اصدارات جديدة: بدايات مجلس التعاون وتغير الرأي العام الغربي

 

 

 

 

الكتاب: الرياح

الكاتب: رياض نجيب

الناشر: دار رياض الريس للكتب

عدد الصفحات: 428 صفحة متوسطة القطع.

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

شبكة النبأ: أصدر الكاتب والصحافي رياض نجيب الريس الكتاب الخامس من سلسلة (الرياح) وهي التسمية التي اعطاها لكتبه التي تتناول شؤون الخليج. وفي هذا الكتاب اعاد رياض نجيب الريس نشر مقابلة كان قد اجراها منذ نحو ثلاثين عاما مع شخصية بريطانية مهمة تحدثت بما بدا شبه ارهاص عن تغير في الرأي العام الغربي وعن استعداد للعودة الى عصر الاحتلالات من اجل تأمين حاجة الغرب من الطاقة.

اسم كتاب الريس الجديد هو "رياح الخليج.. بدايات مجلس التعاون والصراع العربي - الايراني 1980-1990". والكتاب الذي صدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر جاء في 428 صفحة متوسطة القطع.

استهل رياض الريس كتابه بكلمة للورد دزرائيلي الذي كان رئيسا لوزراء بريطانيا في القرن التاسع عشر قال فيها "ان ممارسة السياسة في الشرق يمكن تحديدها بكلمة واحدة هي "الرياء"."

وفي "ما قبل المقدمة" عنوان هو "بدايات الصرع المستمر". قال الكاتب "هذا هو كتاب (الرياح) الخامس في سلسلة كتب "رباعية الخليج" وهي "رياح السموم" و"رياح الشمال" و"رياح الشرق" و"رياح الجنوب"."

اضاف ان "هذا الكتاب يضع حكاية مجلس التعاون الخليجي بأبطاله وسياسييه عربا واجانب في اطاره التاريخي منذ سقوط الراج البريطاني وانسحاب بريطانيا من شرق السويس ومن الخليج العربي وماذا جرى في كواليس مؤتمراته واحاديث زعمائه والادوار التي لعبها كل منهم والتغير الهائل الذي حصل في مواقف كل منهم عبر هذه السنوات."

ويرمز "الراج البريطاني" الى المرحلة التاريخية التي استعمرت فيها بريطانيا مناطق الهند وباكستان وبنجلادش وميانمار منذ بداية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين.

وقال الريس "والكتاب يعتمد بالدرجة الاولى على ما سجلته من ملاحظات في اوراقي وكتبته من مقالات وتعليقات عندما كنت مراسلا ومراقبا دؤوبا لشؤون الخليج وشجونه دولا وأفرادا لمدة تزيد على عقدين من الزمن زرت فيها كل بقعة على امتداد دول الخليج دسكرة دسكرة."

وتابع "وهذا الكتاب لابد من ان يلقي اضواء جديدة على المنطقة الخليجية ليعود منها الى ما يحدث اليوم في الجزيرة العربية فيجد في المقارنة بين الامس واليوم الكثير من الشبه بحيث تكون العلاقات قد تغيرت حتى من دون ان يتغير الاشخاص."

واضاف "يسلط هذا الكتاب الضوء على ما حدث في الخليج وما حدث في العالم عشية وابان وغداة تشكيل مجلس التعاون لدول الخليج العربية وصراع الدول الاقليمية وتنازع الزعامات الخليجية قبل حرب (عاصفة الصحراء) وما انطلق معها من تعبيرات شاعت ودلت على الوجهة التي سوف يسلكها العالم بقيادة الولايات المتحدة كحقيقة واقعة فرضتها امريكا باحتلالها العراق في العام 2003."

ومضى يقول "ان موت الفكرة القومية وسقوط الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى وما سبق او تلا من قيام الاتحاد الاوروبي وانشاء منظمة العملة الموحدة (اليورو) وانتقال دول عربية من موالاة الماركسية الى اعتماد النظام الاقتصادي الحر.. كل هذا وغيره من احداث جسام شهدها العالم عكس نفسه ظلالا رمادية على الوطن العربي الذي استيقظ غداة قيام مجلس التعاون الخليجي على واقع جديد ينذر بأوخم العواقب ليس اقلها تفكك ما تبقى من عرى الوحدة المعنوية للعرب وسقوط فكرة وحدة المصير."

وقال ان بعض فصول الكتاب نشرت في صحف ومجلات مختلفة وشكلت مادة للنقاش ولقيت ردودا متضاربة في المواقف منها "وأهميتها تنبع اليوم من كونها بانوراما حية لما جرى في كواليس الدوائر الخليجية استباقا لوقوع الحدث ومواكبة لمساره ومحاولة للتوقف عند نتائجه."

وفي فصل اخير حمل عنوان "بداية ونهاية.. عاد الاستعمار" اورد الكاتب فصلا كتب قبل ثلاثين سنة ونيف بعنوان "عودة الاستعمار" قبل غزو العراق للكويت ووصول القوات الامريكية والاجنبية الى الجزيرة العربية في اغسطس اب 1990 وبدء حرب عاصفة الصحراء وقبل الغزو الامريكي للعراق في مارس اذار 2003 .

والفصل عبارة عن محاورة دارت بين الكاتب الصحافي الريس وبين دبلوماسي بريطاني رفيع المستوى وحاكم سابق رفض الكاتب ذكر اسمه حفاظا على وعد له ولمح اليه بالقول انه "السير.. احد اشهر شخصيات الخليج. لقد كان حاكما عاما لعدة بلدان ابان الاستعمار البريطاني ومعتمدا في الخليج ثم مقيما ثم سفيرا بعد الاستقلال."

وخلال المحاورة قال "العجوز البريطاني".. "هل تلاحظ ان الرأي العام الغربي قد بدأ تحولا اساسيا وجذريا نحو اليمين... كل هذه مؤشرات حقيقية الى ان الرأي العام في الغرب قد بدأ يتجه اتجاها لا يقبل الشك نحو اليمين. وهذا امر خطير على العرب ان يعوه."

اضاف ان هناك مشكلة "لم يستوعبها العرب حتى الان. هناك من يظن ان الاتجاهات اليمينية في الدول الغربية ما هي الا تعبير عن رد فعل الرأي العام تجاه غلاء المعيشة او ارتفاع الضرائب او الخدمات... لا.. انها نهاية لعقدة الذنب لدى البورجوازية الغربية تجاه تطبيق النظام الاشتراكي للاحلام الطوباوية وشعور جديد بالثقة لدى الرأسمالية.

"ان نجاح اليمين هذا يعني ايضا اتجاها متصلبا نحو القضايا الخارجية بعيدا عن القيم التقدمية. انها عودة الى تفكير القرن التاسع عشر الاقتصادي في التطبيق الرأسمالي في الداخل والبحث عن اسواق في الخارج والسيطرة عليها واحتكارها. ان هذا التفكير ذاته هو الذي قاد في القرن التاسع عشر الى الاستعمار ودبلوماسية البوارج والمدافع وسياسة الامر الواقع.

"أليس من الممكن خلق قضية فيها كل مواصفات الاقناع ولباقة المنطق وتبريرات السياسة تدعو الى اعادة استعمار هذه المنطقة التي هي بمثابة حبل الوريد لكل مصالح العالم الغربي. بل دعني اضيف اكثر فأقول أليس هنالك التزام بضرورة عودة الاستعمار كوسيلة وحيدة لتحقيق استقرار العالم.."

وأضاف يقول في الحديث الذي جرى في يوليو تموز 1979 "لقد اصبح شيئا خطيرا ان هناك في الغرب من يدعو جديا الى اعادة استعمار بلدان منابع النفط وتحديدا بلدان الخليج العربي... لكن من الممكن القول ان احتمالات عودة الاستعمار قد اصبحت مفتوحة وان هذه الاحتمالات لن تلقى معارضة اخلاقية او مبدئية كما كان يمكن ان تلقى قبل ثلاث او اربع سنوات.

"ان اهمية تحدي النفط انه بلور خيبة الامل المتراكمة في الشؤون الخارجية وأدخلها الى كل بيت فأصبحت مساوية لدى الفرد العادي الاوروبي والامريكي لمشاكله الضرائبية والحياتية والاجتماعية... بل تعزز لديه الشعور كمستهلك غربي بأنه هو المستغل (بفتح الغين) اما المستغل (بكسر العين) فهو المنتج العربي."

وقال "ان المناخ الفكري والاخلاقي في اوروبا وأمريكا اليوم لم يعد رافضا لفكرة كهذه كما كان قبل عدة سنوات" في اشارة الى فكرة الاحتلال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20/آذار/2012 - 26/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م