الخمر يفترس أكثر مما تفترسه الاوبئة والمخدرات

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يعد الخمر اخطر وباء عرفه العالم لأنه سفاح يفتك بكل من يتعاطاه، اذ تشكل نسبة  وفياته أكثر من نسبة وفيات جميع الأمراض الوبائية مجتمعة، ويحصد أرواح حوالي مليونين و500 ألف شخص مدمن سنويا سواء كان رجلا أو امرأة.

إن شرب الخمر يعود على صاحبه بأضرار كثرة منها: التأثير على الكبد، والتأثير على القلب، في حين تزداد كمية الحامض في الجسم مع احتساء الخمر فيؤدي ذلك الى: انخفاض كمية السكر وازدياد الحامض البولي، ناهيك عن اضراره الاجتماعية، إذ يؤثر الإدمان على علاقة المدمن الشخصية وخاصة مع أسرته، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الانفصال وتشرد الأولاد وتأثر أوضاعهم النفسية والاجتماعية، ويؤثر أيضا على علاقات المدمن الاجتماعية في محيط مهنته وأصدقائه، في حين عندما تتجاوز نسبة الكحول في دم الشارب نصف غرام في اللتر الواحد تتأثر مهارة السائق وتضطرب قيادته للسيارة والتي تسبب الكثير من حوادث السيارات في العالم، وبحسب خبراء بهذا الشأن فهناك علاقة كبيرة بين حوادث العنف والقتل وبين تناول الكحول.

الى ذلك حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر استهلاك الكحول المتزايدة، قائلة إن "تناول المشروبات الروحية بات سمة تطبع المناسبات الاجتماعية في كثير من مناطق العالم، وقالت المنظمة في نشرة حول الكحول، على موقعها الإلكتروني إن "استهلاك الكحول ينطوي على مخاطر صحية ويخلّف آثاراً اجتماعية لها علاقة بقدرته على الإسكار وإحداث التسمّم والإدمان.

إذ كثير من الشبان يظنون أنّ تناول الخمر سمة من سمات التقدم، لكن اللجوء إلى المشروبات الكحولية يفصح عن اضراره العضوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية كما أنه سمة من سمات  النفوس الضعيفة.

وفيات الأمراض الوبائية

فقد قالت باحثة بريطانية إن نحو مليونين و500 ألف شخص يموتون سنويا بالعالم بسبب الخمور، مشيرة إلى أن عدد الوفيات بسبب الكحول يفوق عدد ضحايا مرض الإيدز والملاريا والسل، ودعت إلى اتفاقية دولية مُلزِمة للحد من سوء استخدام الكحول، قالت باحثة بريطانية إن نحو مليونين و500 ألف شخص يموتون سنويا على مستوى العالم بسبب آثار الخمور. ودعت ديفي سريدهار من جامعة أوكسفورد في مقال لها نشرته مجلة "نيتشر" البريطانية منظمة الصحة العالمية إلى الحد من سوء استخدام هذا المشروب، الذي يصيب بالإدمان في كثير من الحالات، وأشارت الباحثة إلى أن هذا العدد من الوفيات بسبب الكحول يفوق ضحايا مرض نقص المناعة "الإيدز" والملاريا والسل. وقالت إن من واجب منظمة الصحة العالمية أن تعتمد اتفاقية، ملزِمة قانونياً للدول للحد من سوء استخدام الكحول، مشابهة للاتفاقية الخاصة بمراقبة تعاطي التبغ، وأشارت الباحثة إلى أن الكحول يتسبب، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، في 4% من حالات الوفاة على مستوى العالم سنويا . بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وقالت إن إساءة استخدامه هو ثالث أكبر عامل يهدد بضياع الكثير من سنوات عمر الإنسان جراء المرض والإعاقة، وإنه هو التهديد الأكبر لحياة البشر في الدول ذات الدخل المتوسط والتي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم، ورأت سريدهار، التي تعمل في قسم الصحة العامة في كلية ولفسون بجامعة أوكسفورد، أن منظمة الصحة العالمية هي الهيئة الوحيدة المسؤولة عالميا عن صحة البشر والتي بوسعها اعتماد مواثيق ملزمة قانونياً لتحقيق هذا الهدف. وحسب سريدهار فإن من شأن مثل هذه الاتفاقية أن تدفع دولا لسن القوانين المطلوبة لمكافحة سوء استخدام الكحول. وأوصت بمساءلة الحكومات التي لا تلتزم بذلك، مضيفة أنه "من المثير للاستغراب أن منظمة الصحة العالمية لم تعتمد خلال 60 عاما سوى اتفاقيتين كبيرتين إحداهما خاصة بتفشي الأمراض والأخرى خاصة بتعاطي التبغ"، في حين تجاهلت الكحول.

مشاكل الكبد

كما تشير إحصاءات الخدمات الطبية البريطانية إلى زيادة كبيرة في أعداد الشباب الذين يعالجون في المستشفيات لمشاكل خطيرة في الكبد بسبب الإفراط في شرب الخمر، وجاءت أكبر زيادة في الفئة العمرية بين 25 و29 سنة، حيث بلغ مجموع الذكور 182 والإناث مائة في الفترة من عام 2002-2003. ومن عام 2009-2010 ارتفع العدد إلى 291 شابا و188 فتاة، أي بزيادة 60% و88% على التوالي، وعلى نحو مماثل ارتفع عدد الذكور في الفئة العمرية من ثلاثين إلى 34 من 558 إلى 873 (56%)، بينما ارتفع في الإناث من 310 إلى 522 (68%)، وهذا يؤكد تحذير الأطباء بأن هناك نزعة مخيفة من ارتفاع الحالات بين الشباب الأصغر سنا، وتشير الإحصاءات إلى أن أعداد الفئات العمرية من 15 إلى 19 سنة كانت أقل بكثير، بزيادة من 4 إلى 8، ويقول أحد الأطباء المختصين في الكبد إن أمراض الكبد الكحولية كانت نادرة بين المراهقين لكنها تزايدت مع تغير عادات الشرب ومن المرجح أن تزداد سوءا، وقال إنه كلما شرب الأطفال في سن مبكرة وكلما أسرفوا في الشرب كلما كانت الفرصة أكبر لإصابتهم بأمراض كبد خطيرة في الكبر. وهناك مرضى كثيرون مصابون الآن بمرض كبدي عضال في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات، وتشير الجمعية الطبية البريطانية إلى أن الأرقام المذكورة دليل آخر على أن الحكومة بحاجة لاتخاذ إجراء جاد بشأن سوء استخدام الكحول، وقالت الجمعية إن على الحكومة البريطانية أن تطور إستراتيجية شاملة تعمم على كل إداراتها وتركز على توافر القدرة على تحمل تكاليف وترويج الكحول في المجتمع، وخاصة بين الشباب، وترى بعض الجهات المختصة أن على الحكومة أن تمنع الإعلانات عن الخمر في التلفزيون، وتمنع منتجي الخمور من رعاية الفعاليات الرياضية والثقافية.

أخطر من الكوكايين والهيروين

في حين كشفت دراسة طبية جديدة أجراها مستشار الحكومة البريطانية للأدوية والعقاقير والمخدرات أن للخمور أضرارا على صحة الإنسان أكثر من تلك الأضرار التي تتسبب بها المواد المخدرة مثل الكوكايين والهيروين لجسم الإنسان، وبينما أشار الخبير الطبي البروفيسور ديفد نات في مقال نشرته دورية لانسيت الطبية إلى الأضرار التي تسببها المخدرات على صحة الفرد والمجتمع، بين أن مضار الخمور تبقى العامل الأهم في تدمير صحة الإنسان، يليها المضار التي تتسبب بها المواد المخدرة الأخرى مثل الكوكايين والهيروين، وتقول الدراسة التي قادها المستشار ديفد نات مع زملاء من اللجنة العلمية المستقلة للمخدرات، إنه إذا تم تصنيف العقاقير وفق درجة الضرر الذي تسببه للإنسان، فإن الخمور تأتي قبل كل من الكوكايين والهيروين والقنب، وأضاف أن الخمور هي أكثر المخدرات خطورة في بريطانيا وأن الكوكايين والهيروين يليانها، والتي أثارت في حينه جدلا بشأن نتائجها التي كشفت أن الخمور والتبغ المسموح بهما بموجب القانون هما أكثر ضررا وخطرا من القنب ومن عقاقير الهلوسة، حيث جاءت الخمور في الترتيب الخامس أكثر العقاقير خطرا وفق تلك الدراسة، الدراسة الجديدة أشارت إلى تسعة أنواع من الضرر الذي يمكن أن تلحقه العقاقير بالفرد من الموت إلى الأضرار التي تلحق بالأداء العقلي وفقدان العلاق، وكانت الدراسة القديمة دعت الى إجراء إصلاح شامل لنظام تصنيف المخدرات، رغم تشكيك النقاد في المعايير المستخدمة لتصنيف المخدرات وغياب الترجيح التفاضلي. بحسب السي ان ان.

في المقابل تقدم الدراسة الجديدة تحليلا أكثر تعقيدا وتسعى للتصدي للانتقادات التي واجهتها الدراسة السابقة، حيث أشارت الدراسة الجديدة إلى تسعة أنواع من الضرر الذي يمكن أن تلحقه العقاقير بالفرد "من الموت إلى الأضرار التي تلحقه بالأداء العقلي وفقدان للعلاقات"، إضافة إلى ذكرها لسبعة أنواع من الضرر الذي تسببه للآخرين، حيث يبلغ أقصى درجة للضرر المحتمل مائة وأما أدناها فهي الصفر، وبينما سجلت الخمور 72 مقابل 55 للهيروين و 54 للقنب، فإن الخبير الطبي دعا إلى بذل الجهود من أجل توضيح الضرر الناتج عن تناول الخمور فقط، ووصف التكاليف الاقتصادية التي يتكبدها المجتمع وعائلات المدمنين بكونها باهظة.

الكحول سمة اجتماعية

الى ذلك حذرت منظمة الصحة، التي تعقد حاليا الاجتماع الـ63 لجمعية الصحة العالمية، من مخاطر استهلاك الكحول المتزايدة، قائلة إن "تناول المشروبات الروحية بات سمة تطبع المناسبات الاجتماعية في كثير من مناطق العالم، وقالت المنظمة في نشرة حول الكحول، على موقعها الإلكتروني إن "استهلاك الكحول ينطوي على مخاطر صحية ويخلّف آثاراً اجتماعية لها علاقة بقدرته على الإسكار وإحداث التسمّم والإدمان، ومسألة تعاطي الكحول وأثرها على الصحة العامة، هي واحدة من أهم الموضوعات التي يناقشها اجتماع جمعية الصحة العالمية المنعقد في مقر المنظمة في جنيف بسويسرا، والذي ينهي أعماله الجمعة،وأكدت المنظمة أن الكحول، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة التي قد تصيب من يتعاطونه بكميات كبيرة طوال سنوات عديدة، يؤدي "إلى ارتفاع مخاطر الإصابة باعتلالات صحية وخيمة. بحسب السي ان ان.

وقالت نشرة المنظمة إنّ "تعاطي الكحول على نحو ضار من الأمور ذات الأثر الوخيم في الصحة العمومية، فهو يحتل المركز الخامس في قائمة الأخطار الرئيسية التي تتسبّب في حدوث الوفيات المبكّرة وحالات العجز في جميع أنحاء العالم، وتشير تقديرات عام 2002 إلى أنّ تعاطي الكحول على نحو ضار يتسبّب في وقوع نحو 2.3 مليون من الوفيات المبكّرة في شتى أنحاء العالم، ويقف وراء 4.4 في المائة من عبء المرض العالمي، وفقا للمنظمة،وقالت النشرة الصحية "إنّ تعاطي الكحول الذي ينطوي على مخاطر من الممارسات التي تتسبّب في أضرار اجتماعية وتكاليف اقتصادية مختلفة، علماً بأنّ معظم تلك الأضرار والتكاليف لا تنعكس في الإحصاءات الخاصة بالأمراض المرتبطة بالكحول.

انجلترا وويلز

فيما حذر خبراء صحة من ان ما يصل الى 210 الف شخص في انجلترا وويلز سيتوفون مبكرا عن اعمارهم الافتراضية بسبب الكحول خلال الاعوام العشرين المقبلة ثلثهم نتيجة مرض الكبد وحده، وقال الخبراء في دراسة نشرت بدورية لانست الطبية Lancet ان وفيات اخرى مرتبطة بالكحول ستحدث نتيجة حوادث طرق واعمال عنف وانتحار أو نتيجة امراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم والجلطات الدماغية وامراض القلب والسرطان، وقال يت يان جيلمور الرئيس السابق للكلية الملكية للاطباء وأحد المشرفين على اعداد الدراسة انه "بوسع الحكومة البريطانية" اتخاذ خطوات للتصدي لمشكلة تناول الكحوليات في بريطانيا و"منع اسوأ السيناريوهات وهي وقوع وفيات كان يمكن انقاذها، واشار الباحثون الى اجراءات اتخذها الاتحاد السوفيتي السابق في الثمانينات قالوا انها ادت لتراجع استهلاك الكحول بواقع الثلث خلال عامين ونتج عن ذلك ترجع بنسبة 12 في المئة في معدل الوفيات المرتبطة بتناول الكحول. بحسب رويترز.

وجاء التحذير بعد ان وعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بفرض اجراءات صارمة على الافراط في تناول الكحوليات ووصف الامر بانه "فضيحة" تكلف جهاز الصحة القومي الذي يمول باموال دافعي الضرائب ما يقدر بنحو 2.7 مليار جنيه استرليني (4.3 مليار دولار) في العام، وليس الافراط في تناول الكحوليات واثاره الضارة بالصحة مشكلة بريطانية فقط ولكنها تظهر في العديد من البلدان الغنية الاخرى حول العالم، وكانت دراسة نشرت في اظهرت ان 7.5 مليون طفل في الولايات المتحدة اي ما يعادل نسبة عشرة في المئة من عدد الاطفال يعيشون مع اباء أوامهات يدمنون الكحوليات وانهم عرضة بدرجة كبيرة للاصابة بمجموعة من المشكلات الصحية، وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية فان نحو 2.5 مليون شخص يتوفون كل عام نتيجة الاستخدام المفرط للكحوليات وهو ما يمثل 3.8 في المئة من اجمالي عدد الوفيات حول العالم كل عام، وتقول المنظمة ان فرض قيود على الحصول على الكحول في متاجر التجزئة وفرض اجراءات حظر على اعلانات الكحوليات وزيادة الضرائب عليها سيكون لها تأثير صحي هائل.

الجيش البريطاني

من جهة أخرى قال أطباء نفسيون إن الجنود البريطانيين في افغانستان او العراق اكثر عرضة لمعاقرة الخمر عند عودتهم الى الوطن مقارنة بزملائهم الذين لم يخدموا هناك لكن مستويات اضطرابات ما بعد الصدمة تظل متساوية، وكشفت دراسة موسعة اجرتها جامعة كنجز كوليدج لندن أن معدلات اضطرابات ما بعد الصدمة بين افراد القوات المسلحة البريطانية جاءت متساوية وبلغت أربعة في المئة بيد أن الدراسة رصدت ارتفاعا في معدلات الاضطرابات العقلية الشائعة كالقلق والاحباط ومعاقرة الخمر، وقال سايمون ويسلي من معهد الطب النفسي بالجامعة والذي قاد فريق البحث "وجهة نظرنا هي أن الاسراف في شرب الخمور يمثل مشكلة اكبر بالفعل من اضطرابات ما بعد الصدمة في صفوف القوات البريطانية، واشار الباحثون الى أن الدراسات التي اجريت في الولايات المتحدة رصدت ارتفاعا في معدلات اضطرابات ما بعد الصدمة بين قدامى الجنود العائدين من الخدمة النشطة وقالوا ان تلك النتائج دفعت البعض الى التنبؤ بأن بريطانيا ايضا ستعاني "موجة عاتية" من مشكلات الصحة العقلية، وتنتج تلك الاضطرابات عن صدمات منها التعرض للاصابة أو رؤية اخرين يتعرضون للاصابة أو القتل. وخدم نحو 180 الف جندي بريطاني في افغانستان والعراق منذ عام 2001، واعتمدت الدراسة البريطانية التى نشرت في دورية لانست الطبية على بيانات حصلت عليها من قرابة 10 الاف جندي بريطاني. ومولت الدارسة وزارة الدفاع بيد أن باحثين أكدوا ان الوزراء لم يكن لهم اي دور اخر في هذا العمل، وكشفت الدراسة أن نحو اربعة في المئة من الجنود يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة و20 في المئة يعانون من اعراض اضطرابات عقلية شائعة لا تحتاج في العادة لرعاية طبية و13 بالمئة يعاقرون الخمر. بحسب رويترز.

وكشفت أيضا ان الجنود الذين خدموا في افغانستان او العراق تزيد لديهم احتمالات معاقرة الخمر بنسبة 22 في المئة عن زملائهم الذين لم يخدموا هناك، وقالت نيكولا فير عضو فريق البحث في افادة صحفية بلندن "لا نرى في ذلك موجة عاتية لمشكلات الصحة العقلية كما توقع البعض و(ما خلصنا اليه) لا يعكس بالقطع ما شوهد في الولايات المتحدة.

الاقتصاد الأمريكي

على صعيد أخر قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها إن الافراط في شرب الخمر يكبد الاقتصاد الأمريكي أكثر من 200 مليار دولار سنويا معظمها في فقدان الانتاجية في مكان العمل، وقالت المراكز الأمريكية إن تكلفة الافراط في شرب الخمر في عام 2006 كانت تقدر بنحو 223.5 مليار دولار بزيادة حوالي 21 بالمئة عن 185 مليار دولار هي تكلفة الافراط في شرب الخمر عام 1998 وهي اخر مرة اجريت فيها مثل هذه الدراسة، وكان 72 بالمئة بسبب فقدان الانتاجية ويتحمل معظم التكاليف الذين يفرطون في شرب الخمر أنفسهم في شكل فقدان الدخل، وقالت المراكز الامريكية ان نفقات الرعاية الصحية تمثل 11 بالمئة من التكلفة الاقتصادية الاجمالية للافراط في شرب الخمر وتليها نفقات العدالة الجنائية وتكاليف حوادث السيارات بسبب حالة السائقين، وتعرف المراكز الامريكية الافراط في شرب الخمر بانه في المتوسط أكثر من مشروب كحولي واحد في اليوم للنساء وأكثر من مشروبين في اليوم للرجال، ولكن المراكز الامريكية قالت ان ما يقرب من ثلاثة أرباع التكاليف بسبب شرب الخمر في المناسبات عندما تشرب النساء أربعة مشروبات أو أكثر ويشرب الرجال خمسة مشروبات أو أكثر. بحسب رويترز.

وتوصل الباحثون الى أن حوالي 94.2 مليار دولار أو ما يعادل 42 بالمئة من اجمالي تكلفة الافراط في استهلاك الكحول في عام 2006 تحملتها الحكومة الاتحادية وحكومات محلية وعلى مستوى الولايات. بينما تحمل الذين يفرطون في شرب الخمر واسرهم 92.9 مليار دولار أو 41.5 بالمئة من اجمالي التكلفة الى حد كبير في شكل انخفاض دخل الاسرة، وتظهر الدراسة "التكاليف الاقتصادية للافراط في استهلاك الكحول في الولايات المتحدة في 2006" في اصدار نوفمبر تشرين الثاني 2011

شرق الهند

في سياق متصل رفعت السلطات الرسمية في الهند، حصيلة قتلى التسمم الجماعي، نتيجة تناول خمور فاسدة في شرق البلاد، إلى 133 قتيلاً على الأقل، فيما لا يزال نحو 170 آخرين يتلقون العلاج في عدد من المستشفيات، وقال مسؤولون طبيون ومصادر بالشرطة الهندية إنه تم نقل ما يزيد على 327 شخصاً إلى المستشفيات، بعد إصابتهم بالتسمم نتيجة تناول حمور محلية فاسدة، ورجح مدير الإدارة الطبية في ولاية "غرب البنغال"، إس بي باساك، ارتفاع عدد الضحايا، ووقعت حالات الوفاة ، بعد أن تناول المئات خموراً رخيصة تسمى "مونشاين،" تحضر بطريقة غير مشروعة، وفقاً لما ذكر أم داس، مسؤول الشرطة بالولاية الواقعة في شرق الهند، وقال داس إنه يخشى من أن حصيلة القتلى سترتفع جراء المشروب، لافتا إلى أنه تم اعتقال أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في بيع الخمر الفاسدة. بحسب السي ان ان.

ووفقاً لصحيفة "تايمز أوف إنديا"، فإن معظم الضحايا كانوا من العمال الفقراء، وعمال جر العربات والباعة المتجولين، الذين مرضوا بعد شرب الخمور المغشوشة، وحصل هؤلاء على عبوات بحجم 200 ملليلتر، من خمور "مونشاين"، مقابل دفع عشرة سنتات فقط، رغم أن تكلفة العبوة الواحدة من أرخص أنواع الخمور المصرح بها في الهند، تصل إلى 70 سنتاً للزجاجة بحجم 600 ملليلتر.

حصد ألأرواح  في روسيا

من جهتها أعلنت السلطات الروسية وفاة عشرات الأشخاص ونقل أكثر من ألف آخرين إلى المستشفيات بعد اتساع دائرة الإصابة بالتسمم الكحولي في أنحاء البلاد، وقالت وسائل إعلام روسية نقلا عن وزارة الطوارئ أمس إن أكبر انتشار لحالات الإصابة بالتسمم الكحولي ظهر في منطقة أركوتسك بسيبيريا حيث توفى 27 شخصا فيما أصيب 650 آخرون، وتم تسجيل وفاة سبعة أشخاص وإصابة أكثر من مائتين في منطقة برم بجبال الأورال كما توفى ثلاثة أشخاص وأصيب مائة آخرون في فولغوغراد جنوب روسيا. وقال ألكسندر بوبوف المتحدث باسم شرطة أركوتسك لصحيفة أزفتسيا إن "جميع الضحايا من الطبقات الفقيرة"، وتكثف الشرطة عمليات التفتيش على متاجر ومعامل الخمور للقضاء على إضافة مواد سامة مميتة للخمور لزيادة تركيز المحتوى الكحولي لها، ويعد إدمان الكحوليات والتسمم الكحولي بسبب احتساء خمور من نوعية رديئة أو مهربة من أبرز المشاكل التي تواجهها روسيا والتي تساهم في تقلص متوسط عمر الرجال إلى 59 عاما، وكانت حالة الطوارئ أعلنت في منطقة بالشمال الغربي قرب بسكوف على بحر البلطيق في وقت سابق من الشهر الجاري لمواجهة مشكلات تتعلق بالتسمم الكحولي وأغلبها يتضمن الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي وإمراض كبدية أخرى، وروسيا هي أكبر منتج ومستهلك للفودكا في العالم وتناول الخمور جزء من مناسبات اجتماعية عديدة ويموت الآلاف كل عام جراء الإفراط في شرب الخمور.

طلبة تركيا

بينما كشفت دراسة حديثة أجريت في تركيا عن انخفاض سنّ تعاطي الخمور بين الأطفال والشباب إلى سنّ الـ.11، وذكرت قناة «تي.آر.تي» التركية، في موقعها الإلكتروني، أن الدراسة التي أجرتها محافظة إسطنبول بالتعاون مع هيئة الهلال الأخضر، أشارت إلى أن 15٪ من الأطفال في المرحلة الابتدائية قد شربوا الخمر ولو لمرة واحدة على الأقل، وارتفعت النسبة إلى 50٪ بين تلاميذ المرحلة التعليمية المتوسطة، وظلت النسبة ذاتها بين طلاب الجامعات، وأفادت جهات معنية بدراسة الأوضاع الاجتماعية، بأن 68٪ من حوادث الطرق وحالات الطلاق تقع بسبب تعاطي الخمور، وأضافت «تي.آر.تي» أن مصادر علمية دولية أشارت إلى أن نحو ملياري شخص يتعاطون الخمور في العالم، من بينهم 766 مليون مدمن للخمر، وأن 1.8 مليون شخص توفوا بسبب الخمور وعدم استجابتهم للعلاج،وتستهلك أوروبا وحدها ضعف استهلاك العالم كله من الخمور. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

الكحول والفيسبوك

من جانب أخر أشارت إحصائية أعدها المركز الأمريكي لدراسات الإدمان CASA، أن المراهقين الذين يفرطون في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، يصبحون عرضة للوقوع فريسة إدمان التدخين أو شرب الكحول أو حتى الحشيش أكثر من نظرائهم الذين لا تشغل تلك المواقع حيزاً واسعاً من أوقاتهم، وبحسب الإحصائية، فإن المراهقين المنغمسين في الاستخدام اليومي لمواقع التواصل الاجتماعي يتعرضون لإمكانية إدمان التدخين أكثر بخمس مرات من المعدلات العادية، كما يتعرضون لإمكانية الإدمان على الكحول أكثر بثلاث مرات من سواهم، وقال مدير المركز، جو كاليفينو: "هذه النتائج مرعبة وهي تظهر تأثير فوضى التعبير على عالم الانترنت والبرامج التلفزيونية على المراهقين وإمكانية تحويلهم إلى مدمنين على مواد ضارة،" وفقاً لمجلة "تايم" الشقيقة لـCNN، ولا تقدم الإحصائية الكثير من المعلومات حول المعطيات الجانبية التي قد تؤثر على هذه النتائج، ومن بينها طبيعة العلاقة بين المراهقين المدمنين وعائلاتهم، وشملت الدراسة ألف مراهق تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة، وقال 70 في المائة منهم إنهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يومياً، وذكر 10 في المائة من أفراد هذه الشريحة أنهم يستهلكون منتجات التبغ، بينما أقر 26 في المائة منهم بشرب الكحول، و13 في المائة بتدخين الحشي، وبالمقارنة مع الشريحة العامة لجميع المراهقين الذين شملتهم الإحصائية، فإن 8 في المائة يستهلكون منتجات التبغ، بينما يشرب 21 في المائة الكحول، ويعمد عشرة في المائة فقط منهم إلى تدخين الحشيش. بحسب السي ان ان.

ولفتت الدراسة إلى أن 40 في المائة من الذين شملهم البحث شاهدوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد يظهر فيها مراهقون آخرون وهم يستخدمون المخدرات أو يتناولون الكحول.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/نيسان/2012 - 13/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م