أمريكا... مجتمعات تشكو الاهمال والفقر والتميز

شبكة النبأ: لا يخلو بلد من بلدان العالم مهما تطور او تقدم من المشاكل والتحديات داخلية كانت ام خارجية وامريكا احدى تلك الدول التي تعاني من ازمات داخلية اهما زيادة معدلات البطالة وارتفاع اعداد الفقراء هذا بالإضافة الى تزايد معدلات الجريمة وغيرها من الامور الاجتماعية الاخر، وهذا ما تؤيده بعض التقارير والاقام، وقال رؤساء البلديات في الولايات المتحدة ان مسحا شمل 29 مدينة أمريكية أظهر أن عدد الجياع ارتفع في معظم تلك المدن في العام الماضي ومن المتوقع أن يواصل الارتفاع في 2012. وأفاد المسح الذي أجرته المؤسسة أن 86 بالمئة من تلك المدن ذكرت أن طلبات المساعدات الغذائية الطارئة زادت في العام الماضي. وقالت مدينتان ان الطلبات ظلت مستقرة.

وجاءت البطالة في مقدمة أسباب الجوع يليها الفقر وانخفاض الاجور وارتفاع تكاليف السكن.

ولا تتوقع أي من تلك المدن أن تتراجع طلبات المساعدات الغذائية الطارئة في العام القادم. وتوقعت 93 بالمئة منها ان تزيد الطلبات. وارتفع عدد الاشخاص الذي يعيشون بلا مأوى 6 بالمئة في المتوسط في المدن التي شملها المسح اذ قالت 42 بالمئة من المدن ان العدد ارتفع بينما قالت 19 بالمئة ان العدد بقي بلا تغيير. وارتفع عدد الاسر التي لا مأوى لها 16 بالمئة في المتوسط. وتوقع مسؤولون في 64 بالمئة من المدن ان يرتفع عدد الاسر التي تعيش بلا مأوى وتوقع 55 بالمئة منهم ارتفاع عدد الافراد المشردين.

واظهر مسح اخر اجراه مركز بيو للأبحاث أن الامريكيين يعتقدون ان هناك صراعا بين الاغنياء والفقراء يفوق الصراع بين المهاجرين والسكان الاصليين أو بين السود والبيض. وجاء في المسح ان 30 بالمئة من الامريكيين يقولون ان هناك "صراعات قوية للغاية" بين الفقراء والاغنياء وهي أعلى نسبة تسجل منذ عام 1987 . وقال 66 بالمئة ممن شاركوا في المسح ان هناك صراعات اما "قوية للغاية" أو "قوية" بين الاغنياء والفقراء. ووجد الباحثون ان الديمقراطيين والبالغين الاصغر سنا والنساء والسود هم على الارجح الاكثر ميلا للاعتقاد بوجود اشارات على الصراع الطبقي. وقال مركز بيو انه في المقابل يرى 62 بالمئة من الامريكيين ان المهاجرين والسكان الاصليين بينهم صراعات قوية وبلغت هذه النسبة 47 بالمئة عام 2009 . وفي ذلك الاستطلاع رأى الامريكيون ان الصراعات بشأن المهاجرين أشد من الصراعات بشأن الثروة. وأشار المسح الذي أجراه مركز بيو الى ان الصراع العنصري ينحسر حيث يعتقد 38 بالمئة فقط ان هناك صراعات خطيرة بين السود والبيض بينما قال 34 بالمئة ان هذا العداء موجود بين الصغار والكبار. وقال المركز ان النتائج لا تعني بالضرورة ان المزيد من الامريكيين يعتقدون ان الاغنياء يتحملون خطأ حدوث هذا الانقسام لان بعض الاشخاص الذين يرون ان هناك صراعا اشد ربما يعتقدون أن الغضب تجاه الاثرياء مضلل.

اطفال مشردون

 في سياق متصل ازداد عدد الأطفال المشردين الذين كانوا يعيشون في مسكن هش في الولايات المتحدة من قبيل المآوي والسيارات والمنتزهات والمباني المهجورة، بنسبة 38 % في خلال أربع سنوات ليصل إلى 1,6 مليون طفل، بحسب منظمة متخصصة. وأفاد التقرير المعنون "أميريكاز يونغيست آوتكاست 2010" والذي أعده المركز الوطني للعائلات المشردة "ناشونال سنتر اون فاميلي هوملسنس" إلى أن طفلا من أصل 45 طفلا هو مشرد اليوم. ودعا التقرير إلى "اتخاذ التدابير المناسبة". وجاء في التقرير "ليس من العجب أن يرتفع عدد المشردين في ظل الأزمة الاقتصادية وذلك على الرغم من ازدياد عدد المساكن خلال السنوات الأربع الأخيرة بمعدل 15 ألف وحدة سكنية". ويعيش طفل مشرد من أصل كل اثنين في ست ولايات أميركية في جنوب شرق البلاد مثل جورجيا وألاباما وفي غرب الولايات المتحدة مثل كاليفورنيا. بحسب فرنس برس.

ونحو 42 % من هؤلاء الأطفال هم دون السادسة من العمر وثلثهم يعولون على أمهات عزباوات مصابات بأمراض مزمنة. ويعاني هؤلاء الأطفال الجوع ونقص التعليم وضغوطات نفسيةوامراضا مما يضع مستقبلهم على المحك.

الى جانب ذلك قال مركز بيو للابحاث يوم الاربعاء ان نسبة البالغين المتزوجين في الولايات المتحدة تراجعت الى 51 بالمئة وهي نسبة قياسية متدنية وان الامريكيين ينتظرون لفترة اطول من أي وقت مضى للزواج. واظهرت دراسة للمركز ومقره واشنطن ان عدد الزيجات الجديدة في الولايات المتحدة هبط بنسبة خمسة بالمئة بين عامي 2009 و 2010 وان تباطؤ النشاط الاقتصادي قد يكون ساهم في ذلك. ومقارنة بالانخفاض القياسي الحالي لعدد البالغين المتزوجين وهو 51 بالمئة كانت النسبة 72 بالمئة عام 1960. ووجد المركز في الدراسة التي اعتمدت على تحليل بيانات الاحصاء الامريكي للسكان لعام 2010 ان متوسط السن عند الزواج للمرة الاولى للزوجات هو 26.5 عاما بينما للازواج 28.7 عاما وهو اكبر متوسط عمري للزواج بين الامريكيين. واشار الباحثون الى ان الولايات المتحدة ليست وحدها التي تتراجع فيها معدلات الزواج وان مجتمعات اخرى متقدمة تشهد معدلات مماثلة.

ونقلت صحيفة شيكاغو تريبيون نصيحة عن الكاتبة إيمي ديكنسون التي تعتقد أن الزيادة في معدلات الطلاق غير المسببة والقوانين الصارمة الخاصة برعاية الأطفال هما السببين وراء انخفاض سمعة الحياة الزوجية في أمريكا. وتضيف ديكنسون ”لم يعد من الضروري أن تكون متزوجا من شخص ما من أجل طلب الدعم المالي، وأعتقد أنه أصبح لهذا تأثير كبير على الأزواج الذين لديهم أبناء. ودعنا نقول إن من 20 سنة مضت، كان الناس يتزوجون من أجل تأسيس شرعية ما، وبالتالي الحصول على الدعم المادي.” وتقول أيضا إن الآباء غير المتزوجين أصبحوا العرف السائد في عدد من المجتمعات، وقد أصبح الأمريكيون أكثر ارتياحا بالعائلات”غير التقليدية . بحسب فرنس برس.

وهناك أيضا أعلى نسبة طلاق في العالم في الولايات المتحدة، وهو ما جعل ثقة العديد من الشباب تهتز بمؤسسة الزواج. فهذه راين رومان وشريكها سيث يقيمان معا منذ ستة سنوات، ولكنهما يقاومان ضغوط الأهل والأصدقاء للإسراع بالزواج. وتقول رومان ”يأتي سيث من عائلة شهدت الطلاق، وقد رأى كيف أثر ذلك على حياته وعلى عائلته.” وتضيف ”وهو يقول أنه لا يستطيع أن يتخيل أو حتى يفكر في الزواج حتى نستمر معا لمدة 10 سنوات، وأنا أقول طالما أننا سعداء معا، فسوف نبقى معا.” وتوكد أيضا ”أعتقد أنه الخوف والذي يتملكني أيضا، وذلك رغم أن والداي متزوجان. إن الأمر مرعب أن ترى أصدقاءا شخصيين لك تزوجوا بعد تخرجهم

من الجامعة مباشرة ولا يزالون في الثلاثينات من العمر ويقومون بمواعدة أشخاص آخرين.”

ويقول مركز بيو للأبحاث إن حوالي ثلثي الأمريكيين البالغين والحاصلين على شهادات جامعية (حوالي 64 في المئة ) متزوجون، وذلك مقارنة بـ 47 في المئة فقط بين هؤلاء الحاصلين على المدارس الثانوية. وهذا تناقض حاد مقارنة بعام 1960، حينما كانت نسبة الأشخاص الأكثر تعليما والأقل تعليما متساوية تقريبا فيما يتعلق بنسبة الزواج.

ويقول برادفورد ويلكوكس”لقد كان هناك إدراك بين الأمريكيين الحاصلين على تعليم جامعي بأن الزواج فكرة جيد جدا بالفعل، حتى لو كانوا لا يحبون التحدث عنه في العلن.” ويضيف ”وفيما يتعلق بالإجهاض، وهو من بين الأمور الاجتماعية العالمية الساخنة، يعد الأمريكيون الحاصلون على تعليم جامعي أكثر تحررا.” لكن فيما يتعلق بالتفكير في كيفية إدارة حياتهم الخاصة، وحياة عائلاتهم، لدينا شعور من البيانات التي جمعناها أنهم يميلون أكثر إلى الزواج، وهم تقليديون أكثر بشأن الحياة العائلية.” ويعبر ويلكوكس عن قلقه من أن الزواج ”ينكمش”بين الطبقات ذات الدخل المتوسط والدخل الأقل، مع احتمالات حدوث تأثيرات خطيرة على المجتمع والاقتصاد في أمريكا. وكان ويلكوكس يبحث هو وفريقه من جامعة فيرجينيا تأثير الأزمة الاقتصادية الحالية على الزيجات الأمريكية. ويضيف ”أعتقد أننا نتحرك أكثر نحو نموذج لاتيني كلاسيكي حيث يكون للأشخاص الأقوياء والمميزين عائلات قوية ومستقرة، ويكون لهم دخول محترمة ودور كبيرة أيضا، بينما يكون الأشخاص خارج هذا الثلث الأعلى هم الأسوأ، والأسوأ وضعا.”

وربما يعود انخفاض معدلات الزواج الأمريكية بنسبة 5 في المئة بين عامي 2009 و2010 إلى العوامل الإقتصادية قصيرة المدى، وفقا لتفسير مركز بيو للأبحاث. فمع بلوغ متوسط تكلفة حفل الزفاف نحو 20,000 دولار يختار العديد من الشركاء فترة خطوبة أطول ليعطيهم ذلك وقتا أطولا للإدخار، وذلك كما يقول كايل براون من الرابطة الأمريكية للعرائس، والتي تمثل صناعة حفلات الزفاف الأمريكية متعددة المليارات. ولكن يضيف براون أن الأعضاء لديه لاحظوا ”زيادة في عمليات بدء خطط حفلات الزفاف وخصوصا فيما يتعلق بأشياء مثل فساتين الزفاف، وذلك في الأشهر الثلاث الأخيرة.” واختتم براون حديثه قائلا ”أتوقع أن أرى زيادة في عدد حفلات الزفاف في عام 2012 و2013، لأن الأمر متعلق بالإقتصاد بشكل محض.”

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/آذار/2012 - 9/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م