شبكة النبأ: يمثل عام 2011 منذ
بداياته عام الثورات العربية على الصعيد السياسي للتخلص من أنظمة القمع
للحصول على الحرية وامتلاك الحقوق الإنسانية بمختلف أنواعها، إذ أطلقت
الثورات العربية سباقا إبداعيا في حقل التشكيل الفني للتعبير عن الحرية
والتخلص من القيود والبحث عن مجتمع أفضل وحياة كريمة، كما هو الحال في
مصر وتونس وليبيا، فقد خرجت الساحة الفنية التشكيلية العربية إلى النور
بعد الثورات وصار العالم شغوفا بكل ما تنتجه هذه البلدان.
من جهته عانى الفن التشكيلي في العراق من التهميش والإهمال بعد
الغزو الأميركي عام 2003، وقد فقدت معظم مقتنيات الرواد العراقيين
المشهورين وهاجر من تبقى منهم على قيد الحياة إلى الخارج، وقد سرقت
أعداد كبيرة من أبرز أعمال الرسامين العراقيين الرواد. فيما يحول عدد
من الفنانين التشكيلين المغتربين إعادة أمجاد الفن التشكيلي العراقي
الى سابق عهده.
من جانبها نشطت دول عربية أخرى من خلال إقامة معارض تشكيلية لتطوير
هذا الفن وإعادة البريق له كما هو الحال في المغرب والأردن والإمارات.
لكن يبقى السؤال قائما هل سينتعش الفن التشكيلي العربي مجددا أم هذه
انتعاشة مؤقتة ستزول بعد مدة قصيرة؟
ليبيا بعد سنوات من الإهمال
فبعد عشرات السنين من الرقابة الصارمة من الدولة تشهد الساحة الفنية
في ليبيا ازدهارا لم يسبق له مثيل في عهد العقيد معمر القذافي،
وبمناسبة مرور عام على اندلاع الانتفاضة التي أطاحت بحكم القذافي شهدت
العاصمة طرابلس عددا من الأنشطة الثقافية والفنية بدعم من الحكومة، ومن
بين تلك الأنشطة معرض للفن التشكيلي في بيت الفنون بطرابلس يشارك فيه
56 فنانا من مختلف أنحاء ليبيا، وقال الروائي الليبي محمد الزنتاني
خلال زيارة للمعرض "الفن التشكيلي الليبي مر بمراحل صعبة. على مستوى
الإبداع وصل إلى مستويات راقية لكن على مستوى الانتشار والاهتمام سواء
من قبل الدولة أو من قبل ما يدعى بالمؤسسات لم يكن موجودا، وبالتالي
كانت المعاناة كبيرة جدا بالنسبة للفنانين التشكيليين سواء على المستوى
المادي أو على المستوى الاجتماعي انتشارا وقبولا من الآخرين أو على
مستوى المساندة والتأييد بالدعم المادي أو المعنوي. لكن الحمد لله بعد
انطلاق 17 فبراير "شباط".. الثورة المجيدة.. بدأت الحركة التشكيلية
تأخذ وضعها الطبييعي. بحسب رويترز.
وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام الحكم السابق طفرة في مجال الإبداع
بعد أن أصبح الفنانين أحرارا في التعبير عن أنفسهم. وكانت الساحة
الفنية تعاني إهمالا في عهد القذافي وكانت كل أشكال التعبير تخضع
لرقابة صارمة من السلطات، وكان سيف الإسلام ابن القذافي يصور نفسه في
فترة ما راعيا للفنون بل وعرض أعمالا فنية له في لندن عام 2002.
الفن التشكيلي التونسي بين الشارع والنخبة
فقد كانت الساحة الفنية التشكيلية في تونس أيام الرئيس المخلوع زين
العابدين بن علي شكلية وباهتة ولا يتجاوز صداها حدود البلاد إلا من
خلال "عمليات دبلوماسية" في بعض المناسبات والعروض التي كانت وزارة
الثقافة تنظمها. وكان الفنان مغيبا عن الحقلين السياسي والاجتماعي
ومعزولا حتى عن جمهوره. وعرفت السنوات الأخيرة صعود فنانين شبان منهم
نيسان قسنطيني وريم قروي وهالة لامين ومنى كراي ووسيم الغزلاني صاحب
مشروع دار تونسية للتصوير الفوتوغرافي وغيرهم، ولعل أحسن تعبير على ما
هو عليه وضع الفن التشكيلي في تونس هو ببساطة غياب متحف للفن الحديث
والمعاصر ما جعل الفنان حليم قارة بيبان يتساءل إذا كان من الممكن
الحديث عن "فن" بكل معنى الكلمة في بلاد لا تملك متحفا للفن المعاصر،
فالدولة تشتري أعمالا فنية وتخزنها في أماكن شبه سرية فتحرم منها
الجمهور والطلبة. ويؤكد حليم قارة بيبان أن الفنانين التونسيين لم
ينتظروا الثورة لممارسة فن حر للتعبير عن واقع قمعي فالفنان "ثائر
بطبعه" ورغم أن أغلب الأعمال التي تعرض الآن عبر العالم أنتجت قبل
الثورة فإننا نلمس فيها الضغوط التي يمارسها النظام أو المجتمع على
الفنان ونجد فيها توقا إلى الحرية وإرادة تتجاوز قيود الفن الكلاسيكي،
وأمام الفراغ الثقافي ومنع التواصل بين الفنان وجمهوره لغياب متحف، كون
حليم قارة بيبان التي لا تخلو نظرته الهزلية للواقع من العمق النقدي،
متحفا افتراضيا على موقع "فيس بوك"، ينظم عروضا افتراضية ويستضيف
فنانين أجانب. واختار حليم قارة بيبان "طنجرة" ضغط (cocotte minute)
كرمز للمتحف التونسي للفن المعاصر على غرار الأشكال المعمارية المعقدة
لمتاحف "غوغينايم" وكانت نظرة قارة بيبان لهذا الوضع مستقبلية وتعبر عن
غليان ورفض للوضع السائد زمن الديكتاتورية ورد اعتبار للفنان وللمواطن
رغم ما يطفح منها من مرارة أمام صمم السلطات التي لم تترك للشعب سوى
الفضاء الافتراضي للتعبير، وعلينا أن لا ننسى في هذا السياق أن مواقع
التواصل الاجتماعي تحولت إلى أهم أسلحة الثورة، حليم قارة بيبان - لجنة
شعبية لحماية المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بتونس - الجنود الـ99
الأوائل - 2011- صورة فوتوغرافية على الالومينيوم 170X98، وصار "قدر"
قارة بيبان مشهورا بعد الثورة كرمز للوعي الذي كان يميز الحس الفني
واستباقه للأحداث وحدسه بتقلبات التاريخ فما انفك قارة بيبان في تنويع
أشكال ووسائط العمل حول ذلك القدر من تجهيزات وصور فوتوغرافية، وواصل
مغامرته بتكوين لجنة شعبية "جنود حماية متحف الفن الحديث والمعاصر" إذ
صور99 –في لفتة ساخرة من نسب انتخاب بن علي- من فنانين وشخصيات
ومواطنين يلبسون " القدور" كخوذات ويشهرون أغطيتها كدروع على غرار
الواقيات اليدوية التي استعملها لاحقا الشعب المصري في ساحة التحرير، وأكد
حليم قارة بيبان على مسؤولية الفنان الذي يجب أن يفرض نفسه اليوم كسلطة
فنية في الوقت الذي كان فيه في عهد بن علي ينتظر أن يأتي الاعتراف به
من السلطة وقال إن "على الفنانين فرض حضورهم بالعمل والتفكير في سياسة
ثقافية تخص الفنون التشكيلية" ورص الصفوف وذكر أن الفنانين التشكيليين
التونسيين نظموا أنفسهم في السنوات الأخيرة وكونوا نقابة لم يكن معترفا
بها لكنها فرضت نفسها بعد 14 يناير/كانون الثاني 2011. وتؤكد الرسامة
آمال بن عطية على ضرورة أن يتحد الفنانون والمثقفون رغم خيبة أملها
وانسحابها من النقابة لأن أساليب الفساد تطغى عليها حسب قولها وأكدت أن
حضور الفنانين سياسيا ضئيل وأن أغلب مواقفهم السياسية تظل "بورجوازية"،
وتؤكد آمال على ضرورة الدور الريادي الذي يجب أن تضطلع به
“الانتليجنسيا” النخبة التي تبدو في الوقت الحاضر مشغولة بأمور نرجسية.
وترفض آمال بن عطية أن يوظف الفنان لخدمة "الركوب على الثورة" فتبقى
حذرة من الشغف الجديد واستضافة المعارض الأجنبية للفنانين التونسيين
بعد أن كان الفنان التونسي شبه غائب عن الساحة العالمية، وتسليط الضوء
على الفن التونسي باسم الثورة. فتستشهد آمال بن عطية بالفيلسوف جيل
دولوز الذي يقول "الخلق هو المقاومة" وأن العمل الفني هو ثوري بنفسه
دون حاجة إلى الإشارة المباشرة للثورة، وربما نقرأ من خلال هذا العمل
التعدد والاختلاف في المجتمع التونسي لا سيما في احتكاكه بالحضارات
الأخرى وانفتاحه عليها. وأكدت آمال بن عطية على ضرورة تكوين "جبهة فنية
لمواجهة السلطة فالفنان لن يوافق أبدا على أي شيء ولن يرضخ لأحد فهو
سلطة مضادة دائمة الاستعداد لقلب موازين القوى". وتقول آمال أنه لا
توجد حركة موحدة أو مدارس فنية على الساحة التشكيلية التونسية لكنها
ربما في صدد التكوين بفعل كل التغييرات التي طرأت منذ سنة"؟، ما عدا
حركة فنون الشارع والكتابة على الحيطان التي تعتبرها آمال "مفخرة وطنية"
وظاهرة كاملة ومستقلة. بحسب فرانس برس.
وينظم معهد العالم العربي في باريس من 17يناير/كانون الثاني إلى 1
أبريل/نيسان 2012 معرضا بعنوان "تونس: عام من الثورة" dégagementsيستضيف
بعض الفنانين التونسيين والأجانب ممن عبروا عن "ثورة الياسمين"ومن
الضيوف التونسيين حليم قارة بيبان ووسام العابد وهالة لامين .
شوارع القاهرة
ففي مناخ التحرر الجديد السائد حاليا في مصر انتشرت رسوم جدارية
بأشكال وأحجام مختلفة كانت قد بدأت تظهر خلال الاحتجاجات التي أطاحت
بالرئيس السابق حسني مبارك، الرسوم التي تزين الجدران في العديد من
أحياء العاصمة المصرية تدعو الى السلام والحريات المدنية، ويستخدم
الفنانون العديد من أساليب وطرق الرسم بعضها تقليدي والبعض الاخر مبتكر.
وتحتل مواضع التواصل الاجتماعي على الانترنت التي لعبت دورا مهما في
ثورة يناير كانون الثاني موقعا مهما في رسوم الجدران بالقاهرة.
انتشرت رسوم الشارع بسرعة فائقة لدرجة أن معرض تاوسن هاوس للفنون
نظم معرضا لاعمال بعض فناني هذا المجال، وأكدت ثريا موريف أمينة المعرض
أن رسوم الجدران كانت موجودة في مصر قبل الثورة لكنها انتشرت على نطاق
واسع بعد الاطاحة بنظام الحكم السابق، وقالت "بعد الثورة انتشرت رسوم
الجدران مع الاحتجاجات التي اندلعت، وأضافت أن الفنانين الذين رسموا
على الجدران شهود على مناخ التحرر الذي أنطلق مع الثورة المصرية، وقالت
"اذا سرت في ميدان التحرير ووسط القاهرة ستستطيعين أن ترسمي خطا زمنيا
في عقلك لكل الاحتجاجات التي حدثت. لان هؤلاء الفنانين كانوا أيضا
ناشطين وشاركوا بنشاط في تلك الاحتجاجات. كانوا يخرجون ويكتبون على
الجدران الرسالة التي لم يتمكنوا من توصيلها الى الحكومة والى الجيش
والى العالم، ومع بدء انتشار الرسوم على الجدران زاد الطلب على الالوان
الاحمر والابيض والاسود التي يتكون منها العلم المصري الذي انطلق مئات
من أبناء الجيل الجديد يرسمونه على الجدران وواجهات المباني وأسوار
المدارس وأرصفة الشوارع وأعمدة الانارة وحتى على جذوع الاشجار، وألهم
ذلك منظمة "ماستر بيس" غير الحكومية التي أطلقت مبادرة لاستخدام رسوم
الشارع من أجل ابقاء قيم الثورة حية في الوجدان في اطار مشروع "القاهرة
.. قرية السلام، شارك في المبادرة التي استمرت أسبوعا زهاء 100 متطوع
زينوا برسومهم سور مقر وزارة الزراعة بحي الدقي في القاهرة، وقالت رغدة
الحلواني العضو في "ماستر بيس" ومنسقة المبادرة "أحنا عشنا في التحرير
حالة من السلام لمدة 18 يوم. كلنا غنينا وحلمنا ورقصنا وقلنا شعر كلنا
مع بعض عشان (من أجل) هدف واحد. احنا عايزين بقى القيمة تبقى موجودة
كل يوم في حياتنا. فقلنا ان احنا عايزين نعمل مبادرة لمدة أسبوع أن
احنا تعيش الحالة دي ثاني وكل واحد يرجع لبيته ومعه القيمة دي.. في
المجتمع.. مع نفسه.. مع جيرانه وللبيئة.. كل يوم. بحسب رويترز.
وذكر راضي أحمد أمين المسؤول برئاسة حي الدقي في القاهرة أن
القائمين على تنظيم مبادرة "القاهرة .. قرية السلام" تمكنوا بسهولة من
الحصول على تصريح رسمي باقامة معرض لرسوم الشارع، وترتبط منظمة "ماستر
بيس" بشراكة مع ناشطين في مدينة أوتريخت الهولندية.
عذابات الإنسان
في الوقت ذاته أطلقت ثورة 25 يناير طاقات شباب الفنانين التشكيليين
الذين طالما عانوا، لجذب الجمهور لأعمالهم وتوفير قاعات لعرضها، فما
كان منهم إلا أن نزلوا بأعمالهم إلى الشارع، ووجدوا ضالتهم في محطة "السادات"
لمترو الأنفاق، المسماة بالتحرير، مهد الثورة المصرية، واتفقت مجموعة
من شباب التشكيليين مع المهندس محمد الشيمي- رئيس الشركة المصرية
لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق- على عرض أعمالهم في أحد الممرات الرئيسية
في محطة التحرير، واسترعى المعرض انتباه الآلاف من ركاب المترو، الذين
ظلوا يتأملون بشغف الأعمال الفنية المعلقة على حوائط الممر، مذيلة
بتوقيع فنانيها وغالبيتها مستلهم من الثورة المصرية. فهناك عشرات
اللوحات التي تعبر عن عذابات الإنسان المصري، وقهر السلطة الحاكمة له،
منها لوحة الرسام أسامة إمام الليثي التي يصور فيها شيخا مصريا غارقا
في عذاباته، ويرفع يديه إلى أعلى ناشدا الحرية، والفرار من تلك
العذابات والصعود من الهاوية. وهناك عدة لوحات تتناول الظلم والصلف
الذي عاشه المصريون في فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، منها لوحتان
للفنانة حنان النشرتي تصور إحداهما مبارك ووجهه يبدو مقسما بخريطة مصر،
في إشارة إلى بقاء الوطن وذهاب الحكام، واللوحة الأخرى يبدو فيها مبارك
خلف القضبان، فيما الرؤساء السابقون محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور
السادات يلوحون بالتحية لقوى الشعب المصري التي تبادلهم التحية، فيما
الجميع يديرون ظهورهم لمبارك. بحسب فرانس برس.
ولاقت الرسومات الفنية لشباب التشكيليين استحسانا كبيرا من رواد
مترو الأنفاق، الذين سألوا عن أسعار هذه اللوحات من أجل شراء بعضها،
لكنهم فوجئوا بأن هذه اللوحات للعرض فقط، وليست للبيع، على عكس كل
معارض الفن التشكيلي؛ وهو القرار الذي اتخذه الشباب والتزموا به لأن
همهم الأكبر عرض فنهم على الجمهور أولا لا بيعه.
الحنين إلى العراق
فيما استضافت عمان معرضا لفنانين تشكيليين عراقيين يلقي الضوء على
جوانب كثيرة من حياتهم عبر رسومات تحاكي تراثهم وحكايات وأساطير بلدهم
الذي كان يوما احد اكثر المجتمعات انفتاحا في الشرق الاوسط، ألوان
داكنة حزينة وأخرى صارخة تترجم صخبا وموضوعات مستقاة من الثقافة
الشعبية الشائعة وكائنات اسطورية مثل آدم وحواء ومساجد وقباب وزوارق
ونخيل وعنب ونساء... تلك ابرز ما يميز لوحات هذا المعرض، ويشارك في
المعرض "السنوي الاول" للفنانين التشكيليين العراقيين الذي افتتح في
مقر رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين في جبل اللويبدة في عمان
والذي يستمر اسبوعا، 12 فنانا ابرزهم وداد الاورفلي وماهود احمد
وابراهيم العبدلي ووسماء الاغا. وغالبية هؤلاء الفنانين يقيمون في
الاردن منذ سنوات، وتتميز لوحات ماهود احمد الذي تخرج من معهد الفنون
الجميلة في بغداد عام 1959 ثم نال شهادة الدكتوراه في علوم الفن في
روسيا عام 1979، بروح الاسطورة والبطولة وبالرمزية، خصوصا اساطير بلاد
ما بين النهرين، ويقول احمد لوكالة الصحافة الفرنسية "احاول التعبير عن
الاحداث من خلال الاساطير بروح عصرية فأذكر مقومات شعبي وحياته
وتضحياته ليس بشكل مباشر وانما بشكل رمزي وكأننا لا نتعامل مع البصر
وانما تكون البصيرة هي القائم المشترك بيننا وبين شعبنا، وتبرز احدى
لوحات احمد امرأة تجلس أرضا وقد وضعت رأسها على ثور اسود ممدد، يقول
انه "الاله زيوس عندما تحول الى ثور كي يستطيع ان يسرق الفتاة التي
احبها. وهذه اسطورة مستمدة من بلاد الرافدين لكنها تحولت إلى أسطورة
اغريقية، وتغلب على شخصيات هذا الفنان طابع الحزن، وهو يبرر ذلك قائلا
"لاننا مهجرين نشعر باحزاننا واحزان البعيدين في وطننا وما يحدث فيه،
من جهتها، تؤكد الفنانة وسماء الاغا التي انطلقت مسيرتها الفنية في
اواسط السبعينات وقد تبنت أساليب جديدة ومختلفة وإنما بروح شرقية، ان "الفن
التشكيلي في العراق ما زال يحتفظ بمكانته الرفيعة في الدول العربية،
وتثير لوحات الاغا الحاصلة على شهادة الدكتوراه في فلسفة تاريخ الفن من
جامعة بغداد عام 1996، الدهشة اينما حلت. وهي تصور اساطير تتجه نحو
التراث الانساني للشعب العراقي وتعبر عن الشرق الذي نراه بشكل طاغي في
اعمالها الفنية. وقد شاركت بلوحتين هما "كيد النساء" و"عباد الشمس، اما
الفنانة ندى يونس التي درست الهندسة الكهربائية في جامعة الموصل، فتعبر
في لوحاتها عن مشاعر الاغتراب والحنين والشوق الى وطنها العراق، وصورت
ندى في احدى لوحاتها العديد من الزوارق اثناء عودتها في وقت الغروب.
تقول "القوارب تذكرني بنهر دجلة في بلدي العراق ومنظرها وهي عائدة جميل
يريح النفس. وهي ترحل لتعود من جديد ونرجو ان نعود نحن ايضا إلى بلدنا
يوما مثل هذه الزوارق، وتميل ندى إلى الفن الحديث وتكثر في لوحاتها
المناطق القديمة. وقد سبق لها ان رسمت أحياء شرق عمان وغربها وابرزت
أوجه التشابه بينها وبين مناطق في بغداد ومدن عراقية أخرى، وفي ما
يتعلق باعمال الفنانة راجحة القدسي خريجة كلية الفنون الجميلة في جامعة
بغداد عام 1972، يطغى عليها اللونين الابيض والفيروزي. هي واقعية من
حيث المضمون ومعاصرة من حيث التنفيذ والشكل، كما الوجوه والطيور
البيضاء والبيئة البغدادية لديها متساوية من حيث القيم الجمالية، وتحمل
لوحات القدسي وجوها نسائية رقيقة تظهر فيها شاعرية اللمسة وبساطة
التكوين، في ما يشبه القصائد، وتقول القدسي التي مرت بمراحل كثيرة قضت
القسم الأكبر منها في رسم البيوت والأحياء البغدادية بنوافذها
وشناشيلها، انها تميل الى "الحركة والى شفافية الألوان التي تعطي
تكوينها البسيط نوعا من الشاعرية والنغم الجميل، اما تكرار النساء في
اعمالها فتبرره قائلة "لأنني احب المرأة لانها عنصر جميل في العمل
الفني، ولانني احب السلام واكره العنف ولون الدم"، وتضيف "الاوضاع في
بلدنا أثرت فينا كلنا. لذلك تراني ارسم دائما عن بغداد التي ولدت فيها
وقضيت فيها اجمل ايام حياتي، ويقول الفنان مهدي الاسدي ان "اقامة هذا
المعرض يعبر عن استمرارية الفنان التشكيلي العراقي وقوته. فعلى الرغم
من كونه خارج العراق الا انه ما زال مثابرا، واضاف ان "الفنانين
العراقيين متميزون دائما لانهم يحملون تراثا غنيا هو امتداد لهذا
التراث الكبير.. من الثور المجنح واسد بابل ومسلة حمورابي. كيقما تجولت
في العراق تجد آثارا أنجزها النحاتون والفنانون القدامى الذين عاشوا
على ارضنا، ويعود تاريخ الفن التشكيلي في العراق الى ثلاثينات القرن
الماضي عندما اوفدت الدولة العراقية فائق حسن "1914-1992" وجواد سليم
"1920-1961" الى باريس لدراسة الفن، واقيم اول معرض شخصي في بغداد عام
1936 من قبل الفنان حافظ الدروبي "1914-1985"، الذي شغل فيما بعد منصب
عميد كلية الفنون الجميلة وكان مؤسس اول مرسم حر في العراق. بحسب فرانس
برس.
لكن الفن التشكيلي في العراق عانى من التهميش والاهمال بعد الغزو
الاميركي عام 2003، وقد فقدت معظم مقتنيات الرواد العراقيين المشهورين
وهجر من تبقى منهم على قيد الحياة إلى الخارج، وقد سرقت أعداد كبيرة من
أبرز أعمال الرسامين العراقيين الرواد التي كانت ضمن مقتنيات "مركز
صدام للفنون" الذي يعرف حاليا باسم "متحف الفنون"، من قبل لصوص غير
محترفين تنقلوا بها من متجر إلى آخر، وكان هذا المتحف يضم ثمانية الاف
عمل متحفي ومخزني لم يتبق منها سوى 1440 لوحة وتمثال منحوت صغير.
أطياف تشكيلية
الى ذلك تنظم هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث خلال الفترة من 14
فبراير ولغاية 7 مارس/آذار القادم 2012 معرض "أطياف" لأربعة فنانين هم:
الفنان السوري أسامة محمد حمزة، الفنان المصري يسري خليل، الأديب
والفنان السوري ناصر زين الدين، والفنان المصري طارق أبو المجد، وذلك
في مركز القطارة للفنون بمدينة العين، وتنظم هيئة أبو ظبي للثقافة
والتراث شهرياً العديد من الدورات المتخصصة في مركز القطارة للفنون
بالعين، والذي افتتحته الهيئة للجمهور نهاية مارس الماضي 2011، وذلك
بهدف خدمة المجتمع وتعزيز الحركة الثقافية وتطوير المهارات الفنية
لسكان المنطقة الشرقية في إمارة أبو ظبي، وتشكل مدينة العين منصة
مثالية لمركز الفنون، بوصفها ركناً رئيساً في مجال التراث، وفي إطار
إعادة إحياء واحات العين ومواقعها التاريخية وتفعيل دورها الثقافي
والسياحي، وتشمل الدورات الخط العربي والرسم بأنواعه والتصوير
الفوتوغرافي والنحت والموسيقا وأعمال الفخار، إضافة للغات والكمبيوتر،
ويضم مركز القطارة للفنون قاعات تعليمية تدريبية مميزة، حيث يتوفر في
المركز أستوديو متعدد الأغراض لإقامة الدروس الموسيقية والمشغولات
الفنية، وأستوديو خاص للرسم والفن التشكيلي، وقاعة مجهزة للأعمال
الفخارية، وغرفة رقمية خاصة بالتصوير الفوتوغرافي، وقاعات تعليم
الكمبيوتر، وأستوديو واسع لفن الخط والفنون الإسلامية التقليدية، إلى
جانب قاعة معارض ومقهى ومكتبة، وتعزز قاعة المعارض من جاذبية المركز
لتسهيل إقامة الفعاليات والمعارض المختلفة التي تجعل مركز القطارة
للفنون نقطة تواصل مباشر مع أهالي العين، حيث كان المركز قد استضاف في
أبريل 2011 المعرض الفني الأول من خلال مبادرة "4 عقود" كمعرض فنون
تشكيلية احتفى بـ28 فناناً من الإمارات، وعرض أعمالاً أبدعت بأيدي
فنانين على مدى الـ40 عاماً الماضية.
معارض الأردن
كما افتتح أحدث معارض الفنان التشكيلي محمود طه بقاعة نبض للمعارض
الفنية في العاصمة الأردنية عمان، وقال الفنان يوم الاحد في معرضه "القضية
الفلسطينية والموضوع الفلسطيني وموضوع اللاجئين تشغلني كثيرا وأفكر بها
كثيرا لاني عشت نصف حياتي في مخيم للاجئين وأعرف ماذا يعاني اللاجىء
الفلسطيني، يضم المعرض مجموعة من القطع الفنية من الخزف بعضها يحمل
كتابة فنية بالخط العربي من ابداع الفنان. ويستمر المعرض حتى التاسع من
فبراير شباط، وقال طه "خلفيتي في الخط وأنا في الاول الابتدائي تعلمت
الخط قبل أن أتعلم القراءة والكتابة، وذكر الفنان أن أحدث معارضه يحمل
رسالة نضال ضد الظلم، وقال "رسالة الرسالة.. الخطاب القومي في هذا
المعرض الجديد موضعه الظلم والظالمين. هذه رسالة ستستمر.. الخطاب
سيستمر وهو تعريف العرب بالظلم والظالمين، وأضاف "المعرض هو جزء من
تقاسيم مختلفة استمرت أكثر من 20 سنة تقريبا حملت تواقيع عدة.. تواقيع
الانتفاضة.. تواقيع القدس.. تواقيع الظلم الذي حمله الشعب الفلسطيني في
اغترابه وفي وطنه الام، ويحظى محمود طه بتقدير كبير من النقاد وعشاق
الفنون التشكيلية على السواء.
ولد الفنان في يافا عام 1942 وتخرج من أكاديمية بغداد للفنون
الجميلة عام 1968 قبل أن يستكمل دراسته الفينة بكلية كارديف للفنون في
اقليم ويلز البريطاني. كما تتلمذ طه على أستاذ الخط العربي الكبير هاشم
الخطاط.
الحكاية في النحت
على صعيد أخر يعد محمد غني حكمت من ابرز النحاتين في العالم العربي
وآخر من بقي من جيل وضع اسس النحت العراقي المعاصر الى جانب رواد مثل
جواد سليم وخالد الرحال، وباتت نصبه وتماثيله من علامات بغداد في
العقود الخمسة الاخيرة، كما هي الحال مع تمثال شهريار وشهرزاد، او (كهرمانه)
علي بابا والأربعين حرامي الذي اخذت الساحة التي نصب فيها وسط بغداد
اسمها من شخصيته الرئيسية ، وحمورابي، ونصب السندباد البحريّ في مدخل
فندق الرشيد، وعرف عن محمد غني حكمت اهتمامه بالحكاية وفي النصوص
الادبية، لذا نرى ان معظم منحوتاته تحاول أن تحكي حكاية من التراث
وتحاول استلهام مفرداتها(شهريار وشهرزاد،السندباد، كهرمانه... الخ)،
ولعل تمثال المتنبي الذي ازيل من مكانه قرب المكتبة الوطنية وسط بغداد
يمثل إحدى ابرز تجاربه النحتية وأحبها الى قلبه كما ذكر في احدى
مقابلاته الصحفية، وفي هذا التمثال حاول حكمت ان يستلهم البلاغة
الشعرية للمتنبي وقلقه الشعري الدائم (على قلق كأن الريح تحتي)، فصب
تمثاله بطريقة تظهره وكأنه طائر في الريح مركزا على انحناءات عباءته،
وقد عكس هذه الحركة عبر اسلوبه المعروف في استخدام الاقواس وتكرارها
كاجزاء من دائرة غير متناهية، وقد اثار التمثال في حينها جدلا كبيرا في
الاوساط الفنية العراقية، كما ازيلت ايضا جدارية اخرى له كانت تزين
مدخل مدينة الطب في العاصمة العراقية، ومن اعماله الاخرى في العراق 14
لوحة جدارية في إحدى كنائس بغداد تمثل درب الآلام للسيد المسيح،ومن
اعماله المعروفة خارج العراق قيامه بنحت جداريه فنية في البوابة
الرئيسية لمبنى منظمة اليونسكو بباريس عام 1986، ونحته لثلاث بوابات
خشبية في كنيسة "تيستا دي ليبرا" في روما، كما كانت له اعماله في
البلدان العربية كما هي الحال مع جدارية الثورة العربية الكبرى في
العاصمة الاردنية عمان وعدد من الاعمال في دول الخليج، منها خمسة أبواب
لمسجد قديم في البحرين، وولد حكمت في بغداد عام 1929، وتخرج من معهد
الفنون الجميلة عام 1953، حصل على دبلوم النحت من أكاديمية الفنون
الجميلة في روما عام 1959، وعلى دبلوم في عمل الميداليات من مدرسة
الزكا في روما أيضا عام 1957، وعلى شهادة اختصاص في صب البرونز من
فلورنسا عام 1961، تتلمذ في بداية حياته على يد رائد النحت العراقي
جواد سليم، وواصل نهجه في محاولة بناء حداثة فنية في العراق تستلهم
الموروث الحضاري الرافديني القديم، بدءا من الفن السومري والبابلي
والنحت الاشوري ووصولا الى الفن الاسلامي في بغداد العباسيةن لذا يصف
حكمت نفسه في مقدمة كتاب له عام 1994 بقوله "من المحتمل أن أكون نسخة
أخرى لروح نحات سومري، أو بابلي، أو آشوري، أو عباسي، كان يحب بلده".
يقول حكمت إنه قد يكون نسخة لروح نحات سومري يحب بلده، وقد عمل
مساعدا لسليم في انجاز نصبه الشهير في بغداد "نصب الحرية" عندما كان
طالبا في روما اواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات. كما اشترك معه في
اشهر جماعة فنية في العراق في الخمسينيات هي جماعة بغداد للفن الحديث
التي ظل حكمت وفيا لتقاليدها في ابداعه اللاحق ، وتتلمذت على يديه
اجيال من النحاتين العراقيين منذ عودته الى العراق في الستينيات، حيث
واصل التعليم في معهد واكاديمية الفنون العراقية حتى سنواته الاخيرة.
بحسب البي بي سي.
الى جانب اعماله النحتية تلك اهتم حكمت بتصميم ونحت الابواب ومطارق
الابواب واسوار البيوت والحدائق، وله الى جانب بوابة اليونسكو نحو 70
بوابة في انحاء مختلفة من العالم.
وعلى الرغم مما تعرض له الكثير من النصب والتمائيل التي اشتهرت فيها
العاصمة العراقية من تدمير وسرقة بعضها بعد عام 2003، عادت امانة
العاصمة العراقية مؤخرا الى الاتفاق مع الفنان محمد غني حكمت لاقامة
اربعة نصب كبيرة في بغداد قدرت قيمة تنفيذها بمبلغ ثلاثة مليارات
وتسعمائة واربعة وخمسين مليون دينار ،اول تلك النصب نصب (بغداد) في
ساحة الاندلس وهو عبارة عن فتاة تجلس على كرسي بالزي العربي القديم
بارتفاع (3) امتار تعتلي قاعدة توضع عليها كتابات عن المدينة بارتفاع
(10.5) مترا ليصل ارتفاع العمل بالكامل الى (13.5) مترا، والثاني عمل
مستوحى من حكاية "الفانوس السحري" » ينفذ بجوار المسرح الوطنيّ ببغداد
، والثالث في صورة ختم اسطواني (على غرار الاختام الاسطوانية السومرية
والبابلية ، كتبت عليه عبارة "هنا بدأت الكتابة" ويظهر وكأنه يوشك على
السقوط وتتعاون 5 أياد على رفعه في اشارة الى المكونات الاثنية
والدينية العراقية، والنصب الرابع هو نافورة مائية خط في محيطها بيت
للشاعر العراقي مصطفى جمال الدين يقول "بغداد ما اشتبكت عليك الأعصرُ
إلا ذوت ووريق عمرك أخضرُ". ومن المقرر أن يوضع النصب قرب مقهى «البيروتيّ»
في جانب الكرخ من بغداد، عانى حكمت في الاشهر الاخيرة من اصابته بعجز
كلوي وظل يقاوم المرض حتى وفاته اثر اصابته بجلطة رافقها عجز كلوي تام
الاثنين في عمان عن عمر يناهر الـ 82 عاما .
حبات الارز والرمل
على صعيد مختلف بعض النحاتين يستخدمون المرمر والاحجار والبعض الاخر
يستخدم الاسمنت او المعدن لكن النحات التايواني شين فرونخ-شيان يستخدم
حبات الارز والرمل وخيوط تنظيف الاسنان لصنع اشكال منمنمة بالغة الصغر
لا يتجاوز حجمها ظفر الابهام، كان احدث ابداعاته تنينا مصنوعا من
الرقائق الذهبية ومادة صمغية سوداء طوله 1.2 سنتيمتر وارتفاعه 0.9
سنتيمتر بأرجل ومخالب يمكن رؤيتها بالعين المجردة بشق الانفس، يقول شين
عن تنينه الذي يصفه بانه الاصغر في العالم "الجزء الاصعب من صناعة
التنين هو نحت اطرافه ومخالبه. هذه هي الاجزاء الاكثر دقة بجانب فكه
المفتوح وشعيراته، وأضاف "بعد ان اكتمل التنين كان علي ان اولي اهتماما
الى جسده ليبدو كتنين محلق فوق السحب والتي هي روح التنين، واتخذ شين
(56 عاما) المصمم المتقاعد حديثا من مصنع النحت والطباعة الرئيسي في
تايوان من نحت التماثيل المنمنمة هواية قبل ثلاثة عقود، واكتمل التنين
بعد عمل شاق استغرق ثلاثة اشهر وبعد ان فشل عدة مرات. وعرض عمله في
اطار عادة مازالت مستمرة لنحت حيوانات الابراج الاثني عشر الصينية.
بحسب رويترز.
ملتقى الاقصر الدولي
من جهة أخرى اختتم ملتقي الاقصر الدولي الرابع للتصوير الذي عقد تحت
عنوان (افريقيا.. تجليات الهوية) بمدينة الاقصر في جنوب مصر بمشاركة 25
تشكيليا من مصر ودول عربية وافريقية، وتضمن الختام افتتاح معرض لاكثر
من 60 لوحة أنجزها المشاركون في الملتقى اضافة الى معرض مواز لطلبة
كلية الفنون بالاقصر ممن صاحبوا الفنانين في جولاتهم في المدينة
الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة وتعد أكبر متحف مفتوح
في العالم بما تضمه من معالم فرعونية منها معابد الاقصر والكرنك وهابو
وحتشبسوت، وفي حين سعت لوحات المشاركين لاستلهام الروح المصرية
والإفريقية القديمة كانت أعمال الشباب أكثر اشتباكا مع ما تشهده مصر
بعد الاحتجاجات، وعقب افتتاح المعرض كرم عزت سعد محافظ الاقصر ومحمد
أبو سعدة مدير صندوق التنمية الثقافية الذي ينظم الملتقى كلا من وزير
الثقافة المغربي الاسبق محمد بن عيسي والتشكيلي المصري محمد حجي
والتشكيلية والناقدة الاثيوبية عايدة مولنيه بيو مديرة متحف الفن
الحديث ببلادها، وقالت ادارة الملتقى في دليل خاص ان بن عيسى الذي تخرج
في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1963 "نموذج لمسيرة حافلة بالعطاء
على المستويين الرسمي والاهلي" من خلال تأسيسه منتدى أصيلة الثقافي
الدولي في شمال المغرب ورئاسته تحرير دوريات ثقافية، أما حجي "فهو من
العلامات البارزة في مجال الرسم الصحفي في مصر والوطن العربي" ومنها
أكثر من 260 لوحة تعد معادلا بصريا لنصوص كتاب (أحلام فترة النقاهة)
لنجيب محفوظ حين كانت تنشر مسلسلة. بحسب رويترز.
وعرض في حفل الختام فيلم تسجيلي عن مرسم الاقصر الدولي الذي أنشأه
التشكيلي المصري محمد ناجي عام 1941 في ظل صعوبة ارسال طلبة الفنون
الجميلة للخارج بسبب الحرب العالمية الثانية وظل المرسم يستقبل طلبة
الفنون حتى عام 1967، وأعلن المنسق العام للملتقى ابراهيم غزالة عن فتح
باب التبرع لانشاء مرسم الاقصر الدولي الذي سيستقبل الفنانين حول
العالم لعدة أشهر سنويا. وسوف يضم المرسم قاعة للعروض المتغيرة ومكتبة
ومتحفا ومرسما مفتوحا، وقال غزالة ان التشكيلي حلمي التوني تبرع بعشرة
الاف جنيه مصري كما تبرع التشكيلي محمد طلعت صاحب (جاليري مصر) بخمسة
الاف جنيه. |