طالبان... عودة جديدة

متابعة: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تواجه الحكومية الافغانية أسوة بالقوات الاجنبية المتواجدة على ارضها تحديات مكلفة للبقاء، خصوصا مع تصعيد حركة طالبان الارهابية من كثافة هجماتها وتحريضها المتوازيان في حربها المستمرة.

ونجحت تلك الجماعة الارهابية على الرغم من الضربات القاصمة التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية في الاستمرار وديمومة نشاطها المسلح، مرتكزة في ذلك على امدادات الاستخبارات الباكستانية كما تنقل تقول حكومة كرزاي.

وتنشط تلك مجاميع طالبان بصورة شبحية معتمدة قتال العصابات لتسديد الضربات الى مؤسسات الدولة الافغانية والقوات الغربية المتواجدة هناك، مما تسبب باستحالة القضاء على حركة بشكل فاعل، فيما كان لبعض التجاوزات أو الانتهاكات التي اقدم عليها افراد طمن القوات الاجنبية عاملا في تعاطف بعض السكان مع تلك الحركة والانصياع الى جانبها في بعض الاحيان.

قتل القوات الغازية

فقد حثت حركة طالبان المواطنين الافغان على استهداف قواعد عسكرية اجنبية وقتل الغربيين ردا على حرق مصاحف في القاعدة الرئيسية لحلف شمال الاطلسي في أفغانستان مع بدء اليوم الثالث من احتجاجات عنيفة.

وقال شهود ان ثمانية على الاقل أصيبوا في مظاهرات اجتذبت الاف الافغان رغم برودة الجو للتعبير عن غضبهم من احراق المصاحف وردد البعض هتافات قائلين "الموت لامريكا" وحطموا واجهات المتاجر. كما القى نحو 400 محتج الحجارة وأضرموا النار في عدد من السيارات في قاعدة عسكرية تحت قيادة القوات النرويجية في شمال أفغانستان في اطار موجة المظاهرات التي تعم البلاد.

وقال توري هاترم سفير النرويج في كابول انه لم تحدث اصابات وان لحقت اضرار محدودة بالقاعدة الواقعة في اقليم فارياب. ومن الممكن ان يؤدي احراق المصاحف في قاعدة باجرام الجوية الى الشمال من كابول -وهو ما اعتذرت عنه الولايات المتحدة وقالت انه لم يكن متعمدا- الى جعل مهمة كسب ود الافغان واشراك طالبان في مفاوضات سلام أكثر صعوبة بالنسبة لقوات حلف الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة قبل سحب القوات القتالية الاجنبية بحلول نهاية عام 2014 .

وقال هليل نارمجوي مدير مستشفى في اقليم بغلان ان النيران قتلت محتجا وأصابت ثلاثة بينما أصيب ثلاثة على الاقل من أفراد الشرطة في الاقليم الهادئ نسبيا في الشمال. ولم تتضح الجهة التي اطلقت الرصاص. بحسب رويترز.

كما تحول احتجاج صغير من نحو 500 شخص للعنف في العاصمة كابول وترددت أصداء الاعيرة النارية في المدينة بينما هاجم أفراد من الشرطة بزي مدني وضباط مخابرات المتظاهرين الذين كانوا يلقون الحجارة ويحملون العصي فأطلقوا النار فوق رؤوسهم مباشرة مما جعلهم يفرون.

ورقد شاب جريح على الارض والدماء تسيل منه واحتضنه قريب له وناشد الحكومة عدم ايذاء أبناء الشعب. وقال الرجل الذي لم يذكر اسمه "يا وزارة الداخلية ألا ترين أننا نحارب حلف شمال الاطلسي.."

وقال بيان لطالبان ارسله المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد بالبريد الالكتروني الى وسائل الاعلام "يجب على أهلنا الشجعان أن يستهدفوا القواعد العسكرية للقوات الغازية وقوافلها العسكرية وقواعدها الغازية." وأضاف البيان "يجب ان يقتلوهم (الغربيين) ويضربوهم ويأسروهم لتلقينهم درسا حتى لا يجرأوا أبدا على تدنيس القران الكريم مرة أخرى."

وهناك عدد كبير من الغربيين متحصنون بالفعل داخل مجمعاتهم التي تلقى حراسة مشددة بما في ذلك داخل مجمع السفارة الامريكية وفي السفارات المجاورة بوسط كابول. واندلعت احتجاجات كبيرة في اقليم لغمان بشرق البلاد ومدينة جلال اباد الشرقية رغم مناشدة الرئيس حامد كرزاي المواطنين التحلي بالهدوء بعد أن قال مسؤولون ان ستة قتلوا بالرصاص وأصيب العشرات في المظاهرات.

كما اندلعت احتجاجات في اقليمي بدخشان وطخار الشماليين المستقرين نسبيا على الحدود مع طاجيكستان وكذلك في اقليم بغلان المجاور. وفي منطقة خوشي باقليم لوجار شرقا عبر نحو 500 محتج عن رفضهم لاي اتفاق استراتيجي في حين هتف المئات في اقليم خوست المضطرب قائلين "الموت لامريكا" و"لا نريد الامريكان في أفغانستان".

واعتذرت الحكومة الامريكية والقائد الامريكي للقوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان عن حرق المصاحف بعد أن عثر عمال أفغان على بقايا المصاحف المحروقة بينما كانوا يجمعون القمامة في باجرام.

ويمثل كسب ود الافغان امرا حيويا لمساعي انزال الهزيمة بطالبان. كما سببت حوادث مماثلة في الماضي انقسامات شديدة واستياء بين الافغان تجاه عشرات الالاف من الجنود الاجانب في أفغانستان.

وقتل سبعة عمال أجانب بالامم المتحدة خلال احتجاجات اشتعلت في أنحاء أفغانستان طوال ثلاثة أيام في ابريل نيسان عام 2011 بعد أن أحرق كاهن أمريكي مصحفا في فلوريدا.

وقال شاهد عيان يدعى رحيم الله (17 عاما) ان شقيقه غفار (23 عاما) أصيب برصاصة في ساقه اليمنى أطلقها المتعاقدون حين كان يرمي حجارة أثناء الاحتجاج. وقالت وزارة الداخلية الافغانية انها أمرت بفتح تحقيق في اطلاق النار. وأضافت الوزارة في بيان وزعته عبر البريد الالكتروني "قتل شخص وأصيب عشرة اخرون نتيجة لاطلاق حراس أجانب الرصاص على محتجين في معسكر فينكس."

وفي وقت لاحق ذكر محتجون مصابون في طريق جلال اباد المزدحم على أطراف كابول أن الشرطة الافغانية هي التي أطلقت عليهم النار. وقال محمد ظاهر رئيس وحدة الجريمة في شرطة كابول ان 21 شخصا منهم 11 شرطيا أصيبوا في العاصمة. ومن بين المصابين قائد شرطة المدينة أيوب سالانجي الذي أصيب من جراء القاء الحجارة.

كما امتد الغضب الى البرلمان الافغاني حيث هتف عدد من الاعضاء قائلين "الموت لامريكا" داخل المجلس. وامتدت الاحتجاجات الى مدن أخرى. وفي جلال اباد في الشرق أحرق بعض المتظاهرين العلم الامريكي وهتفوا أيضا "الموت لامركا" بينما أحرق اخرون صهاريج شاحنات محملة بالوقود قرب مطار المدينة.

وقال شهود عيان ان المتظاهرين هتفوا لزعيم طالبان الافغانية الملا محمد عمر قائلين "يعيش الملا عمر". وقال متحدث باسم الحاكم أن خمسة أشخاص أصيبوا بجراح.

انسحاب قوات أجنبية

في سياق متصل قالت صحيفة تايمز البريطانية ان تقريرا عسكريا أمريكيا سريا يقول ان طالبان بدعم من باكستان تقترب من استعادة السيطرة على أفغانستان بعد أن تنسحب القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي من البلاد. وأكد اللفتنانت كولونيل جيمي كامينجز وهو متحدث باسم قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) وجود الوثيقة لكنه قال انها ليست دراسة استراتيجية للعمليات.

وقال "الوثيقة السرية المعنية هي تجميع لاراء محتجزين من طالبان.. ليست تحليلا وليس الهدف منها ان تكون تحليلا." لكن من الممكن تفسيرها على أنها تقييم ليس في صالح الحرب التي تدخل الآن عامها الحادي عشر وتهدف الى منع طالبان من العودة الى السلطة أو ربما يكون اعترافا بالخطأ.

كما أنها يمكن أن تعزز رأي متشددي طالبان عن أن الحركة يجب ألا تتفاوض حول السلام مع الولايات المتحدة وحكومة الرئيس حامد كرزاي التي لا تحظى بشعبية لانها في موضع قوة.

وجاء في الوثيقة التي نقلتها صحيفة تايمز أن جهاز المخابرات الباكستاني يساعد طالبان في شن هجمات على القوات الاجنبية.

وكان لهذه المزاعم رد فعل قوي من جانب عبد البسيط المتحدث باسم الخارجية الباكستانية وقال "هذه تفاهة.. وهذه أقل الكلمات حدة... نحن ملتزمون بعدم التدخل في أفغانستان."

وقالت تايمز ان التقرير "السري جدا" أعده الجيش الامريكي في قاعدة باجرام الجوية في أفغانستان ليطلع عليه كبار القادة العسكريين في الحلف الشهر الماضي. كما أوردت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) تقريرا حول هذه الوثيقة المسربة. وتم تسليم أجزاء كبيرة من أفغانستان بالفعل الى قوات الامن الافغانية. ومن المقرر انسحاب اخر قوات أجنبية بحلول نهاية عام 2014 .

لكن كثير من الافغان يشكون في أن جيشهم أو قواتهم الامنية أو الشرطة ستكون قادرة على السيطرة على واحدة من أكثر دول العالم اضطرابا بمجرد رحيل القوات الاجنبية. ورفضت السفارة الامريكية في كابول التعليق على التقرير.

ومن المرجح أن تؤدي هذه الاتهامات الى زيادة التوتر في العلاقات بين قوى غربية وباكستان التي تنفي منذ فترة طويلة دعم جماعات متشددة تسعى للاطاحة بالحكومة الافغانية المدعومة من الولايات المتحدة في كابول.

وتزور وزيرة الخارجية الباكتسانية حنا رباني خار كابول يوم الأربعاء في مهمة لاصلاح العلاقات الدبلوماسية المتوترة مع الحكومة الافغانية ولمقابلة كرزاي لبحث محادثات السلام المحتملة مع طالبان.

وتعيد باكستان حاليا النظر في علاقاتها مع الولايات المتحدة والتي منيت بسلسلة من الانتكاسات منذ عملية أمريكية منفردة أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على الاراضي الباكستانية في مايو ايار الماضي مما مثل اهانة كبيرة للقادة العسكريين الباكستانيين.

وعمقت غارة جوية شنها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان عبر حدود باكستان في 26 نوفمبر تشرين الثاني وأسفرت عن مقتل 24 جنديا باكستانيا من الازمة مما دفع اسلام اباد لغلق مسارات امدادات قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان.

وقال طارق عظيم وهو عضو في مجلس الشيوخ الباكستاني وعضو في لجنة الدفاع بالمجلس لرويترز ان طالبان "لا تحتاج الى أي دعم. الجميع يعلم أنه بعد عشر سنوات لم يتمكنوا (حلف شمال الاطلسي) من السيطرة ولو على اقليم واحد في أفغانستان بسبب السياسات الخاطئة التي يتبعونها."

وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) "نحن قلقون منذ فترة طويلة من العلاقات بين عناصر من المخابرات الباكستانية وبعض التنظيمات المتطرفة." وأضاف ليتل أن ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي "أوضح أيضا أنه يعتقد أن الملاذ الآمن في باكستان ما زال يمثل مشكلة خطيرة ولابد أن تتناولها الحكومة الباكستانية."

وذكرت صحيفة تايمز أن النتائج التي توصلت لها الوثيقة تستند الى تحقيقات مع أكثر من أربعة الاف من محتجزي طالبان وتنظيم القاعدة وأنها لم تكشف سوى هوية عدد محدود من المتشددين.

كما رفض التعقيب على التقرير كل من المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ووزارة الخارجية البريطانية. وأعلنت طالبان الشهر الماضي أنها ستفتح مكتبا سياسيا في العاصمة القطرية الدوحة لدعم محادثات سلام محتملة مع الولايات المتحدة.

لكن هناك أيضا حديث عن جهود لاجراء محادثات منفصلة في المملكة العربية السعودية لان كرزاي يخشى احتمال تهميش حكومته من خلال المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة مع طالبان.

ومن الممكن أن يزيد هذا التقرير من ثقة طالبان ويجعلها أقل استعدادا لتقديم تنازلات فيما يتعلق بمطالب أمريكية رئيسية بوقف اطلاق النار ونبذ العنف وقطع كل العلاقات مع تنظيم القاعدة.

كما قالت صحيفة تايمز ان الوثيقة تلمح الى أن شعبية طالبان في ازدياد ومن أسباب ذلك أنها أصبحت أكثر تسامحا. ووصف امتياز جول وهو محلل أمني باكستاني بارز التقرير بأنه يهدف فقط الى اثارة القلق قائلا ان قوات الامن الافغانية المدعومة من المجتمع الدولي ستقاوم استيلاء طالبان على السلطة.

الحلف الاطلسي يتهم باكستان

كما اتهم تقرير للحلف الاطلسي سربته الصحف، الاستخبارات الباكستانية بدعم حركة طالبان افغانستان، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومتان الباكستانية والافغانية الى المصالحة في كابول. وحيال غضب اسلام اباد، قللت قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) من شأن التقرير مؤكدة انها تجمع شهادات لطالبان وانها لن تستنتج اي شيء منه.

وجاء في التقرير ان ضباط الاستخبارات الباكستانية "يؤكدون ضرورة مواصلة الجهاد وطرد الغزاة الاجانب من افغانستان" ما قد يحرج نشره من قبل وسائل الاعلام البريطانية وزيرة الخارجية الباكستانية خلال زيارتها لافغانستان.

وبحسب التقرير تعلم باكستان واستخباراتها مكان تواجد اكثر من ثمانية من قادة طالبان والذي هو بحسب بي بي سي ثمرة 27 الف عملية استجواب لاكثر من اربعة الاف سجين من طالبان والقاعدة ومقاتلين ومدنيين اجانب.

وردت اسلام اباد بغضب على هذه المعلومات. ووصف عبد البسيط المتحدث باسم الخارجية الباكستانية هذه الاتهامات بانها "تافهة".

وقال "ننتهج سياسة عدم التدخل في افغانستان". واضاف ان باكستان "التي عانت كثيرا من النزاع الافغاني" تدعم "عملية المصالحة في افغانستان التي يقودها افغان" لانه "من مصلحة باكستان ان يعم الاستقرار والسلام افغانستان". بحسب فرانس برس.

وحيال استياء اسلام اباد حاولت قوة ايساف التي تضم اساسا جنودا اميركيين، تهدئة الموقف. وصرح المتحدث باسم ايساف اللفتنانت-كولونيل جيمي كامينغز لفرانس برس ان "التقرير جمع لآراء وافكار سجناء من طالبان وعلينا الا نستخلص النتائج استنادا الى تعليقات طالبان". واضاف "من الواضح انه يجب عدم استعماله كتفسير لتقدم الحملة" العسكرية. واضاف التقرير ان "قوة" و"تصميم" وتمويل" و"قدرة" طالبان "لم تتأثر" رغم "توجيه في 2011 ضربات قاسية" الى هذه الحركة. ويستعد "العديد من الافغان" بمن فيهم اعضاء في الحكومة الى "عودة محتملة لطالبان" الى الحكم.

وتلتقي وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار الرئيس الافغاني حميد كرزاي. وافادت الخارجية الافغانية ان هذه الزيارة يتوقع ان "تفتح صفحة جديدة في علاقات التعاون بين البلدين".

وتعلن كابول صراحة اشتباهها في دعم باكستان لحركة طالبان الافغانية التي تملك قواعد خلفية في المناطق القبلية الحدودية والتي يشاع ان قيادتها العليا برئاسة الملا عمر موجودة في منطقة كويتا في جنوب شرق باكستان.

وتأتي زيارة الوزيرة الباكستانية بعد موافقة بلادها على استئناف المحادثات مع افغانستان حول طالبان، التي انقطعت بعد اغتيال الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني، الذي عينه كرزاي لقيادة المفاوضات مع طالبان، في كابول في ايلول/سبتمبر. واتهمت كابول على الاثر اسلام اباد بالوقوف وراء اغتيال رباني.

وباكستان التي لها حدود مشتركة مع افغانستان تمتد على اكثر من 2500 كلم، اعترفت ودعمت نظام طالبان الحاكم بين 1996 و2001.

قطع رؤوس لمتهمين بالتجسس

من جانب آخر اعلنت السلطات الافغانية ان مقاتلي طالبان اعدموا بقطع الرأس اربعة مدنيين في جنوب افغانستان يتهمونهم بالتجسس لحساب الحكومة. وتم العثور على جثث الرجال الاربعة في ولاية هلمند التي تشهد تمردا عنيفا مدعوما من جزء كبير من السكان كما الحال في شرق البلاد.

وقال داود احمدي المتحدث باسم سلطات الولاية ان "الرجال الاربعة كانوا مدنيين وقد قطعت رؤوسهم من جانب طالبان التي ادعت انهم كانوا يتجسسون لحساب الحكومة". واوضح احمدي ان اقتناء الرجال الاربعة هواتف للاتصال عبر الاقمار الاصطناعية غالية الثمن اقنع على الارجح مقاتلي طالبان بهذه التهمة. واضاف ان المنطقة التي قتل فيها الرجال الاربعة لا تحوز على اي تغطية هاتفية وتكثر فيها هواتف الاتصال بالاقمار الاصطناعية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 6/آذار/2012 - 12/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م