(الإيمو)... عبادة الشيطان في العراق!

متابعة: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: العراق بلد أزمات مستمرة، وبلد خراب مقيم.. ثلاثة حروب طاحنة، وعقد من الحصار الوحشي، وأربعة عقود من الدكتاتورية والاستبداد.. من طاحونة خراب الى أخرى، تآكل الأخضر واليابس، ومن شر مقيم الى آخر يقيم معه، والسنوات تجرجر بعضها مع ضحاياها، شبابا، رجالا، شيوخا، اطفالا، ونساءا.

كل تلك العقود والأحداث عملت على إحداث الكثير من الهزات على صعيد الاجتماع والاقتصاد والسياسة والنفس، وخلفت الكثير من الظواهر والمأزق التي لا نستطيع متابعتها او الإلمام بها... بعضها يطفو الى السطح كانه فقاعة سرعان ما تتلاشى، وبعضها الآخر يستمر فترة اطول، وبعض منها لازال مستمرا حتى اللحظة ولا يمكن زواله قبل مضي أجيال عديدة.

عبدة الشيطان او كما اصطلح عليه بالإيمو، ووجودهم في مناطق من العاصمة بغداد، هي احدث ظاهرة يتم الحديث عنها مؤخرا... ما هي عبادة الشيطان؟ ومن هؤلاء الذين يعبدونه؟

عبدة الشيطان هم: من يعبدون الشيطان ويعتبرونه ربهم ويتقربون منه.. ويدعون انهم يحصلون على قوة شيطانية عند ممارسه طقوسهم، كتابهم (الإنجيل الأسود) وهو من تأليف.. اليهودي(ليفـي) مؤسس كنيسة الشيطان في سان فرانسيسكو.

منهم طبقات: ما يسمى بالأمير.. والشر الأعظم.

(حركش) الشيطان الذي يعبدونه، عند تجمعهم وممارسه طقوسهم يقومون بعده أمور بعضها نعلمها مثل..

- تدخين جماعي للمخدرات والخمور بكميات كبيرة.

- دوران الرؤوس ورقص قوي وهائج وتحريك الرؤوس بعنف بقوة.. والأعين مغمضة

- رفع أذرعهم الى الأعلى.. لـيدعون شيطانهم الأكبر.

- يرسمون في الهواء بأيديهم تحية الشيطان.

- الممارسات الشاذة والدعارة الجماعية وحتى مع الحيوانات.

- تقديم قرابين للشيطان وهي ذبح قطط وكلاب وهم يظنون انها حارسه لعالم الشياطين ودهن دمائها بأجسادهم.

- الذهاب للقبور وتشويه الجثث والرقص فوقها وممارسات شاذة مع الموتى.

- حبهم للظلام واستعمال السحر الأسود.

- يذهبون للصحراء والكهوف ويعيشون فيها أياما بالظلام بدون نور.

- علامة السلام بينهم هي رفع أصابعهم بحركة الشيطان.

- تنكيس الصليب.

- استحضار أرواح الشر وممارسة الشعوذة والسحر الأسود.

- اجتماعاتهم كل 13 يوم من كل شهر.. واقل عدد في الاجتماعات يكون بين 7 و8 افراد.

تتميز الموسيقى التي يستمعون اليها بالصخب العالي الذي يصم الآذان، اغانيهم تنشر أفكارهم ويدعون الى دينهم بكلماتها.

اشهر نوع للموسيقى التي يستمعون اليها هي موسيقى الهافي ميتل والبلاك ميتال وهي من انواع الروك.. تلك الاغاني تحث كلماتها على: العنف، القتل، الكفر، الانتحار.

لهم اذواق غريبة في الملابس والاكسسوارات: يميلون الى ارتداء الالوان السوداء وخصوصا الجلد الاسود دائما والتي عليها نقوش الشيطان والمقابر والموت.

الكحل والمناكير الاسود. الروج الاحمر او الاسود والبودرة البيضاء، السلاسل الفضية بأشكال غريبة وكثيرة على الرقبه و تخريم الاذن واللسان، والحاجب والانف مع الكثير من الوشم اضافة الى تميزهم بالشعر الاسود الطويل.. حبهم للهياكل العظمية والجماجم.. تلطيخ أجساهم بدم الحيوانات.

ويذكر ان ظاهرة الايمو اصبحت لافتة للنظر في شوارع بغداد بعد أن انتشرت بشكل كبير بين فئة الشباب من الجنسين منذ أكثر من عام ونصف العام ترافقها طرح الأسواق أنواعا مميزة من أحدث الملابس والإكسسوارات الفضية والقلائد والأسوار التي تكون في غالبيتها على شكل جماجم.

مصطلح (إيمو) الذي يطلق على عبدة الشيطان معناه حساس أو عاطفي وقد أخذت الظاهرة في الانتشار بين المراهقين وهي مرحلة من مراحل تحول الشباب إلى ما يعرف بعبدة للشيطان ولا تعارض السلطات العراقية انتشار الظاهرة بين فئة الشباب رغم انتشارها بشكل واسع في الجامعات والمدارس حيث يشاهد أنصار (الإيمو) وهم يرتدون أزياء جينز ضيقة ويضعون إكسسوارات على شكل قلائد وأسواراً وخواتم إضافة إلى طبع وشم وقصات شعر مميزة.

وانتشرت في الأحياء الراقية والمراكز التجارية في المنصور والكرادة وشارع فلسطين ومناطق أخرى، محال تجارية متخصصة لبيع أزياء وإكسسوارات "الإيمو" والتي تبدو غريبة لأنها موشحة بصور الجماجم وصور أخرى لمشاهير وبعضها كتب عليه عبارات باللغة الانجليزية فضلا عن الأحذية الغريبة إلى جانب ذلك انتشر أيضا باعة الأرصفة لعرض أشكال غريبة من الإكسسوارات والقلائد والأساور والخواتم غالبيتها من اللون الفضي أو الأسود.

شباب (الإيمو) باتوا محط أنظار في الآونة الأخيرة، من خلال تجمعاتهم في مقاهي وكازينوهات حديثة الطراز في مناطق وأحياء راقية يعتبر سكانها أكثر تمدنا من غيرهم، وتنتشر فيها الأسواق التجارية التي يرتادها عموم البغداديين مثل الجادرية، عرصات الهندية، المسبح، الكرادة، المنصور، زيونة، شارع فلسطين.

ويلفتون النظر أيضا، من خلال أشكالهم وأزيائهم وقصات الشعر الغريبة والإكسسوارات التي يرتدونها ويزداد الإقبال عليها يوم بعد آخر، حتى بات هناك محلات متخصصة في أكثر من منطقة تجارية، ببيع ملابس واكسسوارت من يعرفون محليا بـ (البلاي بوي).

المراقبون لهذه الظاهرة عزوها الى الاحتلال الاميركي، الذي لم يترك بصماته فقط على الجانب الامني وضحايا التفجيرات والخسائر البشرية بل تعدى ذلك الى الجانب الثقافي والاخلاقي والقيمي للمجتمع العراقي بسبب الانحراف والسلوكيات الخاطئة.

ظاهرة الايمو موجودة في بعض مدارس البنين والبنات وان هذه الظاهرة تتلخص في قيام اشخاصها بارتداء ملابس غريبة وقصات للشعر مختلفة ويقومون ببعض الطقوس، فيدخلون في غرف مظلمة ويشعلون الشموع ويجرحون كفوف اليد وغيرها من بعض الطقوس الماسونية اليهودية.

وهذه السلوكيات هي ظاهرة من خارج العراق، والتي دخلت اليه عن طريق تأثير شبكة الانترنيت والستلايت، وتقليد الشباب لهذه الظاهرة الموجودة في المجتمع الغربي.

تم تأشير بعض حالات انتشار الظاهرة وتحديدا في مدارس بغداد، وهي منتشرة في شكل أكبر بين الفتيات من أعمار 14 الى 18 عاما، وهم يلبسون ملابس غريبة وضيقة وعليها رسومات مثل جماجم، ويستخدمون أدوات مدرسية على شكل جماجم، ويضعون أقراطا في أنوفهم وألسنتهم وغيرها من المظاهر الغريبة. وتتشكل أزياء هؤلاء من الملابس القاتمة عموماً، مع التركيز على اللونين الأسود والوردي الداكن، تعبيراً عن الحزن، وتتراوح السراويل بين الضيقة جداً والفضفاضة جداً من دون حل وسط بينها، وغالباً ما تطبع على الملابس أو الأساور الجلدية التي تطبق على المعصم كلمات من أغاني الروك الشهيرة. ويعتمد هؤلاء تسريحة شعر خاصة تكون الخصل الأمامية فيها منسدلة لتغطي كلتا العينين أو إحداهما. وهذا الانتشار الواسع، قابلته تحذيرات من تفشي هذه التقليعات الغربية بين أوساط الجيل الشبابي وإمكانية انتقالها الى شباب محافظات أخرى، حتى إن بعض الباحثين في الشأن الاجتماعي وصفوها بالظاهرة..

يذكر إن ظاهرة "الإيمو" المعروفة في الغرب، مشتقة من كلمة (emotional) الإنكليزية، ويعتمد أفرادها على المظهر والحركات كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم وتجسيد إراداتهم في السلوك والنظرة إلى الحياة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/شباط/2012 - 24/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م