لم تنتهى المعركة الدائرة حول رفض وقبول واستنكار ترشيح جماعة
الاخوان (خيرت الشاطر) في سباق الرئاسة الجاري في مصر الان، وهذا
الموضوع له اكثر من بعد في الرفض والقبول والتخوف.. ونبدأ من أول
السطر.
الشاطر الذى يشغل منصب نائب المرشد ومقارنة الى ابناء جيله نجد أن
بروزه الى سطح الاحداث ارتبط بقضية سلسبيل 1992، اما ابناء جيله مثل
حلمي الجزار و مختار نوح وعصام العريان والسيد عبد الستار وعبد المنعم
ابو الفتوح وابو العلا ماضي.. فكل هؤلاء كانوا موجودين وسط الاحداث منذ
ان كانوا ضمن اتحاد طلاب جامعات مصر واعضاء نقابيين وبرلمانيين، أما
الشاطر فمنذ أن ظهر بشركته اصبحت الجماعة مرتهنة للشركة.
كما اصبح الشاطر هو صاحب حافظة الاخوان المالية وهو وحده من يملك
حسابات الجماعة في الداخل والخارج وهو وحده من يعلم كم ينفق قيادات
الاخوان بدء من المرشد ومكتب الارشاد وصولا الى اصغر وحدة بنائيه في
الجماعة... فهذا هو الشاطر...
اما الجماعة... فمن المعلوم ووفقا لما نشرته جريدة الوفد في 20 /1/
2011 بأنهم لن يشاركوا في مظاهرات 25 يناير...
ثم نزل الاخوان يوم 28 يناير فيما عرف بجمعة الغضب بعد التنسيق مع
جهاز امن الدولة وعمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق !!
وبقيت الجماعة تقول امرا ثم تخالفه وتوالت المخالفات // الاستفتاء
//والبرلمان// والشورى// وعدم مساندة الثوار في الميدان// ثم استيلائهم
على لجان البرلمان...
وفي الاخير قالوا مرارا وتكرارا انهم لن ولم ينوى ترشيح أي احد
للرئاسة... لكن لا يفوتنا في هذا المقام ان نشير الى تلك الاشارات التي
تحدثت دوما عن وجود صفقة بين ( العسكري) من جهة وبين ( الاخوان) من جهة
اخرى..
ودار حوار عن رئيس توافقي بداية من السيد حسين منصور الذى اعلن فور
انسحابه وقبل اعلان الجماعة مرشحها ان الاخوان مارست الخديعة عليه ثم
انقلب وخالفت، ووصولا للحديث الدائر عن الخارجين من السباق الرئاسي
منهم ابو اسماعيل وسليم العوا وعبدالله الاشعل الذى اعلن تنازله فجأة
ومن مكتب الارشاد مبايعا الشاطر!!
وتبقى احتمالات ترشح الشاطر تدور وفق احتمالات هي :
الاول : أن الجماعة اتفقت مع العسكري على ترشح الشاطر والدليل على
ذلك هو براءة الشاطر في قضية التنظيم الدولي، وان المجلس صمت على لجنة
الدستور ولم يحرك ساكنا حتى الان، وان الجماعة كانت تنوى حشد مليونية
من اجل اسقاط الحكومة ولكنها بعد ترشيح الشاطر تراجعت نهائيا عن هذا
الامر...
الثاني : ان الجماعة رشحت الشاطر من اجل المساومة على الحكومة وعلى
اللجنة التأسيسية فاذا ما ترك العسكري لهم التأسيسية والحكومة سيتم
انسحاب خير مع الاخذ في الاعتبار ان الموقف القانوني للشاطر ما يزال
معلق بين استكماله لممارسة حقوقه السياسية كاملة وبين عدم استكماله
لهذه الحقوق.
الثالث: أن ترشيح الجماعة للشاطر هو من قبيل اعطاء المبرر لمرشح
اللحظة الاخيرة حتى يكون هناك مبرر قوى لهذا المرشح وهذه الامور ما
ستحسمها الايام القادمة...
لكن بقى ملاحظة مهم : صرح الدكتور السيد عبد الستار المليجي عضو
شورى الجماعة يوم الثلاثاء 3/4/2012 بأن مؤسسات الجماعة لا قيمة لها
وان من يمتلك القرار بضع اشخاص على رأسهم خيرت الشاطر، كما ان صوت
المرأة داخل التنظيم لا وجود له فالجماعة لا تعتبر المرأة كائن مساو
للرجل بدليل عدم تمثيل المرأة في أي شكل تنظيمي للجماعة... فهل هذه
تعاليم الاسلام الحنيف ام تعاليم أزمنة الجهل والعصور الوسطى ؟!!
* الامين العام لحزب التحرير
Ma_alnor200@yahoo.com |