تعاطي المخدرات... انتشار يفوق المكافحة!

 

شبكة النبأ: تعتبر مشكلة الادمان على المخدرات من اهم واخطر المشاكل العالمية وذلك لتأثيرها السلبي والمباشر على حياة الانسان بصورة خاصة والمجتمع عموما، وللإدمان مخاطر عديدة ومتنوعه منها الصحية والاقتصادية والامنية فهي تسهم بانتشار الجريمة بين المجتمعات وتأثر بشكل كبير على الجانب الاقتصادي للبلاد لكونها تتسبب في خسائر كبيرة، ويرى بعض المتخصصين ان ظاهرة تعاطي المخدرات بدأت تنتشر مع انتشار العصابات وبشكل مخيف قياسا بالسنوات السابقة تلك الزياد تأتي بشكل طردي مع ازدياد محاربة هذه الافه بكل الإمكانات المتاحة دوليا وفي ما يخص هذا الجانب فقد نشرت مجلة "ذي لانست" الطبية دراسة تشير إلى أن مئتي مليون شخص تقريبا يتعاطون المخدرات المحظورة في العالم، أي شخص واحد من أصل عشرين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما. وقدرت الدراسة الأسترالية عدد متعاطي المخدرات لسنة 2009 بين 149 و271 مليون شخص.

إلى ذلك قدرت عدد مستخدمي القنب هو نوع مخدر بين 125 و203 ملايين شخص ومستخدمي الأمفيتامين بين 14 و56 مليون وعدد مستخدمي الكوكايين بين 14 و21 مليون وعدد مستخدمي مشتقات الأفيون (هيروين ومورفين) بين 12 و21 مليون شخص. وأشار معدو الدراسة ايضا إلى أن القنب يتسبب بنسبة منخفضة جدا من الوفيات اما من جرعات زائدة ولا عدوى منقولة عبر الدم، وإن كان يؤدي أحيانا إلى وفاة عرضية. وأكدوا أن "آثار القنب السلبية الرئيسية هي الادمان واضطرابات ذهنية محتملة أو غيرها من الاضطرابات العقلية". وتشير البيانات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن 250 ألف حالة وفاة أعزيت سنة 2004 إلى استخدام المخدرات المحظورة، مقابل 2,25 مليون حالة أرجع سببها إلى الكحول و5,1 مليون حالة إلى التدخين. ولم تشمل الدراسة حبوب "أكستاسي" و"أل أس دي" والاستخدام المفرط للعقاقير واستراديول التستوستيرون.

ويذكر ايضا في هذا السياق ان عقار الميثامفيتامين أصبح المنشط الاول في العديد من دول اسيا وتتخطى شعبيته الفوارق الاجتماعية والاقتصادية ويعرف في تايلاند باسم (العقار المجنون) اذا كان في شكل أقراص اما اذا كان في شكله البلوري النقي فيعرف باسم الثلج. ويباع هذا العقار بثمن رخيص نسبيا ويسبب الادمان ومصدره الرئيسي هو مناطق زراعة الافيون في ولاية شان والتي تعتبر من اهم الجبهات في حرب ميانمار على المخدرات. وقال مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ان عدد أقراص العقار المجنون التي ضبطت في جنوب شرق اسيا زادت أربعة أمثال ففي عام 2008 كانت32 مليون قرص ارتفعت هذه الحصيلة لتصبح 133 مليونا في عام 2010 هو جزء بسيط مما يتم انتاجه بالفعل. وتكشف سجلات ميانمار وهي غير شاملة عن ضبط مليوني قرص فقط عام 2010 لكن المسؤولين يلومون الصين والهند وتايلاند على توفير المكونين الرئيسيين للعقار وهما الافيدرين والسودوفدرين.

وتصنع غالبية الاقراص في مناطق تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي مثل المنطقة الخاصة 2 وهي منطقة غنية بزراعات الافيون على حدود الصين. وتسيطر على المنطقة ميليشيا عرقية مسلحة تسليحا جيدا تعرف باسم الجيش الموحد لولاية وا التي تصفها الادارة الامريكية لمكافحة المخدرات بأنها "أكبر منظمة لتهريب الهيروين والميثامفيتامين في جنوب شرق اسيا." ويتم تهريب الميثامفيتامين من ميانمار الى الدول الاسيوية الاخرى. ويقول مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ان هناك زيادة في الطلب المحلي عليه في ميانمار مع تصاعد شعبيته وانه ربما يكون قد تفوق على شعبية الافيون والهيروين. بحسب رويترز.

 من جهة اخرى وفي ما يخص واقع المخدرات في الجزائر تشير بعض التقارير الى ان عدد الجزائريين المدمنين على المخدرات قد بلغ 300 الف مدمن بحسب المنظمة الوطنية لترقية الصحة والتي بدأت حملة وطنية لمكافحة المخدرات. واكد رئيس المنظمة الدكتور مصطفى خياطي أن "عدد المدمنين على المخدرات في البلاد يتراوح ما بين 250 الف و300 الف مدمن". واوضح ان "50% من المدمنين يستهلكون القنب الهندي و40% مدمنون على أقراص الهلوسة". وتشير احصائيات الديوان الوطني لمكافحة المخدرات التابع لوزارة العدل الى ان نسبة المدمنين في الوسط التربوي بلغت 13%، ومنهم 4% من الفتيات. وبدأت منظمة ترقية الصحة حملة وطنية لمكافحة الادمان على المخدرات يشارك فيها وجوه معروفة على غرار الإعلامي الرياضي حفيظ دراجي وسفيرة منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الجزائر مصارعة الجودو سليمة سواكري. واختارت الحملة ان تبدأ من ولاية ادرار الواقعة على بعد 1500 كيلومتر جنوب الجزائر، نظرا "لشهرتها بزراعة الافيون" وسبق لقوات الامن الجزائرية ان اكتشفت مزارع افيون عدة وسط حقول النخيل. و بحسب الديوان الوطني لمكافحة المخدرات فقد تحولت الجزائر من منطقة عبور للمخدرات نحو اوروبا الى سوق يستهدفها المهربون. وبلغ معدل كمية القنب الهندي المضبوطة سنويا في الجزائر 64 طنا بحسب تصريح وزير الداخلية دحو ولد قابلية الذي ادلى به في وقت سابق في الاجتماع الوزاري لمجموعة الثماني حول الاتجار بالمخدرات الذي انعقد في باريس.

وفي ذات السياق ايضا أصبحت بوليفيا وهي ثالث منتج للكوكايين في العالم المزود الرئيسي للبرازيل التي تشهد حركة نمو كبيرة, ويوضح سيزار غويدس ممثل مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في لاباز أن "بوليفيا تشكل مشكلة بالنسبة إلى البرازيل. فتلك ليست مشكلة أميركية لأن المخدرات البوليفية هي عند عتبة البرازيل". ومع زراعة الكوكا التي تضاعفت ثلاث مرات خلال عشرة أعوام في بوليفيا و"إيرادات" مضاعفة مرتين في ما يتعلق بتحويل الكوكا إلى كوكايين بالإضافة إلى سوق برازيلي يتوسع و3100 كيلومتر من الحدود الأمازونية المشتركة، تجتمع العناصر التي تتيح المجال أمام الكوكايين البوليفي لاجتياح البرازيل. ويشرح غويدس أن "في البرازيل التي تحصي 200 مليون نسمة، يقدر مستهلكو المخدرات بمليون مستهلك". وهي بذلك تشكل السوق المحلي الثاني للكوكايين في العالم بعد الولايات المتحدة (التي تمون من قبل كولومبيا بشكل أساسي)، والثالث إذا ما احتسبنا الاتحاد الأوروبي.

بالنسبة إلى السلطات البوليفية، فإن البلاد "انتقلت من موقع المنتج للمادة الأساسية للكوكايين إلى منصة عبور للمخدرات الواردة بشكل أساسي من البيرو" المجاورة بحسب ما يعلن فيليبيه كاثيرس نائب الوزير المكلف شؤون مكافحة المخدرات. لكن هذا التشخيص يهمل واقع أن إنتاج الكوكايين اليوليفي يبقى غامضا. فالبيانات الأخيرة التي صدق عليها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تعود إلى العام 2008 وتشير إلى 113 طنا. ولم تصدر رسميا أية معلومات أخرى خلال السنوات التالية. لكن تقريرا صدر مؤخرا عن وزارة الخارجية الأميركية يخمن قدرة إنتاج بوليفيا ب 195 طنا من الكوكايين سنويا. ومهما كان المصدر، الكوكايين البوليفي يستهدف البرازيل. فما بين 80% و90% من الكوكايين المتداول في شوارع ساو باولو وريو دي جانيرو يأتي من بوليفيا، بحسب ما قال وزير العدل البرازيلي في العام 2011. من هنا، وبسبب النقص الواضح في قدرات بوليفيا التي حصلت مؤخرا على ست طائرات قتالية لمكافحة الاتجار بالمخدرات والتي طالبت بثماني مروحيات، فإن البرازيل هي اللاعب الأساسي المتوقع في عمليات مكافحة الاتجار في بوليفيا. بحسب فرنس برس.

ويقضي اتفاق ثلاثي الأطراف (تؤمن فيه الولايات المتحدة نظام ملاحة عبر الأقمار الاصطناعية) كان قد وقع في العام 2011، بوضع طائرات برازيلية من دون طيار بالإضافة إلى مروحيات في حالة جهوزية. إلى ذلك، من المتوقع أن تدرب البرازيل تقنيين بوليفيين للمراقبة.

في الواقع، تحتل البرازيل في بوليفيا الموقع الذي تركته الولايات المتحدة شاغرا منذ العام 2008 عندما طردت الحكومة البوليفية إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، بسبب تدخلها بالشؤون السياسية. وبحسب ما تبين نداءاتها المتكررة طلبا لمساعدة يقدمها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تتعلق بمروحيات ورادارات، فإن بوليفيا تبحث عن شريك فعال لمواجهة المخدرات.

الحرب على المخدرات

من جهة اخرى وفي المساعي المستمرة للحد من انتشار وتجارة المخدرات فقد اعلنت عديد من الدول الحرب على المخدرات ومنها غواتيمالا التي أصدر رئيسها أوتو بيريز مولينا أوامره للجيش بالمشاركة الفعالة في الحرب ضد عصابات المخدرات. ودعا بيريز مولينا وهو جنرال متقاعد، الجيش إلى القضاء على الجريمة المنظمة في البلاد. ويقول مسؤولون هناك إن الشرطة تم اختراقها من قبل عصابات المخدرات في بعض مناطق جواتيمالا. وتحذو غواتيمالا حذو المكسيك وهندوراس حيث يتولى الجيش المسؤولية عن ملف عصابات المخدرات. ومولينا أول شخصية عسكرية تتولى رئاسة جواتيمالا منذ استعادة الديمقراطية في البلاد عام 1986. وقد وعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد جرائم العنف والاتجار بالمخدرات. كما وعد خلال حملته للترشح للرئاسة الناخبين باستعادة الأمن من خلال قبضة حديدية .

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعطى الرئيس المنتهي ولايته الفارو كولوم الجيش صلاحيات خاصة لاستعادة السيطرة على اقليم التا فيراباز شمالي البلاد. وقال مسؤولون إن الإقليم تديره عصابات المخدرات المكسيكية التي تنتمي إلى عصابة زيتاس العنيفة. وقال متحدث باسم الحكومة إن قوات الشرطة في الإقليم تم اختراقها بشكل كامل من قبل أعضاء عصابة زيتاس، وهو ما يضمن حصانة كاملة للمجرمين. وسمح الإجراء الجديد لقوات الجيش بإلقاء القبض على مشتبه بهم والقيام بعمليات تفتيش دون إذن مسبق في إقليم ألتا فيرباز.

وبموجب الأوامر الجديدة الصادرة من الرئيس بيريز مولينا ، سينضم الجيش للحرب ضد الجريمة المنظمة في كل أنحاء البلاد. وفي خطاب وجهه للقوات المسلحة، طلب رئيس جواتيمالا من الجيش التنسيق والتعاون مع قوات الأمن الآخرى لتحييد الجريمة المنظمة من خلال إحكام السيطرة على الأرض والجو والبحر . وقال إنه سيزود الجيش بطائرات وزوارق بحرية وسيارات لمساعدتهم في محاربة الجريمة المنظمة. وتعد غواتيمالا نقطة كبيرة لعبور الكوكايين المهرب من كولومبيا عبر جواتيمالا إلى المكسيك ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول المسؤولون عن تطبثق القانون في جواتيمالا إن عصابة زيتاس نقلت المزيد من عملياتها إلى جواتيمالا منذ صعد الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون من الحرب على تجارة المخدرات. وتسير جواتيمالا على خطى جيرانها من خلال إعطاء الجيش صلاحيات أوسع. وكان الكونجرس في هندوراس قد صوت في وقت سابق بالسماح لقوات الجيش بتولي مهام الشرطة لمواجهة ارتفاع معدل عمليات القتل بين أعضائها، وهو الأعلى على مستوى العالم. وفي المكسيك، أصبح الجيش جزءاً من الحرب ضد المخدرات على مدى أكثر من خمس سنوات، ومنذ ذلك الحين نشر قواته بناء على أوامر الرئيس فيليب كالديرون في ديسمبر/كانون الأول عام 2006

 من جانب اخر قالت شرطة مدينة نيويورك انها اغلقت مزرعة للماريوانا مكونة من خمسة طوابق أنتجت ما قيمته ثلاثة ملايين دولار على الاقل من المادة المخدرة في العام المنصرم. واثناء تفتيش المبنى الكائن في منطقة برونكس عثر المحققون على 593 نبتة -بعضها يصل ارتفاعه الى 2.1 متر- و34 كيلوجرما من الماريوانا مقطعة ومجففة في لفافات بلاستيكية. وقالت الشرطة في بيان "من المعتقد أن ما بين 23 الي 27 كيلوجراما كانت تنتج شهريا بقيمة تبلغ حوالي 250 ألف دولار. وفقا لتقديرات متحفظة فان ما قيمته ثلاثة ملايين دولار من الماريوانا بيعت على مدى العام المنصرم." واظهرت صور التقطتها الشرطة للمبنى حجرة للتجفيف وأنظمة لتنقية الهواء والمياه وأنابيب للتهوية ومصابيح حرارية. والقي القبض على ثلاثة رجال ووجهت اليهم تهمة حيازة الماريوانا بقصد الاتجار واستخدام معدات متعلقة بالمخدرات لغرض اجرامي.

الى جانب ذلك قضت محكمة مغربية باعدام زعيم عصابة مخدرات كبرى بعدما ادين بالقتل وتهريب المخدرات في قضية بارزة شهدت ايضا ادانة مسؤولين امنيين لتورطهم. وذكرت وكالة المغرب العربي للانباء ان محكمة الاستئناف بالدار البيضاء قضت باعدام نجيب الزعيمي. ولم تنفذ عقوبة الاعدام منذ 1992 في المغرب التي تعد اكبر مورد للقنب لأوروبا. وقالت السلطات في 2010 انها فككت حلقة تهريب مخدرات دولية واكتشفت 7.5 طن من القنب مخبأة في مزرعة بالقرب من الناضور يملكها الزعيمي الذي نفى ارتكاب اي جرم. ويقولون ان الشبكة تدفع رواتب لسلسلة من المسؤولين ساعدوها في تفادي عمليات تفتيش الجمارك والشرطة مما سمح لها بنقل مخدرات من الناضور الى اسبانيا وهولندا. بحسب رويترز.

وطالب الادعاء بتوقيع عقوبة الاعدام على زعيم الشبكة ومشتبه بهم اخرين لتورطهم في التعذيب احد اقارب الزعيمي حتى الموت للاشتباه بسرقته اموالا منه. وللزعيمي الحق في استئناف هذه العقوبة لكن من غير الواضح ما اذا كان محاموه قد تحركوا للقيام بهذا. وحكم على مساعده الاساسي هشام شوحو بالسجن المؤبد فيما حكم على محمد جلماد رئيس الشرطة السابق في الناضور بالسجن ثلاث سنوات. وتقع الناضور في دائرة الريف شمال المغرب حيث ما زال عدة الاف من الاشخاص يقتاتون من زراعة القنب على الرغم من جهود السلطات كبح النشاط.

وقالت وكالة المغرب العربي للانباء ان ابو الزعيمي حكم عليه بالسجن 20 عاما في حين حكم على اثنين اخرين من اقاربه بالسجن. ولم تذكر تفاصيل عن اي عقوبات بحق 30 مشتبها بهم اخرين متهمين في القضية. ومن بينهم 13 عضوا في الشرطة شبه العسكرية وقوات مساعدة وعضوا بالمخابرات العسكرية ومسؤول بوزارة الداخلية بالاضافة الى رئيس فرع مصرفي ومراسل محلي.

خدمة التوصيل إلى المنازل

من جهة اخرى وفي آخر ابتكار لهم وزع تجار المخدرات في مدينة يافا وجنوب تل ابيب مئات جرعات الهيرويين بواسطة خدمة التوصيل إلى المنازل أو "هوم ديليفري". وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري " قام مخبرو قسم مكافحة المخدرات التابع لوحدة التحقيقات المركزية في لواء تل ابيب بإلقاء القبض على شبكة لتوزيع وبيع الهيرويين عبر توصيلها إلى منازل الزبائن". اضافت السمري أن "الشبكة تتكون من أربعة مشتبه بهم عرب من سكان مدينة يافا، بينهم شقيقان توأم، وجميعهم في العشرينات من عمرهم. ويشتبه بقيامهم بتوزيع وبيع الهيرويين في يافا وأيالون جنوب تل ابيب وفي مدينة حولون وبات يام". واوضحت انهم "ووفقا للشبهات قاموا شخصيا او بواسطة آخرين بتوصيل مئات جرعات المخدرات إلى منازل الزبائن". واشارت الى انه خلال عمليات تفتيش منازلهم، تم ضبط 3 مركبات خاصة بالإضافة إلى كمية من المخدرات ومبلغ من المال الذي يشتبه بانه ثمن طلبيات مخدرات. ولفتت الناطقة الى ان هؤلاء من الأشخاص المعروفين في مجال المخدرات، وهم يقطنون في منطقة العجمي في يافا. بحسب فرنس برس.

من جهته قال محمد بركة عضو الكنيست العربي الذي كان يرأس اللجنة البرلمانية للمخدرات، "لقد استخدم التجار في السابق الاطفال وتلاميذ المدارس لتوزيع المخدرات مستعينين بحقائبهم المدرسية". وأشار إلى أنه "دائما ما يتقدم تجار المخدرات على الشرطة ويتفننون في التهريب والتوزيع". أضاف "كثيرة هي الاساليب التي يلجأون إليها مثل كوسبومات الصراف الالي. فتوضع المخدرات في نقطة معينة، وعند استلامها يوضع المال في المكان نفسه".

وكانت الشرطة الاسرائيلية قد ألقت القبض على مروجين في مدينة القدس الشرقية استخدموا صناديق البريد الرسمية. فالتاجر يعطي المفتاح للزبون الذي يحصل على المخدرات ويضع مكانها النقود داخل صندوق البريد. كذلك، ألقت القبض على الباعة المتجولين الذين يخبئون المخدرات في صواني الاكل أو في أكياس السندويشات الورقية.

من جهة أخرى، استخدم التجار الجدار الفاصل لتمرير المخدرات عبر فجوات التهوئة من الجانب الاسرائيلي الى الجانب الفلسطيني. وحمل بركة المسؤولية للسلطات متهما إياها بالتقصير في تعاملها مع قضايا المخدرات عند العرب. فقال "حيثما نجد مجتمعات مختلطة (عرب ويهود) مثل يافا وعكا وحيفا، تنتشر المخدرات.. والآن، في القدس العربية المحتلة". اضاف "عندما تقوم الشرطة الاسرائيلية بتنظيف مدنها ومجتمعها من المخدرات، ينتقل مركز العمل الاجرامي الى مدننا العربية". وشدد بركة على "التعاون المشترك والوطيد بين رجال الجريمة والمخدرات من العرب واليهود، اكثر من اية فئة اخرى في المجتمعين".

اما لوبا سمري فقالت ان "شرطة اسرائيل تعمل بصورة مهنية موضوعية ومن خلال عمليات استخباراتية بهدف تقليص كافة ظواهر الجريمة بشكل عام والمخدرات بشكل خاص. وقد قامت في السنوات الاخيرة بتشكيل أربع وحدات حدودية خاصة مع الدول العربية لمكافحة ظواهر تهريب المخدرات إلى داخل الدولة". وتابعت "وقد شكلت وحدة 747 العاملة في مطار بن غوريون الدولي. وهي تعمل بالتعاون مع الوحدات الاستخباراتية المختلفة. أما النتائج التي تحقق في هذا المجال فهي جيدة، حيث تم في الفترة الاخيرة خصوصا ضبط كميات كبيرة من المخدرات بكافة انواعها واشكالها بالإضافة إلى اعتقال العشرات من التجار الكبار عربا ويهودا".

القات وخطر الموت

وفي ما يخص مخاطر القات وهو نوع من انواع المخدرات ينتشر بكثرة في بعض الدول العربية ومنها اليمن فقد أظهرت دراسة جديدة أن مرضى القلب الذين يمارسون عادة مضغ القات أو ما يعرف بـ( Catha edulis) يكونو عرضة للإصابة بالجلطات، قصور القلب، والوفاة بنسبة أكبر بكثير ممن لا يتبع تلك العادة. ويقول باحثون إنه يقدر إجمالي الذين يستخدمون القات المنتشر بشكل غير قانوني في الشرق الأوسط ومنها إلى الولايات المتحدة وأوروبا، حوالي 20 مليون شخص. ويذكر ان عشبة القات لها تأثير محرض يشبه الامفيتامين والكوكايين، وقد يسبب شعورا بالنشوة، فرط النشاط، اضطراب، فقدان الشهية، ونقص الوزن.

ووفقا للمركز الوطني للدواء، فإن اليمنيون والإفريقيون الشرقيون ينشرون القات في أمريكا، حيث يتم الإبلاغ عن الكثير من هذه العشبه، كونه ممنوع تماما هناك. وشملت الدراسة التي نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض القلب Circulation، سبعة آلاف شخص مصاب بمرض في القلب في كل من البحرين، السعودية، قطر، سلطنة عُمان، الإمارات العربية المتحدة، واليمن خلال عام واحد. وانت نسبة مستخدمي القات من بينهم 19 بالمائة، وكان هؤلاء اقل تعرضا للداء السكري وارتفاع الضغط الشرياني، اللذين يعتبران عاملي خطورة أساسيين في حدوث الجلطة والذبحة الصدرية.

في حين أظهرت النتائج أن نسبة تعرض ماضغي القات للاختلاط ( الجلطة القلبية أو الدماغية أو حتى الوفاة خلال عام) بالمقارنة مع غير المستخدمين له أعلى بكثير. فمثلا مستخدمو القات الذين تم قبولهم في المستشفى بإصابات قلبية كانت نسبة حدوث الوفاة لديهم أكبر بنسبة 7.5 بالمائة مقابل 3.5 بالمائة لغير المستخدمين، وكانت نسبة الوفاة خلال عام حوالي 19 بالمائة في ماضغي القات. وقد عزا الباحثون الأسباب إلى أن مضاغي القات يتأخرون في اللجوء إلى الطبيب للبحث عن سبب الأعراض التي قد يشعرون بها ، كما أن مادة القات تتداخل في تأثير الأدوية المعالجة لتخثر الدم والتي تحمي من حدوث الجلطات، وتستخدم بكثرة لحماية مرضى القلب من أي اختلاطات مميتة. بحسب CNN.

الى جانب ذلك قالت الحكومة الهولندية انها ستحظر نبات القات المخدر الذي يتعاطاه في الغالب المهاجرون الاثيوبيون واليمنيون للحد من استخدامه ومنع الناس من اعادة تصديره الى دول أوروبية أخرى. وأصبح مطار سخيبهول في أمستردام مركزا مهما للحصول على المخدر الاخضر الذي يكون له اثر منشط عند مضغه. وتشير التقديرات الحكومية الى أنه في العام الماضي جلب ما يربو على 800 طن من القات لهولندا وجرى نقل 80 بالمئة منه معظمها بالسيارات الى بلدان أوروبية أخرى بما في ذلك ألمانيا والدنمرك والسويد حيث يتم حظره. وقال بيان مشترك صادر عن وزارات شؤون الداخلية والامن والعدل والصحة ان "وزيرة الصحة الهولندية (اديث) شيبرز ستضع القات قريبا على القائمة الثانية لقانون الافيون. وسيجعل هذا حيازة وتجارة القات غير قانونية." ويسبب النبات الذي يزرع في القرن الافريقي واليمن الادمان ويسبب الافراط في تعاطيه الارق والاجهاد والاكتئاب والخمول بين المتعاطين. ورحبت شرطة السويد بهذه الخطوة وقالت ان السلطات تشتبه في أن أرباح تجارة القات تمول الجماعات المتشددة مثل حركة الشباب في الصومال. بحسب رويترز.

وأثار مشروع قرار قٌدم للحكومة الهولندية، والذي ينص على وقف استيراد نبتة "القات" المخدرة من الدول الأفريقية المصدرة لها، مخاوف العديد من المزارعين ممن تشكل زراعة "القات" وتصديرها، مصدر الرزق الوحيد بالنسبة لهم. وقال أحد مزارعي القات في كينيا، إدوارد موتورا، "إذا ما تمت الموافقة على مشروع القرار الهولندي بمنع استيراد القات، فإن الأثر السلبي سيكون كبيراً، ليس علي فقط، ولكن على مستوى مقاطعة الميرو بشكل عام." وأضاف موتورا أن "الاقتصاد في مقاطعة ميرو قائم على تجارة القات وتصديرها إلى هولندا، وإيقاف التصدير يعني سلب الناس لمصدر دخلهم اليومي، بالإضافة إلى تقلص الاقتصاد الميروي وبنسب عالية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 14/آذار/2012 - 20/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م