قضايا فنية... انجازات تتنقل عبر الأمم والعصور

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تجسد المتاحف وصالات المعارض الفنية قضايا الثقافة العالمية من خلال ما تقدمه من آفاق ثقافية وفنية عديدة، التي تمزج بين تاريخ الحضارات وعصر الحداثة من خلال معارض أللواحات الفنية للفن الكلاسيكي والمعاصر على أعلى مستوى، ومن أهم المتاحف في العالم متحف اللوفر في باريس وبرادو ورينا صوفيا وتايسن- بورنيميتزا وهي المتاحف الثلاثة الرئيسية في مدريد، وكذلك متحف بلفيدير الكبير في فيينا، والمتحف الوطني باليونان. في حين تعاني اغلب المتاحف من جرائم السرقة للتحف واللوحات الفنية بشكل واسع، فهناك دوافع كثيرة تؤدي الى هذا النوع من السرقة، منها الرغبة الجامحة في الثراء السريع، لأنها باهظة الثمن أو بسبب تدني المستويات الاقتصادية، ورُبما هو نوع من الرغبة في الانتقام الاجتماعي، وغيرها الكثير من الدوافع و الأسباب، وعلى الرغم من التحصين الأمني في المتاحف العالمية إلا أن ذلك لم يحول دون سرقة تلك التحف واللوحات وتهريبها خارج المتحف، ويعد متحف اللوفر من أهم المتاحف الفنية في العالم، ويقع في باريس عاصمة فرنسا، وهو أكبر صالة عرض للفن عالميا، وبه العديد من الاثار المصرية سرقت أثناء الحملة الفرنسية على مصر، حيث انه يستقبل ملايين الزوار سنويا، في حين سيفتتح فرع متحف اللوفر في 2015 في امارة ابو ظبي بالامارات العربية المتحدة ومتحف غوغنهايم في 2017، وهذه من أهم المشاريع الثقافية الضخمة عالميا.

فيما يشكل الفن الانطباعية أو التأثرية  قفزة نوعية في أساليب الرسم المبتكر، وهو أسلوب فني في الرسم يعتمد على نقل الواقع أو الحدث من الطبيعة مباشرة وكما تراه العين المجردة بعيداً عن التخيّل والتزويق وفيها خرج الفنانون من المرسم ونفذوا أعمالهم في الهواء الطلق مما دعاهم إلى الإسراع في تنفيذ العمل الفني قبل تغّير موضع الشمس في السماء وبالتالي تبدّل الظل والنور، ومن رواده ادوار مانيه، بول سيزان، كلود مونيه، إدغار ديكاس، أوغست رونوار. وسميت بهذا الاسم لأنها تنقل انطباع الفنان عن المنظر المشاهد بعيداً عن الدقّة والتفاصيل.

متحف اللوفر

فقد سجل اللوفر في العام 2011 ارتفاعا بنسبة 5 % في عدد زواره الامر الذي سمح للمتحف الباريسي الكبير بالوصول الى عدد قياسي من الزوار بلغ 8,8 ملايين معززا بذلك مرتبته الاولى بين متاحف العالم، وكان عدد زوار المتحف يسجل منذ ثلاث سنوات استقرارا عند مستوى مرتفع، يصل الى 8,5 ملايين زائر الامر الذي يجعله المتحف رقم واحد بين كل متاحف العالم من حيث عدد الزوار، وفي العام 2011 جذبت المجموعات الدائمة اكثر من 8,2 ملايين زائر بارتفاع نسبته 5 % مقارنة بالعام 2010 على ما اوضح المتحف في بيان، ويعود العدد القياسي للزوار ايضا الى معارض رئيسية في العام 2011 جذبت 510 الف زائر (زيادة بنسبة 22 % مقارنة بالعام 2010)، وهذا الارتفاع اتى خصوصا بسبب العدد الكبير للزوار الاجانب (66 % من الزوار) "مع انتعاش كبير في عدد الزوار الاميركيين وعدد متزايد للزوار من الدول الناشئة" على ما اكد اللوفر. بحسب فرانس برس.

وشكل الاميركيون اكبر عدد من الزوار الاجانب امام البرازيليين والايطاليين والاستراليين والصينيين والاسبان والالمان والروس. وتمكن اللوفر ايضا من اثارة اهتمام الجمهور الباريسي فقد زاد عدد الزوار من العاصمة الفرنسية بنسبة 17 % في 2011، وتمكن المتحف من جذب الشباب اذ ان نصف الزوار كانوا دون سن الثلاثين.

متاحف مدريد

في سياق متصل تتخبط اسبانيا بازمة اقتصادية الا ان المتاحف الثلاثة الرئيسية في مدريد وهي برادو ورينا صوفيا وتايسن-بورنيميتزا استقبلت عددا قياسيا من الزوار العام 2011 وتأمل ان تعيد الكرة في العام 2012، في قلب العاصمة طوابير الانتظار منظر مألوف جدا طوال السنة امام هذه المؤسسات التي تبعد مسافة قليلة عن بعضها البعض وتشكل "مثلث الفن الذهبي" في مدريد، ما سر ذلك؟ عدد متزايد من السياح وبرمجة ثقافية متقنة على ما يقول المدير العام لمتحف تايسن-بورنوميتزا، ميغيل انخيل ريسيو، هذا المتحف الخاص الذي يضم بين جدرانه اعمال كوكبة من الرسامين من مرحلة ال غريكو وصولا الى بيكاسو شهد ارتفاعا في عدد الزوار للسنة الثالثة على التوالي بلغ 30,4 % مقارنة بالعام 2010، وقد سجل 1,1 مليون زائر نصفهم من الاجانب (ولا سيما من المانيا وفرنسا وبريطانيا) وهو عدد غير مسبوق منذ افتتاحه في 1992، ويشدد ريسيو على ان "زيادة عدد الزوار خلال سنة تشهد ازمة، يعكس نوعية عروضنا الجيدة وساعات الاستقبال الطويلة" مرحبا بتمكن المتحف "من فرض نفسه كنقطة جذب سياحية في المدينة، وقد اقام المتحف سبعة معارض موقتة العام 2011 فيما جذب المعرض المكرس للرسام الواقعي الاسباني انطونيو لوبيث عددا قياسيا من الزوار بلغ 320 الف شخص، على بعد شوارع قليلة سجل متحف "رينا صوفي" المكرس للفن المعاصر مع تحفة "غيرنيكا" لبيكاسو، سنة ممتازة ايضا فاستقبل 2,7 مليون زائر العام 2011 اي بارتفاع نسبته 17 % مقارنة بالعام 2010، ويقول مديره مانويل بورخا-فييل "اظن ان ذلك عائدالى سياستنا التي نتجه فيها الى الجميع اذ لكل جمهور نظرته للعالم". ويضيف "في حال نجح هذا النموذج من التعامل فان عدد الزوار سيتسمر في الارتفاع. الازمة تؤثر على نموذج النمو (في اسبانيا) وليس على الاهتمام بالثقافة، اما متحف برادو الشهير مع مجموعته الغنية من لوحت غويا وفيلاسكيث فيبقى الاكثر جذبا للزوار مع 2,9مليون شخص في العام 2011 بارتفاع نسبته 6,6 %، وغالبية الزوار (59 %) اتوا من الخارج ولا سيما من ايطاليا والولايات المتحدة وفرنسا، والمعارض الموقتة سجلت هنا ايضا نجاحا كبيرا واستقطب 919584 شخصا من بينهم نحو 220 الفا اتوا لرؤية الاعمال التي اعارها متحف "ارميتاج "الروسي حتى اذار/مارس 2012، وهذا ما جذب اندريا بوردوني (38 عاما) السائح الاتي من ميلانو "لقد سمعت عن هذا المعرض في ايطاليا وهو من الاسباب الذي اتيت من اجلها الى مدريد. من الاسهل المجيء الى اسبانيا منه السفر الى روسيا لزيارة متحف ارميتاج وهنا الطقس دافئ اكثر" وهو واقف في طوابير الانتظار. بحسب فرانس برس.

ويتوقع ان يكون العام 2012 واعدا ايضا للمتاحف الكبرى في مدريد. ومن المقرر ان يقيم متحف تايسن-بورنميتزا خمسة معارض موقتة للاحتفال بذكرى مرور عشرين عاما على تأسيسه تتمحور خصوصا على الرسام الواقعي الاميركي ادوارد هوبير وغوغان فضلا عن اول معرض استعادي في اسبانيا للرسام الروسي مارك شاغال، وسيضم المعرض الاخير حوالى 150 عملا معارا من عشرين متحف ومجموعات خاصة ومن عائلة الرسام، ويدشن متحف "رينا صوفيا" الموسم مع معرضين احدهما مكرس لفنان الالماني هانز هاكه والثاني للايرلندي جيمس كولمان، اما متحف برادو فيكرس سيقيم معرضا للوحات فنان عصر النهضة الايطالي رافاييل في سنوات عمره الاخيرة بفضل تعاون مع متحف اللوفر الذي سيستضيف المعرض ذاته.

متحف اللوفر في ابو ظبي

فيما اعلنت شركة التطوير والاستثمار السياحي (تي دي اي سي) التابعة لحكومة امارة ابوظبي عن الجداول الزمنية الجديدة لانجاز مشاريع المتاحف الكبرى على جزيرة السعديات بعد تاجيلها ومراجعتها من قبل الحكومة، اذ سيفتتح فرع متحف اللوفر في 2015 ومتحف غوغنهايم في 2017، وياتي ذلك غداة اعلان المجلس التنفيذي لامارة ابوظبي انه اعطى الضوء الاخضر للمضي قدما في المشاريع الثقافية الضخمة على جزيرة السعديات قبالة شواطئ الامارة، وذلك بعد اجراء مراجعة شاملة لها ووسط تقارير عن مساع للحد من الانفاق، واكدت "تي دي اي سي" في بيان رسمي ان المواعيد الجديدة لافتتاح المتاحف هي "متحف اللوفر في 2015، متحف الشيخ زايد الوطني في 2016، ومتحف غوغنهايم في 2017. وتمثل هذه المواعيد الجديدة تاجيلا بحوالى ثلاث سنوات عن الجداول الاساسية للمشاريع التي لم يتم الكشف عن كلفتها وانما يتوقع ان تكون بمليارت الدولارات، وذكر البيان ان البرنامج الجديد لافتتاح المشاريع وضع "بالتنسيق الوثيق مع شركاء الحكومة فيها، وهي وكالة المتاحف الفرنسية والمتحف البريطاني ومؤسسة سولومون غوغنهايم" للفن المعاصر، وشددت الشركة على ان المتاحف الثلاثة هي "عناصر استراتيجية ضمن رؤية حكومة ابوظبي للامارة، وقال المجلس التنفذي لابوظبي، وهو بمثابة حكومة الامارة، في بيان نشر على موقعه الثلاثاء انه قد "تمت الموافقة على الميزانيات ومواعيد افتتاح المشاريع على جزيرة السعديات، واشار البيان خصوصا الى فرع متحف اللوفر الباريسي ومتحف غوغنهايم للفن المعاصر، اضافة الى متحف الشيخ زايد الوطني، وكانت حكومة الامارة الغنية بالنفط والتي تسعى لتكون عاصمة ثقافية للمنطقة، قررت اجراء عملية مراجعة لمشاريع ضخمة كانت اطلقتها من بينها مشاريع جزيرة السعديات، على ضوء الظروف الناجمة عن الازمة المالية العالمية وتغير الظروف الاقتصادية للعالم جذريا منذ اطلقت هذه المشاريع في 2006، وقدرت قيمة المشاريع التي تمت مراجعتها بثلاثين مليار دولار بحسب تقارير صحافية، وسبق ان اعلنت "تي دي اي سي" المسؤولة عن مشاريع جزيرة السعديات انه سيتم تأجيل البرامج الزمنية لانجاز مشاريع متاحف جزيرة السعديات، وانما اكدت ان عمليات الاستحواذ على القطع الفنية مستمرة، كما الغت الشركة قبل اشهر عملية استدراج عروض متعلقة بمتحف غوغنهايم الذي صممه المعماري الاميركي الشهير فرانك غيري، وهو الذي صمم متحف غوغنهايم في مدينة بيلباو الاسبانية، اما متحف اللوفر فصممه المعماري الفرنسي جان نوفيل، فيما صمم نورمان فوستر متحف الشيخ زايد الوطني. بحسب فرانس برس.

ومتحف اللوفر الذي سيعرض قطعا مستعارة من المتحف الباريسي الام اضافة الى اعمال اخرى، تهيمن عليه قبة ضخمة قطرها 180 مترا وتدخل اشعة الشمس من خلالها عبر فتحات تذكر بانسياب النور من بين الاوراق المسننة لسعف اشجار النخيل، اما متحف الشيخ زايد الوطني فيمثل خمس ريشات من جناح الصقر، فيما يحمل متحف غوغنهايم بصمات فرانك غيري المعهودة اذ سيكون بمثابة مزيج متداخل من الاشكال الهندسية المربعة والمخروطية.

الفن الانطباعي

الى ذلك وبعد اغلاق استمر سنتين لاجراء اعمال تعيد القاعات الاربع عشرة في ناشونال غاليري في واشنطن المكرسة للانطباعية ومرحلة ما بعد الانطباعية الفرنسية من كورو الى بيكاسو مرورا بمونيه ورينوار، فتح ابوابها في حلة جديدة، وستعرض حوالى 150 لوحة معلقة بطريقة جديدة وفقا للموضوع ليس وقف تسلسلها الزمني الامر الذي يمسح "بجعل هذه الاعمال تتواصل" على ما قالت ماري مورتون مديرة دائرة اللوحات الفرنسية في المتحف.

يملك المتحف الواقع في جادة مال الواسعة في وسط العاصمة الاميركية لوحات اساسية مثل "الصبي بالسترة الحمراء" لسيزان و"سكة الحديد" لمانيه و"بورتريه ذاتي" لفان غوخ و"كاتدرائية روان" لمونيه و"عائلة المهرجين" لبيكاسو، والقاعات الفرنسية تضم ايضا لوحات لبودان وديغا وكايوبوت وتولوز-لوتريك وسورا وكوربيه وماري كاسات وبيرت موريزو وهنري روسو. وقد اتت في غالبيتها من تبرعات جامعي تحف فنية اميركيين، الجناح الفرنسي في المتحف الذي يستقبل سنويا نحو اربعة ملايين زائر "هو الذي يستقطب العدد الاكبر من هؤلاء الزوار" على ما تقول مورتون. وتوضح "اغلاقه لمدة سنتين كان قاسيا جدا. فالناس يأتون ويسألون بشكل عام اين لوحات مونيه او الانطباعيين، وتضيف ان الاميركيين "عشقوا هذا المذهب في الرسم لفترة طويلة، حتى قبل الفرنسيين انفسهم. لذا لدينا اعمال جميلة جدا في الولايات المتحدة، وباتت القاعات الاربع عشرة التي اجريت عليها اعمال متعلقة بالامن واحترام المعايير المعمول بها، تعرض اللوحات بحسب مواضيعها. فاحداها مكرسة لمناظر منطقة نورماندي في لوحات بودان وثانية لباريس بحسب هوسمان مع اعمال مانيه. في قاعة ثالثة تتواجه اعمال فان غوخ وغوغان في حين تحتل لوحات لسوتين ولمودلياني وبيكاسو تفوح منها رائحة الريادية، قاعة اخرى.

وتقول مورتون "لدينا لوحات جميلة جدا لسيزان ومونيه ورينوار وتولوز-لوتريك. وكانت في السابق معلقة الواحدة الى جانب الاخرى. ان لهذه اللوحات شيئا تقوله. فعندما نعلق اعمال ديغا ورينوار ومونيه وماري كاسات معا نرى انها متناسقة من ناحية الالوان والخطوط والاشكال، وتضيف "ان ذلك يجعل زيارة الشخص للجناح حية اكثر، بعض اللوحات التي لا يمكن نقلها الى مكان اخر بطلب من شيستر دايل، لا يمكن رؤيتها الا في واشنطن مثل "الموسيقي العجوز" لمانيه و"لا موسميه" لفان غوخ وكاتدرائيات مونيه ومهرجي بيكاسو. بحسب فرانس برس.

وتضم مجموعة اللوحات الفرنسية المرسومة بين 1840 الى نهاية القرن التاسع عشر كذلك حوالى 150 لوحة لبونار وبودي ونابيس باحجام اصغر "كانت لتضيع اذا ما عرضت في قاعات الجناح الفرنسي الكبيرة". وقد عرضت هذه اللوحات في قاعات اخرى وكان من الممكن رؤيتها خلال فترة الاعمال، وتقام ندوة حول كيفية عرض الاعمال الانطباعية في 27 و28 نيسان/ابريل في واشنطن مع ممثلين عن متحف اورساي في باريس والمتاحف الاميركية الكبيرة التي تمتلك لوحات فرنسية من القرن التاسع عشر.

مزادات على الفن الانطباعي والحديث

من جهة أخرى تتضمن مزادت دار سوذبيز المقبلة في لندن تحفا من الفن الانطباعي والحديث من بينها لوحة "ضخمة" للفنان الاسباني خوان ميرو عرضت في جنيف، هذه اللوحة وهي بعنوان "فن الرسم" ويبلغ ارتفاعها 146,5 سنتمترا وعرضها 115 سنتمترا "تعتبر احدى التحف ذات الحجم الكبير التي انجزها خوان ميرو في العام 1933" على ما قالت مديرة سوذبيز-سويسرا كارولين لانغ، واوضحت "تأتي اللوحة من مجموعة خاصة ولم تعرض امام الجمهور منذ سنوات طويلة. وهي عمل اساسي للفنان في خضم السوريالية وهي مستوحاة من فن الكولاج، وهذه اللوحة الزيتية يقدر سعرها بين سبعة وعشرة ملايين جنيه استرليني (8,4 ملايين يورو الى 12 مليونا) على ما يفيد الخبراء، وقالت لانغ "امل ان تحقق سعرا قياسيا" في لندن مشددة على ان "السوق واعدة جدا بشأن الاعمال ذات النوعية العالية، والى جانب ميرو ستعرض للبيع في المزاد اعمال لغوستاف كليمت وكلود مونيه وادوار فويار وفرنان ليجيه وجورج براك وسلفادور دالي وجورجيو دي تشيريكو وبول سيزان، ومن بين القطع البارزة "مدخل جيفرني في الشتاء" لكلود مونيه التي لم تعرض امام الجمهور منذ رسمها في 1885 اذ انها منذ العام 1924 ضمن مجموعة الصناعي الباريسي هنري كانون. ويقدر الخبراء سعرها بين 4,5 و6,5 ملايين جنيه استرليني (بين 5,4 و7,8 ملايين يورو). بحسب فرانس برس.

وسيتمكن الجمهور ايضا من الاستمتاع بلوحة "واحة" (1946) لسلفادور دالي انجزت في ذروة السنوات التي امضاها الفنان في نيويورك ويقدر سعرها بين اربعة وستة ملايين جنيه (4,8 و7,2 ملايين يورو)، اما لوحة "بستان الزيتون" لجورج براك فلم تعرض للبيع منذ عقود وهي تمثل منظرا ريفيا فرنسيا وقد انجزت العام 1907 وهي دليل على الثورة التوحشية التي طبعت مطلع القرن العشرين. وهي قيمة ايضا على ما تفيد دار سوذبيز، لانها من بين الاعمال القليلة التوحشية لهذا الفنان قبل ن ينتقل الى المذهب التكعيبي. ويقدر سعرها بين مليونين وثلاثة ملايين جينه استرليني (2,3 الى 3,6 ملايين يورو).

الفنان كليفورد

من جانبها قالت السلطات في ولاية كولورادو الامريكية ان الاتهام وجه رسميا لامرأة عمرها 36 عاما بالحاق اضرار بلغت قيمتها عشرة ملايين دولار بلوحة للفنان كليفورد ستيل وهو من المدرسة الانطباعية التجريدية قيمتها 30 مليون دولار، وجاء في تقرير للشرطة ان كارمن تيش أخذت تلكم اللوحة وتخربشها بأظافرها وربما تكون قد بالت عليها، وتحمل اللوحة اسم (1957-جيه رقم2) وعرضت في متحف كليفورد ستيل الذي افتتح حديثا في دنفر، وقالت لين كيمبرو المتحدثة باسم مكتب المدعي في دنفر ان تيش محتجزة لحين دفع كفالة قدرها 20 ألف دولار منذ وقوع الحادث وانها اتهمت بارتكاب جناية، ولد ستيل عام 1904 في نورث داكوتا ويعتبر من أشهر الفنانين الامريكيين في المدرسة الانطباعية التجريدية بعد الحرب العالمية الثانية، وتوفي ستيل عام 1980 وعملت مدينة دنفر طوال سنوات مع أرملته باتريشيا لاقامة متحف خاص له. وتوفيت باتريشيا عام 2005 ووهبت مجموعة أعماله للمدينة. بحسب رويترز.

سرقة لوحات شهيرة من متحف يوناني

في حين قالت الشرطة ان ثلاثة اعمال فنية من بينها لوحة لبابلو بيكاسو واخرى للمصور الهولندي بيت موندريان سرقت من المتحف الوطني باليونان، وقالت الشرطة ان اللصوص تسللوا الى داخل المتحف في الساعات الاولى من الصباح وسرقوا لوحة (رأس امرأة) Woman's head لبيكاسو التي تعود الى عام 1939 وأهداها الفنان لليونانيين في 1949 ولوحة (الطاحونة) The Mill لموندريان التي تعود الى 1905، وسرق اللصوص ايضا مخططا بالحبر للمصور الايطالي جوليلمو كاتشيا أهداه جامع مقتنيات للمتحف في 1907، وقال مسؤول من الشرطة رفض نشر اسمه "حدث كل شيء في سبع دقائق، ولتضليل الحراس أطلق اللصوص أبواق نظام الانذار في المتحف عدة مرات قبل ان يتسللوا الى المبنى. وقام الحراس بتعطيل تظام الانذار ثم اكتشفوا بعد ذلك وجود لص عن طريق جهاز رصد الحركة، وأثناء هرب اللصوص سقطت منهم لوحة أخرى لموندريان من عام 1905 ايضا، ولم يتضح عدد الاشخاص الضالعين في السرقة. وتبحث الشرطة عن أشحاص مشتبه بهم والاعمال الفنية في اليونان وخارجها. بحسب رويترز.

اعمال مصنوعة.. من السكر والماس

على صعيد أخر وعن بعيد يخال للمرء انه يرى اعمالا لبيكاسو او مونيه او سيزان وبورتريهات لفرويد او ديتريتش، لكنه يكتشف عن قرب احجيات وشوكولاته وماس..انها اعمال البرازيلي فيك مونيز المعروضة في افينيون في جنوب شرق فرنسا، ويقول ايفون لامبير صاحب غاليري للفن المعاصر حيث تعرض هذه الاعمال "انه يعيد تفسير اعمال" معروفة جدا في الذاكرة الشعبية "فارضا عالما مألوفا ومختلفا عن العالم الاصلي" في آن. ويؤكد "يرغب في ان يهتم الناس بالفن ونحن ايضا"، ويبدو انه كسب الرهان من خلال "المتحف الخيالي" الذي يهدف الى ان يكون في متناول "المدير كما الحارس"، بحسب ما يقول الفنان بالفرنسية. وقد اتى لتقديم اعماله في اول معرض استعراضي مكرس له في فرنسان ويتابع قائلا "انا لم اترعرع في هذا المجال. فالمرة الأولى التي دخل فيها اهلي الى متحف كانت لرؤية احد معارضي. واتذكر ذلك دائما ولا اتصور ابدا زوارا متخصصين"، اسفا لوجود "نوع من نخبوية" في الفن المعاصر، ولد فيك مونيز العام 1961 في عائلة متواضعة في ساو بولو في عهد الديكتاتورية العسكرية التي ستطبع شخصيته، وقد امضى طفولته يخربش. كان والده نادلا في احد المقاهي ووالدته موظفة هاتف. اما جدته فكانت "ملفتة ومثيرة للاهتمام. فقد تعلمت القراءة بمفردها وكانت تعيش في فوضى الاشارات" التي نقلت اليه حبها، ويتابع قائلا "في السن التي يتوقف فيها الاطفال عن كونهم فنانين ويتخلون عن العلاقة المباشرة مع العالم البصري بسبب تعرضهم الكبير للغة المكتوبة، بدأت انا ارسم. كنت الطفل الذي يرسم الكاريكاتور عن المدرسين وملصقات المدرسة، في سن الرابعة عشرة سمحت له منحة بدراسة الرسم مساء بعد المدرسة. فتعلم الفن بعيدا عن المتاحف عبر نسخ لاعمال فنية في المجلات، حيث اعطته الالوان الفاقعة احيانا والباهتة احيانا اخرى حبا للصور المتعددة الجوانب، كان مونيز تلميذا غير ناجح في المدرسة فتخلى عن الدراسة لخوض مجال الاعلانات. وظل في هذا المجال الى ان شاءت الصدف ان يلتقي "رجلا ثريا جدا" تمكن من انقاذ حياته خلال شجار، ويقول الفنان "اتشرى لي بطاقة سفر للذهاب الى الولايات المتحدة حيث كان يفترض بي ان ابقى ستة اشهر لاتعلم الانكليزية، الا انني لم اغادر نيويورك منذ ذلك الحين، ويوضح "كنت استوعب الثقافة من خلال الغوص فيها، فألتقي الفنانين وازور الغاليريهات الصغيرة". وهو قام "بألف عمل صغير" قبل ان يضع تدريجا التقنية التي وفرت له النجاح، اي عرض لوحة على الارض بفضل جهاز عرض ونسخها مجددا بواسطة مواد صلبة وسائلة ومن ثم تصوير هذه التركيبة الفنية، ومن بين 110 اعمال معروضة الان ثمة بورتريهات لاطفال بالسكر واخرى لبولوك وفرويد بالشوكولاته وسجون متخيلة مصنوعة من الابر والخيوط وموناليزا مصنوعة من المربى ونجمات هوليوود بالماس ووحوش بالكفيار، البساطة الظاهرية تخفي احيانا كثيرة انجازات تقنية. ومن اجل لوحة "اليابانية" لكلود مونيه، يروي فيك مونيز انه اضطر الى التعامل مع الصباغ الاحمر و"هو سم فعلي" مع قناع وقفازات لمدة ستة اشهر، ويقول الفنان "منذ سنتين وانا احاول انجاز صورة بالفولاذالسائل. الحرارة مرتفعة الى حد ينبغي فيه التصوير عبر زجاج سميك جدا، ويخوض الفنان ايضا المجال الاجتماعي. بحسب فرانس برس.

وتسمح قاعة في المعرض باكتشاف بورتريهات لعمال يقومون بفرز النفايات في مكب شاسع في الهواء الطلق في ريو دي جانيرو انجزها المعنيون بانفسهم من اغطية الزجاجات او البلاتسيك القديم ونفايات اخرى. وهي مغامرة معروضة في الفيلم الوثائقي "ويست لاند" المرشح للاوسكار والذي عرض في مهرجان افينيون.

2012 سنة كليمت

على الصعيد نفسه تعد لوحة "القبلة" للرسام النمسوي غوستاف كليمت (1862-1918) العمل الفني الرئيسي في متحف "بلفيدير" الكبير في فيينا وهي تزين ايضا اوشحة ومزهريات واكواب شاي في موجة قد تشهد تصاعدا في 2012، "سنة كليمت" في النمسا بمناسبة مرور 150 عاما على ولادته، كان كليمت فنانا مختلفا متمردا على البورجوازية وذهنيات عصره. وكان في مطلع القرن العشرين الى جانب مواطنه ايغون شيله (1890-1918) احد مؤسسي حركة "يوغنستيل" وحركة الانفصال التي كانت مقدمة للحركة التعبيرية الالمانية، لكن الى جانب الرسم كان كليمت فنان ديكور وشارك في انشاء مشاغل "فينر فيركشتيتي" (مشاغل فيينا 1903-1932) مع المهندسين المعماريين اوتو فاغنر (1841-1918) ويوزف هوفمان (1870-1956) وادولف لوس (1870-1933) فضلا عن الرسام وفنان الديكور ومصمم فنون المائدة كولومان موزر (1868-1918)، وكانت هذه المشاغل معقلا فريدا من نوعه لاطلاق الحس الابتكاري والابداعي في مجال الهندسة المعمارية والديكور وفنون المائدة والموضة والتصوير والحياكة والتجليد، لوحاته التي يلجأ فيها بانتظام الى اللون الذهبي تذكر بعصر فيينا "الذهبي". فالعاصمة النمسوية كانت تعتد في تلك الفترة بحركة ثقافية وفنية مماثلة لتلك التي تشهدها باريس وبرلين. فكان فيها مؤسس علم النفس سيغموند فرويد (1856-1939) والرسامون اوسكار كوكوشكا (1886-1980) وايغون شيله والمهندسون المعماريون اوتو فاغنر وادولف لوس ويوزف هوفمان والمؤلفون الموسيقيون غوستاف مالر (1860-1911) وارنولد شونبرغ (1874-1951) وانطون فون فيبرن (1833-1945) والبان برغ (1885-1935) وفريتز كورنغولد (1897-1957) وارثر شنيتزلر (1862-1931) وكارل كراوس (1874-1936) وروبرت موزيل (1880-1942) وشتيفان زفيغ (1881-1942) وفرانتز فيرفيل (1890-1945) ويوزف روث (1894-1939) واودون فون هورفاث (1901-1938) وهيميتو فون دوديرير (1896-1966)، احدى اغلى اللوحات في العالم "بورتريه اديل بلوخ-باوير الاولى" (1907) التي بيعت في العام 2006 بسعر 135 مليون دولار في الولايات المتحدة كانت قد اثارت الكثير من الضجة في قضية ملحمية لا سابق لها لاستعادة عمل فني نهبه النازيون من جامع تحف نمسوي يهودي، وفي ذكرى ولادة كليمت قرب فيينا في 14 تموز/يوليو 1862 تنظم المتاحف الرئيسية في فيينا ما لا يقل عن تسعة معارض من عمله كفنان ديكور في بورغثياتر وفي متحف الفنون الجميلة وصولا الى رسوماته غير المعروفة كثيرا، متحف "بلفيدير" سيعرض بشكل استثنائي كل ما يملكه من لوحات للفنان من السادس من تموز/يوليو الى الثاني من ايلول/سبتمبر. وقد بدأ من الان معرضا حول علاقات كليمت والمهندس المعماري يوزف هوفمان ويستمر حتى الرابع من اذار/مارس، وسيشدد متحف البرتينا خصوصا على رسومات كليمت في معرض يستمر من 14 اذار/مارس الى العاشر من حزيران/يونيو. اما متحف ليوبولد فسيلقي الضوء من خلال مجموعة من الرسائل على حياته الخاصة في معرض يستمر من 24 شباط/فبراير الى 27 آب/اغسطس، اما متحف الفنون الجميلة فينظم زيارات لاعمال الديكور التي انجزها كليمت وتلاميذه في درج المبنى الرائع فيما تفتح فيلا انجز الفنان ديكورها بالكامل قبيل وفاته ابوابها امام الزوار خلال الصيف، وسيفتح "مركز كليمت" المكرس للتوثيق ابوابه في 14 تموز/يوليو في اتيرسي (غرب فيينا)، والاشارة الاولى هذه السنة الى اعمال كليمت برزت من خلال ملابس فرقة باليه اوبرا فيينا الذهبية والبرتقالية التي رقصت في متحف بلفيدير خلال الحفلة الموسيقية التقليدية بمناسبة رأس السنة لاوركسترا فيينا الفلهرمونية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/شباط/2012 - 21/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م