تعدد الزوجات... بين الاستقرار النفسي والاستنزاف المادي والاجتماعي

عصام حاكم

 

شبكة النبأ: تتصدر صفحات واقعنا الاجتماعي العديد من القصص الرومانسية الحالمة بحياة سعيدة وهانئة وهذا تعليل وارد قد ينتهجه الكثير الكثير من الازواج ممن يقدمون على الزواج الثاني، على اعتبار ان الزوجة الاولى غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها وان الدين قد فوض الرجل حرية التعدد وهذه الاسباب وغيرها هي محل للنقاش عسى ان نوفر للقارئ العزيز فرصة متابعة الموضوع والاطلاع عليه تفصيليا ومن مصادرة الأساسية اي من أولئك الذين عاشوا التجربة وخبر ما فيها من استقرار نفسي وعاطفي اما تخفي من ورائها نتائجه كارثية يصعب التكهن بها؟.

صادق الشبلي عسكري متقاعد التقته شبكة النبأ المعلوماتية ولسان حاله يقول اسأل مجرب ولا تسئل حكيم كونه مر بهذه التجربة وهو يصف الزواج بإطاره العام على انه حالة اجتماعية نستوحي منها الاستقرار وبناء المجتمع وهو رباط مقدس وشعار سامي لكل الاديان السماوية وان المسلمين يعتبرون الزواج نصف الدين غير ان هذا المبدأ لا يقلل من شأن التراكمات الحياتية والتي ربما تقف حجر عثره امام نجاح هذا الزواج او ذلك.

ويضيف الشبلي: وعند ذلك قد يضطر الرجل للزواج بثانية او ثالثة او رابعة وهذا ما يسمح به الشارع المقدس ولأسباب متفاوتة منها ما يرتبط بقصور المرأة من النواحي الصحية وما شاكل وهناك نوع من الرجال وهم كثر لديهم رغبه جنسية جامحة مما يجعله اسير فرضية تعدد الزوجات.

عدنان الزاملي متزوج من اربعة نساء اثنين على ذمته الان والاخريات ذهبن الى سبيل حالهن وهو يعزي سبب ذلك التصرف الى مجموعة عوامل مختلفة باختلاف مراحل العمر ونوع الزيجة حيث كانت الزوجة الاولى في عمر مبكر وهي من اختيار الوالد والوالدة وفي ليلة الزواج اكتشف عدنان بان هذه المرأة اكبر منه سنا وقبيحة الشكل، ومنذ تلك الساعة هرب من البيت ولم يعد اليه الى ان تمت اجراءات الطلاق اما زواجي الثاني فكان من ابنت عمي الا انها لم تقف على احتياجاتي الجنسية وامور اخرى ذات العلاقة بطيب المعشر.

ويتابع: اما زواجي الثالث فكان من زوجة اخي الشهيد ولأسباب عائلية بحته لكن زواجه الرابع كان اثر علاقة حب وتفاهم وفي نهاية المطاف هو ينصح جميع من يقرأ هذا الموضع ان ينأ بنفسه عن هذه التجربة ويكتفي بامرأة واحد فقط، لان تعدد الزوجات مسئولية كبيرة وتتبعها افرازات لا حدود لها وانى على سبيل المثال تعرضت للجلطة بسبب تناحر الزوجات والضغينة بين الأخوة.

ابو مرتضى متزوج من واحده وقد استمر زوجه لسنوات طويلة مشبعه بالحب والحنان والتفاهم ولكن استجدت امور لها علاقة بالغيرة النسائية وهذا مما دعاه الى الزواج بثانية مع البقاء على الاولى مع العلم ان زوجته الاولى لا تعلم الى الان بزواجه الثاني.

ويضيف ابو مرتضى لشبكة النبأ: ان سر السعادة التي اعيشها اليوم هو الاستقرار المادي كون زوجتي الثانية لا تكلفني شيء فلديها بيت ووضعها الاقتصادي جيد ونحن في الاساس متفقين على عدم الانجاب وكل هذه الامور عناوين مهمة لرفد الحياة الزوجية بمسلمات الاستقرار والاستمرارية.

 خالد الجابري  رجل اخر عاش تجربة زواج فاشلة بكل المقاييس الاسرية لأنه الابن الاكبر وهذا مما عقد المشكلة وادخله في صومعة الصراع الدائر بين والدته وزوجته ففضل حينذاك التخلي عن زوجته واطفاله على ان يكون بين نارين نار الاخرة ونار المجتمع الذي لا يرحم بحسب ما قال واضاف الجابري: لكن هذه التجربة القاسية قد دفع ثمنها اطفالي الاثنين وهم يعيشون الان نار الغيرة والحسد على زوجتي الثانية الا انها بالمقابل وفرت لي متسعا من الوقت للتريث بالزواج الثاني وها انا اليوم اقطف ثمار تلك التجربة الجديدة حيث الاستقرار والطمأنينة.

وما اود قوله في نهاية حديثي ان الامية وضعف المستوى الثقافي والاقتصادية هي بيت الداء والدواء واذا ما اردنا ان نتحقق من مصاديق  ذلك  فها هي المحاكم الشرعية تعج بالمطلقات والمطلقين ممن ينتمون الى نفس الطبقة التي اشرنا اليها مسبقا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/شباط/2012 - 23/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م