من الإيمو الى الويكا... اديان ومعتقدات غريبة

اعداد: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: لازالت قضية (الايمو) او عبدة الشيطان، تتفاعل في الكثير من اوساط العراقيين، وقد اخذت حيزا كبيرا من الاهتمام الاجتماعي والاعلامي والسياسي.. وقد وصلت حتى الى وكلاء بعض مراجع الدين، وضباط الشرطة واعضاء في مجلس النواب عبر طرح ارائهم ورؤاهم فيما يتعلق بهذه الظاهرة.

وعبدة الشيطان ليست ظاهرة وحيدة، او معتقد او موضة شبابية او غيرها من تسميات تطلق على الكثير من شبيه لها في المجتمعات والثقافات الاخرى، بل سبقتها ظواهر دينية واعتقادية كثيرة وعاصرتها وسوف تظهر في المستقبل ايضا، طالما بقيت العوامل المساعدة لظهورها وانتشارها موجودة في كل مجتمع من المجتمعات.

في المجتمعات البشرية الكثير من الديانات والمعتقدات التي تبدو غريبة لمعتنقي الديانات الاخرى، الا ان تلك المعتقدات لها اتباعها ومريديها وهم لا يرون ضررا في اعتناقها والترويج لها، وتبقى نظرة المجتمع هي المتحكمة في مدى انتشارها او تقلصها وربما انقراضها.

يصنف بعض العلماء الأديان إلى:

الأديان العالمية التي حققت قبول في جميع أنحاء العالم وذات تزايد كبير من المعتنقين الجدد لهذه الاديان.

الديانات العرقية التي يتم تحديدها ضمن مجموعة عرقية معينة ولا يوجد إقبال على اعتناقها.

وآخرون رفضوا هذا التمييز، باعتبار أن جميع الممارسات الدينية أياً كانت فهي تعود لأصولها الفلسفية والعرقية لأنها أتت من ثقافة معينة.

تصنف عادةً الأديان القديمة مثل تلك التي في اليونان، وروما، والدول الاسكندنافية تحت عنوان الأساطير. وكذلك أديان شعوب ما قبل الثورة الصناعية أو ما قبل التطور العالمي وتسمى أيضا "الأساطير" في الأنثروبولوجيا الدينية. ويمكن استخدام مصطلح "أسطورة" للتعبير بشكل سيء عن الدين سواءً من قبل المتدينين أو الغير متدينين. مثلاً، عند تعريف دين شخص ما أو عن ما يؤمن به على انه أسطورة وخرافة من خلال قصة أو شرح معين, من هنا يتضح تأثير المعنى السيء لكلمة أسطورة ضد الاديان.

هناك مجموعة متنوعة من الحركات الدينية الجديدة لا تزال تمارس اليوم في العديد من البلدان الأخرى إلى جانب اليابان والولايات المتحدة، بما في ذلك:

شينشوك يو وهي الفئة العامة لمجموعة واسعة من الحركات الدينية التي تأسست في اليابان منذ القرن التاسع عشر. أكبر الحركات الدينية التي تركزت في اليابان تشمل سوكا غاكاي، وديانة تينريكيو.

تساو دي وهو دين توحيدي، أنشئ في فيتنام عام 1926.

التوحيد الشمولي وهو دين يتميز بدعم "البحث الحر والمسؤول عن الحقيقة."

السيانتولوجيا وهذا الدين يبين ان البشر هم كائنات خالدة نسوا طبيعتهم الحقيقية. والوسيله لإعادة التأهيل الروحي هي نوع من الاستشارة ومراجعة الحسابات، والتي تهدف إلى وعي الممارسين من خلال التجارب المؤلمة أو الأحداث المؤلمة في ماضيهم من أجل تحرير أنفسهم من آثارها والحد منها.

ايكنكار, وهو دين لغرض صنع إله من خلال الواقع اليومي في الحياة.

الهندوس في جنوب آسيا, وتضم الهندوسية حوالي 2000 طائفة.. ووفقاً لبعض المقالات الهندوسية، ان عدد (الإلهات في الهندوسية) يصل إلى 330 مليون (اله تقليدي),(بما في ذلك الطوائف المحلية والإقليمية).

والديانة التقليدية الأفريقية تشتمل على أي نوع من أنواع الدين الذي يمارس في أفريقيا قبل وصول الإسلام والمسيحية، مثل دين اليوروبا ودين سان. وهناك أصناف كثيرة من الأديان التي وضعها الأفارقة في الأمريكتين المستمدة من المعتقدات الأفريقية، بما في ذلك السانتيريا، امباندا, فودو, وغيرها.

الديانات الشعبية للأمريكتين تشمل دين ازتيك، ودين الإنكا، والمايا والمعتقدات الكاثوليكية الحديثة مثل عذراء غوادالوبي. ويمارس هذا الدين الأمريكيين الأصليين في جميع أنحاء القارة الأمريكية الشمالية.

ثقافة السكان الأصليين للأستراليا وتحتوي على أساطير وممارسات مقدسة تأخذ سمات الدين الشعبي.

الدين الشعبي الصيني، والذي يمارسه الشعب الصيني في مختلف أنحاء العالم، وهو ممارسة اجتماعية في المقام الأول بما في ذلك عناصر شعبية من الكونفوشية والطاوية، مع بعض بقايا ماهايانا البوذية. معظم الصينيون يمارسون الحركات الدينية الجديدة التي تشمل طائفة فالون غونغ وكوان يو.

الدين الكوري التقليدي وهو خليط من البوذية ماهايانا التوفيقية والشامانية الكورية. على خلاف الشنتو اليابانية، ولكن المسيحية الكورية أثرت أيضا تأثيرا بالغاً في المجتمع والسياسة خصوصاً في كوريا الجنوبية.

الدين الياباني التقليدي وهو خليط من البوذية ماهايانا والممارسات الأصلية القديمة وفقاً لشنتو في القرن التاسع عشر. الشعب الياباني يحتفظ باسماء واشكال معنية لكل من البوذية والشنتو خلال الاحتفالات الاجتماعية.

ومن المعتقدات الغريبة ايضا يوم هلاك البشرية أو ما يقال له يوم القيامة (doomsday) هو تاريخ كثر التنبؤ به فقد كان قبل الف عام حسب كهنة المسيحيين وايضا كان عام 1996 حسب نبوءات الكثير من الفلكيين والمنجمين ولكن قبل كل هذه النبوئات كانت هناك نبوءة اخرى اشتهرت فوق كل هذه النبوءات وهي نبوءة عام 2012 وذكرت قبل الاف السنين في تقويم المايا وتعتقد النبوءة ان للحياة دورة كل 5,126 عام تقريبا وعليه فهذا التاريخ حسب الكثير من الحسابات يتحقق في 2012..

وهناك ايضا حركة العصر الجديد وتشمل تطبيق ديانات مثل الهندوسية والبوذية والطاوية وكذلك الثقافة الغربية المادية.

وتستند تعاليم العصر الجديد إلى عدد من المعتقدات الخرافية تماما مثل الهندوسية والبوذية والطاوية والشنتوية والشامانية والروحانية والسحر.

كماأن تعاليم ذلك العصر لا تستند إلى أي كتاب مقدس، ولا تملك أي تنظيم مركزي، ولا يوجد لديها أي مقر أو عضوية.

ويمكن لأي شخص إضافة أي معتقد لهذه الديانة الخرافية أو إزالة أي معتقد منها وفقا لما يشاء.

بسبب كل هذا، يعتقد الأشخاص الراغبون في تصوير أنفسهم كمعادين لمجتمعهم أن حركة العصر الجديد ما هي إلا ملجأ أو ملاذا لهم.

في السنوات الأخيرة، أسرعت عدة قطاعات تعتنق وجهات نظر مادية وإلحادية إلى عمل دعاية لصالح ثقافة العصر الجديد.

فلقد قامت تلك القطاعات باستخدام واسع النطاق لوسائل الاتصال الجماهيري لتحقيق هذا الغرض.

وكان هدفها هو منع التأثير والزخم المتزايد للتحول إلى الديانات السماوية وخاصة الإسلام في المجتمعات الغربية، والى استبدالها باعتناق الأديان الخرافية.

أيضا كان لمشاهير المجتمع دورا هاما في هذه الدعاية...

ويتم تمثيل حركة العصر الجديد حاليا في مختلف الطرق في العالم الغربي من قبل مئات الجماعات في مجالات الطب وعلم النفس وعلم الاجتماع والبيئة والعلوم والفنون والتعليم ووسائل الإعلام والترفيه والرياضة وحتى السياسة.

فعلى سبيل المثال تمثل الممثلة السينمائية المشهورة شيرلي ماكلين من خلال كتبها وظهورها على شاشات التليفزيون أحد أهم المروجين الرئيسيين لمعتقدات العصر الجديد.

كما يغتنم مشاهير مثل برناردو برتولوتشي وريتشارد جير وستينج وتينا تيرنر واوما ثورمان كل فرصة للتعبير عن اهتمامهم بديانات الشرق الأقصى والمذهب الباطني حيث وقعوا تحت تأثير حركة العصر الجديد.

ومن ذلك ايضا معتقد (الويكا) الذي بدأت ممارساته في عصور ما قبل التاريخ ونشأت كطقوس لتمجيد النار والصيد والخصوبة ومعالجة بعض الأمراض. وحسب ما ورد في مواقع متخصصة في دراسة الديانات، فإن (الويكا) استندت على حب الحياة وتمجيد الطبيعة ثم تطورت الى دين، إذ رأى أتباع (الويكا) الألوهية في الشمس والقمر والأرض، وشخصوا الطاقات المبدعة في الكون فأصبحت المبادئ الأنثوية والمذكرة آلهة وآلهات.

ولم تكن الآلهة والآلهات آنذاك بعيدة عن الطبيعة، بل تؤكد المواقع ذاتها، أن هذه الأخيرة جسدت صفاتها في النساء والرجال، بل حتى الحيوانات والنباتات. ومازالت وجهة النظر هذة جوهرية ومركزية لأتباع (الويكا) المعاصرين، إذ يؤمن أغلبهم أن كل شيء متمركز في الطبيعة هو سمات حقيقية من الآلهة. ويعتقدون بالإلهة الثلاثية للقمر وهي (البنت) و(الأم) و(العجوز الشمطاء)، أما إله البراري ذو القرن فله حسب هذا المعتقد أسماء مختلفة باختلاف ثقافات أتباع "الويكا".

وكانت «الويكا» هي الديانة الرسمية للسيلت. إذ انتشر المجتمع السيلتي عبر شمال أوربا أي في إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيرلندا وهولندا وأسكوتلندا وغيرها، وشكلت كيانا سياسيا واحدا. وكانت ل»الويكا» بدايتها المنظمة في أوربا فى العصر الحجري، إذ عاشت وازدهرت جنبا إلى جنب مع بعض الأديان الأوربية القديمة وكان لها تأثير عميق في عهد المسيحية المبكرة في أوربا، إلا أنه في فترة العصور الوسطى مارست الكنيسة الرومانية اضطهادا كبيرا ضد أديان الطبيعة. وعلى مدى 300 سنة شنق ملايين الرجال والنساء والعديد من الأطفال أو أغرقوا أو أحرقوا عندما اتهمتهم الكنيسة بأنهم يمارسون عبادة الشيطان والشعوذة والسحر، مع أن تعاليم هذه الديانات الغريبة لم تكن تقر بعبادة الشيطان، بل تركز على تعاليمها الخاصة المستمدة من الطبيعة.

واضطر في هذه الفترة أتباع «الويكا» ومعتنقيها إلى الاختباء لممارسة عبادتهم في مجموعات سرية تسمى «كوفن» أي الميثاق.

اندثرت ديانة وطقوس «الويكا» وأصبح أتباعها معزولين جدا بحيث فقدوا الاتصال مع بعضهم البعض، قبل أن تعود للظهور من جديد.

هناك اتفاق شبه عام على أن «الويكا» أصبحت منتشرة في إنجلترا أثناء الخمسينات بنشر بعض الكتب التي قام بتأليفها «مارجريت موراي» و»جيرالد غاردينر»، إذ ألقت هذه المؤلفات الضوء على هذه الديانة وتغيرت بعض المواقف الجديدة الداعية إلى الحرية الدينية، وسمح «الكوفن» في بعض المناطق بالظهور علنا لممارسة طقوس هذه الديانة التي يتبعونها بعد أن كانت تمارس سرا.

والويكا، هي واحدة من أكبر أديان الأقلية في الولايات المتحدة، بل تصنف عند البعض في خانة الديانة الخامسة في هذا البلد بعد المسيحية والإسلام واليهودية والهندوسية.

وتتضمن اجتماعات «كوفن» طقوسا واحتفالات تسمى «ماجيك»، وهي طقوس تتوافق مع قوانين الطبيعة وليس فيها كثير من الأفعال المذهلة، ولكنها بالنسبة إلى أتباع هذه الديانة «فعالة»، منها مختلف أساليب علاج الناس والحيوانات، أو توجيه أو تحسين حياة الأعضاء بطرق معينة.

يجتمع أغلبية «الويكا» للاحتفال ليلا، خاصة عندما يكون البدر مكتملا، ولهم ثمانية مهرجانات كبيرة طيلة السنة. ورغم أن بعض معتنقي «الويكا» يفضل ممارسة طقوسه لوحده أو مع أفراد عائلته، هناك من يفضل أن يمارس الطقوس مع من ثلاثة إلى ثلاثة عشر عضوا بقيادة كاهنة أو قس عالي، الكثير منهم يفضلون الكاهنات. ويعتبر أتباع «الويكا» الحاليون من أشد مؤيدي حماية البيئة، وحقوق المساواة والعالمية والسلام وحرية الأديان وأحيانا يؤمنون باستعمال السحر لنيل هذه الأهداف. وتعتبر الأرض والهواء والنار والماء والروح أو الفراغ العناصر الخمسة المكونة لتعاليم «الويكا»، وسحر هذه الديانة مركز على هذه العناصر الخمسة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 12/آذار/2012 - 18/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م