القمة العربية في بغداد

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: حسنا، هل سيحضر القتلة والمارقون والقاسطون الى بغداد؟ أصحاب سمو، او سيادة او ما أشبه ذلك من ألقاب، او ربما سيحضر من هم بمراتب أدنى كوكلاء او مدراء مكاتب او فراشون وسعاة بعناوين دبلوماسية متنوعة.

كثرت الاخبار والتسريبات الصحفية عن المصادر المطلعة والتي كثيرا ماترفض الكشف عن اسمائها حرصا على سمعتها او خوفا من اشياء اخرى.. في التسريبات ان دول الخليج حاولت شراء القمة العربية عبر دفع تكاليف الاستعداد لها التي انفقها العراق على الفنادق والقاعات والمنشآت الاخرى، والابواق الاعلامية تكثر من معزوفاتها الصاخبة.. الا يذكركم ذلك بسوق عكاظ ومزايدات الشعراء فيه؟

لكن عكاظ مات منذ زمان طويل..

ينحني الشاعر

كي يلثم أقدام السلاطين ويمضي

لاستلام الجائزة

غير اني

حينما حدقت في الصورة

ابصرت العجب

يقف السلطان مقلوبا على الظهر

ومكشوف القفا

وفم الشاعر

مختوم بختم من ذهب.

ومن المصادر المطلعة من ذكرت ان هناك صفقة جارية لاطلاق سراح السجناء والمعتقلين العرب من جنسيات عديدة مقابل الدعم العربي لعقد هذه القمة المباركة.. ونحن نعلم ان هؤلاء السجناء لم يتم القبض عليهم لنقص في اوراقهم الثبوتية او انهم قد تشاجروا مع عراقيين في بارات ابي نؤاس او مطاعم الكرادة، نعلم انهم حاملو رايات الجهاد، ضد الشيعة في اسواقهم ومناطق تواجدهم ومواكب عزاءهم، ونعلم ان الكثيرين منهم لم يرتووا بعد من الدم العراقي، وانهم صعاليك الرداءة العربية وأزاعرها، وانهم يصبحون شهداء الأمة المشلولة حين يتشظون في اسواق الشيعة وتجمعاتهم.

ماذا عن الربيع العربي المجدب حتى الان الى من قطوفه السلفية وتاثير ذلك على القمة العربية على افتراض انعقادها في بغداد؟

السعودية حتى الان ترفض الاعتراف بالحكم العراقي الجديد والذي نشأ بعد العام 2003 تحت راية الاحزاب الشيعية وهي ليست في وارد تقديم خدمة مجانية للحكومة الشيعية في بغداد دون الحصول على مكتسبات على صعيد الموقف العراقي من سوريا وما يجري فيها رغم دعم العراق لجامعة الدول العربية من خلال دعوة مجلس الأمن الدولي الى تشكيل قوة مشتركة لحفظ السلام في سوريا.

والسعودية لها في كل يوم شأن تجاه العراق، بالامس الاحتلال الامريكي، واليوم الصراع بين القائمة العراقية ودولة القانون، وكأن هذا الاحتلال سبة وعارا ارتضاه العراق طوعا مثلما ارتضت السعودية منذ تاسيسها حماية البريطانيين ومن بعدهم الامريكيين على مدى عقود طويلة، وهي ايضا تحسب نفسها الناطقة بلسان سنة العراق عبر دعمهم في كل قوائمهم وتكتلاتهم طالما هي بمواجهة قوائم وتكتلات الشيعة.

حلال دعم السنة من قبل المحيط العربي والاقليمي وحرام الدعم الايراني للشيعة في العراق، على افتراض ان شيعة العراق جميعهم موافقون على الدعم الايراني لهم.

البحرين حسمت امرها وقررت عدم حضور قمة بغداد، طبقاً لما أعلنه وزير خارجيتها أحمد بن خليفة، زاعماً أن السبب هو دعم الشيعة العراقيين للانتفاضة الشيعية في البحرين. وتساءل في مقابلة أجراها معه التلفزيون الروسي، قائلاً: (كيف يمكن أن تعقد القمة، أو كيف يمكنك قبول حضور قمة في بلد يثير في وجهك المشاكل يوماً بعد آخر).. ولا ادري ما هي المشاكل التي يثيرها العراق المحاصر بهذا المحيط السني الرافض له غير التصريحات التي تتشابه مع تصريحات السعوديين او القطريين او غيرهم من اعراب داعمة لحقوق الشعوب العربية في ربيعها الثوري المزعوم.

المملكة العربية السعودية، مؤيد قويّ للبحرين، وهي القوة الرئيسة التي تقف وراء الحملات العربية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، ولمحاصرة الحكم الشيعي في العراق، وخصوصا رئاسة الوزراء في شخص نوري المالكي.

ليس بعيدا من هذا دخول الاتراك على خط التوتر الطائفي مع العراق من خلال التصريحات العديدة التي يستشف منها عدم الرضا التركي عن السياسات التي ينتهجها رئيس الوزراء نوري المالكي تجاه بعض الشخصيات السنية حتى لو كان مايجري محض شان قضائي داخلي.. فالتاريخ انبأنا كثيرا بالدفاع المحموم عن القتلة والمارقين والقاسطين، تعللا باطيعوا اولي الامر منكم، حتى لو كان اصحاب الامر هؤلاء حفنة من لصوص او قتلة وجزارين.. فالضحية ليس الا رقما طالما هو مختلف طائفيا عن صاحب الامر.. طوبى لامراء المؤمنين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/شباط/2012 - 30/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م