اصدارات جديدة: ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة

 

 

 

 

الكتاب: ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة

الكاتب: مايك فيزر ستون

ترجمة: فريال حسن خليفة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب

عرض: حيدر الجراح

 

 

 

 

شبكة النبأ: ليس هذا الكتاب مجرد بحث في العلاقة بين ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة، ولكن تتشابك في تحليلاته النقدية كثير من القضايا البينية، والتي تعني فاعلية التاثير والتاثر بكثير من القضايا الاخرى ذات الصلة بثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة مثل قضية الثقافة الشعبية والتحول الى ما بعد الحداثة، والثقافة الرفيعة والتحديات التي تواجهها في عصر ما بعد الحداثة، والثقافة المشتركة والسؤال عن امكانية بنائها على اساس وحدة التنوع الثقافي وشرعية الاختلاف، والثقافة الكوكبية، والعلاقة بين الثقافة والاقتصاد والتكنولوجيا والسياسة، والعلاقة بين راس المال الثقافي وراس المال الاقتصادي والتطور الحضري للمدن.

يتناول الكتاب ايضا ظهور ما يسمى بطبقة البرجوازية الصغيرة الجديدة وفئاتها المتنوعة من (المفكرين الجدد والوسطاء الثقافيين والفنانين والمديرين) ويكشف ايضا تناقضاتها الاساسية مع الطبقة البرجوازية الصغيرة القديمة او التقليدية. ووجه التباين بين ما يسمى بالمفكرين العالميين والمفكرين الجدد. فضلا عن تقدم علم اجتماع الثقافة وكيف اصبح موضع الاهتمام البحثي في قلب الحقل الاجتماعي.

ومن القضايا المهمة ايضا التي يثيرها الكتاب العلاقة بين ثقافة الاستهلاك والمقدس والتي قد تكون سلبا للاديان التقليدية ولكنها تنتج مقدساتها الجديدة.

يبدأ الكتاب بتحديد مفهوم الحداثة وما بعد الحداثة، ويشير الى اراء النقاد حول مفهوم ما بعد الحداثة واعتبارها عند بعضهم نوعا من البدع او الهوس الفكري، او انها مؤشر على التوعك في قلب الثقافة المعاصرة، او انها انعكاس لرد الفعل السياسي في العالم الغربي، او انها ثقافة منشقة او ثقافة روث حلت محل الحداثة عن طريق وفرة الصور والرموز والتصنع والمعاني غير المترابطة والهلوسة الاستاطيقية او انها رد فعل وتفكير آلي في التغيرات الاجتماعية.

لذلك يرى الكاتب ضرورة تحديد معنى اجرائي لما بعد الحداثة وهو يحدد مجموعة المصطلحات المشتقة من الحديث، وبالتالي تنشأ لديه ثمانية مصطلحات اساسية:

الحديث – ما بعد الحديث

التحديث – ما بعد التحديث

الحدثنة – ما بعد الحدثنة

الحداثة – ما بعد الحداثة

ويشير الكاتب الى انه لا يوجد اتفاق على معنى مصطلح ما بعد الحديث ومشتقاته، ما بعد التحديث وما بعد الحدثنة وما بعد الحداثة. وغالبا تستخدم هذه المصطلحات بشكل فيه خلط وبطريقة قابلة لتبديل مصطلح باخر.

يبحث الكاتب ثلاثة منظورات اساسية عن ثقافة الاستهلاك يعنونها بنظريات ثقافة الاستهلاك ولكن في محتوى التحليل يستخدم كلمة المنظور.

ويرى في المنظور الاول: ان ثقافة الاستهلاك وجدت بمقتضى اتساع الانتاج السلعي الراسمالي خاصة بعد تلقي الدعم من الادارة العلمية الفوردية حول تحول القرن، وضرورة التمسك ببناء الاسواق الجديدة وتربية العامة عن طريق وسائل الاعلام والاعلانات ليصبحوا مستهلكين.

المنظور الثاني: فانه يبحث في طرق استخدام السلع ودلالته على الاختلافات الاجتماعية، وللسلعة قدرة على هدم الحدود الاجتماعية، وتفكيك الروابط المستمرة طويلا بين الاشخاص والاشياء. لذلك فالاستهلاك وافضليات نمط الحياة تتضمن احكام تفرقة واحكام تمييز تحدد ذوقنا الخاص وتصنفه بالنسبة للاخرين.

وتعتبر السلع التي تحدد الحالة الاجتماعية في الوصول الى اعلى المجتمع هي سلعا نسبية، ويستثمر الذين في اعلى المجتمع السلع المعلوماتية من اجل اعادة تاسيس مسافة اجتماعية. ومن هنا تكون اهمية معرفة السلع الجديدة وقيمتها الثقافية والاجتماعية وكيفية استخدامها بشكل مناسب صحيح.

المنظور الثالث : يثير السؤال عن احلام الاستهلاك وبهجته الانفعالية والعاطفية، حيث يتطلب الاستهلاك بوصفه افراطا واسرافا وتبذيرا تراكم في الانتاج كي يتم التغلب على الندرة، وعندما تجتمع حاجات المستهلك وسعادته تصبح الاحلام والرغبات متحققة بالصور الثقافية الاستهلاكية، كافراط وتبذير وفوضى، وهي صور ترتبط بالبرجوازية الصغيرة الجديدة المناقضة تماما للبرجوازية الصغيرة التقليدية وقيمها الثقافية التي يكون فيها الاستهلاك مساعدا للعمل على الازاحة من الانتاج.

ويناقش الكاتب قضية التغيير الثقافي والممارسة الاجتماعية ويرى ان القاعدة الثقافية العميقة للتحديث اوجدت العلم والمعرفة والمذهب الانساني والماركسية والنسائية.الخ، وهي مذاهب تطمح الى تقديم طرق مرشدة جازمة للبشرية من اجل كل من معرفة العالم وفعل الممارسة فيه.

وفي راي الكاتب تطورت الاخلاق الاستهلاكية الجديدة منذ الثلاثينيات بواسطة الفنانين الغجر والمفكرين كهجوم على الاخلاق المسيحية. وكانت الاخلاق الاستهلاكية مضطلعة بصناعة الاعلان والتعبير عن الذات واللحظة والجمال الجسدي والوثنية والتحرر من الالتزامات الاجتماعية.

وكان التنازل المتزايد عن نفوذ الدين في الحياة الاجتماعية مرتبطا بالحداثة، ومع انحدار القيم الدينية وتصدع المؤسسات الدينية انغمس الدين في قضايا وجودية قطعية عن المقدس والميلاد والموت والجنس، وذلك جعل الدين غير مرئي.

وتعتبر ثقافة الاستهلاك عموما شيئا مدمرا للدين بشروط تاكيدها على مذهب السعادة واللذة، ويكون الادعاء غالبا ان الاستهلاكية تؤدي الى الفقر الروحي. فانانية اللذة بفلسفتها ضد نظم النسك والزهد وحسن التدبير والاقتصاد الذي هو من تعليم الدين.

ويؤكد الكاتب ان ثقافة الاستهلاك ليست ناتجة عن حجب المقدس بواسطة المادية، وبالتالي فان تعريف الثقافة يجب ان يكون اوسع فلا يركز على نظم ومؤسسات الدين الرسمي فحسب ولكن يركز ايضا على العمليات والممارسات الاجتماعية التي يتولد فيها المقدس.

حملت فصول الكتاب العشرة العناوين التالية:

الفصل الاول: الحديث وما بعد الحديث تعريفات وتفسيرات

الفصل الثاني: نظريات ثقافة الاستهلاك

الفصل الثالث: نحو علم اجتماع ثقافة ما بعد الحديث

الفصل الرابع: التغير الثقافي والممارسة الاجتماعية

الفصل الخامس: جمالية الحياة اليومية

الفصل السادس: نمط الحياة وثقافة الاستهلاك

الفصل السابع: ثقافات المدينة وانماط حياة ما بعد الحديث

الفصل الثامن: ثقافة الاستهلاك والفوضى الكوكبية

الفصل التاسع  ثقافة عامة مشتركة ام ثقافات غير عامة ؟

الفصل العاشر: ملاحظات استنتاجية: كوكبية التنوع

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/شباط/2012 - 28/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م