يسود جدل (قديم – جديد) حول موضوعة حقوق المرأة وانها لم تحصل سوى
على جزء يسير من حقوقها ولاسيما في بلدان الشرق الاوسط ذات الانظمة
الشمولية، ولكن هناك حقيقة واضحة تشمل حتى اعتى دول العالم ديمقراطية
وهي: برغم ان المرأة تشكل الاكثرية في اغلب المجتمعات الانسانية فانها
ما زالت دون المستوى المطلوب في التمثيل البرلماني.
ولعل هذا الى يرجع ان المرأة نفسها التي تطالب بحقوقها، لاتنتخب
بنات جنسها الا ما ندر! مفضلة الرجال لتمثليها معترك السياسة.
ربما يرجع الامر في هذه المفارقة الى اسباب عديدة منها: القاعدة
القديمة والمترسخة في ذهنية بعض النساء والرجال معا ان هناك قضايا يجب
ان تكون المرأة بحكم بطبيعتها الشفافة بمنأى عنها والاكتفاء بما دون
ذلك، واساس هذه القاعدة ان السياسة هي فن الجدل والنقاش الذي يلجأ في
بعض الاحيان الى اعتماد اساليب خشنة وقاسية، وسيدتنا المرأة ابعد ما
تكون عنها لرقتها وحنانها الفياض.
لذا يُترك أمر حياكة بعض الدسائس المشروعة لأهل الخبرة من الرجال
فهم الاقدر على حمل هذا الشرف، برغم ان المرأة - كما معروف عنها
تاريخيا - هي الاكثر مكرا – مع الاحترام لبنات حواء- في حالة وجود
الظروف المناسبة لتحقيق مآربها.
وكما يقال في بعض الحكايات المتوارثة عن الاجداد ( المرأة غلبت
الشيطان) اذا المرأة لاينقصها المكر ولا الدهاء ولا الفراسة في تشخيص
مواطن ومكامن الاخرين، بل هي الاكثر استعدادا لالتقاط دقائق الامور
والتي تغيب عن الرجال، والحكايات التاريخية تؤكد هذه الحقيقة :هي ان
بعض النساء كن يقدمن المشورة والنصح لازواجهن وابنائهن وكن خير معين
لهم في اوقات المحن والشدائد.
والسبب الاخر في عدم حصول المرأة على نصيبها الكامل وبحسب نسبتها
السكانية يعود الى انها تبغض اختها المرأة وتحاول ان تجد فيها كل عيوب
العالم! ولعل للغيرة النسائية دورها في هذا الموضوع حيث قيل (لاتعرف
المرأة الا المرأة ) برغم المشتركات والقواسم وادعاءات مطالبتها
بحقوقها معا، لان الواقع يشير الى غير ذلك في اغلب الانتخابات ولاسيما
في بلدان الشرق الاوسط التي تعاني المرأة في بعض دولها من حرمانها حق
قيادة السيارة.
مع هذه الاكثرية النسائية هناك سيطرة كاملة على مجريات العمل
السياسي من قبل الرجال، بل ان اولاد ادم في بعض الدول احكموا من قبضتهم
على كل شيء تاركين لبنات حواء تبادل الاتهامات في ضياع حقوقهن وتحميل
هذا او ذاك الطرف مسؤولية ما حصل، والحقيقة التي يجب ان تعرفها النساء
قبل الرجال: ان المرأة مع وجود اعداد لابأس بها من المرشحات في بعض
الدول الغربية والنامية على حد سواء، فان المرأة لاتنتخب المرأة، بل
تنظر اليها على انها ضرتها وتفضل الرجل عليها حتى ان سلبها حقوقها!
مفارقة غريبة تعيشها بعض النساء في المطالبة بتوسيع حقوقهن. وكان
بمقدرهن تغيير المعادلة عبر المسار الديمقراطي والاحتكام الى صناديق
الانتخابات واختيار من يمثلهن من اللاتي يسعين الى رفع مطالبهن، بل
امكانهن تشكيل اكثرية برلمانية لا يستطيع الرجال معها سوى الخضوع
لمطالبهن، عندها يمكن ان تلغي الاكثرية وزارة المرأة ومنظمات النسائية،
بل على الرجال وقتئذ المطالبة بتشكيل وزارة خاصة بهم وانصافهم من
النساء في البيت والسياسة، ولكن ما يجري عكس ذلك المرأة هي من تتحمل
ضياع حقوقها بنفسها ويجب ان لاتلق تبعية اوزارها على الغير.
|