رعاية الطفل... ارشادات صحية ونفسية

 

شبكة النبأ: تسعى الكثير من دول العالم المتقدمة الى الاهتمام بالأطفال باعتبارهم لبنة اساسية من لبنات بناء المجتمع، يأتي ذلك الاهتمام من خلال المتابعة المستمرة والميدانية والتقارير لمختلف جوانب الحياة الخاصة بهذا الكائن الفريد واعداد البحوث والدراسات لغرض تشخيص بعض المشاكل والسلبيات والعمل على معالجتها والتي قد تكون غائبة عن اذهان الكثير منا، فقد اوجدت دراسة جديدة أن الأطفال في سن الخامسة يفهمون أن التفكير الإيجابي يمكن أن يجعل المرء يشعر أفضل. وذكر موقع «هلث داي نيوز» الأميركي، أن الباحثين في جامعة كاليفورنيا وجدوا أن معرفة الأطفال بشأن منافع التفكير الإيجابي تتأثر بشكل كبير بالأهل. وقام العلماء بتجربة قرأوا خلالها ست قصص مصوّرة على 90 طفلاً عمرهم بين 5 و10 سنوات، وشملت القصص شخصيتين أحستا بالشعور نفسه بعد اختبار شيء إيجابي مثل الحصول على لعبة جديدة، أو سلبي مثل سقوط الحليب وعادي مثل التعرف إلى معلمة جديدة. وأخبر الأطفال بعدها كيف شعرت كل شخصية في الصور. ولاحقاً، كان في القصة شخصية متفائلة جعلت الحادثة إيجابية، وأخرى متشائمة جعلتها سلبية. ووجد الباحثون أن الأطفال تمكنوا من التنبؤ بأن الأشخاص يشعرون بشكل أفضل بعد التفكير بإيجابية، مقارنة بمن يفكرون بسلبية. ولاحظوا أنه مع نمو الأطفال، يختبرون «تطوراً ملحوظاً» بقدرتهم على فهم الرابط بين الأفكار والشعور. كما تبيّن أن نظرة الأهل المتفائلة أو المتشائمة في الحياة تلعب دوراً مهماً بقدرة أطفالهم الشاملة على التفكير الإيجابي. بحسب يونايتد برس.

وجدت دراسة اخرى ايضا أن وجود صديق مفضل في حياة الطفل يفيد عقله وجسمه. وذكر موقع «هلث دي نيوز» الأميركي أن باحثين في جامعة «كونكورديا» وجدوا أن الصديق المفضل في حياة الطفل قد يساعده على التعامل مع الاختبارات السلبية في حياته، كما أن هرمون الإجهاد يرتفع، فيما ينخفض تقدير الذات في غياب صديق كهذا. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة ويليام بوكوسكي إن «وجود صديق مفضل في الأحـــداث غير السارة له تأثير فوري في جسم الطفل وعقله، إن كان الطفل وحيداً عند وجود مشكلة مع المعــــلمة أو لدى مشاجرته مع أحد زملاء الدراسة، نجد زيـــادة في معدلات الكورتيزول (هرمون الإجهاد)، وانخفاضا في الشعور بتقدير النفس». وطلب الباحثون من 55 صبياً و48 فتاة في الصفين الخامس والسادس، خلال الدراسة تسجيل مشاعرهم وخبراتهم على مدى أربعة أيام، وتمت مراقبة معدلات الكورتيزول لديهم في هذه الفترة، عن طريق فحص اللعاب، ووجد العلماء أن الكورتيزول زاد، وانخفض تقدير الذات عند مرور الأطفال بتجربة سلبية، لكن مع وجود صديق مفضل تغيّرت معدلات الكورتيزول والشعور بتقدير الذات بشكل أقل. وتبيّن أن ما يحصل، خلال فترة الطفولة، يمكن أن يؤثر في الأشخاص بسن الرشد، بما في ذلك شعورهم بقلة تقدير الذات. وقال بوكوسكي إن «الإفراز المفرط للكورتيزول يمكن أن يؤدي إلى تغييرات فيزيولوجية ملحوظة، بينها كبح المناعة وتـــراجع تكوين العظام، ويمكن لزيادة الإجــــهاد النفسي أن تبطئ بالفعل نمو الطفل».

العلاقة بالأبوين

في سياق متصل اوجدت دارسة اخرى جديدة أن طبيعة العلاقة بين الطفل وأمه تؤثر في إمكانية إصابته بالسمنة في سن المراهقة. وذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، أن الباحثين في جامعة «أوهايو» وجدوا من خلال النظر في بيانات تعود لـ977 طفلاً في أرجاء الولايات المتحدة، تتعلق بعلاقاتهم بأمهاتهم، أنه كلما خف الرابط العاطفي بين الأم وطفلها يزيد خطر إصابته لاحقاً كمراهق في سن الـ15 بالسمنة.

ووجد الباحثون أن 241 طفلاً أي أكثر من ربع الأطفال الذين يعانون علاقات عاطفية سيئة مع الأم أصيبوا بالسمنة كمراهقين، مقارنة بـ13٪ من الأطفال الذين كانت علاقتهم وثيقة بالأم. ولاحظ العلماء أن هذه الدراسة الجديدة تدعم بحثاً سابقاً كانوا أجروه، أظهر أن الأطفال الذين يفتقدون للعلاقة العاطفية مع أهلهم يعانون خطراً زائداً للإصابة بالسمنة في سن الرابعة والنصف.

وقال الباحثون إن نتائج الدراستين تظهران المناطق الدماغية التي تضبط المشاعر والضغط النفسي والشهية وتوازن الطاقة في الجسم، تعمل معاً للتأثير في أرجحية إصابة الطفل بالسمنة. ولفتوا إلى أنه بدلاً من إلقاء اللوم على الأم في مسألة إصابة ولدها بالسمنة، ينبغي بذل الجهود لتحسين الاستراتيجيات الهادفة لجعل العلاقات بين الأم وطفلها أفضل، وليس فقط التركيز على عادات أكله وممارسته الرياضة.

من جانب اخر أظهرت دراسة أمريكية أن الطفل الصغير الذي لا تربطه علاقة جيدة بأمه أكثر عرضة لزيادة الوزن كلما تقدم به العمر. ووجد باحثون تابعوا نحو ألف طفل حتى مرحلة البلوغ أن أكثر من 25 في المئة من الذين سجلوا أدنى درجات في اختبارات العلاقة بين الام والطفل أصيبوا بالسمنة في سن 15 عاما. كما أظهرت النتائج التي نشرت في دورية (بيدياتريكس) انه على العكس من ذلك فان 13 في المئة فقط من الاطفال الذين كانت تربطهم علاقات جيدة بأمهاتهم أصيبوا بالسمنة. ويقول باحثون انه في حين أن هذا لا يثبت ارتباط المسألتين فان أبحاثا أخرى أظهرت صلة بين النضج العاطفي والعقلي للاطفال وكيفية تفاعلهم مع أمهاتهم.

وقالت سارة اندرسون التي شاركت في الدراسة أن الطفولة التي تتسم بالتوتر يمكن أن تحدث أثرا دائما على مخ الطفل. وأضافت اندرسون التي تعمل في كلية الصحة العامة التابعة لجامعة أوهايو في كولومبوس "هناك تداخل في المخ بين المناطق التي تتحكم في التوازن بين الضغط العصبي والطاقة." ومضت تقول "ربما يكون رد فعل الضغط العصبي مرتبطا بالسمنة من خلال عملية تنظيم الشهية." بحسب رويترز.

واستندت الدراسة الى 977 طفلا صوروا بالفيديو أثناء اللعب مع أمهاتهم في سن سنة واثنتين وثلاثة من العمر. بعد ذلك أجرى الباحثون تقييما لعلاقة الاطفال في هذه السن بأمهاتهم استنادا الى قدرة الام على ادراك الحالة الانفعالية للطفل ومدى الدفء الذي تمنحه له وكذلك ميل الطفل لاكتشاف البيئة المحيطة به بحرية وهي مسألة مرتبطة بما يطلق عليه "الشعور بالأمان من خلال الارتباط". وأظهرت الدراسة أن علاقة ربع الاطفال بأمهاتهم كانت متدنية في حين أن 22 في المئة سجلوا أرقاما رائعة في كل جلسة من الاختبارات.

وفي سن 15 عاما أصيب 26 في المئة من الاطفال الذين يعانون من مشكلات في علاقتهم بأمهاتهم بالسمنة وهي نسبة تمثل ضعف من ليس لديهم هذه المشكلة. لكن الفجوة تضيق بدخول عوامل أخرى في الحسبان بما في ذلك درجة تعليم الام ودخل الاسرة. ويتفق ديفيد جوزال وهو طبيب أطفال شارك في الدراسة أيضا مع هذا الرأي لكنه قال ان النظام الغذائي غير الصحي وقلة الحركة والنوم عوامل من المرجح أن تقوم بدور أكبر. لكنه قال ان الضغط العصبي سواء نتيجة خلل وراثي أو تغييرات سلوكية ربما يكون له أثر ويمكن أن يكون تدني العلاقة بين الام وطفلها من ضمن الاسباب. وقال جوزال وهو كبير أطباء مستشفى كورنر للاطفال بشيكاجو "ما نلمحه في سن البلوغ هو من الواضح أثر تراكمي على ما حدث في فترة سابقة من العمر." وتقول المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها انه في الوقت الحالي يعاني 17 في المئة من كل الاطفال والمراهقين في الولايات المتحدة من السمنة.

 من جهة أخرى يتعامل البعض مع ظاهرة التلعثم في الكلام بطريقة غير صحيحة، إذ لا يعترفون أصلاً بأن أطفالهم يعانون منها، ويتجاهلون ذلك إلى درجة تفاقم المشكلة وتصعب حلها. وأشارت أخصائية التخاطب بمدينة هام غرب ألمانيا، فالبورغا بروغه، إلى أنه في أغلب الأحيان يكون من الأفضل تجاهل الاضطراب في طلاقة الكلام عند الأطفال في البداية، وعدم الحديث معهم حول هذا الموضوع، موضحة وإلا سيتم استدعاء موضوع ربما لا يعاني منه الطفل أصلاً.

ويحذر أخصائي التخاطب بمدينة زاربروكن جنوب غرب ألمانيا فرنر راوشان، من أن مناقشة موضوع التلعثم في الكلام ينقل إلى الطفل إحساساً بأنه يفعل شيئاً خطأ. وأوضح راوشان الذي يقوم في عيادته بعلاج الأطفال والبالغين من ظاهرة التلعثم في الكلام أنه عندما لا يعثر الأطفال على الكلمات المناسبة على الفور، أو يقومون بتكرار الجملة مرات عدة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنهم يتلعثمون في الكلام. وأضاف «هذا الأمر يدخل في إطار التطور الطبيعي للغة»، إذ يجب أن يتعلم الطفل أولاً الحديث بطلاقة.

غير أن من الصعب على الآباء تحمل مسألة حدوث تعثر في تطور اللغة لدى أطفالهم. ولذلك فإن راوشان ينصح الآباء في هذه الحالة بضرورة استشارة أخصائي تخاطب، لكن دون اصطحاب الأطفال معهم في البداية. ولا يستطيع الآباء التأثير في ظاهرة التلعثم في الكلام، غير أن الأجواء التي يتم فيها إجراء الأحاديث يمكن أن تكون مفيدة في التغلب على هذه الظاهرة. وأضافت أخصائية التخاطب فالبورغا بروغه، أن من الأمور المهمة عدم مقاطعة الطفل أثناء الكلام، وأن ينظر الآباء إليه باستمرار عندما يريد أن يحكي شيئاً ما. وينطبق ذلك بصفة خاصة عندما يكون الطفل مضطرباً ومشوشاً، أو عندما يحاول مرات عدة إنهاء الجملة التي يرددها. وأوضحت الخبيرة الألمانية أنه «إذا نظر الآباء بعيداً عن الطفل، فإنه يشعر بأن هذا التصرف بمثابة نوع من العقاب». بحسب الوكالة الالمانية للأنباء.

ومن الأمور المهمة أيضاً أن يوضح الآباء للطفل أن لديهم الوقت الكافي لكي يستمعوا إليه، وإذا لم يكن هناك وقت كاف، فإن راوشان ينصح بأنه ينبغي على الآباء إخبار الطفل بذلك، إذ يمكنهم على سبيل المثال قول «انتظر، يجب أن أنتهي من هذا الأمر أولاً، وبعد ذلك سيكون هناك متسع من الوقت لكي استمع إليك». وعلى الجانب الآخر ينبغي على الآباء تجنب جميع أنواع التعليمات والتحسينات، وحتى العبارات التي تبدو جيدة مثل «ابدأ مرة أخرى، يمكنك قول ذلك بصورة أفضل»؛ لأن الآباء بذلك يضعون الأطفال تحت ضغط بشكل إضافي.

وفي البداية يمكن للآباء أن يلاحظوا لبعض الوقت ما إذا كان التلعثم في الكلام يختفي مرة أخرى، وإذا لاحظواٍ أن طفلهم يتجنب الحديث، أو أنه لا ينطق كلمات معينة إلا تحت ضغط وإلحاح شديدين، ففي هذه الحالة ينبغي البدء في علاج هذه الظاهرة لدى أخصائي تخاطب، إذ يتعلم الأطفال أثناء العلاج التحدث بحرية ومن دون خوف أو قلق. ويعتبر الآباء بمثابة النموذج اللغوي لأبنائهم. وحتى يتعلم الأطفال الحديث عن حياتهم اليومية تنصح خبيرة التخاطب فالبورغا بروغه بأنه ينبغي على الأم والأب أن يحكيا عن الأمور التي حدثت أثناء يومهما أمام الأطفال. وقد يكون ذلك أثناء تنفيذ بعض الأشياء المشتركة أو من خلال أحد الطقوس اليومية، كأن يجلس جميع أفراد الأسرة سوياً نصف ساعة بعد تناول الطعام، ويحكي كل منهم ما دار خلال يومه.

لعب الأطفال والمستوى العلمي

على صعيد متصل خلصت دراسة هولندية إلى أن فوائد ممارسة الأطفال للألعاب المختلفة لا تقتصر فقط على الترفيه أو كونها رياضة بدنية، بل قد تؤدي إلى تحسين أدائهم في فصول الدراسة. وقام فريق الباحثين من جامعة "في يو" الهولندية، بمراجعة 14 دراسة مختلفة، تسجل بيانات بعضها أنشطة بدنية قام بها الصغار قبل بدء البحث، وطلاب آخرين تم اختيارهم عشوائياً لممارسة تمارين رياضية مختلفة في اليوم، وأظهرت الدراسات أن النشاط البدني يساهم في تحسين الإنجاز الأكاديمي لدى الأطفال. كما وجدت أن زيادة معدل النشاط البدني يصاحبها في المقابل تحسن ملحوظ في التحصيل، تحديداً في مواد الرياضيات واللغة الإنجليزية والقراءة، بحسب ما أوردت مجلة "التايم" الشقيقة. وتدعم النتيجة أبحاثاً عملية سابقة وجدت صلة بين التمارين البدنية وزيادة الإنتاجية وتراجع معدلات التغيب عن العمل جراء المرض بين البالغين، كما قد تؤدي لإحياء الجدل القائم بشأن خفض حصص التربية البدنية من البرامج المدرسية. وقالت أميكا سينغ، كبير الباحثين بالجامعة التي أجرت الدراسة، إن الأنشطة البدنية تزيد تدفق الدم إلى المخ، والتي توفر المزيد من الأوكسجين إلى الخلايا المشاركة في التعلم والانتباه. بحسب CNN.

كما تعزز التمارين أيضاً مستويات هرمونات معينة يمكن أن تحسن المزاج ومكافحة الإجهاد، ويوفر كلاهما بيئة تعليمية أفضل للأطفال. وأضافت سينغ أن الدراسة وجدت دليلاً قوياً على وجود علاقة إيجابية هامة بين النشاط البدني والأداء الأكاديمي. وأوضحت أن فوائد النشاط البدني قد تتجاوز الأداء الأكاديمي، موضحة: "الأطفال يتعلمون من خلال المشاركة في الألعاب الرياضية، الأحكام والقواعد، وكيفية التصرف بشكل مناسب في بيئة اجتماعية." وتابعت: "وهذا يترجم داخل الفصل، حيث يلتزم الأطفال الأكثر نشاطاً بالقواعد داخل الفصل، وينسجمون أكثر مع المعلمين وزملائهم في الصف." ويؤخذ على الدراسة محدوديتها إذ صنف اثنان، من الـ14 دراسة التي اعتمدت عليها، كعالية الجودة، مما يعني أن معدلات التمارين البدنية والأداء الأكاديمي قيست بوسائل موثوق بها.

 من جانب اخر وفيما يخص معالجة بعض الامراض بواسطة بعض التقنيات توفق تكنولوجيات الفيديو المستحدثة في مونتريال والتي تنسج واقعا افتراضيا بين الطب العام والطب النفسي والفنون الرقمية، لتقدم للأطفال المرضى علاجات تسرع عملية شفائهم وتخفف من مخاوفهم. وقد طور فريق من الاختصاصيين هذه العلاجات في مستشفى سانت جوستين في مونتريال وهو مركز أبحاث يتمتع بسمعة عالمية. وقد تقضي هذه العلاجات ببساطة، بتحفيز حسي فتتحسن مثلا حالة طفل يعاني حروقا جسيمة عند رؤية كتلة ثلج افتراضية. أو قد تتم طمأنة طفل قلق من خلال عرض غرفة نومه في منزله على جدران غرفته في المستشفى، بالأبعاد الثلاثية.

وقد أنشأ أطباء مستشفى سانت جوستين غرفة استشفاء إلى جانب قبة من الفولاذ يبلغ قطرها 18 مترا تشكل "أول مسرح للواقع الافتراضي في العالم" يقدم عروضا تمتد على 360 درجة حول المشاهد. وتشكل هذه الغرفة على حد قول باتريك دوبي منسق هذه المبادرة المشتركة، "مختبرا حيا" يلجأ إلى التكنولوجيات الحالية وفق حاجات المستخدمين، في خطوة تلقى رواجا متزايدا هذه الأيام. ويشرح باتريك دوبي أنه "يمكننا بواسطة من خلال عدد من المصابيح كاشفة أن نستحدث مشاهد من الواقع الافتراضي تتضمن إلى جانب الجدران، أثاث الغرفة". ومن بين ادوات اللعب المقدمة لمن تتراوح أعمارهم ما بين 6 سنوات و 18 سنة آلة تصوير فيديو موصولة بكمبيوتر وشاشتين، الأولى للصورة الحقيقية والأخرى لمشاهدة التسجيلات، فتسمح للأطفال بالتآلف مع الأدوات الطبية ومثالا على ذلك الحقن. بحسب فرنس برس.

وتتحول الحقنة بين أيدي فتاة صغيرة هي ابنة أحد الباحثين، إلى صاروخ يظهر في شريط مصور من دون أية مساعدة من قبل الكبار. ومن العلاجات الأخرى التي يتوقع لها الباحثون النجاح، شخصيات أفاتار الخيالية التي تتواصل مع الأطفال من خلال شاشة. ويحرك هذه الشخصيات طبيب من غرفة أخرى. فبعض الأطفال الذين يعانون صدمات تسبب بها مرضهم أو حادث تعرضوا له، يواجهون مشاكل في التواصل مع شخص حقيقي بسبب مخاوفهم. لكن شخصيات أفاتر تساعدهم بحركاتها وصوتها في إعادة التأقلم مع المجتمع.

وهذا ليس إلا غيض من فيض، بحسب ما تقول الطبيبة باتريسيا غاريل المسؤولة عن قسم الطب النفسي في مستشفى سانت جوستين. وتوضح أن هذه التقنيات التي ألفها الأطفال "تساعدهم للانخراط في المجتمع بغية التغلب على مخاوفهم. وما زلنا في مرحلة الاستكشاف". صحيح أن أدوات التواصل واللعب المجهزة بشاشات قد تؤثر سلبا على انخراط الأولاد الأكثر هشاشة الذين يتقوقعون على أنفسهم، في المجتمع. لكنها بالنسبة إلى باتريسيا غاري قد تساعدهم في التأقلم مع المجتمع إذا استخدمت بشكل صحيح. وعلى هامش هذه الأهداف الجدية، يقوم اختصاصيون في المعلوماتية بتطوير تطبيقات ترفيهية. فهم مثلا يعرضون في قاعة رياضة مقابل دراجة ثابتة صورة راقصة تعر تطالب بعدد معين من الدوس لتخلع ثيابها تدريجيا. وفي نهاية المطاف، يرى الرياضي الذي يتصبب عرقا بعد كل هذا المجهود المبذول، لافتة كتب عليها "تهانينا. حرقت 600 سعرة حرارية!".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/آذار/2012 - 19/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م