
شبكة النبأ: ينسب إلى وكالة المخابرات
المركزية سلسلة طويلة من العمليات السياسية والعسكرية في العديد من دول
العالم، وخاصة في أمريكا الوسطى والجنوبية وغرب إفريقيا والشرق الأوسط
والأدنى.
كما تلعب الوكالة دورا كبيرا في التنظيمات النقابية والثقافية عن
طريق التدخل في نشاطاتها. فقد تولت حركة الطلاب في الولايات المتحدة
وتدخلت في حركة الجامعة في ولاية ميشغن وفي البرامج الجامعية للجامعات
الأمريكية وفي النقابات، إضافة إلى تمويلها للعديد من دور النشر لنشر
الكتب المؤيدة لسياسات الولايات المتحدة، وكذلك باستخدام شخصيات ذات
اطلاع وكفاءة عالية لتسويق أفكارها ومعتقداتها خدمة للسياسة الأمريكية.
والمخابرات الأمريكية هي وكالة أمريكية حكومية لجمع المعلومات عن
الحكومات والأحداث الخارجية والأشخاص ومن ثم تحليلها ومعالجتها
وتقديمها إلى جهات مختلفة في الحكومة الأمريكية.
ولاشك ان دخول الولايات المتحدة العراق كان له أسباب عدة ولكن بعد
انسحاب قواتها من العراق هل استطاعت واشنطن ان تحقق أهدافها المرجوة
أم هناك مرحلة جديدة ستخوضها على الأراضي العراقية بعد الأنسحاب.
وتعد قضية الطائرات بدو طيار التي تحمي السفارة الأمريكية في بغداد
والتي ثارت حفيظة المسؤولين العراقيين من القضايا المبهمة فتكليف
السفارة الأميركية بحزمة من المهام يتقدمها التجسس على بغداد هو موضوع
معقد.
فمن الناحية العملية تتوافر للأميركيين القدرة الكافية على التجسس
الإلكتروني. ومشكلة الأميركيين أن وجودهم خارج السفارة أصبح مرفوضا
ومستهدفا. ويستحيل الاحتفاظ بموقع مكشوف الهوية في أي بقعة، والتجسس
على الدوائر العراقية والنشاطات لا يتطلب عددا كبيرا من الأشخاص، فكثير
من المعطيات يمكن استنتاجها من تحليل العناصر الأساسية للمعلومات.
وخلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية في تقرير لها إلى ان حرب العراق
ضاعفت التهديد الارهابي العام، حيث صعدت موجة التطرف، حسبما ذكرت وسائل
الإعلام الامريكية. وأفادت معلومات بأن هناك خلايا استخباراتية تعمل
لصالح الاستخبارات المركزية الأميركية في العراق، وإنهم يركزون على
مجالات التعاون والتبادل المعلوماتي عن طريق وسائل الاتصال الحديثة
وأهمها الانترنت وخصائصه المختلفة.
وفيما امتنعت السفارة الأميركية في العراق عن التعليق على هذا
الموضوع، بادر مكتب رئيس الوزراء لنفي الموضوع وتأكيد استقلالية
الحكومة العراقية وسيطرتها على كل الجوانب في البلد، وان اي عمل من هذا
النوع لأميركا وغيرها سيكون ضمن بنود التعامل مع الجواسيس على وفق
القانون العراقي.
لكن معلومات تؤكد ان الاستخبارات المركزية الأميركية تعمل خلال هذه
الفترة على مشروع يستمر حتى عام 2018 لتنمية تجمعات تواصل اجتماعي تكون
مؤثرة وقوية، وبناء شبكات تواصل اجتماعية مؤثرة وفاعلة يكون لها الدور
الأكبر في نقل المعلومات وفي التأثير في صناعة القرار السياسي العراقي
والتأثير على الوضع السياسي بشكل عام.
ويعتقد محللون سياسيون ان تلك الخطوة تشبه خطوة أخرى مماثلة التي
تعمل عليها في بعض الدول من خلال الأموال التي تنفقها على تدريب وبناء
القدرات للشباب والمراهقين في مجالات التدوين والانترنت والتواصل
الاجتماعي لخلق تأثيرات مشابهة لتأثيرات ثورات الفيس بوك.
وتقول مصادر أمنية أن تحتفظ وكالة الاستخبارات المركزية بوجود كبير
وسري في العراق لفترة طويلة لضمان مصالح الولايات المتحدة في الأماكن
الخطرة.
وكانت تقارير اخبارية اشارت الى خلايا استخباراتية مجندة لصالح
المخابرات الأميركية تعمل في العراق على وفق معلومات عثر عليها في احد
المواقع التي أخلتها القوات الأميركية في العراق بعد انسحابها. بحسب
واشنطن بوست
وهناك معلومات مشابهة وأكدت ان هناك خلايا استخبارية عاملة في
العراق من عناصر عراقيين وأجانب أيضا. ونفى مصدر حكومي عراقي صحة ما
تناقلته بعض وسائل الاعلام بتسهيل مهام وكالة المخابرات المركزية
الامريكية في العراق من قبل الحكومة العراقية، وان علاقة الحكومة مع
السفارة الامريكية جيدة رغم وجود خلافات سياسية.
وكانت معلومات نقلت، عن مصدر في جهاز المخابرات العراقية عن تواجد
عناصر تابعين لوكالة الاستخبارات CIA في العراق بشكل مكثف ضمن خطة
الولايات المتحدة حماية مصالحها في الشرق الاوسط. |