برنامج تلفزيوني ساخر يثير الجدل في العراق

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: كثيرة هي النكات التي يطرحها مقدم وضيوف برنامج تلفزيوني أسبوعي أبطاله نخبة من الإعلاميين العراقيين تحت عنوان (أكو فد واحد)، الذي تعرضه إحدى الفضائيات العراقية التي تتخذ من لبنان مقرا لها.

فكرة هذا البرنامج قائمه على إضحاك المشاهدين وزرع الابتسامة على محياهم، من خلال تأليف بعض المواقف الحية والخيالية بإسلوب ساخر ومتهكم، بمشاركة بعض الضيوف المختارين من بعض الأوساط الإعلامية أو الفنية أو أحيانا الرياضية.

لكن ردود فعل الجمهور العراقي تباينت إزاء البرنامج وأثارت جدلا واسعا بعد انتشاره الأخير بشكل ملحوظ، وازدادت نسبة متابعيه، فهناك من يجده ترفيهي فعلا، وآخرين يرون في بعض أجزائه خروج على الذوق العام في العراق حيث تتخلله وصلات مسيئة للذوق وتخدش الحياة الأسرية حسب رأيهم.

علي حسن عبد الواحد، من اشد المعجبين بالبرنامج وبفقراته يقول خلال حديثه مع مراسل (شبكة النبأ المعلوماتية)، انه قام، "بتثبيت مواعيد بث حلقاته البرنامج في جهاز الموبايل الخاص به كي لا تفوته فرصة مشاهدة اي حلقة".

ويضيف، "ان البرنامج يمنح المتلقي العراقي فرصة الضحك والاستمتاع والخروج من دائرة المنغصات المعيشية والاجتماعية والسياسية والأمنية".

ويشير عبد الواحد، "أتمنى ان يستمر عرض هذا البرنامج لفترة أطول ويدعو للقائمين عليه دوام الموفقية والنجاح والى شخص الشاعر المبدع صباح الهلالي التألق والى المزيد من المواقف المضحكة".

لكن المهندس ظامي الزاملي كان له رأى آخر وانطباع مغاير تماما، فيقول، "أثر متابعتي لحلقة واحدة فقط فضلت الابتعاد عن متابعة مثل تلك البرامج قدر المستطاع بسبب (الشطحات) المقصودة التي يثيرها المشتركين بهذا البرنامج عبر نافذة النكات غير الملتزمة والمبتذلة في أحيان كثيرة".

ويضيف، "لا أنوي تكرار تلك التجربة مهما كانت الأسباب والمسببات". ويشير الظالمي، "البرنامج قد شوه صورة الشاعر المبدع صباح الهلالي".

أما نبيل نوماس الذي فحبذ ان يعبر عن رأيه عبر التعليق على بعض النكات التي شاهد أحد مقدمي البرنامج يرويها في الحلقة الماضية، فيقول، "النكتة الأولى: عسكري قال لامه، أمي عندي دوره تمتد لثلاثة اشهر فقالت الأم للولد ابني انه نزيف وليست دورة". ويعلق نبيل... (تخيل معى هذه النكتة السمجة).

ويتابع، "النكتة الثانية بطلها الشاعر صباح الهلالي وينقل عنه: أثناء سفره الى البصرة كانت هناك امرأة وبحضنها طفل صغير في السيارة، والى جانبها رجل متوسط العمر وأثناء الرحلة كان الطفل يبكي فتدعوه أمه الى ان يأخذ الثدي (الديس) ليرضع، وتهدده أن تعطيه لعمه الجالس الى جانبها في حال رفض؟! وفي نهاية تلك الرحلة توجه الرجل للطفل بثلاث أسئلة متتالية (ليش ما رضعت من صدرك امك؟ ولا خليت عمك يرضع؟ ولا خليتني انزل يم أهلي؟).

ويعلق نبيل، "بمعنى ان الرجل فضل عدم النزول عند أهله في الناصرية واتجه الى البصرة أملا في ان يرضع من ثدي المرأة".

الى ذلك يقول حسين عباس، "ان فكرة برنامج ( أكو فد واحد) مستوحاة من برنامج لبناني فكاهي، مع الفارق كون البرنامج اللبناني لا يأمن بالضوابط الأخلاقية والاجتماعية وفيه الشيء الكثير من الإباحية والمجون".

ويضيف، "بيد أن هذا الانطباع لا يلهينا عن مدى الجماهيرية التي يحظى بها البرنامج كونه يزرع الابتسامة على وجوهه الناس".

ويلفت، "ان العائلة العراقية اليوم لا تنتمي الى ثقافة معينة ولها حرية التناقل بين القنوات التلفزيونية وبما يتناسب مع اهتمامها وميولها الثقافي او الرياضي وحتى الديني".

فيما يرى الأديب عدنان عباس سلطان، ان البرنامج يتناول الموضوع من رويا أدبية كون الطرفة او الحكاية لها مدلولات وأهداف ومرامي حسب ما يعتقد ومن المعيب العبث بمشاعر الناس والاستهزاء بهم والنيل من معتقداتهم الاجتماعية والأخلاقية.

ويتابع في حديثه لمراسل (وكالة النبأ المعلوماتية)، "الخروج على النص ليس دائما محبب، بل ربما يسيء للفكرة ذاتها ويولد انطباع سلبي لدى المتلقي، فاضحاك الناس لا يبيح لفارس الدعابة او المزحة ان يستفز فيهم حالة التخلي عن الثوابت والقواعد العامة".

فيما يجد الإعلامي حسن هادي ان الإعلام رسالة ذات مضامين تصحيحية وإرشادية وتربوية ورقابية الى حد ما ولولا هذه الحقيقة لما استحق الإعلام ان يوصف بأنه السلطة الرابعة. فيقول، "تلك العناوين باتت مهددة اليوم وهي لا تحتمل وقاحة أو تفاهة أو فجاجة ذلك الخطاب الملغم
بمفردة أشرب (بلنكوا)، وهي من شرب الخمر، و(خلي نسوى)، كناية عن القيام بالممارسة الجنسية".

ويضيف، "هذه موجة جديدة من العهر والعري الإعلامي الممزوج ظاهريا بالبراءة والتلقائية غير ان هذه البضاعة الرخيصة والسمجة لا تنطلي على أصحاب العقول والضمائر النقية".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/شباط/2012 - 2/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م