نم جيدا... تكسب صحة واوقات سعيدة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لا غنى للإنسان عن راحة بدنه والتي غالباً ما تتأتى عن طريق النوم الذي يعيد الحيوية لجسده المنهك، وقد تناولت الدراسات العلمية ظاهرة النوم بالتفصيل من اجل فهم اكبر لفوائدها ومضاره، خصوصاً وان اعراض الارق وارتفاع ضغط الدم والكأبة وغيره، باتت من الامراض الشائعة في الوقت الحالي مع العلم ان قلة النوم قد تكون احد اهم العوامل المسببة لهذه الامراض.

وفي سياق الموضوع شكل البحث في مشاكل النوم والنعاس اثناء العمل تحدياً مهماً امام الباحثين خصوصاً وان العديد من المهن تحتاج الى التركيز والانتباه، فالطيار وسائق القطار، مثل، قد يحدث كارثة كبيرة اذا غلبه النعاس اثناء قيادة الطائرة او القطار.    

قلة النوم ترفع الضغط

فعندما يخبرك أحدهم أنه مصاب بارتفاع في ضغطه الشرياني بسبب قلة النوم، فهو صادق حتما، ولا يجتهد في التفسير، فقد أظهرت دراسة جديدة، أن الرجال الذين يحصلون على أقل قدر من النوم العميق، معرضون للإصابة بارتفاع في الضغط الشرياني، بنسبة تزيد على 80 بالمائة عن غيرهم، ممن ينامون ملء أجفانهم، وقدر الباحثون مدة النوم العميق التي يحصل عليها الرجل من خلال قياس سرعة الأمواج الدماغية لديه، حيث ظهر وجود بطء واضح في سرعة تلك الأمواج لدى الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم، وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها، التي تظهر أن قلة جودة النوم ترفع وبصورة واضحة نسبة الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني، بصرف النظر عن مدة النوم، أو غيرها من مشاكل أومزايا النوم، وعدد من الدراسات السابقة ربطت بين اضطرابات النوم، مثل نوبات النوم المتقطع، واضطراب النوم بضيق النفس، مع ازدياد فرص ارتفاع الضغط لدى أصحابها. بحسب سي ان ان.

اما الباحثة سوزان ريدلاين، أستاذة طب النوم في جامعة هارفارد، قالت:" إن النتائج تقترح أهمية النوم بالنسبة للصحة العامة للجسم، إذ تشكل القطب الثالث لها، فعلى الناس أن تعرف أن النوم، الحمية، والنشاط الرياضي الفيزيائي هم أساس الصحة الجيدة، وتأثيرها كبير على صحة القلب وضبط الضغط الشرياني"، وأضافت: "فالنوم القليل قد يكون مؤشرا على صحة سيئة وضعيفة"، وأجريت الدراسة، التي نشرت في مجلة Hypertension الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية، على 784 رجلا تراوحت أعمارهم مابين 65 سنة فما فوق، ونظر الباحثون إلى العلاقة بين عناصر متعددة للنوم (المدة ، نماذج التنفس، ونماذج من تخطيطات أمواج الدماغ المختلفة)، وارتفاع الضغط، وخلال الدراسة تم إخضاع الجميع لقياس ضغطهم مع مراقبة نومهم في المنزل منذ البداية، ومن ثم، وبعد مرور حوالي 3 سنوات ونصف، تبين أن الرجال الذين أمضوا حوالي 4 بالمائة من نومهم في تباطؤ واضح لسرعة أمواجهم الدماغية كانوا أكثر عرضة لحدوث ارتفاع الضغط لديهم، هذا الأمر كان مترافقا مع ضعف في جودة نومهم والتي تشمل المدة الزمنية له، الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم، وحدوث أرق شديد لديهم، هذا، ورغم عدم شمول المرأة في الدراسة، إلا أنه من المتوقع أن تنطبق عليها نفس النتائج، وبالتالي زيادة احتمالات إصابتها أيضا بارتفاع في الضغط الشرياني بسبب قلة النوم.

الوحدة والنوم المتقطع

في سياق متصل قال باحثون أمريكيون إن احتمالات عدم النوم ليلا تزيد لدى الاشخاص الذين يعيشون وحيدين وذلك في دراسة تشير الى ان الوحدة ربما لا تؤدي فقط الى الشعور بعدم السعادة وانما هي سيئة ايضا بالنسبة لصحة الانسان، ودرست لياني كورينا من جامعة شيكاجو وزملاء لها الوحدة وانماط النوم بين مجموعة من الاشخاص كبار السن الذين يعيشون في مستعمرتين لطائفة الهوتريين في ولاية ساوث داكوت، ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية"سليب"، ويتقاسم الناس في هذه الطائفة الدينية التي تعيش بشكل جماعي المشاعر والوجبات ونادرا ما يكونون منعزلين اجتماعي، وقالت إن النتائج كانت مماثلة لنتائج دراسة اجريت عام 2002 لطلاب جامعيين قارنت مشاعر الوحدة بنوعية النوم. ووجدت هذه الدراسة ان كلما شعر الطالب بوحدة كلما زادت صعوبة النوم لديه، وجمع الباحثون المعلومات المتعلقة بمشاعر الوحدة وضغط الدم والنوم من 95 شخصا من المقيمين في مجتمعات الهوتريين، ومن اجل قياس النوم ارتدى المتطوعون في الدراسة اربطة في معاصمهم لقياس انشطتهم ومستوى القلق اثناء النوم، ومن بين المقيمين في تلك المجتمعات قال نصفهم تقريبا انهم ليسوا وحيدين، ولكن بين النصف المتبقي لاحظ الباحثون وجود اتجاه بين مشاعر الوحدة المتزايدة والعزلة الاجتماعية وزيادة النوم المتقطع، وقالت كورينا بالتليفون "بشكل اساسي فان الاشخاص الذين يعيشون وحيدين كان نومهم متقطع، وكان هناك قدر اكبر من الحركة خلال الليل وفترات اكبر من النوم القصير ومزيد من التقلب في الفراش"، واضافت ان دراستها لا تثبت ان الوحدة تسبب عدم النوم ليل، وبدلا من ذلك فان هذه الدراسة قد تساعد في تفسير سبب ارتباط الوحدة بسوء الحالة الصحية. بحسب رويترز.

عمل الشبان في الليل

فيما ذكرت دراسة سويدية نشرتها مجلة "أنالز أوف نورولوجي" العلمية أن المراهقين الذين يعملون في الليل معرضون أكثر بمرتين من الآخرين للاصابة بتصلب الأنسجة المتعدد، وقالت آنا هدستروم وهي مديرة فريق الباحثين الذي أجرى الدراسة في معهد "كارولينسكا" في ستوكهولم "أظهرت تحاليلنا وجود علاقة ملحوظة بين العمل في الليل في سن مبكرة والإصابة بتصلب الأنسجة المتعدد"، وشملت الدراسة مجموعتين من السكان، الأولى مؤلفة من 1343 مريضا مصابا بتصلب الأنسجة المتعدد منذ العام 2004 ومن 2900 شخص سليم، والثانية مؤلفة من 5129 مريضا و4509 أشخاص سليمين، وتراوحت أعمار الجميع بين السادسة عشرة والسبعين، وبعدما سألهم الباحثون عن دوام عملهم، قارنوا الحالة الصحية للذين عملوا بين 21 ساعة وسبع ساعات بالحالة الصحية للذين لم يعملوا يوما في الليل، وفي المجموعتين، لاحظ الباحثون أن الذين عملوا ليلا لفترات طويلة قبل بلوغ سن العشرين معرضون للاصابة بتصلب الأنسجة المتعدد أكثر بمرتين من الآخرين، وشرحت هدستروم أنه بسبب ساعات العمل الليلة المتتالية "تضطرب الساعة البيولوجية وتنخفض نوعية النوم، ما يؤثر سلبا على جهاز المناعة"، وأوضحت أن العمل في الليل لم يعرض من هم فوق العشرين لخطر الإصابة بهذا المرض، وتصلب الأنسجة المتعدد هو مرض عصبي يدمر تدريجيا الغلاف النخاعي الذي يحمي الأعصاب ثم الأنسجة نفسها في الدماغ والنخاع الشوكي، يؤدي على المدى الطويل إلى خلل في نقل المعلومات عبر الأعصاب وإلى أعراض مختلفة مثل اضطرابات في الرؤية والمشي واللمس والتركيز. بحسب فرانس برس.

كما وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعانون سوءا في النوم الليلي هم أكثر عرضة ست مرات للإصابة بالسكري وأمراض القلب، وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الباحثين في جامعة «امبريال كولدج لندن» وجدوا أن الأشخاص الذين يصارعون ويستغرقون وقتاً أطول ليناموا هم أكثر عرضة ستة مرات للإصابة بالسكري وأمراض القلب. وقد تساعد هذه النتائج الجديدة على تفسير أبحاث سابقة أظهرت أن الأشخاص الذين يعملون بدوامات ليلية هم أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري وأمراض القلب، وشملت الدراسة الجديدة 20 ألف شخص، إذ تبيّن أن البروتين المصاب بخلل والمعروف بـ(MT2)، قد يعطل الرابط بين إيقاعات الساعة البيولوجية عندنا وفرز هرمون الإنسولين ما يؤدي إلى خلل في ضبط السكر بالدم وبالتالي إلى النوع الثاني من مرض السكري، وقال الباحث فيليب فروغل إن «ضبط السكر في الدم هو إحدى العمليات الكثيرة التي تنظمها ساعة الجسم البيولوجية»، وقال مدير الأبحاث في مركز «ديابيتس يو كيه»، الباحث إياين فريم إن «الدراسات الجينية المماثلة لهذه مفيدة كونها قد تساعدنا على فهم كيفية تأثير الجينات في خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري».

تقدمنا في العمر يحسن نومنا

الى ذلك أظهرت دراسة أجريت في الولايات المتحدة ونشرت نتائجها الخميس في مجلة "سليب" أننا وخلافا للأفكار السائدة، كلما تقدمنا في العمر بعد سن الستين تحسنت نوعية نومن، وبحسب معدي الاستطلاع الذي أجري عبر الهاتف وشمل 155 ألف بالغ أميركي، يبدو أن الاشخاص الذين تخطوا سن الثمانين يشكون أقل من غيرهم من مشاكل مرتبطة بالنوم، وتزداد مشاكل النوم عند الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و59 سنة، ولا سيما النساء ثم يخف تواترها بعد سن الستين، ويقول الدكتور مايكل غراندنر وهو باحث في مركز النوم وعلم الأحياء العصبي في جامعة بنسيلفانيا (شمال شرق الولايات المتحدة) "تتناقض هذه النتائج مع الأفكار السائدة لدينا"، ويضيف "يدفعنا ذلك إلى إعادة النظر في معلوماتنا حول النوم لدى الأشخاص الذين يشيخون، أكانوا رجالا أم نساء"، ويذكر الطبيب دراسات وبائية سابقة تشير إلى أن الرجال والنساء المتقدمين في العمر يشكون أكثر من غيرهم من قلة النوم أو من صعوبات في النوم، ويذكر الدكتور غراندر في دراسته أيضا دراسة مرجعية أجريت في اليابان في العام 2000 وخلصت إلى أن مشاكل الأرق تبرز خصوصا لدى الأشخاص المسنين فيما يشكو الشباب عادة من قلة النوم، ويقدم الطبيب تفسيرات عدة بشأن تحسن نوعية النوم مع التقدم في العمر، ويقول إن الصحة العامة مرتبطة ارتباطا وثيقا بنوعية النوم، وبالتالي، فإن الأشخاص الذين يعانون حالة صحية هشة لا يملكون حظوظا كبيرة في بلوغ سن متقدمة، إلى ذلك، فإن الراشدين الأصغر سنا يواجهون أوضاعا صعبة في الجامعة مثلا أو في العمل أو مع أولادهم أو عند انقطاع الطمث لدى المرأة، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم لديهم، على ما يشرح الدكتور غراندنر. بحسب فرانس برس.

البريطانيات يتمتعن بنوم جيد

من جهتها كشفت دراسة جديدة نشرتها صحيفة «ديلي إكسبريس»، أن البريطانيات ينتصرن على رجالهن دائماً في حروب السرير، ووجدت الدراسة أن واحداً من كل 10 رجال بريطانيين فقط يحصل على الجانب المفضل لديه من السرير من أجل التمتع بنوم جيد، وقالت إن المرأة البريطانية تحصل دائماً على ما تريد، على الرغم من أن ربع المتزوجين يختلفون حول ترتيبات النوم، لكن الرجال يبررون انكسارهم بأنه يعود إلى تصرفهم بشكل غريزي لحماية نسائهم عند شعورهن بالضعف، وأضافت الدراسة أن أسباب اختيار المرأة جانباً واحداً من السرير يعود إلى مجموعة من الرغبات مثل تجنب تنفس شريك حياتها في وجهها، ورغبتها في أن ينام رجلها قرب باب غرفة النوم حتى يتمكن من مواجهة أي لص يقتحم المنزل، وأشارت إلى أن النساء البريطانيات هن أكثر ترجيحاً للإصرار على أن تسير الأمور بناءً على رغباتهن، وقالت الطبيبة النفسانية دونا داوسون التي وضعت الدراسة، إن «الرجال مصممون طبيعياً على تأمين الحماية لنسائهم، وهذا يعني في أكثر الأحيان السماح لهن بالحصول على الكلمة المطلقة بشأن المواقع المتنازع عليها، مثل تفضيل جانب معين من السرير». بحسب يونايتد برس.

سكان جنوب الولايات المتحدة

فيما وجد باحثون أميركيون أن مكان العيش في الولايات المتحدة قد يؤثر في النوم، فالجنوبيون هم أكثر من يعانون اضطرابات النوم وتعب النهار، وذكر موقع «هلث داي نيوز» الأميركي أن الباحثين بجامعة «بنسلفانيا» أعدوا خريطة حول أنماط نوم الأميركيين في كل منطقة، استخدموا لها بيانات جمعها المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منه، وتبيّن أن الجنوبيين هم أكثر من يعانون اضطرابات النوم والتعب نهاراً، فيما أن الذين يعيشون في الولايات الغربية هم الأقل عرضة لهذه المشكلات، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة مايكل غراندنر، إن «اضطراب النوم هو محط قلق مهم بالنسبة لصحة الناس، لكن التوزّع الجغرافي لمشكلات النوم والعوامل التي تلعب دوراً في جعل بعض الولايات أو المناطق أفضل بالنسبة للنوم، لم يكن مكتشفاً». وأضاف أن دراستهم «أعدت أول خرائط في الولايات المتحدة تحتوي على بيانات حول اضطراب النوم وتعب النهار بأغلب مناطق البلاد»، وظهر أن ولايات أوكلاهوما، واركانساس، وميسيسيبي، والاباما، وفرجينيا الغربية هي الولايات التي تسجّل أعلى نسب من اضطرابات النوم وتعب النهار، وتتوافق نتائج الدراسة مع نتائج دراسات سابقة، أظهرت أن كثيراً من الولايات التي ترتفع فيها معدلات اضطرابات النوم ليلاً والتعب نهاراً، هي نفسها التي تبرز فيها أعلى معدلات بعض المشكلات الصحية مثل السمنة. بحسب يونايتد برس.

جين وراثي يتحكم بالنوم

بدورهم اكتشف العلماء ان اختلاف حاجات الناس الى فترات اطول او اقصر من النوم مرتبط بجيناتهم الوراثية اكثر من تأثرها بعوامل اخرى بيئية او اجتماعية، واكتشف العلماء ان من يحمل مورثا جينيا يعرف بالرمز (ABCC9) يحتاج الى ما معدله 30 دقيقة من النوم في الليلة اكثر من غيره، وقال الباحثون ان هذه الحاجة الجينية لا تتأثر بتغيرات الفصول او طول او قصر النهار، واوضحت الدراسة، التي ركزت على اوروبا وغطت نحو 10 آلاف متطوع اوروبي، ان نحو خمس الاوروبيين يحملون هذا الجين الوراثي، ويقول علماء بريطانيون والمان ان تلك النتائج لها صلة بالعديد من المشاكل الصحية، مثل السمنة المفرطة وامراض القلب، ويرى هؤلاء ان الكشف عن هذه الحقيقة الجديدة سيلقي مزيدا من الضوء على سلوكيات النوم عند الانسان، وان حاجات الناس الى النوم يمكن ان تتباين بشكل ملموس، ويشار الى ان رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر تحتاج مثلا الى ما معدله اربع ساعات من النوم يوميا، في حين احتاج عالم الذرة وصاحب النظرية النسبية البرت آينشتاين الى نحو 11 ساعة يومي، وغطت الدراسة، التي قام بها فريق علمي من جامعتي ادنبره باسكتلندا ولودفيغ مكسيمليانز الالمانية بميونخ، متطوعين من كرواتيا وهولندا وايطاليا واستونيا والمانيا وجزر اوركني، ويتوقع الباحثون ان تفتح المعلومات الجديدة الباب امام نوع جديد من البحوث المتعلقة بسلوكيات النوم، وبالتالي التحديد الدقيق لكيفية تنظيم هذا الجين الوراثي لتلك السلوكيات، وقالت الدراسة ان ميول النوم لفترات اطول او اقصر موجود ومتوارث بين الاقارب والعائلات، رغم الحقيقة القائلة بأن فترة النوم يمكن ان تتأثر بالعمر والموقع من سطح الارض والفصول، او الساعة البيولوجية، ويقول خبير سلوكيات النوم نيل ستانلي ان هناك نحو ستة انواع من الجينات مسؤولة ومتصلة بميول وسلوكيات النوم عند الناس.

دواء جديد لعلاج الارق

من جهة اخرى فكثيرون هم من يصحون ليلا حيث يغالب أجفانهم الأرق ويصارعون للعودة إلى النوم مرة أخرى دون جدوى، ولكن الدواء الجديد "Intermezzo" الذي تم طرحه في الأسواق قد يكون الحل المناسب لهذه المشكلة، فقد وافقت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية الـFDA، على استخدام هذا الدواء الذي يتميز بسرعة تأثيره، ويحتوي في تركيبه على جرعة قليلة من مادة Zolpidem، وهو نفس تركيب الدواء المعروف باسم  Ambien ذو الجرعة العالية، وسبق أن رفضت الـFDA استخدام هذا الدواء الجديد لمرتين، من منطلق أن الأشخاص الذين سيستخدمونه قد يصحون من نومهم ويحاولون قيادة السيارة قبل أن يزول تأثير الدواء بشكل كامل، خاصة وأن الدراسة أكدت أنه (هذا الدواء) يؤثر على حس القيادة بصورة خطرة، وتختلف مدة التأثير هذه من شخص لآخر، لذا قامت الشركة المصنعة بتغيير التعليمات الملصقة على العلبة لتؤكد على أن هذا الدواء لا يؤخذ إلا في حال كان الشخص سيحصل على أربع ساعات كاملة من فترة النوم المتبقية، كما كتب عليها أنه يمنع عليهم قيادة السيارة قبل مرور ساعة على استيقاظهم من النوم، ومرور خمس ساعات على الأقل على تناول الدواء، كما أكدوا على أنه يحظر تناول هذا الدواء في حال كان الشخص شاربا للكحول في الوقت نفسه. بحسب سي ان ان.

الباحث روبرت تمبل من الـFDA قال: "هذا الدواء يعتبر أكثر سلامة من الأدوية الأخرى ذات الجرعات العالية، والتي تعتمد في تركيبها على مادة Zolpidem، حيث يجنب الشخص الشعور بالدوخة، وثقل الرأس عند الاستيقاظ"، وقد لوحظ أن هذه المادة الدوائية تزول من جسم الرجل أسرع بمرتين مما يحدث في جسم المرأة، مما جعل الشركة المنتجة توفره بجرعتين 3.5 ملغم للرجال، و1.75 ملغم للنساء، وتؤخذ مرة واحدة فقط أثناء الليل، ويذكر أن هذا الدواء عبارة عن حبة توضع تحت اللسان مما يجعل تأثيره سريعا، وكغيره من المنومات لابد من الانتباه إلى أنه قد يقود إلى التعود في حال تم استخدامه بصورة عشوائية وخاطئة، أما التأثيرات الجانبية المسجلة، فتتلخص في القيام ببعض الأمور تحت تأثير المنوم منها تحضير أو تناول الطعام، ممارسة الجنس، المشي أثناء النوم، قيادة السيارة، التحدث على الهاتف، وقد يصحو الشخص دون أن يتذكر أنه قام بأي فعل من هذه الأفعال.

من جهة اخرى كشف باحثون في جامعة بيتروسبيرغ عن التوصل إلى حل بسيط من شأنه مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن، والنوم المتقطع، وذلك من خلال وسيلة سهلة وفي متناول اليد لدى الجميع، وأشير في الدراسة التي نشرت على مجلة التايم الأمريكية إلى أن ارتداء قبعة مبتلة بماء بارد، ووضعها على الرأس أثناء النوم، تؤدي إلى خفض حرارة الدماغ بشكل مباشر وعليه شعور الشخص بنوع من الهدوء والراحة التي تقوده إلى النوم، وجاء في الدراسة أن الباحثين ومن خلال تعميق دراستهم في نشاط الدماغ عند المصابين بالأرق، خلال فترة استعدادهم للنوم، وتتبع الإشارات الكهربائية الصادرة من الدماغ، مكنهم من اكتشاف أن المصابين ترتفع درجة حرارة أدمغتهم بشكل غير طبيعي وخصوصا في مقدمة الرأس حيث مركز التفكير والتحليل، وعدم قدرتهم على إيقاف هذا التفكير والتحليل ينعكس على استمرار حالة اليقظة الدائمة أو حالات النوم المتقطع، ونُوه في الدراسة إلى أن 12 شخص مصابين بالأرق المزمن تمكنوا من النوم بعد تقديم قبعات مبتلة وباردة، بما نسبته 89 في المائة من الوقت الذي قضوه في الفراش، أي النسبة الطبيعية للاستغراق في النوم عند غير المصابين بالأرق، الأمر الذي يدل على مدى فاعليه خفض حرارة الدماغ لتحفيزه على النوم، ونقلت الدراسة على لسان مدير معهد اضطرابات النوم، جيمس وايت، قوله: "توصل الطب الحديث إلى العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها معالجة أو على الأقل الحد من اضطرابات النوم، إلا أن هذه الدراسة تكشف بعداً جديدا للعلاج دون اللجوء إلى الوسائل التقليدية وتناول الأدوية التي يمكن أن يكون لها آثار جانبية".

مرض جديد نسبيا

على صعيد مختلف قال أطباء في الولايات المتحدة إنهم أصبحوا يرون المزيد من حالات المرضى الذين لديهم اضطراب جديد نسبيا، وهو إرسال الرسائل النصية القصيرة أثناء النوم، ونقلت قناة "تي في تن" الأمريكية حالة إحدى المرضى وتدعى إليزابيث هاموندز، والتي قالت إنها علمت من صديق أنها أرسلت له رسائل نصية لم تدرك أنها أرسلته، وقالت هاموندز "أخبرني صديقي أني أرسلت له رسالة نصية في الساعة 3 صباحا، ولم يعرف ماذا عنيت به، ولم أكن أصدق أنني فعلت ذلك"، وقال الدكتور ماركوس شميدت، من معهد طب النوم في أوهايو، إنه أصبح يشاهد المزيد من حالات إرسال الرسائل النصية أثناء النوم، وأضاف "أربعة من أصل خمسة مراهقين لديهم هواتف محمولة قرب أسرتهم في غرفة النوم، واحد فقط في كل 10 مراهقين يطفئ جهازه عند النوم"، ووفقا لشميدت، فإن الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى السلوكيات الحركية الشائعة أثناء النوم، بما في ذلك الوصول للهاتف عندما يرن، وقال شميدت "انه نوع من الحالات حيث لا يكون المراهق مستيقظا تماما، لكنه يشعر بالحاجة أو الرغبة في الرد على تلك الرسالة النصية،" مشيرا إلى أن الأمر يمكن أن يكون له ارتباط وراثي. بحسب سي ان ان.

النوم يحبس الذكريات السيئة

من جانبهم قال باحثون أميركيون إن النوم بعد المرور بيوم عصيب يسهم في حبس الذكريات السيئة والمشاعر الحزينة، وأوضح باحثون من جامعة مساتشوستس، أنهم أجروا دراسة شملت أكثر من 100 راشد طلبوا منهم تحديد ردات فعلهم العاطفية بعد مشاهدة مجموعة من الصور، تظهر بعضها مشاهد مزعجة، وبعد 12 ساعة عادوا وقيموا الصور مرة جديدة، بعد أن نام نصفهم وبقي النصف الثاني مستيقظ، وقالت الباحثة ريبيكا سبنسر في دورية «علم الأعصاب» «لم يحم النوم الذاكرة فحسب، بل حمى ردة الفعل العاطفية أيضاً»، وكانت ردة الفعل العاطفية للأشخاص الذين بقوا مستيقظين لـ12 ساعة أضعف تجاه الصور حين رأوها في المرة الثانية، مقارنة بالأشخاص الذين ناموا، ما يشير إلى أن النوم يحفظ العواطف السلبية ويعززها، كما أن ذاكرة الذين لم يناموا كانت أضعف من الذين غفو، وقالت سبنسر إنه على الرغم من أن النوم جيد للحفاظ على الذكريات، فإنه «في حال كان شيئاً يسبب الصدمة أو غير عادي سترغب في البقاء مستيقظاً»، وقالت إنه قد يكون من المفيد أن يعاني الشخص الأرق بعد الصدمة قبل البدء بعلاجه من خلال العقاقير لينام. بحسب يونايتد برس.

النوم بعد الاخبار السيئة

كما حذر خبير طب نفسي من الإسراع إلى النوم عقب تلقي الأخبار السيئة أو التعرض لإحدى المشكلات الصعبة، مشيرًا إلى أن تأجيل النوم يعطي الإنسان الفرصة لتغيير نشاطه، وهو ما يخفف من أثر الأزمة، على عكس النوم المباشر الذي يكرس الحالة النفسية السيئة التي نام عليه، وتأييدًا للرؤية نفسها، كشفت دراسة أميركية حديثة أنه من الأفضل عدم النوم بعد سماع الأخبار غير السارة، لأن الذاكرة تقوم بتخزين تلك الأفكار السيئة، ما قد يؤثر على صحة الإنسان النفسية والبدنية ويعكر صفو الحياة، وقال الدكتور أحمد نايل اختصاصي العلاج النفسي "يفضل للإنسان الذي تعرض لأزمة أو خبر سيء عدم اللجوء إلى النوم مباشرة هربًا من المشكلة، وعليه ممارسة نشاط آخر مختلف"، وأوضح نايل ان "تغيير النشاط يساعد الشخص على تخزين الأزمة في العقل الباطن بصورة سليمة ويعطيه الفرصة للاستجمام، وهو ما يخفف من وقع الأزمة"، وفي المقابل أشار نايل إلى أن النوم عقب الأزمات يؤدي إلى تكريس الحالة النفسية التي نام عليها الشخص وتكون فرصة تخزين الأزمة في العقل الباطن بصورة خاطئة أكبر بل من الممكن أن تتدهور بالكوابيس والأحلام المزعجة".

وفي الإطار ذاته رفضت الدراسة التي أجراها باحثون بجامعة "ماساتشوستس أمهرست" الأميركية، نتائج بعض الدراسات السابقة التي كانت تؤكد أن الخلود إلى النوم مباشرة بعد التعرض للمشاكل الاجتماعية أو النفسية يساعد على التخلص من المشاعر السلبية ويصبح الإنسان أكثر قدرة على اتخاذ القرار والتفكير بعد الاستيقاظ مباشرة، وأجريت الدراسة التي نُشرت نتائجها أخيرا بوسائل إعلام أميركية، على مجموعة من الشباب بلغ عددهم 106 شباب عن طريق عرض بعض الصور التي تحتوي على مناظر مزعجة وطلب منهم التعبير عن اختلاف استجابتهم العاطفية نحو تلك الصور، وتم عرض مجموعة من الصور الأخرى بعد 12 ساعة كاملة لمعرفة استجابتهم العاطفية نحو مجموعة الصور، وجاءت نتائج الدراسة موضحة أن الأشخاص الذين خلدوا إلى النوم مباشرة بعد رؤيتهم لتلك الصور خُزنت بعقولهم المشاعر السلبية، وكانوا أكثر معاناة من الأشخاص الذين ظلوا مستيقظين بعدها بفترة كافية.

قلّة النوم تزيد الشهية والوزن

من جانب اخر حذر باحثون سويديون من أن النوم لساعات قليلة قد يزيد من شهية المرء، ويؤدي بالتالي إلى معاناته زيادة الوزن، وأفاد موقع «هيلث داي نيوز» الأميركي، بأن فريقاً من جامعة أوبسالا السويدية استخدم تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة أدمغة 12 رجلاً وزنهم طبيعي، فيما طلب منهم النظر إلى صور طعام، وأشار إلى ان التصوير بالرنين المغناطيسي أجري مرتين، الأولى بعد ليلة نوم طبيعية، والأخرى بعد ليلة من دون نوم، وأظهرت النتائج أن نشاطاً أكبر سجل في منطقة محددة بالدماغ تلعب دوراً في تحديد الشهية، عند رؤية صور الطعام بعد ليلة من دون نوم، واعتبر الباحثون أن هذا يشير إلى ان عادات النوم السيئة تؤثر في إصابة المرء بالبدانة على المدى الطويل، وقال الباحث كريستيان بنديكت «بعد ليلة من دون نوم، ظهر عند أولئك الرجال معدل مرتفع من النشاط في منطقة الدماغ المرتبطة بالرغبة في الأكل»، وأضاف «إذا أخذنا بعين الاعتبار أن قلة النوم هي مشكلة متنامية في مجتمعنا المعاصر، فإن نتائج دراستنا تفسر لماذا يمكن أن تؤثر عادات النوم السيئة في زيادة الوزن على المدى الطويل»، وختم بالدعوة إلى النوم ثماني ساعات ليليا، بغية الحفاظ على وزن مستقر وصحي. بحسب يونايتد برس.

النعاس وعمل الطيارين وسائقي القطارات

على صعيد ذي صلة كثيرون من الناس يقاومون إغراء النوم في اجتماع ممل أو خمول بعد الظهيرة غير أن المشكلة أكثر على ما يبدو بين الطيارين وسائقي القطارات، واعترف نحو ربع طياري شركات الطيران ونحو 23 في المئة من السائقين الذين شملهم استطلاع أجرته المؤسسة الوطنية لابحاث النوم بأن النعاس يؤثر على أدائهم لوظائفهم مقابل 17 في المئة من العاملين في مجالات غير مجال النقل، وقال حوالي 20 في المئة من الطيارين وسائقي القطارات انهم ارتكبوا أخطاء جسيمة أثناء عملهم بسبب النعاس، وقال ديفيد كلاود الرئيس التنفيذي للمؤسسة التي تتخذ من ولاية فرجينيا مقرا "هامش الخطأ في هاتين المهنتين ضئيل للغاية، يتعين على موظفي النقل تنظيم نومهم لاداء عملهم على أفضل وجه"، كذلك فان عدد حوادث السيارات التي يتعرض لها الطيارون وسائقو القطارات بسبب النعاس عند قيادة سياراتهم وهم في طريق ذهابهم أو عودتهم من العمل أكبر ستة مرات من الحوادث التي يتعرض لها غيرهم من العاملين. بحسب رويترز.

وقد يكون نظام عمل الطيارين وسائقي القطارات والسفر لفترات طويلة مصدرا لاضطراب النوم شأنهم في ذلك شأن الاطباء والممرضات وغيرهم ممن يعملون على مدار اليوم، وأفادت المؤسسة بأن قلة النوم مشكلة شائعة لدى واحد من كل عشرة أمريكيين اعترفوا بأن النوم يغالبهم في وقت غير مناسب أثناء قيادة سيارة أو في اجتماع، ولكن العدد أكبر لدى عمال النقل، فنصف الطيارين وثلثا سائقي القطارات الذين شملهم الاستطلاع قالوا انهم قلما يحصلون على نوم صحي أثناء فترات مناوباتهم الليلية أكثر من العاملين الاخرين، وقلة النوم له تأثير على الادراك والتقدير والمجازفة وحل المشكلات ومدة الاستجابة والمزاج، وشمل الاستطلاع الذي أجرته شركة دبليو بي اند ايه لابحاث السوق أكثر من ألف شخص بالغ من بينهم 292 عاملا يعملون في مجالات غير النقل و202 طيار و203 سائقي شاحنات و180 سائق قطارات و210 سائقي حافلات وسيارات أجرة وسيارات أجرة سياحية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20/آذار/2012 - 26/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م