حكام وملوك ينازعون الموت والمرض

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يعاني الكثير من حكام وملوك واباطرة العالم، اليوم، من العديد من الامراض المستعصية او ما تسمى بـ"امراض العصر"، من امثال الامراض السرطانية بأنواعها وامراض القلب والاوعية الدموية والجلطات الدماغية، اضافة الى الامراض الاخرى كالسكري وارتفاع ضغط الدم.

ويبدوا ان اصابة الحكام والملوك بهذه الامراض اصبح من الامور الشائعة، خصوصاً وان الضغوط القوية التي يتعرضون لها خلال سنين حكمهم قد تزيد من نسب تعجيل هذه الامراض، فهم بشر في نهاية المطاف، حتى وان توفرت لهم الكثير من وسائل العلاج والتقنيات الطبية الحديثة.

فيما تناقلت وسائل الاعلام هذه الاخبار وتحول بعضها الى ابرز الاحداث وقد لا يخلوا الكثير منها من الاثارة والتهويل، بينما يخضع البعض الاخر منها الى السرية التامة، سيما وان بعض الحكام يمثلون كاريزما خاصة لشعوبهم.  

تشافيز يرجح اصابته بورم خبيث

فقد اكد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز انه مصاب بورم "خبيث" على الارجح رصد مؤخرا في جسمه، وقال تشافيز خلال اجتماع مع اعضاء حزبه بثها التلفزيون والاذاعة مباشرة "لا احد يستطيع ان يقول حاليا انه ورم خبيث آخر لكن يجب استئصاله"، واعترف الرئيس الفنزويلي البالغ من العمر 57 عاما "لكن احتمال ان يكون خبيثا اكبر من احتمال الا يكون كذلك"، موضحا "آمل الا يكون كذلك لكن الاحتمال قائم، ويجب الاستعداد لكل شىء"، ولم يوضح تشافيز مكان هذا الورم.وقبيل هذه التصريحات، اعلن الرئيس الفنزويلي انه سيتوجه الى كوبا للخضوع لعملية جراحية"، واضاف انه سيتوجه الى كوبا مع مجموعة من الموظفين "للبقاء على اتصال مستمر كل يوم" مع البلاد، موضحا انه سيبقى في كوبا "عدة ايام"، لكن تشافيز اكد في الوقت نفسه عزمه المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السابع من تشرين الاول/اكتوبر لولاية رئاسية جديدة مدتها ست سنوات. بحسب فرانس برس.

ووصل تشافيز ضمن موكب سيارات الى مطار كراكاس محاطا بالاف المناصرين وببناته الثلاث، وقال للجمع المحتشد في المكان امام عدسات الكاميرات انه سيظهر ارادة قوية في "هذه المعركة الجديدة" كي "يتغلب على تهديد" المرض، وكان تشافيز خضع لعملية جراحية واربع جلسات علاج كيميائي في كوبا عام 2011 بعد اكتشاف الاطباء اصابته بسرطان في منطقة الحوض، وكان الرئيس الفنزويلي الذي لم يكشف يوما موضع الورم، اكد في تشرين الاول/اكتوبر الماضي انه شفي من السرطان، وقال تشافيز انه سيتوجه الى كوبا مع مجموعة من الموظفين "للبقاء على اتصال مستمر كل يوم" مع البلاد، موضحا انه سيبقى في كوبا "عدة ايام"، وقبل الاعلان عن حالته الصحية، كان تشافيز يحظى بتاييد اكثر من 50% من الفنزويليين ويعتبر انه ليس فقط "سيقضي" على منافسه في تشرين الاول/اكتوبر (الحاكم الشاب من يمين الوسط هنريكي كابريليس) بل سيبقى في الحكم "حتى 2031".

اردوغان غير مصاب بالسرطان

فقد اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في تصريحات نشرتها صحيفة "بوستا" الشعبية انه غير مصاب بالسرطان فيما كانت العملية الجراحية التي خضع لها في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر اثارت شكوكا حول وضعه الصحي، وقال اردوغان ردا على سؤال من كاتب الافتتاحية محمد علي بيراند "لا، انا لست مصابا بالسرطان"، وكان رئيس الوزراء اعلن ان الجراحين استخرجوا ورما من امعائه لكن لم يتم رصد اي اثار لسرطان كما قال بيراند، من جهة اخرى اكد اردوغان انه لم يحاول ابقاء عمليته الجراحية سرية، وقال كما نقل عنه الصحافي "خرجت عند الساعة 19،00 او 20،00 بشكل عادي جدا وتوجهت الى المستشفى، وكان بوسع اي شخص ان يراني"، واضاف "كنت منزعجا جدا بسبب الام في الظهر لفترة. واختفى صوتي جزئيا بسبب الانبوب الذي ادخل في حلقي من اجل العملية والام الظهر التي عانيت منها كانت بسبب الوضع الذي ابقوني فيه خلال العملية"، وكان اردوغان (57 عاما) خضع لعملية في 26 تشرين الثاني/نوفمبر في اسطنبول لكن هذا الرجل الحاضر على الدوام على الساحة السياسية التركية، قام بارجاء عودته الى مهامه عدة مرات ما دفع بالاتراك الى التساؤل حول صحته لا سيما على فيسبوك وتويتر، وقد استانف نشاطاته الرسمية في 13 كانون الاول/ديسمبر، وقال رئيس الوزراء ان "الاطباء لا يزالون يتابعون وضعي ويطلبون مني عدم اجهاد نفسي"، واردوغان هو زعيم حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي والذي يتولى قيادة تركيا منذ العام 2002. بحسب فرانس برس.

لولا يغيب عن كرنفال ريو

فيما لم يحضر الرئيس البرازيل السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يعالج لسرطان في الحنجرة، العرض الذي خصصته مدرسة السامبا في ساو باولو تكريما له بناء على تعليمات أطبائه، وشكر لولا (66 عاما) المدرسة في رسالة مصورة بثت في وقت لاحق قائلا "تأثرت كثيرا بهذا التكريم الذي خصوني به، وقد خصصوا عرضهم هذا العام لمسيرتي"، وكان الرئيس السابق (2003 - 2010) قد غادر المستشفى الجمعة، بعدما خضع إلى علاج بالأشعة لمدة أسبوع وذلك في إطار معالجة مرضه السرطاني الذي تم تشخيصه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واستعادت مدرسة السامبا "غافيوس دا فييل" خلال مهرجان ريو قصة الصبي الفقير في شمال شرقي البرازيل الذي كان عاملا فأمسى نقابيا ليصبح لاحقا رئيس الدولة، وقال لولا في رسالته المصورة "لا يقتصر هذا التكريم علي شخصيا بل هو يطال جميع الذين واجهوا مثلي أوقات عصيبة واضطروا إلى مغادرة مسقط رأسهم والعمل جاهدا لبناء حياة أفضل وبلد أكثر عدالة وتضامنا"، وشدد أول رئيس يساري للبرازيل على أنه كان يود حضور العرض، لكنه ملزما بتعيلمات الأطباء، من جهته قال ديلمو دي مورايس مدير مدرسة السامبا "نروي قصة لولا الذي يشبه أي مواطن آخر، لنظهر أنه بإمكان أي مواطن تحقيق ما حققه هو، ويكفي أن يثابر ويشد عزيمته ويدرس كثيرا ويتابع أهدافه حتى النهاية". بحسب فرانس برس.

الرئيسة الارجنتينية والسرطان

الى ذلك اعلنت الرئاسة الارجنتينية ان الرئيسة كريستينا كيرشنر غير مصابة بالسرطان بعد ان اكدت دراسة نهائية "عدم وجود خلايا سرطانية" في الغدة الدرقية اثر خضوعها لعملية جراحية، وقال الفريدو سكوتشيمارو المتحدث باسم الرئاسة في بيان تلاه امام الصحافيين ان "الدراسة النهائية لمرض الرئيسة كشفت وجود عقد صغيرة في الغدة الدرقية لكنها استبعدت وجود خلايا سرطانية ما ادى الى تعديل التشخيص الاولي"، واضاف ان الرئيسة كريشنر (58 عاما) "اخذت قسطا من الراحة وهي في صحة جيدة ولهذا السبب قرر الفريق الطبي السماح لها بمغادرة المستشفى"، ووفقا للتشخيص الجديد "يعتبر الفريق الطبي ان العملية الجراحية كافية وانه من غير الضروري اخضاعها لعلاج بالاشعة"، وستمضي كريشنر فترة نقاهة من 20 يوما بعد العملية بحسب الرئاسة وسيتولى نائبها امادو بودو الرئاسة بالوكالة حتى 24 كانون الثاني/يناير، وخضعت كيرشنر للعملية الجراحية بعد شهر على اداء اليمين لولاية رئاسية ثانية من اربع سنوات. بحسب فرانس برس.

وفاة الرئيس الايطالي الاسبق

من جانبهم قال مسؤولون ايطاليون إن الرئيس الايطالي الاسبق اوسكار لويجي سكالفارو الذي كان رئيسا خلال فضيحة فساد قلبت النظام السياسي القديم خلال التسعينات توفي عن عمر 93 عام، وعين سكالفارو وهو وزير داخلية سابق ورئيس سابق لمجلس النواب رئيسا عام 1992 بينما تسببت الفضيحة في تنحية نظام حزبي جانبا ظل يدير ايطاليا منذ الحرب العالمية الثانية، واتضح أن الحزب الديمقراطي المسيحي الذي ينتمي اليه سكالفارو والحزب الاشتراكي المنتمي الى يسار الوسط غرقا في الفساد نتيجة شبكة من ممارسات الرشوة والتمويل غير المشروع الامر الذي قوض ثقة الايطاليين في الحكومة، وبينما كانت تجري الاستعدادات لانضمام ايطاليا الى العملة الموحدة للاتحاد الاوروبي تعين على سكالفارو الدفاع عن المؤسسات الرئيسية للدولة الايطالية في وقت تدنت فيه الثقة في النظام السياسي، وقال الرئيس الحالي جورجيو نابوليتانو في بيان "كرئيس للجمهورية، واجه بعضا من أصعب الفترات في تاريخنا بحسم وثبات". بحسب رويترز.

نقل حاكم بنما الى مستشفى

في سياق متصل نقل مانويل نوريجا الحاكم العسكري السابق لبنما في الثمانينات من السجن الى مستشفى عام بعد اصابته بجلطة دماغية محتملة ولكن مسؤولا كبيرا في وزارة الصحة قال ان حالته مستقرة، وقالت الشرطة البنمية في بيان ان نوريجا (77 عاما) نقل من سجن الريناسير الى مستشفى سانتو توماس بسبب ارتفاع ضغط الدم واحتمال اصابته بجلطة دماغية، وقال فرانكلين فيرجارا وزير الصحة البنمي في مؤتمر صحفي"لقد وضع تحت الملاحظة في الرعاية المركزة لمدة 24 ساعة لمعرفة كيف تسير الامور، انه واع، ولم يجدوا اي اصابة خطيرة حتى الان"، وسلم نوريجا الى بنما في ديسمبر كانون الاول، وهو يقضي حكما بالسجن 20 عاما لقتله خصومه اثناء حكمه بنم، وهو يقبع في حبس انفرادي في سجن في الاحراش عند قناة بنم، وقضى نوريجا العشرين عاما الماضية في السجن في البداية بالولايات المتحدة ثم بعد ذلك في فرنسا لتهريبه المخدرات وغسيل اموال، وعزلت قوة امريكية غزت بنما نوريجا من السلطة في عام 1989. بحسب رويترز.

امبراطور اليابان يخضع لجراحة في القلب

من جهة اخرى نقل عن وكالة رعاية القصر الامبراطوري قولها ان الامبراطور الياباني اكيهيتو (78 عاما) خضع لجراحة تغيير شرايين يوم 18 فبراير شباط بعد فحص تفصيلي أوضح تدهور حالة مشكلة في القلب، ونقلت وكالة كيودو اليابانية للانباء عن وكالة رعاية القصر الامبراطوري قولها ان الامبراطور اجريت له فحوص تضمنت رسم الاوعية الدموية ما أوضح أن الاوعية الدموية ضاقت خلال العام المنصرم، وكان الامبراطور اكيهيتو يعالج في المستشفى في نوفمبر تشرين الثاني بسبب اصابته بنزلة برد وارتفاع في درجة الحرارة مع ظهور أعراض التهاب شعبي، ولم يتسن الحصول على تعليق من وكالة القصر الامبراطوري، وذكرت وكالة كيودو أن الفحص أجري بعد أن شعر الامبراطور بتعب أثناء قيامه بتدريبات خفيفة، وخضع الامبراطور اكيهيتو لجراحة بعد اصابته بسرطان في البروستاتا عام 2003 وعانى من متاعب صحية بسبب الاجهاد بنهاية عام 2008، وحرص الامبراطور لفترة طويلة خلال العقدين المنصرمين على تضييق الفجوة بين العائلة الامبراطورية والمواطنين اليابانيين، وأوضحت تغطية تلفزيونية الامبراطور اثناء تحيته أطباء بعد أن خرج من المستشفى في أعقاب الخضوع للفحوص الطبية. بحسب رويترز.

ادخال نلسون مانديلا المستشفى

بدورها اعلنت رئاسة جنوب افريقيا ان رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا البالغ من العمر 93 عاما، ادخل الى المستشفى السبت بعد اصابته بآلام حادة في البطن، مؤكدة انه في صحة جيدة، وقالت الرئاسة في بيان ان "الرئيس جاكوب زوما يود ان يعلن ان الرئيس السابق نلسون مانديلا ادخل الى المستشفى"، واضاف البيان ان "ماديبا يعاني منذ فترة طويلة من الام في البطن واعتبر الاطباء انه يحتاج الى عناية طبية خاصة"، وقال الناطق باسم الرئاسة ماك ماهاراج على الشبكة الاخبارية المتواصلة اي-نيوز "لا استيطع ان ادلي بمزيد من التعليقات لكن الرئيس معنوياته مرتفعة ووضعه جيد"، واضاف "لا اريد ان ادخل في التفاصيل لانها نريد حماية الحياة الخاصة لعائلة الرئيس مانديلا وحياته الخاصة وتجنب الشائعات"، ولم توضح الرئاسة المستشفى الذي ادخل اليه الرئيس السابق، وقد اثار الوضع الصحي الواهن لاول رئيس بعد مرحلة الفصل العنصري، والذي يدعى تحببا ماديبا (اسم قبيلته) القلق في جنوب افريقيا بعد نقله العام الماضي الى المستشفى لمعالجته من التهاب حاد في التنفس. بحسب فرانس برس.

وقال البيان "نتمنى له الشفاء العاجل ونؤكد له حب وتمنيات جميع الجنوب افريقيين والناس في جميع انحاء العالم"، وطلب البيان ان "يحترم الجميع الحياة الخاصة لماديبا وعائلته خلال هذه الفترة"، وظهر مانديلا للمرة الاخيرة امام الجمهور في المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم التي نظمتها جنوب افريقيا في تموز/يوليو 2010، وهو عادة ما يقيم في مسقط رأسه في ولاية ايسترن كايب، وعاد مؤخراً الى منزله في جوهانسبورغ، وحصل مانديلا على جائزة نوبل للسلام في 1993، وانتخب في 1994 اول رئيس اسود لجنوب افريقي، وتحول مانديلا رمزا عالميا للمصالحة والتسامح منذ ان خرج من سجون نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا قبل عشرين عاما في 11 شباط/فبراير 1990، وساهم الافراج عنه في 1990 بعد سجنه 27 عاما في سجن روبن ايلاند في تسريع سقوط نظام الفصل العنصري، وبعد اربع سنوات اصبح اول رئيس اسود ينتخب ديموقراطيا في جنوب افريقي، وشكل مانديلا لجنة الحقيقة والمصالحة التي تولى رئاستها توتو واصبحت نموذجا يطبق في الدول التي تشهد اعمال عنف رغم الانتقادات بانها غير مثالية لدى نشر تقريرها في 1998 بعد المئات من جلسات الاستماع.

ولد مانديلا في 18 تموز/يوليو 1918 في منطقة ترانسكاي (جنوب شرق) في قبيلة ملكية واطلق عليه والده اسم "روليهلاهلا" اي المشاكس الذي يجلب المشاكل، وفي سن مبكرة بدا مانديلا فتى متمردا واقصي من جامعة فورت هار للسود بسبب خلاف حول انتخاب ممثلي الطلاب، وفي جوهانسبرغ التحق المحامي الصاعد الذي يعشق النساء والملاكمة، بحزب المؤتمر الوطني الافريقي واسس مع اشخاص اخرين رابطة الشباب في الحزب، وامام السلطة التي تطبق نظام الفصل العنصري في 1948 تولى مانديلا رئاسة الحزب، واعتقل مانديلا مرارا وحكم مرة اولى بتهمة الخيانة قبل تبرئته في 1956، وبعد عام قاد مانديلا النضال المسلح واعتقل وحوكم بتهمة التخريب والتآمر ضد الدولة في اطار محاكمة ريفونيا (1963-1964)، وصدر على مانديلا حكم بالسجن المؤبد لكنه اعلن مبدأه بالقول "ان مثلي الاعلى كان مجتمعا حرا وديموقراطيا يعيش فيه الجميع مع فرص متساوية، اني مستعد لان اضحي بحياتي في سبيل ذلك"، والهم مانديلا رفاقه في سجن روبن ايلاند قبالة سواحل الكاب (جنوب غرب) او سجون اخرى، واعتبارا من 1985 اطلق نظام الفصل العنصري الخاضع لعقوبات دولية والنضال الداخلي المتواصل، مناورات سرية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 14/آذار/2012 - 20/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م