ماذا يريد المحتلون من غزة؟

توفيق أبو شومر

هل يرغب المحتلون في أن تكون غزة فأر تجاربٍ، ومختبرا للتحاليل، يُجرون عليها الاختبارات، بين فترةٍ وأخرى لتطوير منظوماتهم العسكرية، ولا سيما منظومة القبة الحديدية وغيرها؟

 أم أنهم يريدون منها أن تظل –في نظر العالم- بؤرة إرهاب ينطلق منها الإرهابيون، إلى سيناء والسودان وصولا إلى دبي، وكل دول العالم؟

أم أنهم يودون أن يجعلوا غزة هي الوكيلُ الحصريُ لإيران والنظام السوري، وأن التصعيد الحالي في غزة يعود لأوامر سورية، لفك الحصار الدولي المفوض عليها، بغض النظر عمن بدأ في القتل والتصعيد؟

أم أنهم يودون أن يختبروا جبهتهم الداخلية، استعدادا للهجوم الجوي على إيران؟

 أم أنهم يودون أن يكتشفوا آخر أسلحة المقاومة التي وصلت إلى غزة، وأن يستغلوا حالة الحرب ليكشفوا المناضلين الفلسطينيين؟

إن الأسئلة السابقة هي أسئلة موضوعية ومنطقية، تصلح للتعبير عن نوايا المحتلين الإسرائيليين، وهي بالتأكيد إشارة إلى أن المحتلين واظبوا على استخدام هذا التكنيك ، فغزة عند المتدينين الحارديم خارجة من عين الرب، كما أريحا التي ورد ذكرها في التوراة (ملعونُ قدامَ الرب مَن يقُم ويبني هذه المدينة أريحا).

وغزة عند خريجي الدفيئات العسكرية، من أبرز الأمكنة التي يحصل فيها الجنود على ترقياتهم، فترقياتهم تقاسُ دائما بمقدار القمع والطغيان، الواقع على أهلها وأبنائها!

كما أن غزة عند كثيرٍ من السياسيين الإسرائيليين هي الوطن البديل عن كل فلسطين، فعندما ينتقد العالمُ المحتلين الإسرائيليين، فإن سياسيي إسرائيل يردون: (لقد انسحبنا من غزة منذ عام 2004 ) أي أنهم أخلوا طرفهم من اللوم، وكأن انسحابهم كان عطفا وشفقةً ومِنَّةً على الضعفاء المساكين في غزة!

 إلى متى ستظل إسرائيل تعيش في ماضيها، عندما كانت هي القوةُ الأولى، وواحة الديموقراطية والحرية والعدالة، وأن جيوشها من أكثر جيوش العالم أخلاقا، يلتزمون بطهارة السلاح، حتى وإن استخدموا أبشع أسلحة القهر في الألفية الثالثة، وهي طائرات الإعدام بلا محاكمات، وهي الطائرات التي تغتال وتقتل وتفتت الأجساد، فقط لأن القتلى كانوا (ينـــــــوون) !! أن يُنفذوا عمليات ضد جنودها، إنه أحدث ابتكار إرهابي في الألفية الثالثة، وهو القتل على النوايا؟؟!!

كتب الصحفي تسفي بارئيل في هارتس هذا اليوم 12/3/2012 مقالا جاء فيه:

" من مزايا صواريخ غزة التي سقطت على إسرائيل، أنها ربما تُذكِّر السياسيين الإسرائيليين بحقيقة ، وهي أن هذه الصواريخ، التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي في غزة ، عطلت حياة مليون شخص في إسرائيل، فماذا لو شاركتْ حماس كذلك في القصف؟

 أليس هذا دليلا على أن مهاجمة إيران، سوف تجعل الملايين الباقية ، أي كل إسرائيل في الملاجئ؟!!"

 بقي أن نذكر، أن الدول والشعوب تتوحد في الأخطار والشدائد، وتنسى خلافاتها ،كما أنها تُُقاس دائما بمقدار استفادتها من تجاربها الطويلة، وبمقدار تصحيح أخطائها السابقة في كل مرة، فهل نحنُ فاعلون، أم أننا سنظل ندمنُ الوقوعَ في المزالق والأخطاء السابقة مراتٍ ومرات؟!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/آذار/2012 - 21/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م