السعادة.. مطلب مهم قد لا يناله الجميع!

شبكة النبأ: لا تعتبر السعادة حكرا على طبقة او طائفه معينة من البشر فهي هبة مجانية يسعى الجميع للحصول عليها او الاحساس بها، وبالرغم الصعوبات الاقتصادية والحروب والصراعات والكوارث الطبيعية أظهر استطلاع للرأي ان العالم اكثر سعادة اليوم عما كان عليه قبل خمس سنوات ويبدو ان الاندونيسيين والهنود والمكسيكيين هم الاكثر سعادة على كوكب الارض. وقال ما يزيد على ثلاثة ارباع من شاركوا في الاستطلاع في انحاء العالم انهم سعداء بحياتهم بينما وصف ربعهم انفسهم بأنهم سعداء للغاية. وقال جون رايت النائب الاول لرئيس ابسوس جلوبال التي تقوم باستطلاع الراي العالمي عن السعادة والذي يشارك فيه اكثر من 18 الف شخص في 24 دولة منذ عام 2007 "العالم اكثر سعادة اليوم ويمكننا بالفعل قياس ذلك لاننا نتابعه." لكنه اضاف ان التوقعات الخاصة بسبب سعادة الناس تجري دراستها بدقة. وقال "الامر لا يتعلق بالاقتصاد والرفاهية وحدهما. انه يتعلق بسلسلة كاملة من العوامل الاخرى التي تجعلهم على ما هم عليه اليوم."

وانضمت البرازيل وتركيا الى الدول الخمس الاكثر سعادة بينما كانت المجر وكوريا الجنوبية وروسيا واسبانيا وايطاليا في ذيل قائمة الشعوب السعيدة. ومما يثبت ان المال لا يمكنه شراء السعادة جاءت بعض الدول الاقتصادية الكبرى ومن بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا في وسط القائمة على مؤشر السعادة. وقال رايت "احيانا ما تكون السعادة الكبرى في وجبة دافئة او في سقف يغطي رؤوسنا. "العلاقات تبقى السبب رقم واحد حول العالم الذي يقول الناس انها تثمر السعادة وربما في هذه الثقافات يكون للعائلة الدرجة الاكبر من التأثير." بحسب رويترز.

واقليميا حظيت امريكا اللاتينية بأكبر عدد من السعداء تليها امريكا الشمالية ثم اقليم اسيا والمحيط الهادئ ثم الشرق الاوسط وافريقيا. بينما قال 15 في المئة فقط من الاوروبيين انهم سعداء للغاية. وبالنسبة للمعيار الشخصي يبدو ان المتزوجين اكثر سعادة من غير المتزوجين بينما يتساوى الرجال في السعادة مع النساء. وكان للتعليم والعمر تأثير على درجة السعادة حيث قال المشاركون تحت عمر 35 عاما انهم سعداء اكثر من الشريحة العمرية بين 25 و49 عاما. كما ارتبط التعليم الافضل بمستوى سعادة اكبر.

السعادة وشراء التجارب

في سياق متصل تظهر دراسة جديدة قامت بها جامعة سان فرانسيسكو، أن من ينفق ماله لخوض تجارب تستدعي القيام بعمل لم يسبق له أو لها القيام به هم أسعد ممن ينفق المال لشراء الأشياء وفقا لصحيفة علم النفس الإيجابي. ووجد الخبراء في الدراسة التي استطلعت حوالي 10 آلاف شخص، أن الأشخاص المنفتحين على الناس والذين يتقبلون تجارب جديدة هم أكثر ميالا لإنفاق مخصصاتهم المالية على التجارب مثل تذاكر حفل أو السفر، بدلا من التسوق لشراء المتاع. وأشرف على الدراسة البروفسور رايان هاويل الذي كشف أن من يتسوق التجارب يشعر بمشاعر الرضى عن حياته أكثر ممن يشتري الحاجيات. وللتحقق من كيفية تأثير قرارات الشراء على السعادة، قام هاويل بإطلاق موقع إنترنت مجاني لكي تعرف أي نوع من التسوق يجذبك وكيف ستؤثر قرارات شرائك على سعادتك.

يدرس الموقع العلاقة بين إدارة المؤثرات على اختيارات الشراء والاختيارات المالية. يشير هاويل إن كون المستوق متمرس في الشراء يرتبط بسعادة أكبر، وكانت أبحاث ودراسات هاويل السابقة قد دحضت خطأ الاعتقاد السائد أن المال يجلب السعادة عبر المشتريات، ويشير إلى أنه يسعى في هذه الدراسة لمعرفة ميول الناس نحو شراء التجارب الحياتية كالسفر أو حضور نشاط والمشاركة في فعاليات تتجاوز شراء المتاع. يعتقد هالويل أنه من الضروري أن يعرف الناس كيف يشعرون بالرضى والسعادة وقدرتهم على التأثير في ذلك من خلال خيارات الشراء لديهم. ويقول هالويل: "حتى لدى الناس ممن ينجذبون لشراء الأشياء، فإن نتائج دراستنا تظهر لهم أن تحقيق توازن بين شراء المتاع والمشتريات التي تقدم تجارب، يؤدي للشعور بالرضى والسعادة في الحياة".

السعادة تطيل العمر

الى جانب ذلك أظهرت دراسة بريطانية حديثة إن السعادة بين كبار السن لا تحسن نوعية الحياة فحسب، بل قد تفضي إلى إطالة العمر. ويقلل الإحساس بالسعادة والحماس والشعور بالغبطة خلال اليوم، احتمالات الوفاة بواقع 35 في المائة، كما وجدت الدراسة طيلة الفترة التي استغرقتها وبلغت خمس سنوات. ويقول الباحثون إن الرابط كان قوياً بما يكفي لاستبعاد عوامل أخرى مثل المشاكل الصحية المزمنة والاكتئاب والأمن المالي، وأضاف أندرو ستيبتوي، بروفيسور علم النفس بجامعة لندن: "كنا نتوقع إمكانية وجود صلة بين كيفية إحساس الناس بالسعادة خلال اليوم والوفيات المحتملة في المستقبل، لكننا ذهلنا من قوة التأثير." وشمل البحث أكثر من 3800 مشارك قاموا بتسجيل مستويات إحساسهم بالسعادة والقلق وأي مشاعر أخرى قد تنتابهم خلال أربعة أقوات محددة على مدار اليوم.

وجرى تقسيم المشاركين، وتراوحت أعمارهم بين سن 52 إلى 79 عاماً، عند بدء الدراسة، إلى مجموعات تبعاً لمدى إحساسهم بالسعادة والإيجابية، ورغم الاختلافات الطفيفة بينهم على سبيل المثال في السن والثروة والتدخين، إلا أنهم كانوا متماثلين فيما يتعلق والتركيب العرقي، ومستويات التعليم، والوضع الوظيفي، والحالة الصحة ككل. وبعد خمسة أعوام من الدراسة، توفي 7 في المائة من المجموعة الأقل إحساساً بالسعادة، مقارنة مع 4 في المائة فقط بين الفئة الأسعد، وارتفع معدل الوفاة إلى 5 في المائة بين المجموعة المتوسطة.

وباعتبار عامل السن، والأمراض المزمنة، والاكتئاب، والسلوكيات الصحية (مثل ممارسة الرياضة البدنية واستهلاك الكحول)، علاوة على عوامل اجتماعية واقتصادية، وجد الباحثون أن المجموعتين الأخيرتين، تراجعت بينهما معدلات الوفاة بواقع 35 في المائة و20 في المائة تباعاً.ويشار إلى أن الدراسة، التي نشرت في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، وكما أورد موقع "هيلث كوم" لم تثبت أن السعادة، أو نقيضها، يؤثران بشكل مباشر على العمر، بيد أن العواطف الإيجابية قد تساعد في حياة صحية بدنية أفضل، بطرق شتى، كما أن مناطق المخ المسؤولة عن السعادة مرتبطة كذلك بعمل الأوعية الدموية، وسبق وأن أظهرت دراسات أخرى أن العواطف تتحكم بخفض أو رفع معدلات هرمون الإجهاد كورتزول. بحسب CNN.

وعقبت سارة بريسمان، بروفيسور علم النفس بجامعة كنساس، على الدراسة التي لم تشارك في إعدادها، بالقول إن البحث قد يساعد في تأسيس أن السعادة نقطة قلق مشروعة للمعنيين بالصحة، مضيفة: "هناك من يعتقد بأن السعادة شيء فضفاض وأقل علمية، وليس شيء يستدعي القلق مثل الإجهاد والتوتر." وختمت: "السعادة.. ربما على الأطباء سؤال مرضاهم عنها."

ابتسم لتبدو أصغر

في سياق متصل أثبتت دراسة حديثة ايضا أنه يمكن للمرء أن يوفر على نفسه كل العناء لإخفاء علامات التقدم في السن من على الوجه باتباع نصيحة واحدة، وهي "ابتسم لتبدو أصغر سنا".

وخلص العلماء إلى نتيجة مفادها أن "الضحك لا يجعلك تبدو أصغر سنا فقط، لكنه يجعلك أكثر صحة أيضا لأنه يؤثر بشكل إيجابي على التنفس، كما يحسن أداء الدورة الدموية ويقوي المناعة ويسهل الهضم ويجعلك سعيدا". وقد توصل إلى هذه النتيجة فريق من علماء النفس في جمعية "ماكس بلانك" للأبحاث العلمية في العاصمة الألمانية برلين، وذلك بعد بحثهم عن العوامل التي من الممكن أن تؤثر على تقدير العمر الحقيقي للإنسان.

وقال المشرف على الدراسة مانول فولكله في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية نشرتها على موقعها الإليكتروني: "تعبيرات الوجه لديها تأثير جوهري على دقة تقدير العمر، فالعمر يمكن تقديره بشكل سليم في الغالب من خلال تعبيرات الوجه المحايدة، لكن تقدير عمر الأشخاص الذين يبدو عليهم السعادة غالبا ما يأتي أقل من عمرهم الحقيقي". وبرر العلماء النتيجة التي توصلوا إليها بأن الخطوط التي تظهر على الوجه خلال الضحك تجعل من الصعب تقدير عمر الشخص بشكل دقيق، "فالأشخاص الباسمون يتمتعون في تلك الحالة بميزة تفوق الآخرين عندما يقوم شخص بتقدير أعمارهم، اذ سيأتي التقدير في الغالب أقل من عمرهم الحقيقي، كما أن الابتسامة يتم ربطها بالجاذبية وبالتالي تندرج تحت إطار الشباب". وفي إطار الدراسة قام العلماء بعرض أكثر من ألفي صورة لـ171 رجلا وامرأة من أعمار مختلفة على 154 شخصا، وطلبوا من هؤلاء الأشخاص تقدير عمر الرجال والنساء الموجودين في الصور. وتظهر الصور تعبيرات وجه مختلفة، مثل الغضب والخوف والفرح والحزن والحيادية.

الاثنين اتعس الايام

من جهة اخرى اظهرت دراسة جديدة نشرتها صحيفة ديلي ميل أن يوم الاثنين صار رسمياً أتعس أيام الأسبوع لدى البريطانيين. ووجدت الدراسة أن أكثر من نصف البريطانيين يقضون يوم الإثنين بالتذمر والشكوى وخاصة خلال فترة الصباح ولمدة 34 دقيقة، بالمقارنة مع نصف هذه المدة تقريباً في بقية أيام الأسبوع. وقالت إن واحداً من بين كل ثلاثة بريطانيين اكد بأنه يكره الإثنين أكثر من أي يوم آخر من أيام الأسبوع، لأسباب عديدة، أكثرها شيوعاً التذمر من أسبوع جديد بالعمل. وأضافت الدراسة أن من بين الأسباب الأخرى لتذمر البريطانيين من يوم الإثنين، الإفراط بالإنغماس في عطلة نهاية الأسبوع، والتعامل مع كم هائل من الرسائل الإلكترونية. واشارت إلى أن الشعور بالتعب بعد عطلة السبت والأحد، وأخذ بعض الوقت للعودة إلى مزاج العمل، والتحسر على عطلة نهاية الأسبوع إن لم يتم استغلالها بالشكل المطلوب، تضاف أيضاً إلى أسباب تذمر البريطانيين من يوم الإثنين.

الحكومة وسعادة الناس

من جهتها دعت مؤسسة بحوث ودراسات بريطانية السلطات الحكومية الى عدم التدخل في الشؤون المتعلقة بسعادة الناس، وجعل تقنينها او الحرص على رفع مستواها سياسة مقصودة وممنهجة. فقد قال معهد السوق الحرة للدراسات الاقتصادية البريطاني ان على الحكومة تجنب تحويل التدخل في قياس السعادة او العمل على زيادتها الى اقصى حد، سياسة محددة ومتعمدة. وقال المعهد، في آخر بحث له حول السعادة الاجتماعية، انه "لا وجود لأي دليل على ان المجتمعات الاكثر عدالة تفضي بالضرورة الى سعادة اكثر للناس".

ويشير المعهد الى انه لاحظ ان رفع الانفاق الحكومي بنسبة الثلث قلص من نسبة السعادة عند الناس بنسبة ستة في المئة. ويقول مدير المعهد مارك ليتلوود ان "الحكومات اظهرت انها عاجزة وليست كفؤة في محاولاتها ادارة اساسيات الاقتصاد".لا ثقة بالحكومة وانتقد ليتلوود الحكومة البريطانية مثلا بسبب تضخم الدين العام، متسائلا: كيف يمكن ان نثق بالحكومة في امور خاصة ومعقدة ومربكة مثل السعادة الشخصية. واعتبر ليتلوود ان السماح للحكومة في التدخل بشأن كالسعادة الشخصية بمثابة "دعوة لايقاع كارثة".

اما معد الدراسة البروفيسور فيليب بوث فيقول ان "سعادة المجتمع ستتحسن اذا قلصت الحكومة من نشاطاتها، وسمحت للاقتصاد والاعمال والأسر بالازدهار لوحدها من دون تدخل". واضاف ان "على الحكومة الامتناع عن محاولات رفع مستويات السعادة وتحويلها الى هدف بعينه له سياسة محددة، وعليها ايضا تجنب اضاعة المال في جمع المعلومات والمعطيات حول هذا الموضوع".

الا ان المتحدث باسم مجلس الوزراء البريطاني قال، في سياق رده على نتائج التقرير، ان "الاولوية القصوى للحكومة تحريك وتنشيط الاقتصاد، وتوفير فرص العمل، وفتح المجال امام فرص اكثر". واضاف: "نحن ايضا نريد ان نركز بشكل صحيح على نوعية الحياة التي يحياها الناس، الى جانب العمل على تحقيق التنمية الاقتصادية". واكد على ان "معرفة ما يجعل الحياة افضل واحسن، والتحرك في ضوء تلك المعرفة، سيساعدنا على ايجاد افضل السبل لانجازها".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/شباط/2012 - 2/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م