مدن العالم الكبرى... سباق حثيث لمواكبة المتغيرات البشرية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تتنافس المدن الكبرى في نيل استحقاقها العالمي وسط زحمة المدن العالمية في مختلف دول العالم فمدن من امثال نيويورك وطوكيو ولندن وباريس تحتل مكانة اقتصادية وسياحية وعلمية مهمة حيث يؤمها ملايين البشر في كل عام طلباً للاستثمار او السياحة او التواصل العلمي فضلاً عن مواردها الاخرى.

وقد فرض هذا الزخم الكبير على هذه المدن والعواصم العالمية ضريبة تنافسية قوية تمثلت في السعي المتواصل للتحديث العمراني واستقطاب الزائرين وتوفير الخدمات الضرورية حتى تتمكن من الحفاظ على مكانتها بين العشرات من المدن الكبرى او الطامحة الى ذلك.

فيما ظهرت في الآونة الاخيرة العديد من التحديات والصعوبات الاقتصادية التي قد تقف كحجر عثرة في طريق تقدمها الا ان السعي نحو الافضل ما زال مصدر الالهام في تحقيق المزيد من النجاحات.

كيف تحديد المدن الكبرى

اذ ما هي أكبر مدينة في العالم؟ ولماذا لا توجد إجابة واضحة على هذا السؤال؟ وهل هي طوكيو أم سول أم إنها شانغهاي؟ إذا حاولت البحث عن طريق شبكة الأنترنت ستجد إجابات مختلفة، طوكيو أو سول أو شنغهاي وغيرها كل هذه المدن تعتبر جديرة بلقب "الأكبر"، لكن عليك أولاً تحديد ماذا تعني بكلمة مدينة؟" معظم الخبراء سيعتبرون "طوكيو" هي أكبر المدن سكاناً، إذ يقطنها 36 مليون نسمة لكن من يعيشون فعلاً فيها حوالي ثمانية ملايين شخص والسبب في وصول طوكيو إلى كتب الأرقام القياسية هو أنها باتت متصلة بالمدن المتاخمة، مثل يوكوهاما، ثاني أكبر مدن اليابان، إضافة إلى 86 مدينة وبلدة أخرى متصلة ببعض كمدينة كبرى فيوكوهاما وحدها يقطنها 3.6 مليون نسمة، لذا لم يعد معرفة الحدود الإدارية للمدن بالأمر السهل، كما لا توجد معايير دولية لاتباعها في مثل هذه الأمور وقد قام ثلاثة باحثين بعمل مقارنة، في العام 2009، لثماني قوائم مختلفة لأكبر المدن في العالم من حيث عدد السكان، وجدوا أن هناك "30" مدينة تُصنّف على أنها من أكبر "20" مدينة في العالم وقال أحدهم، ويدعى ريتشارد غرين استاذ في علم الجغرافيا بجامعة "شمال ألينوي الأمريكية"، إن القوائم المعتمدة من الأمم المتحدة، تقارن بين "الكمثرى والتفاح" فالكثير من الباحثين يعتبرون "طوكيو" أكبر مدن العالم، بالنظر إلى عدد ساكنيها، وقد تبقى طوكيو الأكبر حتى العام 2025 وتعتقد الأمم المتحدة أن التالي في القائمة ستكونان مدينتي "دلهي ومومباي" الهنديتين، اللتان يُخطط لها لاستيعاب 29 مليون و26 مليون نسمة على التوالي في نفس العام أما الصين، فتشهد مدنها نمواً سكانياً سريعاً، حتى أن دراسة أظهرت، حديثاً، أن نصف عدد سكان البلاد باتوا يعيشون في المناطق الحضرية.

نيويورك تحقق رقم قياسي

فيما استضافت مدينة نيويورك في العام الماضي عددا قياسيا من الزوار بلغ 502 مليون سائح على ما قال رئيس بلدية المدينة مايكل بلومبرغ ويشكل السياح الاجانب 20 % من هذا المجموعة (101 ملايين زائر) والاميركيون 80 % (401 مليون زائر) وسجل ارتفاع بنسبة 4 % على صعيد الزوار الاجانب و29 % على صعيد الاميركيين ورحب بلومبرغ بهذه النتائج مشددا على ان السياح انفقوا هذه السنة في نيويورك حوالى 32 مليار دولار مساهمين في تأمين 320 الف وظيفة في قطاعات (بورو) المدينة الخمسة ومع نهاية السنة الماضية ستكون نيويورك تضم 90 الف غرفة فندق بارتفاع نسبته 24 % مقارنة بالعام 2006 وبحلول 31 كانون الاول/ديسمبر ستكون قد حجزت 27 مليون ليلة فندق اي بزيادة نسبتها 45 % مقارنة بالعام اول الماضي على ما اظهرت ارقام "ان واي سي اند كومباني" الهيئة المكلفة السياحة في نيويورك الا ان منطقة اورلاندو التي تستضيف متنزه ديزني وورلد في فلوريدا تنافس نيويورك على لقب اكبر مقصد سياحي في الولايات المتحدة مع تأكيدها انها جذبت 50 مليون زائر العام 2010 وفي الترتيب العالمي للمدن التي تستقبل اكبر عدد من الزوار الاجانب، وتأتي نيويورك بعد باريس ولندن والارقام تتفاوت من تصنيف الى اخر بحسب العوامل المأخوذة بالاعتبار (زيارات العمل ام لا، نوع الفندق وعدد الليالي الخ) الا ان لندن وباريس تتنافس على المرتبة الاولى مع نحو 15 مليون زائر اجنبي العام الماضي. بحسب فرانس برس.

يذكر ان تصنيف لمجلة "ترافيل اند ليجر" التي تعنى بالسياحة اظهرت ان مدينة نيويورك اختيرت المدينة الاقل لطفا في الولايات المتحدة مع سائقين عدائين ومارة عبوسين وثمانية ملايين نسمة على عجلة من امرهم على الدوام وحلت مدينة ميامي في المرتبة الثانية في تصنيف المجلة الذي نشر في عددها لشهر كانون الثاني/يناير، تلتها العاصمة واشنطن في المرتبة الثالثة فيما حلت لوس انجليس رابعة واوضح توماس ب. فارلي خبير "اصول التصرف" للمجلة ان "الناس في نيويورك على عجلة من امرهم على الدوام" واضاف "صحيح انهم لا يقفون عند زوايا الشوارع وهو يبتسمون ويلحون بايديهم مرحبين بك وجاهزين لمساعدتك لكن اذا طلبت من احد سكان نيويورك ان يدلك الى عنوان ما فانه سيكون لطيفا جدا معك" على العكس فان نيو اورلينز (لويزيانا) وتشارلستون (كارولينا الجنوبية) وهما مدينتان من الجنوب الاميركي، تحتلان اعلى الترتيب كأكثر المدن لطفا في تصنيف نشرته المجلة ذاتها.

اما الجرذان التي تستوطن قطار الانفاق في نيويورك من دون ان تبالي بالركاب الذين يشاطرونها القطارات والارصفة والاروقة، والتي ستكون موضع مسابقة تصوير غير مألوفة فقد قرر عمال قطارات الانفاق في نيويورك الغاضبين والراغبين في لفت انتباه سكان المدينة الى "اجتياح" الجرذان هذا، تنظيم هذه المسابقة التي تقوم على ارسال صور لجرذان في قطار الانفاق في المدينة الاميركية الشهيرة وصاحب الصورة الاجمل يفوز باشتراك لمدة شهر في وسيلة النقل هذه وقد ارسلت اولى صور الى موقع "راتفريسابويز.كوم" الالكتروني المخصص لهذه المسابقة وقالت نقابة عمال النقل (ترانسبورت ووركرز وينيون) في قطارات الانفاق التي تقف وراء هذه المبادرة ان "الجرذان تتكاثر في قطار الانفاق في نيويورك بشكل كبير وهذه الجرذان العدائية وقحة كفاية لتتجول حتى على الارصفة وقد قام بعضها بعض مسافرين" واعلنت شركة "متروبوليتان ترانسبورت اثورورتي" التي تدير قطارات الانفاق في نيويورك، الحرب على الجرذان في 20 محطة الا ان ذلك يشكل اقل من 4 % من مجمل محطات المدينة وجاء على الموقع الالكتروني لمسابقة التصوير "هذا لا يكفي يجب بذل المزيد من الجهود" وكان شريط فيديو يظهر جرذا يتجول بهدوء على مسافر نائم في احد قطارات الانفاق في نيويورك لاقى رواجا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي العام الماضي وقطارات الانفاق في نيويورك معروفة بظروفها غير الصحية والحرارة المرتفعة جدا فيها خلال الصيف.

شوارع لندن

الى ذلك رحبت لندن بظهور طراز جديد من الحافلة ذات الطابقين التي كانت من معالم المدينة بعد ستة اعوام من وقف اسطول الحافلات المسمى "روت ماستر" من شوارع العاصمة لانتهاء عمرها الافتراضي وكانت حافلات روت ماستر المحبوبة من السياح والسكان المحليين على حد سواء والتي تعد من رموز لندن مثل ساعة بيج بن وقصر بكنجهام قد سحبت تماما في عام 2005 لانها اعتبرت من ذكريات الماضي وقد كشف النقاب عن الحافلة الجديدة الانيقة للمرة الاولى بعد ان سلكت طريقها عبر المرور المزدحم في اول رحلة لها عبر لندن وبالحافلة الجديدة ايضا محصل تذاكر وهي مفتوحة من الخلف مثل الحافلات السابقة للسماح للاشخاص بالصعود والنزول وقال رئيس بلدية لندن الذي وعد خلال حملته الانتخابية عام 2008 باستخدام حافلات حديثة من روت ماستر انه يعتقد ان التصميم الجديد سيصبح مشهورا في جميع انحاء العالم مثل سابقتها. بحسب رويترز.

وفي سابقة طريفة سرق تمثال ثمين من البروز للفنانة البريطانية باربرا هيبورث من حديقة عامة في لندن ومن المحتمل ان يكون الدافع هو بيعه كخردة وتمثال "الشكلان (دائرة مقسمة)" مؤمن عليه بقيمة 500 ألف جنيه استرليني (776 ألف دولار) ووضع في حديقة دولويتش بارك في 1970 وعرضت السلطات المحلية ممثلة في مجلس بلدية ساوثورك يوم الثلاثاء مكافأة قدرها 1000 جنيه استرليني لمن يدلي بمعلومات تقود الى اللصوص وقال المجلس في بيان "يأتي هذا في وقت تقفز فيه أسعار النحاس والرصاص والبرونز وهو ما يعني ان كل شيء بدءا من خطوط السكك الحديدية وخطوط الهاتف وحتى النصب التذكارية للحروب اصبحت مستهدفة من اللصوص في انحاء البلاد في الاعوام الاخيرة" وتحقق الشرطة في حادث السرقة الذي حدث ليل الاثنين بعد ان اقتحم اللصوص الحديقة المغلقة بالاقفال وازالوا التمثال ونقلوه وقال بيتر جون رئيس مجلس بلدية ساوثورك "سرقة عمل فني او تمثال معدني من مكان عام اصبح وباء مقززا" وقبل 24 ساعة شكلت شرطة لندن فريقا متخصصا للتعامل مع مشكلة سرقة التماثيل المعدنية الاخذة في التزايد وقال متحدث باسم سكوتلاند يارد لرويترز "لم يعلن احد المسؤولية عن سرقة تمثال ولا تزال التحقيقات جارية".

عربات توك توك

في سياق متصل أصبح متاح لسكان باريس استخدام وسيلة نقل جديدة وفي متناول الجميع للتنقل في انحاء العاصمة الفرنسية مؤخراً عربات توك توك مجانية وأطلق المستثمر خير مازري خدمة جديدة مستخدما 24 عربة توك توك التي تعمل بمحرك كهربائية والتي تشيع في أغلب أجزاء اسيا وستقوم بالجولات في المدينة سبعة أيام اسبوعيا مع وجود 150 محطة في مسارات ثابتة يمكن أن يستقلها منها الناس وقال مازري "بدأنا قبل يومين لم يصدق الناس المسألة في البداية نحن نختبره في باريس أولا واذا نجح سنتوسع على مستوى البلاد وربما عالميا" وهو يحقق أرباحا من خلال بيع حقوق اعلانية على جانبي عربات التوك توك المستوردة من الصين والسعر ليس مصدر الجذب الوحيد لهذا المشروع الذي يفخر مازري بأنه " منخفض التكلفة" ففي العادة يطلب سائقو سيارات الاجرة من الركاب عدم الاكل أو الشرب في سياراتهم لكن مازري يعتزم بيع الشاي والمعجنات في عرباته وانطلقت العربات على الطرق وستجري اضافة أسقف حتى لا تتسبب الامطار في غرق الركاب أثناء رحلاتهم. بحسب رويترز.

السياحة في فيينا

بدورها سجلت العاصمة النمسوية فيينا في العام 2011 رقما قياسيا تاريخيا في ما خص عدد السياح الذين وفدوا إليها، مع 114 ملايين ليلة إشغال في فندق أي بارتفاع بلغ 5% مقارنة مع العام 2010، بحسب ما أعلنت مساعدة رئيس بلدية فيينا رينات براونر (ديمقراطية إشتراكية) خلال مؤتمر صحافي ويعود الرقم القياسي السابق إلى العام 2008 الذي شهد تنظيم بطولة أوروبا في كرة القدم في النمسا وسويسرا، وقد أقيمت مباراتها النهائية في فيينا ونتج عن هذه الزيادة في عدد ليالي الإشغال، ارتفاع في رقم الأعمال وهذا الارتفاع في تدفق السياح يعود إلى السياح الروس بالدرجة الأولى مع زيادة بنسبة 36%، يتبعهم السياح الأسبان مع زيادة 17% والسويسريون مع زيادة 12% والفرنسيون مع زيادة 8% والإيطاليون مع زيادة 6% والبريطانيون مع زيادة 5% واليابانيون مع زيادة 4% والألمان مع زيادة 3% وتستثمر مدينة فيينا في العام 2012، 14 مليون يورو في حملات دعائية تشمل 23 بلدا يتوافد منها 86% من السياح الأجانب وكانت هذه المدينة التاريخية الواقعة على ضفاف نهر الدانوب والعاصمة القديمة لامبراطورية هابسبورغ النمسوية-المجرية، مهد الفالس والقهوة النمسوية الشهيرة، قد صنفت من قبل وكالة "مرسر" المتخصصة في العام 2010 في المرتبة الأولى عالميا في ما يتعلق بنوعية الحياة وكذلك كمدينة المؤتمرات العالمية. بحسب فرانس برس.

مناطق ومدن تفتقر في الصين

من جهته فان كان مستوى ديون الدولة المركزية في الصين ضعيفا، الا ان المحافظات والبلديات تقترض مبالغ طائلة لشق الطرق وبناء المطارات والمستشفيات، وبعضها يفتقر الى الملاءة لتسديد مستحقاته ما يهدد صحة النظام المالي الصيني برمته، برأي المحللين وغالبا ما تغطي البلديات والمحافظات قروضها بواسطة بيع اراض على حساب سكان يعتبرون انهم حرموا من حقوقهم ويتمردون احيانا مثلما حصل مؤخراً في ووكان بمحافظة غوانغدونغ (جنوب) ولا يثير الوضع المالي للحكومة المركزية الصينية قلق خبراء الاقتصاد وقال نائب حاكم البنك المركزي لين ييفو في مقابلة اجرتها معه صحيفة تشاينا دايلي في منتصف كانون الاول/ديسمبر ان "ديون الحكومة (الصينية) اقل بكثير من ديون الدول المتطورة، لذلك فان المخاوف من حصول ازمة ديون في الصين لا تستند الى اي اساس" ولم تكن سندات الدولة الصادرة عن البنك المركزي الصيني تمثل في نهاية 2010 سوى 171% من اجمالي الناتج الداخلي للسنة، و30% منه اذا ما ضمت اليها سندات مصرف "تشاينا ديفيلوبمنت بنك" الذي يمول البنى التحتية وفي المقابل، فان قروض المحافظات والبلدات بلغت 10700 مليار يوان (1300 مليار يورو) في نهاية 2010، ما يشكل 27% من اجمالي الناتج الداخلي بحسب تقرير مقلق اصدره المكتب الوطني للتدقيق المالي في نهاية حزيران/يونيو. بحسب فرانس برس.

ويبقى اجمالي الدين العام الصيني بشقيه المركزي والمحلي بمستوى 68% من اجمالي الناتج الداخلي للبلاد، بحسب دراسة اجراها مصرف ستاندارد تشارترد في هونغ كونغ، ما يعتبر ادنى من مستوى الدين العام الفرنسي (85%) وتكمن المشكلة في كون الجماعات المحلية تعتمد على عائدات البنى التحتية لتسديد ديونها في حين ان العديد من هذه البنى التحتية غير مربح واوضح باتريك شوفانيك استاذ الاقتصاد في جامعة تسينغوا في بكين ان بعض المشاريع مثل الطرقات والمستشفيات "لها اهمية اقتصادية، لكنها غير قابلة للاستمرار تجاريا" وكان يترتب تمويلها بواسطة اموال المكلفين ومن جهته قال مايكل بيتيس اختصاصي الاسواق المالية الصينية في جامعة بكين ان "الديون تزداد بشكل سريع في الاقتصاد بمجمله" ما يهدد النظام المصرفي لكنه حذر من ان "اي محاولة لوقف تزايد (الديون) سيؤدي الى انخفاض سريع في الاستثمار والنمو" من جهة اخرى، فان هبوط الاسعار الاخير في السوق العقارية سينعكس على مالية البلديات التي كانت تعول على بيع اراض باسعار مرتفعة لتسديد ديونها وفي كانتون شكلت المبيعات العقارية فضلا عن الضرائب المدفوعة عليها 48% من عائدات المدينة عام 2010، بحسب نشرة تشاينا بيزنس نيوز وفي شنغهاي انهار متوسط اسعار المتر المربع بنسبة 41% العام الماضي بحسب المصدر ذاته وبات من الصعب اليوم بيع الاراضي ولم يتم بيع اكثر من 900 قطعة ارض معروضة للبيع في 130 مدينة عام 2011 مقابل 280 فقط عام 2010.

وازاء هذا الوضع، تسعى بكين لتقليص اعتماد الجماعات المحلية في ماليتها على القطاع العقاري وعلى سبيل التجربة، سمح في تشرين الاول/اكتوبر لمحافظتي غوانغدونغ (جنوب) وشيجيانغ (شرق) الساحليتين الغنيتين ولمدينتي شانغهاي وشيزين (جنوب) باصدار سندات غير ان هذه السندات التي يبقى مردودها ضعيفا لقيت طلبا لدى المصارف الرسمية التجارية، وهي المؤسسات ذاتها الى قدمت قروضا للجمعيات المحلية عن طريق "هيئات تمويل" انشئت خصيصا لهذا الغرض وقالت رين شيانفانغ الخبيرة الاقتصادية لدى شركة غلوبال اينسايت في بكين انه "اذا سارت الامور على ما يرام، فسيكون في وسع (المصارف) بيع هذه السندات الى كيانات اخرى او افراد" والا فان "مبدأ اصدار السندات نفسه الرامي الى الطمأنة بشأن انكشاف المصارف" هو مهدد بنظر هذه المحللة.

تحديث العاصمة الجزائرية

من جانب اخر خصص مبلغ ملياري يورو للعاصمة الجزائرية لتستعيد بريقها الذي فقدته في السنوات الاخيرة هي التي كانت تعد من اجمل عواصم البحر الابيض المتوسط على ما نقلت الصحف مؤخراً عن والي الجزائر وأعلن والي الجزائر محمد كبير عدو عن "غلاف مالي يقدر بمئتي مليار دينار (2 مليار يورو) لإعادة تهيئة العاصمة وعصرنتها" على ما ذكرت الصحف وقال عدو خلال اجتماع للمجلس الشعبي الولائي للعاصمة (المجلس المحلي) ان هذه المبالغ "المعتبرة" ستخصص لإنجاز مشاريع هامة منها انجاز ثلاث محطات برية ومواقف للسيارات وتهيئة شواطىء وشبكة طرقات الولاية التي تشهد اختناقا في حركة المرور وسيخصص جزء من هذه الاموال لتوسيع شبكة المترو الذي ينقل في الوقت الراهن "ما يقارب 60 ألف مسافر يوميا" ويغطي عشر محطات فقط تربط بين شرق العاصمة ووسطها على مسافة تبلغ 95 كيلومترات واكدت مؤسسة مترو الجزائر ان مليون راكب استخدموا المترو خلال الشهر الاول من وضعه في الخدمة في تشرين الثاني/نوفمبر وقال المدير العام لمؤسسة مترو الجزائر عمر حدبي ان تمديد الخط الحالي ليصل الى 17 كيلومترا سيتم بحلول العام 2015. بحسب فرانس برس.

وبحلول سنة 2020 سيصل طول شبكة المترو الى 40 كيلومترا بحسب الشركة الفرنسية الجزائرية المستغلة للخط كذلك تجري اشغال تمديد خط الترامواي ليصل هو ايضا الى 40 كيلومترا على ما اعلن وزير النقل عمار تو منتصف ايار/ مايو الماضي من جهة اخرى أعلن المسؤول الأول عن الولاية أنه شرع في مطلع 2012 في انجاز 60 ألف وحدة سكنية بـ"صيغة السكن التساهمي والإجتماعي" مؤكدا أن هذه الحصة "مخصصة للفئة المحتاجة للسكن فعلا دون غيرها" على نقلت وكالة الانباء الجزائرية ولا يدفع المستفيدون من السكن بهذه الصيغة الا 30% من قيمة الشقة بينما يمول الصندوق الوطني للسكن 30% والباقي بقرض ميسر ومن بين اكبر المشاريع الجاري انجازها في الجزائر العاصمة مشروع جامع الجزائر الذي يتسع لـ120 الف مصل وسيؤوي مكتبة ومعهدا عاليا للدراسات الاسلامية ومتحفا للفنون والتاريخ كذلك كشف عدو عن "ابداء السلطات العليا بالبلاد موافقتها على المخطط الإستراتيجي للجزائر العاصمة الممتد إلى غاية 2030 والذي صيغ بشكل يضمن تحسين الإطار المعيشي للمواطن" والجزائر العاصمة او الجزائر البيضاء كما يسميها ساكنوها البالغ عددهم اكثر من ثلاثة ملايين نسمة بسبب مبانيها المطلية بالابيض، تحاول اليوم استراجع بريقها الذي فقدته خلال السنوات الماضية.

"بيوت مسكونة" في هونغ كونغ

على صعيد مختلف فان الصينيون متطيرون لكنهم عمليون فقد عمد قطاع العقارات في هونغ كونغ إلى إبراز سوق للبيوت "المسكونة" بأشباح مالكيها القدامى الذين قضوا في ظروف مأساوية، الأمر الذي جعلها تباع بأسعار مخفضة بحسب المعتقدات الشعبية التي ما زالت شائعة في المدينة الآسيوية الكبرى، يسكن شبح شخص توفي بطريقة غير طبيعية سواء كان ذلك انتحارا أو قتلا أو في حادث ما، بيته القديم وينقل سوء الحظ إلى مالكيه الجدد وبهدف حماية المستهلكين، يلزم القانون البائعين بإعلام هؤلاء بالمصير المشؤوم الذي لقاه آخر مالك أو مستأجر لكن هونغ كونغ هي واحدة من المدن الأكثر غلاء في العالم في ما يتعلق بالعقارات ومن الشائع دفع 40 ألف يورو للمتر المربع الواحد لقاء مسكن متوسط لا يصنف فاخرا وتباع البيوت "المسكونة بالأرواح" أو "هونغزا" باللغة الكانتونية، بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية في السوق بنسبة تتراوح بين 20 إلى 40%، بحسب ما يلفت إيريك وونغ من الموقع الإلكتروني "سكويرفوت" المتخصص بالعقارات والذي يضم قسما خاصا بهذا النوع من المساكن ويذكر وونغ أن "سكان هونغ كونغ يؤمنون بالـ"فينغ شوي" وهو فن قديم يهدف إلى تسهيل حركة الطاقة الحيوية في أماكن العيش لكنه يشير إلى أن "هونغ كونغ هي منطقة ضيقة النطاق وغالية فإذا توفرت فرصة للشراء بثمن مقبول، سوف نجد دائما مرشحين للاستثمار". بحسب فرانس برس.

من بين مئات الإعلانات المتوفرة على الموقع، نجد مسكن لاعب كرة قدم محلي وضع حدا لحياته بعدما قفر من شقته الواقعة في الطبقة السادسة والثلاثين. كذلك نجد بيت امرأة مطلقة عثر عليها جثة هامدة بعد شهر من انتحارها اختناقا بالغاز، وشقة فخمة حيث قتلت خادمة مستخدمتها بواسطة فأس وبترت أعضاءها ويشرح وونغ أن "هناك مجموعة من المستثمرين يهتمون بهذه الأماكن، إذ يؤجرونها لأشخاص لا يأبهون بالقصص المفجعة" وفي غالبية الأحيان، يكون هؤلاء من المغتربين الذين يطلق عليهم تسمية "غويلوس" الانتقاصية وتؤكد ويني نغ من مكتب "ريتش هارفست" العقاري أن "معتقدات الـ"غويلوس" تختلف عن تلك الخاصة بسكان هونغ كونغ هم يبحثون عن مسكن بسعر معتدل في حي يحلو العيش فيه" وعلى الرغم من بعض الإشارات الحديثة المتعلقة بتباطؤ الحركة، إلا ان السوق العقاري ما زال محموما فالأسعار سجلت قفزة بنسبة 70% منذ العام 2009، في حين أن المصارف رفعت أسعار فوائدها خمس مرات منذ آذار/مارس 2011 إلى ذلك، يضطر الشباب خصوصا إلى تمديد فترة إقامتهم مع ذويهم بعد إنهائهم دراساتهم، تماما كما هي الحال مع أبي لاو (25 عاما) التي تستفيد من ذلك فتدخر عائداتها قدر المستطاع وكثر هم أقرانها الذين يخططون لشراء أو استئجار "هونغزا" أو منزل "مسكون بالأرواح" فتقول "بعد أربع أو خمس سنوات، ينسى الناس ما حدث ومع مرور الزمن يمكن القيام بعملية مالية جيدة" لكنها شخصيا لا تنوي بجد القيام بخطوة مماثلة.

غيماريش البرتغالية عاصمة للثقافة

من جانب اخر اصبحت مدينة غماريش البرتغالية (شمال) رسميا احدى عاصمتين اوروبيتين للثقافة للعام 2012 خلال مراسم حضرها رئيس المفوضية الاوروبية البرتغالي جوزيه مانويل باروسو وهي ثالث مدينة برتغالية بعد لشبونة العام 1994 وبورتو (شمال) العام 2001 يتم اختيارها عاصمة اوروبية للثقافة وهو لقب تتشاطره غيماريش هذه السنة مع مدينة ماريبور في سلوفينيا وقال باروسو "الى جانب قيمتها الاساسية، تشكل الثقافة قيمة اقتصادية واجتماعية متزايدة" مشددا على ان الصناعات الابداعية والثقافة "تشكل اليوم 35 الى 4 %" من اجمالي النتاج المحلي الاوروبي واضاف رئيس الوزراء البرتغالي السابق "اقترحت المفوضية الاوروبية للميزانية المقبلة مبلغ 18 مليار يورو لبرنامج "اوروبا الابداع" اي بارتفاع نسبته 37 % مقارنة بالميزانية الحالية" داعيا كل حكومات الاتحاد الاوروبي الى "دعم هذا الهدف" وتابع باروسو يقول امام نحو 3600 مدعو بينهم رئيس الوزراء البرتغالي بيدرو باسوس كويلو ورئيس الجمهورية انيبال كافاكو سيلفا "من دون ثقافة لا معنى بتاتا لاوروبا" وتستفيد البرتغال منذ ايار/مايو الماضي من خطة مساعدة من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي وقد خفضت الحكومة التمويل العام لمشروع غيماريش-2012 في اطار خطة تقشف صارمة وخفض الاموال المتاحة للثقافة وواجه المنظمون خفضا بنسبة 20 % في الميزانية التي تصل قيمتها الى حوالى 25 مليون يورو لتنظيم اكثر من الف حدث وجذب بحسب التقديرات نحو 15 مليون زائر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 12/شباط/2012 - 19/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م