السرعة المسموح بها متدنية اجمالا في اليابان وتكون عادة 40 كيلومترا في الساعة في المدن، وكان الرجل يسير بسرعة 124 كيلومترا في الساعة فقط في سيارة يمكن ان تصل سرعتها الى 325 كيلومترا في الساعة الا ان وسائل الاعلام المحلية نقلت عنه قوله للشرطة "اردت ان يدرك الناس جمال سيارة فيراري، اردت ان اشعر بالفخر"، وقد اتصل مستخدمون لموقع يوتيوب بالشرطة للتبليغ عن المخالفة واشارت تقارير صحافية الى ان ضباط الشرطة احتسبوا السرعة من خلال تحليل المسافة التي قطعتها السيارة، وتمكنت الشرطة من التعرف على السيارة وسائقها بفضل شريط الفيديو، وقال ناطق باسم الشرطة لوكالة فرانس برس ان الطبيب الذي لم يكشف عن اسمه يواجه عقوبة بالسجن قد تصل الى ستة اشهر وغرامة اقصاها مئة الف ين (1220 دولارا) في حال ادانته. بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى حيت جنوب افريقيا "المثال الرائع" الذي تقدمه سائقة ثمانينية قادت سيارتها لمدة 62 عاما من دون ان تحصل على اي مخالفة مرورية في بلد يقتل فيه 40 شخصا يوميا في حوادث سير، وتسلمت هايزل سوما (80 عاما) من وزير النقل سبسيسو نديبيلي شهادة حسن قيادة لاكثر من 60 عاما. وقال الوزير "قيادة السيارة من دون اخطاء والمثال الرائع الذي تقدمه السيدة سوما هما الدليل على ان بالامكان وضع حد للمجازر على طرقاتنا"، وغالبا ما يقود الجنوب افريقيون بطريقة خطرة، وقد اوقف سائق دراجة نارية بعدما ضبط وهو يسير بسرعة 220 كيلومترا في الساعة في منطقة حيث السرعة محددة ب120 كيلومتر، وقد تراجع عدد قتلى حوادث السير بشكل طفيف الا ان اكثر من ستة ملايين مخالفة حررت بين تشرين الاول/اكتوبر 2010 ونهاية العام 2011 واوقف كذلك اكثر من 21 الف سائق في حالة سكر خلال الفترة ذاتها.

بلجيكا تعلن الحداد

على صعيد اخر وقف البلجيكيون دقيقة حداد فيما قرعت اجراس الكنائس في انحاء البلاد التي عمها الحزن مع عودة جثامين 22 طفلا وستة بالغين قتلوا في حادث تصادم في سويسرا، الى وطنهم، وحمل الجنود اكفانت صغيرة بيضاء اخرجوها من طائرتين عسكريتين بعد هبوطهما بالقرب من بروكسل بعد يوم من تعرف اهالي الاطفال على جثث الاطفال في سويسرا حيث وقع الحادث، وفيما يحقق المسؤولون السويسريون في اسباب الحادث الذي وقع في وقت سابق، وقف الاطفال والاهالي والمدرسون وهم يمسكون بايدي بعضهم البعض في ساحتي مدرستين في هيفيرلي ولوميل اللتين ينتمي اليهما الطلاب، خلال يوم حداد وطني، ونكست الاعلام في انحاء البلاد ووقف البلجيكيون دقيقة صمت وقرعت اجراس الكنائس حدادا على ارواح الاطفال الذي هز مقتلهم البلاد، وتوقفت الاذاعات عن البث، فيما اوقف سائقو الحافلات والقطارات محركات عرباتهم دقيقة وخيم الحزن على البلاد لمقتل الاطفال الذي لا يتعدى عمر اكبرهم 11 او 12 عام، وفي مدينة هيفيرلي، اطلق التلاميذ البالونات البيضاء فيما انهمرت دموع البالغين على ضحايا حادث الحافلة التي كانت تقل 46 طفلا واربعة معلمين وسائقين واصطدمت في جدار احد الانفاق في جبال الالب اثناء عودتهم من رحلة تزلج. بحسب فرانس برس.

وقالت ماري بيا، وهي ام لثلاثة اطفال تقيم بجانب مدرسة سنت-لامبيرتوس في مدينة هيفيرلي "من المهم جدا ان نشعر باننا جميعا متحدون، اليوم شمال وجنوب بلجيكا متحدان"، وعاد ستة من الاطفال ال24 الذين اصيبوا في الحادث المروع الى بلجيك، ومن المقرر ان يعود 14 اخرون في وقت لاحق، فيما لا يزال اربعة من الاطفال في حالة حرجة لا تسمح بمغادرتهم المستشفيات السويسرية، واعيدت جثامين 28 من الضحايا الى بلداتهم، ومن بين القتلى 22 بلجيكيا، وستة اطفال هولنديين، واحد الاطفال يحمل الجنستين البريطانية والبلجيكية، وفي هولندا قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روت ان "حكومته بكاملها تشعر بالاحساسيس نفسها وهي الصدمة والعجز، والتعاطف الشديد مع جميع المتضررين من الحادث"، وتدفقت الزهور والالعاب والشموع ورسائل التعاطف على بوابتي المدرستين الابتدائيتين اللتين ينتمي اليهما الطلاب في هفيرلي ولوميل الواقعتين بالقرب من الحدود الهولندية، وفي لوميل، التي قتل 15 من طلابها في الحادث، بدأ الاطفال والمعلمون والأهالي لحظة صمت استمرت خمس دقائق، وقتل في الحادث كذلك اثنان من المدرسين في تلك المدرسة.

وكان عدد القتلى من مدرسة "تستكسكي" التي تعني باللغة الهولندية "عيدان الثقاب"، والبالغ عدد طلابها 200 طالب، هو الاعلى لانهم كانوا يجلسون في مقدم الحافلة كما يبدو عند اصطدامه، وقال تيري ديرك دي فريدي (54 عاما) ان "المدينة باكملها، بل المقاطعة باكملها، وكل بلجيكا تقدم الدعم لعائلات الضحاي، هذا امر مهم للغاية"، ودعا اهالي الضحايا افراد العائلتين البلجيكية والهولندية الى حضور قداس الذكرى في المدينتين، وفي سويسرا، يسعى المحققون الى الكشف عن سبب الماساة، وذكرت انباء ان سائق الحافلة كان يحاول تشغيل شريط دي في دي قبل الحادث بثوان، وقالوا ان ذلك ربما تسبب في "تشتيت انتباهه"، الا ان الشركة التي يعمل فيها السائق نفت ذلك، وبعد ذلك قالت الشرطة انها لا تعتقد ان السائق كان يقود الحافلة بسرعة كبيرة، وذكرت السلطات السويسرية انه سيعاد التفكير في خطط السلامة في النفق البالغ طوله 2،5 كلم، وتساءلت الصحافة عن سبب تحديد السرعة داخل النفق بمئة كيلومتر في الساعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/نيسان/2012 - 17/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م